رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد حصدها جائزة نجيب محفوظ.. إطلالة على رواية "ميكروفون كاتم صوت"

محمد طرزي
محمد طرزي

فاز الروائي اللبناني، محمد طرزي،  بجائزة نجيب محفوظ للعام 2024، والتي تمنحها الجامعة الأمريكية في القاهرة، عن روايته "ميكروفون كاتم صوت"، والرواية صدرت في العام الماضي 2023، عن الدار العربية للعلوم ناشرون.

محمد طرزي يرصد ما آل إليه حال اللبنانيين 

عبر كوميديا سوداء حارقة ورصد واقعي لما آل إليه حال اللبنانيين اليوم، يكتب محمد طرزي في "ميكروفون كاتم صوت" ــ بحسب الناشر ــ من خلال راوٍ عليم، واقع الانهيار الشامل الذي يمرّ بوطنه على حاضر بطله "سلطان" ومستقبله؛ ومن خلاله على الشريحة الاجتماعية التي يمثل من معارضي السلطة ومنتقديها وضحاياها. يقابل هؤلاء شريحة المتنفّذين عبّاد السلطة والمتخمين من سرقة المال العام؛ المحتكرين للدواء والكهرباء والغذاء.

 

وسط هذا العالم الرديء كان "سلطان" بطل هذه الحكاية يعيش وأسرته على حافة المقبرة، يساعد حفار القبور ويرشد الأحياء إلى قبور موتاهم، وينتظر الفرصة التي لن تأتي. تعلّم ودرس المحاسبة ولم يستطع الفوز بوظيفة، وعندما طرق الحب بابه صار وهمًا وذكرى.

 

غلاف الرواية
غلاف الرواية

وعن الرواية قال محمد طرزي في لقاء سابق لـ"الدستور" مع الزميل الكاتب أحمد مجدي همام: قبل الشروع فى كتابة «ميكروفون كاتم صوت»، كنت مترددًا فى الانتقال من الرواية التاريخية إلى الرواية الاجتماعية. استحضرتُ تجربة نجيب محفوظ، إذ بدأ مشروعه الأدبى بالرواية التاريخية، ثم حين تبنى النص الاجتماعى، ذهب عميقًا فيما هو محلى، وقدمه للعالم نصًا وجدانيًا، يعكس بطريقة إنسانية رهيفة ثقافة الناس العاديين وطريقة عيشهم فى الحارات والأحياء البسيطة. هو الكاتب الذى علمنا أننا لا نحتاج إلى موضوع كبير، كى نكتب نصًا استثنائيًا؛ إذ يكفى أن نراقب الذين يعيشون حولنا، نتلمّس عواطفهم الدفينة، ونقاربها بحس إنسانى صادق. لذلك فإن سعادتى باقتران اسمى بالكاتب الكبير مضاعفة، لأن هذا الاقتران جاء بسبب الرواية التى اهتدت بتجربته.

وحول إذ ا كانت رواية "ميكروفون كاتم صوت"، مرثية روائية للبنان، أضاف محمد طرزي: أخشى أن تكون كذلك، لكنّ القائمين على النظام السياسى ما فتئوا يفعلون كل شىء حتى يشوهوا صورة لبنان الذى أحبه العالم والعرب. ترد فى الرواية فقرة لعلها تجيب عن سؤالك. إذ بعد أن تُسأل إحدى الشخصيات عن مصير المدينة، تجيب الشخصية بأنها مدينة زائلة بمعنى أن «البحرُ والرملُ والسماء، كلّها أشياء ستبقى، لكن الروح بعد كل هزيمة هى التى تتبدل. وها هى ذى روحها تتبدل الآن أمام حصار الفاسدين وذوى الثقافات الغريبة؛ لم يتصد لهم الناس كما يجب، فلا ضيم أن يعاقبوا بخسارتها».

يُشار إلى أن جائزة نجيب محفوظ، تمنحها دار نشر الجامعة الأمريكية بالقاهرة منذ عام 1996 لأفضل رواية معاصرة باللغة العربية تم نشرها في العامين السابقين. وتبلغ قيمة الجائزة 5000 دولار، إضافة إلى ترجمة العمل للغة الإنجليزية ونشره.