مفاجأة جوميز أخبر رئيس الزمالك بالرحيل قبل شهرين
جاء رحيل البرتغالى جوزيه جوميز عن تدريب نادى الزمالك ليمثل زلزالًا كبيرًا داخل القلعة البيضاء، خاصة أن الفريق كان يمر بحالة من الاستقرار الفنى خلال الفترة الأخيرة، مع المنافسة على أكثر من بطولة محلية وقارية، ووسط توقعات باستمرار الألقاب، قبل أن تأتى «صاعقة جوميز» وتقلب الأوضاع.
رحيل «جوميز» لم يكن محض صدفة أو مفاجأة لبعض المقربين وأصحاب القرار داخل نادى الزمالك، خاصة أن المدير الفنى أبلغ حسين لبيب، رئيس النادى، منذ شهرين، عن تلقيه عرضين من إيران وعرضين من الخليج، موضحًا أنه اعتذر عنها، وفضل الاستمرار على رأس المسئولية الفنية للزمالك على أمل حل المشاكل الموجودة.
وكان أكبر الأزمات التى تواجه «جوميز» أزمة المستحقات المالية للاعبين وتأخر صرفها، وهو ما أثار غضبه بشكل كبير، حتى أنه طلب أكثر من مرة من مجلس الإدارة حل الأمر، خاصة أن لاعبى الفريق شكوا عدة مرات من ذلك، ما دفعه للتواصل مع الإدارة البيضاء على أمل حل المشكلة، لكنه لم يجد أى استجابة منها، بسبب الأزمة المالية الطاحنة التى يمر بها النادى فى الوقت الحالى، وعدم وجود سيولة مادية.
الأمر الثانى كان متعلقًا بتجديد عقد المدير الفنى نفسه، الذى يصل راتبه فى الوقت الحالى إلى ٦٥ ألف دولار شهريًا، وكان من المقرر أن يكون العقد الجديد بقيمة ٧٥ ألف دولار لنهاية الموسم الحالى، مع زيادة العقد إلى ١٠٠ ألف دولار، لكن المفاجأة تتمثل فى رغبة الإدارة بوضع بند يسمح لها بمنح الراتب بالجنيه، وهو ما أثار غضب «جوميز»، لأنه من الطبيعى أن يحصل على قيمة عقده بالدولار وليس بالجنيه، بالإضافة إلى اشتراط مسئولى الزمالك ربط التجديد فى الموسم الثانى بحصوله على بطولتين.
«جوميز» شعر بأن المستقبل غامض مع الزمالك، وأن هناك أزمات ومشاكل عديدة مقبلة، لذا اتخذ قراره فى نهاية الأمر بالرحيل عن الفريق، ووافق على عرض الفتح السعودى، الذى جاء بقيمة ٢٠٠ ألف دولار شهريًا، وطلب أن يعمل بكامل جهازه الحالى، بمن فيهم أحمد مجدى المدرب المساعد للفريق.
ومن ضمن المشاكل التى أثارت غضب «جوميز» ودفعته للرحيل حالة الانقسام الموجودة داخل مجلس الإدارة، وشكواه الدائمة من التعامل مع أكثر من مسئول فى ملف كرة القدم، وهو ما جعله يشعر بأن هناك خلافات داخل المجلس، وأن الملف لا يختص به مسئول واحد، لدرجة أن الأمر وصل إلى الاجتماع مع ٣ مسئولين مختلفين لمناقشة ملف تجديد عقده، وكان لكل منهم رأى مختلف عن الآخر فى مناقشة بنود التجديد.
والمفاجأة التى لم يتم الإعلان عنها أن «جوميز» حسم اتفاقه مع نادى الفتح السعودى قبل مباراة إنييمبا النيجيرى فى الجولة الأخيرة من الكونفيدرالية الإفريقية، بعد أن عقد أكثر من جلسة بتقنية «زووم» فى نيجيريا، مع مسئولى الفتح، وتم خلالها الاتفاق على كل شىء.
ومن المثير أن المدير الفنى أخبر عبدالواحد السيد، مدير الكرة بالنادى، بوجود عرض من الفتح السعودى، موضحًا مدى استيائه من الأوضاع داخل القلعة البيضاء، وعدم وجود أى استجابة لمطالبه بخصوص أزمة المستحقات المالية، مشيرًا إلى تغيب ٤ لاعبين عن جلسة كان مقررًا عقدها مع الإدارة قبل السفر إلى نيجيريا لحل الأزمة، بعد أن علموا مسبقًا أن الجلسة لن تشهد أى تطورات إيجابية، سوى المطالبة بمزيد من الصبر حتى يناير.
وانعكست مسألة رحيل المدير الفنى على لاعبى الزمالك، الذين يمرون بحالة غضب شديد، بسبب تعامل الإدارة السيئ، والتفريط فى «جوميز»، خاصة أن علاقته باللاعبين كانت أكثر من رائعة، وشهدت حالة من الانسجام بين الطرفين، جعلت اللاعبين يتمنون استمراره لأطول فترة، لذا فإن خبر رحيله مثّل صدمة كبيرة داخل القلعة البيضاء.