رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وداعًا نبيل الحلفاوى.. رحل قبطان الفن إلى شاطئ الخلود

رحل عنّا الفنان الكبير نبيل الحلفاوى تاركًا فراغًا لا يمكن ملؤه فى الساحة الفنية، وفى قلوب جمهوره وزملائه.

نبيل الحلفاوى لم يكن مجرد ممثل بارع، بل كان رمزًا للالتزام الفنى والإنسانى، وحاملًا لقضايا وطنية وإنسانية عكستها أدواره، وحتى تعليقاته البسيطة عبر منصات التواصل الاجتماعى.

عاش نبيل الحلفاوى مسيرة زاخرة امتدت لعقود، بدأها فى سبعينيات القرن الماضى، حيث قدّم نفسه ممثلًا جادًا يبحث دائمًا عن الأدوار التى تترك أثرًا فكريًا قبل أن تسعى لمجرد الترفيه.

أبرز ما يميز أعماله هو صدقه الفطرى على الشاشة، فشخصياته تبدو دائمًا حقيقية وصادقة، سواء كان قائدًا عسكريًا فى فيلم مثل «الطريق إلى إيلات» أو رجل المخابرات الحكيم فى الدراما الاجتماعية «رأفت الهجان».

تجلّت عبقريته فى تجسيد المشاعر الدقيقة والمعقدة دون صخب، وكأنه يجعل المشاهد جزءًا من الحدث.

القبطان المثقف.. لقّبه جمهور مواقع التواصل الاجتماعي بـ«القبطان»، ليس فقط لأنه برع فى أدوار القادة العسكريين، ولكن لأنه كان عقلًا وقلبًا يقود الحوار الثقافى والفنى على الدوام.

الحلفاوى لم يكن يغرد فقط عن كرة القدم أو قضايا الساعة، بل كان يقدم فكرًا عميقًا يجعلنا نعيد النظر فيما حولنا.

تعليقه على الأحداث السياسية والاجتماعية جاء دائمًا من زاوية فنان حقيقى مدرك لدوره فى تشكيل الوعى الجمعى.

حين نرثى نبيل الحلفاوى، فإننا لا نرثى نجمًا فحسب، بل نودّع حقبة فنية وإنسانية لن تُنسى.

ترك الحلفاوى إرثًا كبيرًا لم يقتصر على أعماله الفنية فقط، بل أيضًا تأثيره فى زملائه وجمهوره الذين شاهدوه وهو يصعد سلم التميز خطوة بخطوة، محافظًا على كرامته وقيمه دون استسلام لإغراءات الشهرة الزائلة.

قد يكون نبيل الحلفاوى غادرنا جسدًا، لكنه ترك دروسًا لا تقدر بثمن للأجيال القادمة من الفنانين.

رسالته كانت واضحة: الفن ليس مجرد وسيلة للتسلية، بل هو أداة لتغيير المجتمعات وتهذيب النفوس.

رحم الله هذا الإنسان النبيل، القبطان الذي أبحر بسفينته فى بحر مليء بالتحديات ليصل بها إلى مرفأ الخلود.

"وإنا لله وإنا إليه راجعون".