من "بيت الحكمة" العراقي..
مدير مكتبة الإسكندرية يستعرض التجربة المصرية فى التعامل مع اللاجئين
اختتمت فى العاصمة العراقية بغداد أعمال المؤتمر الدولي "الهجرة واللجوء والتحديات الإنسانية بين المسئولية الدولية والالتزامات الوطنية"، والذى عقد في "بيت الحكمة"، بالتعاون مع منظمة العمل الدولية، وعدة مؤسسات وجامعات وأكاديميات ومراكز أبحاث عربية ودولية.
ومثَل مصر فى هذا المؤتمر، الأستاذ الدكتور أحمد زايد؛ مدير مكتبة الإسكندرية، واستعرض فى الجلسة العلمية الأولى للمؤتمر، التجربة المصرية الفريدة والمتميزة فى التعامل مع اللاجئين.
وقال الدكتور أحمد زايد فى كلمته، إن مصر لعبت دورًا فاعلًا في التوصل لإعلان نيويورك عام 2016 والذي أكد أهمية دعم الآليات الدولية القائمة لتعزيز حماية حقوق اللاجئين ومساواتهم بالسكان الأصليين، مشيرًا إلى أن مصر تعمل على المساواة بين اللاجئين بغض النظر عن جنسيتهم، بحيث يكون معيار المساعدات هو مدى الاحتياج لها وليس الجنسية.
وأضاف أن الدولة المصرية تقدم مختلف الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية للاجئين، مثلهم مثل المواطنين المصريين، في استخدام جميع المرافق الخدمية.
وأكد أن أعداد اللاجئين بلغت بنهاية عام 2024، على مستوى العالم 122٫6 مليون لاجئ منهم 43٫7 مليون لاجئ و4.4 مليون من عديمي الجنسية، والباقي من النازحين ومشردي الحروب، وأن السلطات المصرية تقدر أعداد اللاجئين والنازحين على أرضها بحوالي 9 ملايين، بينهم 4 ملايين من السودان ومليون ونصف المليون من سوريا، وأن الأعداد المسجلة فى مفوضية اللاجئين تقل عن هذه الأعداد بكثير، إذ تتحدث عن 605 آلاف لاجئ وطالب لجوء من جنسيات مختلفة.
وأشار إلى أنه في شهر نوفمبر الماضي، وافق البرلمان المصري على مشروع قانون لجوء الأجانب ويمنح القانون حقوقًا للاجئين تصل إلى حصولهم على الجنسية، مضيفًا أن مصر تعد هي الدولة الوحيدة التي لا يوجد بها مخيمات للاجئين، بل يعيشون بين المصريين ويتمتعون بنفس الخدمات والدعم الذي تقدمه الدولة لمواطنيها، كما تتيح السلطات المصرية للاجئين الوافدين من جنسيات عربية الحصول على إقامة.
وأكد الدكتور أحمد زايد، أن الحكومة المصرية تسعى دائمًا إلى الارتقاء بمسئوليتها تجاه اللاجئين، وذلك من خلال سياسات شاملة تضمن توفير السكن الملائم والخدمات الأساسية لهم، وأن مصر تقدم خدمات التعليم، حيث يستفيد الأطفال اللاجئون من الدول العربية ويتجاوز عددهم 65 ألف طالب من حق الالتحاق بالمدارس الحكومية والجامعات دون تفرقة بينهم وبين المواطنين المصريين، كما قدمت الدولة خدمات الصحة للاجئين وطالبي اللجوء على قدم المساواة مع المصريين بدون تفرقة، وسعت أيضا نطاق العديد من الحملات الصحية لتشمل اللاجئين وطالبي اللجوء. مثل مبادرة "100 مليون صحة"، وحملة مكافحة شلل الأطفال، وحملة الكشف عن السمنة وفقر الدم ومرض التقزم بين طلاب المدارس الابتدائية.
وأضاف مدير مكتبة الإسكندرية أن الدولة تقدم أيضًا، خدمات ذوى الاحتياجات الخاصة من أبناء اللاجئين، حيث تم تدشين العديد من المبادرات التي تسعى إلى زيادة الوعي حول التحديات التي يواجهها طالبو اللجوء من ذوي الاحتياجات الخاصة، وتم توفير مساعدات للاجئين من ذوي الاحتياجات الخاصة في مجال الصحة والتعليم والرياضة، ركزت بشكل كبير على دمج هؤلاء الأفراد وعائلاتهم في المجتمع.
وأكد "زايد" أن لمصر تجربة ناجحة في التعامل مع ضيوفها من اللاجئين من مختلف الجنسيات، حيث إنها لا تقيم لهم معسكرات أو مناطق بعيدة عن المواطنين، إنما تسعى دائمًا إلى الارتقاء بمسئوليتها تجاه اللاجئين، وذلك من خلال سياسات شاملة تضمن توفير السكن الملائم والخدمات الأساسية، حيث إن تلبية احتياجات اللاجئين لا يقتصر فقط على تقديم المساعدات الطارئة، بل يتطلب حلولًا طويلة الأمد تُسهم في تمكينهم من بناء مستقبل مستدام لهم ولعائلاتهم.
وتحدث الدكتور أحمد زايد عن أن مصـر تعمـل فـي مجـال اللاجئين مع منظمـات المجتمـع المدنـي، لتقديم خدمـات الحمايـة والمسـاعدة القانونيـة ومنح التعليم، والخدمـات الصحية، والتدريب المهنـي، وسبل كسب الرزق، وخدمات الصحة النفسية والإرشاد النفسي والاجتماعي، بالإضافة إلـى المساعدات الخاصة بتلبية الاحتياجات الأساسية للاجئين.
وتابع أن مكتبة الإسكندرية تعمل دائمًا على دعم اللاجئين، وتم تجديد الاتفاقية المبرمة مع المفوضية السامية للأمم المتحدة لشئون اللاجئين مؤخرًا، مشيرًا إلى أن الاتفاقية تهدف إلى تطوير وتنظيم الأنشطة والبرامج التدريبية المتخصصة لبناء قدرات اللاجئين ورفع كفاءاتهم للحصول على فرص عمل مناسبة من أجل تمكينهم اقتصاديًا، وتهدف أيضًا إلى إصدار الدراسات والأبحاث التي تسلط الضوء على أوضاع اللاجئين وتيسير تبادل المعلومات المتعلقة بهم، وكذلك تنظيم الفعاليات والمؤتمرات والندوات لمناقشة التحديات التي يواجهونها مع طرح توصيات ومقترحات لحلها.
كما تنظم مكتبة الاسكندرية "مشروع ملاذ" بالتعاون مع المفوضية وذلك لبناء قدرات وتمكين اللاجئين اقتصاديًا وتعزيز فرص اندماجهم في المجتمعات المستضيفة لهم، يتضمن البرنامج التدريبي ثلاث مراحل: "اتعلم حرفة جديدة" و"أولى خطواتك نحو تنفيذ مشروعك التجاري"والمشاركة في معرض بمكتبة الإسكندرية لعرض المنتجات التي سوف يتم إنتاجها في مختلف ورش العمل السابقة بهدف فتح قنوات تسويقية للمنتجات المتميزة، بالإضافة إلى المشاركة في مسابقة أفضل 3 مشاريع للتنافس على 3 جوائز مالية.
وتناول المؤتمر 4 محاور رئيسية تناولت الأبعاد التاريخية والاجتماعية للهجرة، والعوامل المؤثرة على حركة النزوح، وسبل تعزيز الحماية الاجتماعية للمهاجرين، مع تسليط الضوء على حقوق العمال المهاجرين غير النظاميين.
وشارك في المؤتمر أكاديميون من أكثر من 20 دولة، قدموا 140 بحثًا تناولت مختلف جوانب قضايا الهجرة واللجوء.