عَشَم إبليس «الإخوانى» فى جنة مصر!
مما لا شك فيه أن الأحداث الأخيرة، والمشاهد الهوليودية السياسية على الهواء مباشرة قد أيقظت كل الشياطين النائمة فى أدمغة قيادات وأتباع الجماعة الإرهابية الأم وكل خلفتها الحرام داخل وخارج مصر. وأكاد أجزم أن بعضهم قد أغمض عينيه وبات يحلم بأن اللحظة آنية لأن تستطيع زمرته الحصول على رضا المخرج مجددًا لكى يوافق على إعادة منحها دورًا جديدًا على أرض مصر!
لكن يسعدنى كثيرًا أن أفسد كل أحلامهم وأوهامهم هذه بالمثل الشعبى المصرى «دا عشم إبليس فى الجنة!».
ولدى من الحقائق المنغصة لهذه الأوهام الكثير الذى يجعلنى أطمئن تمامًا، ولا تراودنى أى ذرة شك فى أن كل ما يتم بثه هذه الأيام من عبارات ممنهجة موجهة- تلخصت كلها فى أنه قد حان سقوط مصر- ليست إلا أساطير شيطانية عليهم أن يستفيقوا منها سريعًا قبل أن تفيقهم باقى مشاهد الفيلم الدرامى المنتظر أو يفيقهم المصريون بصفعة جديدة أخرى!
(٢)
أول الحقائق لدى تتعلق بإخوان مصر من الذين يحملون شهادات ميلاد مصرية أبًا عن جد. قال البابا شنودة يومًا «إن مصر وطن يسكن فينا ولا نسكن فيه» فهل يسكن هذا الوطن فى عقول وأرواح وقلوب أعضاء الجماعة رغم مصرية مولدهم ونشأتهم؟
هناك حقيقة خفية لا يلتفت إليها كثيرون عن هوية الروح. إن آليات الجماعة فى تجنيد أعضائها ثم السيطرة العقلية الكاملة عليهم هم وأبنائهم طوال حياتهم، والتى تم اختيارها من أجل تقوية الجماعة هى ذاتها جعلتهم جميعًا يسكنون مصر جسدًا فقط. يسكنونها لكنهم لا يعرفونها إطلاقًا. منذ الانضمام للجماعة تصبح حياة العضو عبارة عن دائرة محكمة الغلق. الكتب والدروس والزواج وطريقة الاختيار وطقوس احتفاله والتفاعل الاجتماعى والدوائر الاجتماعية الحقيقية أو دوائر الأمان الاجتماعى والعبارات اللفظية التى يستخدمونها فى التخاطب والمعايدات والمجاملات.. كل ذلك محكوم ومختار بعناية ودقة لكى يخلق أناسًا مختلفين تمامًا عن باقى المصريين.
الأحلام والطموحات الشخصية والمجتمعية والوطنية، مناسبات الفرح والابتهاج والأخرى الخاصة بأسباب الحزن والألم، كل ذلك يدور فى فلك فكرة الجماعة لا فكرة البلد.
الأبطال وأسماؤهم وهوياتهم، والمثل العليا التى يتحلق بها صغار العائلة، ونماذج الفنون والرياضات المسموح بها لهم، وحتى ألعاب الأطفال، ونوع المدارس وطقوس طابور الصباح وتحية العلم والنشيد الوطنى، ونظرة العائلة التى تنقلها للشباب عن الخدمة الوطنية أو العسكرية، كل ذلك منتقى لكى يصل بالفرد إلى تكوين روحى وعقلى معين يصير معه مواطنًا يعيش على أرض مصر لكنه ليس مصرى الروح ولا العقل ولا الهوى ولا الانتماء. يصبح فعليًا غريبًا عن محيطه المصرى.
(٣)
لا يستخدم عبارات المصريين مثل صباح الفل.. صباح الورد.. ولا تطرب أذنه لما تطرب له آذان المصريين، ويشعر بالاغتراب حين يرى كل مفردات حياة المصريين. يعتقد أنهم جميعًا خارج فكرة الإسلام وهو وحده- بعبارات «جزاك الله خيرًا، ما عندكم ينفد وما عند الله باقٍ.. إلخ» أو بممارسات مثل الفرح الإسلامى والدف والأغانى التى لا علاقة لها بالروح المصرية- المسلم الحق! يعتقد أنه سوف يقوم بتغيير هوية المصريين الروحية حين يصل للحكم! وحين وصل وجد نفسه غريبًا صدمته ردود أفعال المصرييات تحديدًا فأطلق لنفسه العنان لسبهن حين مارسن طقوس الهوية المصرية بتلقائية!
هذه هى الحقيقة الأولى الغائبة عن كثيرين، والتى ستجعل أحلام الجماعة فى أرض مصر ليست إلا أضغاث أحلام أو عشم إبليس!
هذه الحقيقة تقول إن الإخوانى المصرى هو إنسان غريب عن مصر حتى لو كان مصريا بشهادة الميلاد وبطاقة الهوية. يمكن أن يعيش على أى أرض غيرها دون أن يشعر بذلك الحنين الجارف الذى يمزق روح أى مواطن مصرى طبيعى حين يبعد عن مصر ولو أيامًا قليلة!
المواطن الإخوانى تنظيمًا وقلبًا هو فى الحقيقة أسير لأسرٍ أكثر قبحًا من السجون التقليدية، وهو اختطاف الروح ونزعها من تربتها، وأسرها فى قبوٍ محكم يملك مفاتيحه أشخاص آخرون. والخروج من هذا القبو الروحى ليس بتلك السهولة. طول الأسر يخلق حالة فزع من الخروج منها، وشعور بالضياع الأخروى، وأنه أصبح كالمرتد دينيًا!
(٤)
الحقيقة الثانية أن الإخوانى قرأ تاريخ مصر قراءة مشوهة كما أرادوا له. اقتنع أن تاريخ مصر بدأ عام ٦٤٢م بغزو عمرو بن العاص! وأن ما سبق ذلك التاريخ كان إثمًا، وعلى مصر وعلى المصريين أن يبرأوا منه! يرى تاريخ مصر السابق فى قصص فرعون وموسى! يرى أن غزو العرب يجب ويحذف حضارة مصر.. أبطاله هم فقط جيش عمرو بن العاص. يرى التاريخ السابق وثنيًا جبّه الإسلام. وأى تطور حضارى بشرى طبيعى هو خروج عن سرمدية الإسلام! حالة العداء التى خلقتها الجماعة بينه وبين الفنون جعلته يسخر ويسفه منجزات مصر الحضارية السابقة. وتكون النتيجة حالة عداء بينه وبين جزء أصيل من شخصية مصر والذى يمثل أحد مناحى التفاخر للمصريين.
(٥)
ارتباك وتشوش المفاهيم هو الحقيقة الثالثة. ما هى الخيانة وما هو الإخلاص؟ يسقط المنتمون لتنظيمات راديكالية لفترات طويلة فى شرك ارتباك وتشوش المفاهيم والأسس الأخلاقية المستقرة عند السواد الأعظم من المواطنين الآخرين. حين تسأل مواطنًا عن خيانة الوطن فلن يجد صعوبة فى تحديد معناها التقليدى، لكن المنتمين لتنظيمات عنقودية عقائدية مع مرور الوقت يخضعون لعمليات غسيل عقل قيمى تصبح معها كلمة خيانة ذات مدلول واحد، وهي خيانة الفكرة المفصلية فى عقيدة التنظيم.
شخصيًا لم أستغرب مقولات أقطاب الجماعة عن استعدادهم- بعد وصولهم للحكم - أن يقدموا قطعًا من أرض مصر لشعوب أخرى مسلمة. لأن ذلك لا يمثل لهم خيانة فى سياق تعريفهم لمعنى الوطن والجنسية. فالوطن هو أرض الإسلام، والجنسية هى ديانة كل مسلم على سطح الكرة الأرضية. ومع هذه المفاهيم يصبح دفاع أى مواطنين أو جيوش أو قيادة عن أرضها ضد انتهاك مسلمين لها هى الخيانة! فكيف يستقيم أن تتوهم مجموعة بقدرتها على حكم شعب هى تختلف معه جذريًا حول مفاهيم أسسية فى فكرة الدولة ذاتها؟!
(٦)
أما رابع الحقائق فهو فساد البناء العقلى والروحى الذى يقود المنتمى لجماعة الإخوان دائمًا للرهانات الخاسرة فى مصر.. وأول رهاناته الخاسرة المكررة هى رؤيته لبناء المقاتل المصرى. يعتقد الإخوانى أن رجل الجيش المصرى ينقصه البناء الدينى، وأن هذا المقاتل ينتظر الهداية الدينية على أيدى شيخ أو أسطون من أساطين الفكر الإخوانى لكى يتمرد على بذته العسكرية وينشق على قياداته وينضم طائعًا ويصبح عضوًا فى مليشيا!
لا يعرف أن الدين والعقيدة هى من أسس تكوين العنصر البشرى فى المؤسسة العسكرية المصرية. فالضابط أو الجندى يواظب على ممارسة الشعائر ويقرأ القرآن ويدرك تكامل فكرة العقيدة الدينية السايمة مع عقيدة الشرف العسكرى الوطنى.
تكررت كثيرًا فى أدبيات الفكر الإرهابى التكفيرى- وعلى رأسه الفكر الإخوانى - الحلم الوهم بالنجاح فى خلق انشقاقات فى الجيش المصرى تقود إلى تحطيم هذا الجيش من الداخل.
ورغم سذاجة الفكرة لمن يراها على حقيقتها، لكن القبو الفكرى الذى حُبست بداخله هذه العقول دفع أصحابها لتكرار المحاولة أكثر من مرة، وحين كانوا ينجحون فى استقطاب ضابطٍ أو عدة ضباط كان وهمهم يهيئ لهم أن هؤلاء يستطيعون القيام بذلك. يرون الصورة كما يتوهمون لا كما يراها صاحب أى عقل منطقى وبالحد المعرفى الأدنى بتلك المؤسسة. فالمنطق السليم يقول إن المؤسسة هى من ستقوم ببتر أى عضو تم استقطابه وليس العكس.
(٧)
خامسة الحقائق هى سوء قراءة العقل الإخوانى الجمعى لمسلك المصريين السياسى والذى يدفعهم أيضًا لتلقى صفعات تاريخية مصرية شعبية كبرى. يتلقون الصفعة ثم تمر سنوات فيعودون لنفس الخطأ فيفاجأون بصفعة أقوى وهم مندهشون بشكل حقيقى. رأيت ذلك على وجوه الخارجين من اعتصامى رابعة والنهضة.. اندهاشٌ مر ليس من موقف الدولة بقدر ما هو من موقف المصريين. العزلة العقلية الجبرية التى أخضع لها أعضاءُ الجماعة وأسرُهم عبر سنوات عمرهم قادتهم إلى تلك الحقيقة القاسية، وهى أن المصريين فى مجملهم أصبحوا غرباء عن الجماعة. الجماعة أصبحت فى هذه المواقف وكأنها تتعامل مع شعب غريب تمامًا عنها. لا تدرك عنه وعن تكوينه أى شىء ولا تدرك تقديسه لأرضه واعتبارها شرفه وعرضه. أى مصرى يشعر بالعار حين يتعلق الأمر بالتهاون فى الأرض. هذه عقيدة شعب كامل وبالتبعية أصبحت عقيدة قواته المسلحة التى هى جزءٌ أصيل من هذا الشعب. وحين تستخف الجماعة- حسب معتقدها- بهذه العقيدة فهى تواجه شعبًا كاملًا ولا تواجه فقط القوات المسلحة.
(٨)
وإتمامًا لرحلة التيه المعرفى الذى يُسقط فيه أعضاء الجماعة، يأتى جهلهم فى قراءتهم لهذه المشاهد السياسية الأخيرة بواحدٍ من أهم مفسرات هذه المشاهد، وهو تاريخ الشعوب. وأن اختلاف تفاصيل وأحداث هذا التاريخ من شعب لآخر مرده هو اختلاف سمات كل شعب عن الآخر حتى لو تشاركوا جميعًا فى الديانة.
التاريخ السياسى لكل شعب يفسر سلوكه المعاصر ويقدم تنبؤات لا تفشل فى معظمها عما يمكن أن يتخذه كل شعب من قرارات فى مواجهة نفس المشهد.
وطبقًا لما تم غرسه بعقولهم فهم يعتقدون أن كل الشعوب سوف تتصرف بنفس الطريقة لأنها مسلمة مثلًا. لا يفهمون أن طبيعة كل شعب من الناحية السياسية لا تتغير عبر القرون مهما غيرت عقائدها، قد تتغير أخلاقيًا قليلًا، لكن مسلكها السياسى لا يتغير.
فمثلًا فى منطقة الشام وبلاد الرافدين وشبه جزيرة العرب كانت هناك صراعات تاريخية قديمة بين الفرس والعرب، ثم العرب واليهود. هذه الصراعات بدأت عرقية خالصة ثم تجملت بمساحيق دينية بعد ظهور المسيحية والإسلام. وكانت هناك فى ذروة توهج الإسلام صراعات قبلية خالصة ترتب عليها انشقاق الإسلام ذاته لمذاهب. هذه هى خصائص تلك المنطقة ولم تتغير إلى اليوم، ولن تتغير حتى قيام الساعة! لذلك فاستجابة الشعوب السياسية هناك لتلك الصراعات والانقسامات يتسق تمامًا مع حركة التاريخ!
ودخول مصر طرفًا فى تلك الصراعات فى فترات تاريخية بعينها كان ينبع من حقيقة وقوعها تحت حكم أو احتلال إحدى هذه القوى، وكان دخول مصر هذا هو العارض التاريخى فى حياة مصر وليس العكس.
العكس من ذلك العارض هو أساس شخصية مصر وهو محرك سلوك شعبها السياسى فى اللحظات المصيرية الكبرى بمنطق «العرق يمد لسابع جد» وهو المنطق الذى كفر به الفكر الإرهابى التكفيرى فسقط فى وهمه وضلالاته وتوقعاته الفاشلة كل مرة! وعرق المصريين يختلف عن باقى عروق المنطقة، فعرق المصريين مغروس فى أرض مصر وولاؤه لتلك التربة!
(٩)
إننى- على عكس كثيرين- مطمئن تمامًا على مصر، وأطمئن المصريين عليها. فلا يسقط وطنٌ دون أن يتخذ شعبه قرارًا بذلك، ولا يبقى وطنٌ دون أن يتخذ شعبه قرارًا جماعيًا بالاستعداد لدفع ثمن بقائه. وقرار المصريين ليس قرارًا لحظيًا يتم التفكير به مع مستجدات كل مشهد، لكنه قرارٌ تاريخى دائم يشكل جزءًا من شخصية المصريين.
وأقصد بالمصريين هنا المعنى الروحى والعقلى وليس مجرد حمل شهادة الميلاد أو الهوية. الذين لا يتركون بلادهم ساعة العسرة قد حسموا أمرهم منذ عصور أجدادهم. والذين يفرون من الوطن لهم نفس السمات مهما اختلفت جنسياتهم لأنهم يتعاملون مع فكرة الانتماء بشكل مختلف عن المصريين.
الذين يعتقدون أن المشاهد الأخيرة يمكنها أن تغير أيًا من هذه المفردات هم واهمون وما يزالون أسرى ذلك القبو.
الذين يحاولون أن ينشروا بين المصريين وهم أن مصر هى القادمة وأنها ستدهسها أقدامُ مليشيات عميلة أو متواطئة مع قوى خارجية للتكبير فوق مأذنة القلعة أو الخطابة فوق منبر الأزهر، عليهم أن يقرأوا تاريخ هذه البلاد جيدًا. باختصار معركة اليوم هى معركة ثبات انفعالى. على المصريين أن يطمأنوا، فكم وارى ثرى مصر من واهمين، وكم صفع من قوى توهمت أنها تقدر علينا. وما يزال فى صحراء مصر متسع لابتلاع آخرين!
القوى الخارجية لا تقدر سوى على متطوعى ومتبرعى الخيانة ومشاريع طروادة، وشعب مصر يأنف الخيانة. مصر ليست قبيلة او طائفة.. مصر دولة شعبها كجيشها عقيدة وهوية.
(١٠)
أقول لإبليس الإخوانى أن جنة مصر بعيدة المنال. ولو أراد أى عضو إخوانى مصرى المولد والنشأة والسكن أن يحيا على أرض مصر بشكل فعلى فعليه أولًا أن يخرج من قبوه وأن يتمصر.
عليه أن يتعرف على مصر من جديد ويطلب ودها كمواطن، فإن قبلته فسوف يعيش كغيره من مواطنيها بعد أن يقطع حبله السرى الممتد إلى قبو الجماعة.
عليه أن يحيا حياتنا، ويتحدث مثلنا، وإن حدث يومًا وطربت أذنه للست وحليم ومنير، واشترى لأولاده فانوس رمضان، وتناول إفطار رمضان مع أسرته على صوت الشيخ محمد رفعت، وطربت أذنه لأغنية ليلة العيد، واشترى لأطفاله حصان وعروسة المولد، واشترى شجرة الكريسماس، وجلس على مقهى بلدى، وطربت أذنه لصباح الفل ومساء الورد، وهمست شفاهه رغمًا عنه وتمايل مع قصائد الشيخ ياسين التهامى.. لو فعل ذلك ولم يرَ أنه يأتى منكرًا فقد عاد لمصر! فهذه هى مصر!
وإن لم يقدر، فعليه أن يستمر فى قبوه، لكن دون أن يغريه شيطانه أنه سيستطيع أن يقوم بدور حصان طروادة، وأنه ينتظر ساعة الصفر التى سوف يقوم فيها باقتحام قصر من قصور مصر، أو متاحفها، أو يحطم تماثيل رموزها، أو يقتحم بنكها المركزى، أو يسير فى الشوارع ويتعرض لنسائها أو يفرض على المصريين كيف يحيون، أو ينهيهم عن مفردات حياتهم.. فهذا لن يحدث لا فى يناير القادم ولا غير القادم.. هذا لن يكون مهما يكن الثمن الذى سندفعه جميعًا كمصريين ولن نسمح بأن تدفعه قواتنا المسلحة بمفردها. فجنة مصر لن ينعم بها سوى مصريو الهوى والهوية!
وأقول لمن غرقوا فى الوهم ممن يحاولون الاصطياد فى الماء العكر ممن يديرون آلاف الصفحات التى تنسب بعضها نفسها لطلاب مؤسسات دينية مصرية ويحاولون نشر ضلالهم بالنصر السنى المبين واقتراب فتح مصر الإسلامى الجديد، أقول لهؤلاء وفيرهم ممن سار على دربهم أنكم سطرٌ عارض فى تاريخ مصر سرعان ما سيتم لفظه كما لفظت مصر آلاف الصفحات قبلكم. مصر هى التى أبقت لهذه النطقة شرفها حتى الآن. ثغور مصر عصية على الخونة الذين دهسوا أوطانهم ودخلوها بدبابات أجنبية. عودوا إلى رشدكم. وعلى القيادات الدينية التى تتولى إدارة مؤسسات دينية مصرية رسمية أن تعلن مواقفها بوضوح من هذه الصفحات ومن يديرها وهل هى تمثل تلك المؤسسات أم لا، خاصة أن هذه القيادات قد دأبت على الدلو بدلوها فى الشأن السياسى دائمًا، فصمتكم أمام هذه الممارسات مريبٌ!
وعلى مدعى الثقافة والسياسة أن ينأوا بأنفسهم عن حالة الميوعة السياسية هذه. ففى بعض المواقف لا توجد ألوان رمادية.. ولا مكان لسيرك سياسى فى مواجهة تحديات وجودية!