رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية يشدد على تأمين السلام المجتمعى لكل الشعب السورى

بطريرك الكنيسة السريانية
بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية

عقد البطريرك مار إغناطيوس أفريم الثاني، بطريرك الكنيسة السريانية الأرثوذكسية، اجتماعا، عبر الإنترنت، مع مطارنة السريان الأرثوذكس في سوريا والأقسام البطريركية؛ لمناقشة آخر التطورات والتغييرات التي تشهدها سوريا حاليًا، بدأ اللقاء بالدعاء لسوريا ولكل شعبها.

وناقش آباء الكنيسة الوضع الأمني في البلاد، ونتائج اجتماعات المطران في دمشق وحمص وحلب، بالإضافة إلى الكهنة في مختلف الرعية، مع ممثلي القيادة الحالية في سوريا، بمن فيهم سياسيون وعسكريون ورجال دين وآخرون.

وأفاد آباء الكنيسة بأن القيادة الحالية في سوريا طمأنت، خلال هذه اللقاءات، المسيحيين الذين هم مكون أساسي من مكونات الشعب السوري الحبيب، فيما يتعلق بالأوضاع الأمنية والمعيشية.

أهمية استمرار هذه اللقاءات التى تهدف إلى تأمين السلام المجتمعى لجميع مكونات الشعب السورى

وشدد البطريرك مار إغناطيوس أفريم الثاني، خلال اللقاء، على أهمية استمرار هذه اللقاءات التي تهدف إلى تأمين السلام المجتمعي لجميع مكونات الشعب السوري في كافة المناطق، وبالتعاون مع القائمين على إدارة البلاد لما فيه خير البلاد وشعبها. 

وأوضح أن تعاون الكنيسة مع مختلف الجهات المدنية والإدارية على مر العصور ينبع من أمر الكتاب المقدس: "أكرم الجميع. أحب الإخوة. اتقوا الله. أكرموا الملك" (1 بطرس 2: 17). في العقلية المسيحية، يبنى احترام السلطات والتعاون معها على أساس مخافة الله، الذي هو أساس الرخاء لكل إنسان ولكل الأمم. يمكن القيام بذلك من خلال الأعمال الخيرية وتوفير الخير للجميع على حد سواء. وشدد على أن الكنيسة في مواجهة تطورات الأيام الماضية، والتي كشفت حجم الاستبداد، سلطت الضوء على الظلم الكبير الذي وقع والذي لم يكن على دراية به الكثيرون، وشكرًا لله على سلامة جميع من ولدوا من جديد من رحم الاعتقال، والدعاء لمن فقدوا حياتهم.

كما أكد قضية مطران حلب والمختطفين بولوس يازيجي ومور غريغوريوس يوحنا إبراهيم، وأبرز آباء الكنيسة أهمية ما يتم تداوله حول العثور عليهم. ووجّه قداسته آباء الكنيسة بمتابعة هذه القضية مع السلطات، آملًا في كشف حقيقة اختطافهم.

حث أعضاء الكنيسة على المثابرة فى الصلاة والصوم طلبًا للسلام

وفي ختام هذا اللقاء، عبّر البطريرك ونيافتهم المطران عن حبهم وصلواتهم الأبوية لجميع أبناء الكنيسة السريانية الأرثوذكسية في سوريا، المقيمين والمغتربين، مؤكدين النقاط التالية:
1- حث أعضاء الكنيسة على المثابرة في الصلاة والصوم طلبًا للسلام من ملك السلام، فالصلاة والصوم وسيلة روحية مهمة تزرع الطمأنينة والحكمة في قلوب المؤمنين.
2- هذه الفترة الحساسة في تاريخ وطننا سوريا تثير العديد من التساؤلات الخطيرة لأبناء الوطن بشكل عام، ولكنيسة المسيحية وأبنائها في سوريا خاصة، فيما يتعلق بوجودهم ومستقبلهم وحرياتهم الدينية وممارسة شعائرهم، إضافة إلى دستورهم، الحقوق المدنية والقانونية في إدارة أوقافهم ومؤسساتهم التعليمية والطبية والاجتماعية، وكذلك تطبيق قانون الأحوال الشخصية الخاص الذي تتمتع به الكنائس.

هذه الأسئلة تحتاج إلى إجابات رسمية من القيادة الحالية للبلاد. وتؤكد الكنيسة دعمها المستمر لأبنائها في هذه المرحلة، كما كانت تفعل دائمًا، فالكنيسة لن تدخر جهدا في دعم أبنائها والدفاع عن حقوقهم. لن تقبل بأي شكل من أشكال سوء المعاملة أو إساءة استخدام حقوقهم. الكنيسة تدعو الجهات المدنية والدولية لمتابعة هذه الإجراءات والخطوات التي تضع الأساس لسوريا جديدة. في الوقت نفسه، تقف الكنيسة على أهبة الاستعداد للانخراط مع جميع السوريين والتعاون مع كل من يسعى لخير البلاد، وتمد يد العون للجميع للمساهمة في إعادة إعمار البلاد.
3- المطالبة بالحفاظ على حقوق الطوائف المختلفة التي تشكل نسيج المجتمع السوري، في الدستور الجديد، بما يحفظ هويتهم العرقية ولغاتهم المختلفة، هذا سيزيد من قوة بلادنا واستقرارها في مواجهة التحديات، ويقدم صورة حضارية لسوريا.
4- تشجيع من يخدم في الشرطة والجيش على الاستفادة من عملية التسوية التي أعلنت عنها القيادة العامة.
5- تشجيع جميع أعضاء الكنيسة الراغبين في الانخراط في الشئون العامة، مدنيا وسياسيا، على لعب دورهم المهم في التأكيد على الوجود المسيحي الفعال في خدمة المجتمع والوطن.
6- التأكيد على دور الجمعيات والمؤسسات الخيرية السورية في سوريا لخدمة جميع أبناء هذا الوطن والتعاون من أجل إعادة إعماره.
7- ضرورة الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية والحفاظ على أمن سكانها، مؤكدًا أن الجزيرة السورية (شمال شرق) ومرتفعات الجولان جزء لا يتجزأ من سوريا، وكذلك إدانة الانتهاك الإسرائيلي المتكرر لسيادة سوريا.
8- دعوة الحكومات والمجتمع الدولي للمساعدة في الوضع الإنساني في سوريا، وحثهما على العمل على رفع العقوبات، والشروع في دعم إعادة إعمار سوريا وعودة اللاجئين.
وأخيرًا، ونحن نقترب من الاحتفال بمولد المسيح، أمير السلام وربيع الأمل، نطمح نحو مستقبل مزدهر بعيون يملؤها الأمل في سلام دائم لهذا البلد المبارك، وحياة كريمة تقوم على العدل والمساواة للجميع.