رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إكليل من الزهور فى ذكرى رحيل والد الأمة سيمون بوليفار

فى يوم الثلاثاء 17 ديسمبر 2024، ومن أمام تمثال والد الأمة المحرر سيمون بوليفار فى ميدان التحرير، بمناسبة الاحتفال بالذكرى 194 لرحيله، قال السيد أنخل هريرا القائم بأعمال سفير جمهورية فنزويلا البوليفارية والوزير المفوض، أمام حشد من الشخصيات من ممثلى جماعة دعم فنزويلا: «أيها الزملاء الكرام، بالنيابة عن الرئيس الدستورى لجمهورية فنزويلا البوليفارية نيكولاس مادورو مورس، والحكومة البوليفارية، والشعب الفنزويلى، والسفير ويلمر أومار بارينتوس، أعرب لكم عن خالص امتنانى لحضوركم الكريم لهذا الاحتفال، الذى نحى فيه ذكرى الوطنيين الشجعان الذين شاركوا فى معركة أياكوتشو، احتفالا بمرور 200 عام على هذا الحدث التاريخى الذى ختم استقلال أمريكا اللاتينية، والذى نُكرِّم فيه والد الأمة المحرر سيمون بوليفار، من خلال بصماته وإحياء ذكرى مرور 194 عامًا على رحيله الجسدى كقائد ومثال للنضال والكفاح والنصر».
وأضاف السيد «أنخل»، «لقد تم الاحتفال فى التاسع من ديسمبر بالذكرى المئوية الثانية بمعركة «اياكوتشو»، تلك الملحمة البطولية التى وقعت فى بامبا دى لا كينوا فى بيرو، حيث قام جيش التحرير بقيادة المارشال العظيم انطونيو خوسيه دى سوكرى بتحرير أمريكا الجنوبية بشكل نهائى من الاستعمار الإسبانى».
فى نهاية كلمته قال الوزير المفوض أنخل «تبرز عبقرية وفكر المحرر سيمون بوليفار فى التطور التاريخى لقارتنا الأمريكية، إن شجاعته ونزاهته وقيادته ورؤيته الواضحة للمستقبل، هى جزء من إرثه الذى ينتقل من جيل إلى جيل وتعزز مهمته العظيمة البارزة تحرير وتأسيس حياة مدنية لست دول مستقلة، واليوم نبقى متحدين ومفعمين بالأمل فى بناء مستقبل أفضل». 
قامت الثورة البوليفارية من أجل الاستقلال عن الاستعمار الأسبانى، ومن أجل إرساء مبادئ العدالة والانصاف والحرية والديمقراطية، ويعتبر سيمون بوليفار الذى ولد فى مدينة كاراكاس بفنزويلا، فى 24 يوليو 1783 وتوفى عام 1830 عن 47 عامًا، هو الأب الروحى والفاعل الأساسى فى معارك تحرر ست دول من أمريكا اللاتينية ضد الإمبراطورية الإسبانية «بوليفيا، وكولومبيا، والإكوادور، وبنما، وبيرو، وفنزويلا» كما كان له الأثر الأكبر فى تحرر الأرجنتين وشيلى. 
بدأت معركة الاستقلال فى 19 إبريل 1810، حين أسس مجلس كاراكاس لحركة ناجحة من أجل خلع الحاكم الإسبانى، وسرعان ماحذت حذوه مقاطعات فنزويلية، وبدأت حركة الاستقلال فى كل أنحاء فنزويلا، وحينها اندلعت حرب أهلية بين من يؤيدون الاستقلال، ومن يعتبرون أنفسهم مازالوا جزءًا من الملكية الإسبانية، ولكن قاد سيمون بوليفار معركة الاستقلال التام متأثرًا بأفكار عصر التنوير وقدوة الثورة الفرنسية، وتم إعلان استقلال فنزويلا فى 5 يوليو 1811 وتأسست بذلك جمهورية فنزويلا الأولى، وسقطت هذه الجمهورية عام 1812.
بعد ذلك قاد سيمون بوليفار حملة كبيرة بهدف استعادة فنزويلا، مؤسسًا جمهورية فنزويلا الثانية عام 1813، ولم تصمد أيضًا هذه الجمهورية، وسقطت جراء مجموعة من الانتفاضات المحلية وإعادة الغزو الملكى الإسبانى.
لم تحقق فنزويلا استقلالًا مستمرًا عن الاستعمار الإسبانى باعتبارها جزءًا من كولومبيا الكبرى إلا حين اندرجت ضمن أهداف حملة بوليفار للتحرير، ففى 17 ديسمبر 1819 أعلن «مؤتمر انجوستورا» كولومبيا الكبرى» دولة مستقلة، وبعد عامين من الحروب نالت الدولة استقلالها عام 1821 تحت قيادة المحرر سيمون بوليفار وشكَّلت فنزويلا مع كولومبيا، وبنما، والإكوادور وبيرو دولة «كولومبيا الكبرى» حتى عام 1830 وهو العام الذى انفصلت فيه فنزويلا عن كولومبيا الكبرى وأصبحت دولة مستقلة ذات سيادة.
وفى أواخر القرن العشرين عندما وصل القائد هوجو تشافيز إلى السلطة، عمل بلا كلل على تعزيز حوار إقليمى بين أمريكا الجنوبية والدول العربية، من أجل إقامة مسارات جديدة للربط بين المنطقتين، وتطوير مشاريع ذات فائدة للطرفين، لربط حضارتينا المترابطتين تاريخيًا، والاستفادة من جذورنا، وأوجه التشابه المشتركة، بيننا، والعمل معًا فى مواجهة التحديات العالمية الملحة، فى سياق لا يمكن فيه الاستغناء عن الحوار والتكامل والتضامن، الذى ينادى به التعاون فيما بين بلدان الجنوب- الجنوب.
لقد قام تشافيز بتحويل فنزويلا إلى دولة تدافع عن القضايا العادلة لشعوب العالم، وفى مقدمتها قضية الشعب الفلسطينى النبيل. 
وسار القائد نيكولاس مادورو منذ اعتلى رئاسة البلاد، على نهج المحرر والد الأمة سيمون بوليفار فى إرساء سياسة الانصاف والعدالة ومعادة الاستعمار، ومناصرة القضايا العادلة فى العالم، حيث أكد فى 16 مايو 2014، على دعم فنزويلا لـ«أن تكون فلسطين دولة مستقلة، معترف بها فى الأمم المتحدة وفى جميع المنظمات الدولية». 
وانعكاسًا لمستوى الالتزام الفنزويلى بالقضية الفلسطينية، احتفلت فنزويلا مؤخرًا، فى 10 مايو 2024، بالنصر الدبلوماسى للشعب الفلسطينى الشجاع، داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة، بعد أن صوتت شعوب وحكومات العالم بأغلبية ساحقة، مؤكدين أنه يجب قبول فلسطين عضوًا فى هذه المنظمة، ما يمنحها زيادة فى الحقوق كدولة حرة ذات سيادة ومستقلة.
يجدر الإشارة إلى أنه فى 29 نوفمبر 2024 «اليوم العالمى للتضامن مع الشعب الفلسطينى»، تجمعت الوفود من دول العالم ومنها مصر فى كاراكاس عاصمة فنزويلا، لإعلان الدعم والمساندة للشعب الفلسطينى وتشكيل الحملة «الدولية لمناهضة الصهيونية». 
كل التحية لدولة وشعب جمهورية فنزويلا البوليفارية لمواقفها الداعمة للحق والعدل ووقوفها ضد الفاشية والإمبريالية الأمريكية، وكل التحية لشعب فنزويلا الصامد أمام العقوبات الاقتصادية الأمريكية الجائرة، والمستمر فى بناء بلده.