نجيب محفوظ يبوح بأسرار لقاء جمعه مع سعاد حسنى.. ما القصة؟
تعد روايات أديب نوبل العالمي، نجيب محفوظ، من أكثر الروايات تناولا في السينما المصرية. وقدمت ألمع النجمات المصريات أجمل أدوارهن وأبرزها من خلال رواياته في صورتها السينمائية، ومن بينهن شادية، التي قدمت عن روايات نجيب محفوظ شخصيات: "زهرة" في ميرامار، و"حميدة" في زقاق المدق، و"نور" في اللص والكلاب، و"كريمة" في الطريق.
نجيب محفوظ: سعاد حسنى أعظم ممثلة عرفتها السينما المصرية
أما سندريلا السينما المصرية، الفنانة سعاد حسني، فقد قدمت عن روايات نجيب محفوظ أدوار: "زينب" في الكرنك، وشخصية "إحسان" في القاهرة 30. ورغم قلة الأدوار التي قدمتها سعاد عن روايات نجيب محفوظ إلا أنه كتب في محبتها خصيصا، في المقال الذي نشرته مجلّة «الكواكب» بتاريخ 17 يونيو 2003، بعنوان "أعظم ممثلة عرفتها السينما المصرية".
ويستهل نجيب محفوظ مقاله عن سعاد حسني مشيرا إلى: إنها أعظم الممثلات اللواتي شهدتهن السينما المصرية، فهي ذات طاقة تمثيلية تجعلها تجيد وتتألق في مختلف نوعيات الأدوار على عكس الكثير من الزميلات اللواتي لا يجدن غير لون واحد، فهي فنانة شاملة تجمع بين التمثيل والرقص والغناء، وتتيح لها مواهبها المتعددة أن تجمع أدوار التراجيديا والكوميديا والميلودراما، كما تمثل أدوار مختلف الطبقات الشعبية والأرستقراطية.
كواليس لقاء نجيب محفوظ بالسندريلا
ويبوح نجيب محفوظ بكواليس اللقاء الذي جمعه مع السندريلا سعاد حسني، قائلًا: وقد قابلت سعاد حسني في بداية مشوارها الفني في ظروف إنتاجية تتعلق بقيامها ببطولة أحد الأفلام المأخوذة عن رواية لي. وقد كانت فتاة مهذبة ودمثة الخلق وخفيفة الظل، كما كانت فنانة مرهفة الحس، ولقد تعجبت في البداية حين رشحت للقيام لأول مرة ببطولة فيلم لي، وأعتقد أنه كان "الطريق" في أواسط الستينيات، فقد اعتدت أن أراها في أدوار خفيفة تميل إلى الكوميديا، لكني وجدت فيها بعد ذلك أبعادا تراجيدية عميقة، وأنا أعتقد أنها كانت من أكثر ممثلاتنا تنوعا في الأداء، في وقت كان الكثير من الممثلات الآخريات يملن إلى النمطية، ولقد بهرت بأدائها في الكثير من الأفلام المأخوذة عن رواياتي أو التي كتبت لها السيناريو بنفسي، فكان أداؤها رائعا في "القاهرة 30"، لصلاح أبوسيف، وفي "الاختيار" ليوسف شاهين، كما دخلت قلبي بخفتها في "أميرة حبي أنا"، لحسن الإمام.
ويستطرد نجيب محفوظ: وتطورت سعاد بسرعة من أدوار الفتاة الظريفة الخفيفة إلى أدوار المرأة الناضجة، بحيث صارت قادرة على أداء أي دور سينمائي مهما تكون أبعاده، فقد كانت لديها مواصفات جميع الأدوار من الفرح إلى الحزن ومن الأمل إلى الإحباط.
ويشدد نجيب محفوظ على: أما الشىء الثاني الذي ميز سعاد حسني فقد كان خفتها، هي الخفة التي اشتهر بها المصريون، كما كانت حاستها الكوميدية ذات طابع مصري أصيل في الوقت الذي كنت تجد فيه بعض الممثلين الآخرين يقدمون كوميديا أقرب إلى ما تراه في الأفلام الأجنبية، لذلك فقد كنت أسعد كلما قدمت سعاد حسني إحدى رواياتي لأن شخصياتي تتسم بالطابع المصري الصميم نفسه الذي اشتهرت به فنانتنا العظيمة.