رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إشارات من وسط الوجع السورى.. تدويل الأزمة!

*إشارة أولى:
سيطرت فصائل معارضة فى مدينة درعا، جنوب سوريا، الجمعة، على معبر نصيب- جابر الحدودى، مع الأردن، وبذلك، فإن النظام السورى أصبح معزولًا عن جميع دول محيطه المجاور. 
*إشارة ثانية:
نقلت وكالة «بلومبيرج»، عن مصدر مقرب من الرئاسة الروسية، قوله إن «ليست لدى روسيا خطة لإنقاذ (رئيس النظام السورى بشار الأسد)، ولا ترى أى خطة محتملة تظهر طالما أن جيش الرئيس السورى مستمر فى التخلى عن مواقعه».
*إشارة ثالثة:
.. أشار محللون عسكريون إسرائيليون، الجمعة، إلى أنه فى ظل التطورات الحاصلة فى سوريا، بعد هجمات فصائل المعارضة واحتلالها مناطق مركزية كانت تحت سيطرة النظام، لا تزال الاستراتيجية الإسرائيلية كما كانت طوال الحرب الأهلية فى سوريا، وهى بقاء نظام بشار الأسد، ولكن ضعيفًا جدًا. 
وقال المحلل العسكرى فى القناة «13»، ألون بن دافيد، إنه «ليس لدى إسرائيل أى مصلحة برؤية نسل تنظيم القاعدة يسيطرون على سوريا»، فى إشارة إلى هيئة تحرير الشام التى تقف فى طليعة هجوم المعارضة المسلحة.
*إشارة رابعة:
قال الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، إن هدف الفصائل المعارضة هو الوصول إلى العاصمة السورية دمشق، فيما تجاهل وزير الخارجية الروسية، سيرجى لافروف، الحديث عن رئيس النظام السورى بشار الأسد، مؤكدًا أن اجتماعًا سيُعقد فى دولة قطر، فى إطار مسار أستانة، مع نظيريه التركى والإيرانى.
.. هذا السياق السياسى والأمنى فى الإشارات التى تلقى الضوء على ما وصلت إليه حركة هيئة تحرير الشام، الفصائل المعارضة فى الأزمة السورية، الإشارات تضعنا فى بؤرة الحدث، الذى تحول إلى حرب شوارع انتشرت من حلب وصولًا إلى إدلب وحماة وحمص ودير الزور، حرب شوارع وانتشار لمختلف حركات الجيش السورى والمعارضة، هيئة تحرير الشام، والميليشيات الشعبية المسلحة.
انتشار عشوائى وانهيار لمنظومة الحياة والأمن والدولة، وفق اختلاط فى المواقف العربية والدولية والأممية من طبيعة الأحداث فى سوريا.
*تدويل الأزمة.. وتحديد مستقبل النظام. 
كل الدول المجاورة أو حلفاء الدولة السورية والرئيس بشار الأسد، تتكهن بما ستؤول إليه نتائج انهيار السلطة وتراجع الجيش السورى، وظهور مختلف لهيئة تحرير الشام فى مواجهات الشوارع، الأمر هنا توقف عند صبغة التدويل، الركون إلى أطياف معنية لحماية صورية للدولة من الأحداث التى بدأت وقد لا تتوقف إلى الصيف المقبل. 
.. روسيا، تركيا، إيران، لكل دولة رهانها، بينما الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، زرعت الحراك وتنتظر ما قد يحدث من دول جوار سوريا، الأردن، العراق، لبنان، وهى تنادى بالاستقرار وعودة الوعى، بينما لا تجاوب من الرئيس الأسد، إلا الحلفاء، لهذا تراهن الإدارة الأمريكية، وإسرائيل، على لعبة جديدة، لحرب مختلفة فى سياق نسف مفاهيم الاستقرار فى الشرق الأوسط والعالم.

*حزب الله فى حمص.. لماذا؟! 
ليس بهدف أى تصعيد يهدد الهدنة والاتفاق الهش بين لبنان ودولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى.

إنما، بحسب تقرير لوكالة رويترز الأمريكية: حزب الله «أرسل عددًا صغيرًا من المشرفين إلى حمص، كشف سياسى أمنى يؤكد أنّ حزب الله أرسل ليلًا (..) عددًا من العناصر من لبنان إلى مدينة حمص السوريّة»، تزامنًا مع التقدم الذى تحرزه الفصائل المعارضة و«هيئة تحرير الشام» بعد سيطرتها على مدينة حماة ليل الجمعة، وقبلها حلب، حيث اندلعت شرارة المعارك، وسط معطيات تؤكد أنّ الترتيبات العسكرية اكتملت لشن هجوم كبير على محافظة حمص، وما لذلك من تداعيات وانعكاسات على لبنان ومعابره وحدوده الشمالية الشرقية.

حراك حزب الله، إذا صحت المعلومات، جاء حيث يتمركز الحزب فى بلدة القصير التابعة لمحافظة حمص ويمتلك عدة قواعد عسكرية، وهو ما يؤكد على الأهمية الاستراتيجية للمحافظة وموقعها بالنسبة إلى لبنان.

الوكالة نقلت عن ضابط من الجيش السورى ومسئولين من المنطقة تربطهما صلات وثيقة بإيران، بحسب «رويترز»، أن «قوات نخبة من حزب الله عبرت من لبنان خلال الليل، واتخذت مواقع فى حمص»، وهو ما دفع بالجيش اللبنانى إلى وضع ما يشبه بالخطة الاستباقية، إذ عمد إلى تعزيز انتشاره على كامل الحدود الشرقية والشمالية البقاعية، مع وصول تعزيزات جديدة إلى فوج الحدود البرى الثانى، إضافة إلى تكثيف عمليات الرصد والمراقبة فى المناطق الحدودية لضمان استقرار الوضع الأمنى. هذا الوضع الذى بات على المحك، وخصوصًا بعد إعلان الفصائل المسلحة المعارضة أنّها سيطرت على بلدة «الدار الكبيرة»، والتى تقع على بُعد 1 كلم من الكلية الحربية بحمص.

ما حدث من حزب الله، لا يتم إلا وفق إرادة من إيران، وهذا يعنى:
*1:
بينما تتقدم الفصائل المسلحة المعارضة بسرعة فى سوريا، وما يعنى أنّ الرئيس السورى بشار الأسد سيكون بحاجة هذه المرة أيضًا إلى دعم من حلفائه، روسيا وإيران، وبطبيعة الحال حزب الله. 
*2:
من المرجح أن تحتاج القوات الإيرانية إلى إرسال معدات عسكرية وصواريخ ومسيرات إلى سوريا، دون تحديد أى وقت للمبادرة. 
*3:
 بعض التسريبات أن إيران اتخذت كل الخطوات اللازمة لزيادة عدد مستشاريها العسكريين فى سوريا ونشر قوات لها، لتبدو بعيدة عن تواجد حزب الله. 
.. وفى مرحلة من نظرية تدويل الأزمة، المعلومات عند المسئول الإيرانى الكبير الذى صرح  لوكالة «رويترز»، بأنّ: «القرار متروك لسوريا وروسيا لتكثيف الضربات الجوية فى المرحلة الراهنة».

*نعيم قاسم: سنكون إلى جانب سوريا.

.. فى حدود سياسية وأمنية، وأمام تخوف من  انجرار حزب الله فى الحرب القائمة فى سوريا، كان الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم أكد، فى خطابه الخميس، أنّه كأمين عام لحزب الله، قرر:
«سنكون كحزب الله إلى جانب سوريا فى إحباط أهداف هذا العدوان بما نتمكن منه».
الحزب، وفق أمينه العام، اعتبر أحداث سوريا المتسارعة، الخطيرة: «العدوان على سوريا ترعاه أمريكا وإسرائيل، ولن يتمكنوا من تحقيق أهدافهم رغم ما فعلوه فى الأيام الماضية». 
.. ووسط مؤشرات غير مفهومة، قال الشيخ قاسم: «بعد العجز فى غزة وانسداد الأفق، وبعد الاتفاق على إنهاء العدوان على لبنان، وبعد فشل محاولات تحييد سوريا، يحاولون تحقيق مكتسب من خلال تخريب سوريا مجددًا».
.. عمليًا:
حزب الله لو استطاع أن يساند سوريا، فهذا خوض فى ما قد يزيد من التهديدات التى تتعلق بمستقبل حزب الله لبنانيًا، وعربيًا، ودوليًا، ويبقى الجواب أمام المعطيات الميدانية والعسكرية بانّ الحزب- بعد اتفاق الهدنة- لا يمكنه أن يكون فى سوريا كما فى السابق، وخصوصًا بعد الخسائر الكبيرة التى مُنى بها بعد الحرب مع دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية.
.. والموقف من الاتفاق هش، وقد ينهار بفعل الأزمة السورية، إذ لا تزال إسرائيل تخرق الاتفاق، وتمعن فى ضرب المعابر بين لبنان وسوريا، زاعمة أنّها تستهدف مستودعات لحزب الله، كما لا تزال تستهدف شخصيات قيادية وعسكرية مهمة لحزب الله فى سوريا.

.. فى ذلك، وبالعودة لما نشرت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية، فإنّ «المخاوف من فشل وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان مرتبطة بالجدول الزمنى الطويل الذى وُضع لإتمام الاتفاق».
ما يؤكد احتمالات اندلاع اشتباكات بين إسرائيل وحزب الله تتزايد كل يوم، «وقد تقود إلى حرب شاملة بالنظر إلى عدد الانتهاكات المبلَّغ عنها من الجانبين منذ إعلان وقف إطلاق النار»، وكل ذلك قبل انفجار الأوضاع فى سوريا. إن التكتيك الحربى قد يتيح لدولة الاحتلال البحث عن سلاح حزب الله فى المدن السورية، والنتيجة انتهاكات أصعب للدولة السورية فى أزماتها الجديدة.

* عزل قسرى لسوريا:
الأردن والعراق ولبنان أغلقت المعابر.

.. من الطبيعى، أن يتم التحكم بالمعابر والممرات وطرق النقل والمطارات والنقاط الحدودية، التحكم بالإغلاق هو قرار أولى من صيغ التدويل، فالأردن والعراق ولبنان أغلقت المعابر، المبررات أمنية، إذ سيطرت فصائل المعارضة فى مدينة درعا، جنوب سوريا، الجمعة، على معبر نصيب- جابر الحدودى، مع الأردن، وبذلك، فإن النظام السورى أصبح معزولًا عن جميع دول محيطه المجاور.


بينما نقل عن «تجمع أحرار حوران» أن الفصائل المعارضة سيطرت على المعبر بعد طرد عناصر الفرقة الرابعة من الجيش السورى منه. 
الفصائل المعارضة فى المحافظة- من جانبها- شكّلت غرفة عمليات مشتركة تحت اسم «عمليات الجنوب»، سيطرت من خلالها بعد ساعات، على عدد من القطع العسكرية، أبرزها «اللواء052»، فى مدينة الحراك، فضلًا عن عشرات الحواجز، ومن دون معارك أو مواجهات.
إلى ذلك، أعلن وزير الداخلية الأردنى، مازن الفراية، عن إغلاق المعبر من الجانب الأردنى، «بسبب الظروف الأمنية المحيطة فى الجنوب السورى»، مضيفًا أنه سيتم السماح للأردنيين والشاحنات الأردنية بالعودة إلى أراضى المملكة، فيما ستمنع حركة المرور للمغادرين إلى الأراضى السورية. ولفت الفراية إلى أن الأردن «يتابع التطورات الجارية فى سوريا، بينما تستمر القوات المسلحة بتأمين الحدود».

هناك من اعتبر أنه بإغلاق الحدود الأردنية، فإن النظام السورى أصبح معزولًا عن محيطه بشكل شبه كامل، بعد إعلان كل من لبنان والعراق عن إغلاق حدودهما معه، فيما يتبقى له معبر المصنع مع لبنان، وهو مقفل نتيجة العدوان الإسرائيلى على لبنان.

الأمن العام اللبنانى أعلن عن إغلاق جميع المعابر الحدودية مع سوريا، ومعبر المصنع متاح فقط، بسبب الهجمات الإسرائيلية المتكررة على المعبر. 
وقال البيان إنه «نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التى استهدفت المعابر الحدودية البرية، لا سيما فى الشمال، تقرر إغلاق هذه المعابر حتى إشعار آخر، حفاظًا على سلامة العابرين والوافدين، على أن يبقى معبر المصنع الحدودى متاحًا، خصوصًا للرعايا السوريين». 
وكانت العراق، أعلن، وفق نائب قائد العمليات المشتركة فى العراق، الفريق أول الركن قيس المحمداوى، عن إغلاق حدود بلاده بشكل كامل، تزامنًا مع الأحداث التى تشهدها الجارة سوريا. وقال المحمداوى إن «الحدود العراقية مغلقة بشكل كامل».
 

*استجابة بوتين «ضعيفة» لإنقاذ الأسد!.

حتمًا لجأ الرئيس السورى بشار الأسد إلى طلب الدعم بشكل ما من موسكو، وما أثير أن استجابة الرئيس الروسى بوتين كانت ضعيفة.

.. ونقلت وكالة «بلومبيرج»، عن مصدر مقرب من الرئاسة الروسية، قوله إن «ليس لدى روسيا خطة لإنقاذ (رئيس النظام السورى بشار) الأسد، ولا ترى أى خطة محتملة تظهر طالما أن جيش الرئيس السورى مستمر فى التخلى عن مواقعه».

حروب الأشهر الماضية، أنجزت طبيخ الأحداث المأساوية فى سوريا، سقوط مدوى، ولا حلول، دول كانت حليفة، الآن تراقب لأخذ حصتها من الكعكة، ذلك إن كلًا من إيران وروسيا، استُنزفتا مواردهما بسبب النزاعات فى الشرق الأوسط وأوكرانيا، فى وقت أن الرئيس السورى طلب الدعم، كما تقول «بلومبيرج»، بشكل يائس من موسكو، مع تقدم قوات الثوار نحو مدينة حمص، ذات الأهمية الاستراتيجية.
وحتى الآن، يعتمد الأسد على الضربات الجوية الروسية ضد مواقع الفصائل المعارضة، ووعد فاتر من إيران للنظر فى إرسال قوات لمساندته، لكنه لم يحصل على الدعم القوى الذى يحتاجه لوقف الهجوم.
ويأتى ما كشفه المصدر فى الكرملين، فيما نصحت السفارة الروسية فى دمشق المواطنين الذين ما زالوا فى سوريا، بمغادرتها عبر الرحلات الجوية التجارية.
ويعتبر مدير برامج سوريا ومكافحة الإرهاب والتطرف فى معهد الشرق الأوسط بواشنطن، تشارلز ليستر، أن «مستقبل الأسد لم يكن أبدًا أكثر هشاشة مما هو عليه الآن، وحتى الآن، لا يبدو أن روسيا قادرة، أو ربما راغبة فى إنقاذه».
ويضيف أن جزءًا كبيرًا من ريف حمص «ما زال يدعم المعارضة بشكل ضمنى، وهذا سيساعد بشكل كبير فى فتح طريق نحو المدينة نفسها».
وبالنسبة للرئيس الروسى فلاديمير بوتين، فقد كانت استجابته للدفاع عن الأسد، ضعيفة، بينما أسهم فى قلب مسار الحرب فى سوريا قبل تسع سنوات، حسب الوكالة.

.. عمليًا، ومنذ سنوات طوال، إيران، تحتفظ بوجود عسكرى مرن بالفعل فى حمص، وأجزاء أخرى من سوريا. وأمس الجمعة، قال وزير الخارجية عباس عراقجى، إنه مستعد لدعم الأسد «إلى الحد الضرورى»، من دون تقديم تفاصيل، لكنه وعد سابقًا فقط بـ»النظر» فى طلبات إرسال القوات.
واعتبرت «بلومبيرج» أن «شبكة الميليشيات المتحالفة مع إيران ربما تكون أفضل أمل للأسد فى الحصول على تعزيزات برية لدعم جيشه المنهار، ما يجعل سوريا تتطلع عبر حدودها الشرقية، إلى مجموعات مقرها العراق، للحصول على الدعم، بعد تضاؤل قدرات حزب الله اللبنانى».
ويقول المحلل البارز فى شئون إيران والطاقة فى مجموعة «أوراسيا»، جريجورى برو، إن طهران «تحتفظ بميليشيات كبيرة ومجهزة جيدًا فى العراق، تم نشرها لدعم الأسد فى الماضى»، لكنه لفت إلى أن الحكومة العراقية مترددة بالتورط فى الأزمة السورية.

*الحدود اللبنانية السورية تحت النار الإسرائيلية.  

فى العاصمة اللبنانية بيروت، أُعلن عن ثلاثة ملفات عسكرية، سياسية، وأمنية، من المفترض أن تهيمن على المشهد الأمنى اللبنانى خلال الأيام المقبلة، بدءًا من استمرار الخروقات الإسرائيلية جنوبًا وضرب إسرائيل للمعابر الحدودية التى تربط لبنان بسوريا، تزامنًا مع اكتمال عقد لجنة المراقبة الخماسية التى عقدت الجمعة أول اجتماعاتها، ودار مبدئيًا حول الأزمة السورية، وبإنتظار وصول الموفد الأمريكى آموس هوكشتاين إلى بيروت الأسبوع المقبل، وهو الرئيس المدنى للجنة، وسط تعويل فرنسى أمريكى ورغبة لبنانية بتثبيت وقف إطلاق النار وعودة من تبقى من سكان الجنوب المحرومين من العودة إلى بيوتهم.
.. كل ذلك فى لبنان، وعند محاضر اللجنة بات شكليًا فقد ارتفاع منسوب الخوف من الأحداث المتسارعة فى سوريا، بعد إسقاط مدينة حماة بعد حلب، ما استدعى استنفارًا للجيش اللبنانى على الحدود الشرقية، وخصوصًا مع اقتراب المعارك إلى محافظة حمص.

.. وفى ذروة الحدث، ومع توسع عمليات هيئة تحرير الشام، كشفت غارات إسرائيلية أصابت معبرين حدوديين يربطان لبنان بسوريا،  استهدفت الجانب السورى من الحدود من معبر العريضة، فى شمال لبنان، ومعبر جوسيه عند شرق لبنان.

وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى، أفيخاى أدرعى، زعم فى وقت سابق أنّ إسرائيل هاجمت فى سوريا محاور نقل وسائل قتالية وبنى تحتية تم وضعها بالقرب من الحدود بين لبنان وسوريا.

واستهدف الطيران الحربى الإسرائيلى فجرًا الشريط الحدودى بين لبنان وسوريا فى شمالى الهرمل والقاع بغارات عدة.

وبانتظار أن ينسحب الجيش الإسرائيلى من المناطق الجنوبية التى تمركز فيها، يجد لبنان نفسه أمام حذر من نوع آخر، بعدما تسارعت وتيرة الأحداث فى سوريا، بعد سيطرة الفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام على مدينة حماة، وما يفرض ذلك من وجوب استنفار الجيش اللبنانى على الحدود الشرقية مع سوريا تحسبًا لأى احتمالات، بعدما تم رصد تعزيزات كبيرة للجيش اللبنانى للوحدات العسكرية على الحدود مع سوريا، فى هذه المرحلة الاستثنائية والخطيرة على مستوى المنطقة بكاملها.
 

*لماذا يدعم «أردوغان» هجوم الفصائل المعارضة فى سوريا؟!


المثير للجدل، فى طريق تدويل الأزمة السورية، ما قاله الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، إن هدف الفصائل المعارضة هو الوصول إلى العاصمة السورية دمشق، فيما تجاهل وزير الخارجية الروسية سيرجى لافروف الحديث عن رئيس النظام السورى بشار الأسد، مؤكدًا أن اجتماعًا سيُعقد فى دولة قطر، فى إطار مسار أستانة، مع نظيريه التركى والإيرانى.


.. وعن طبيعة الهدف التالى من العمليات، قال أردوغان:
*1:
إن هدف المعارضة بعد السيطرة على حلب وإدلب وحماة، هو العاصمة دمشق، معربًا عن أمله فى أن «تتواصل هذه المسيرة بلا حوادث».
*2:
تركيا تتابع الوضع فى سوريا عن كثب، من خلال جهاز الاستخبارات ووسائل الإعلام، وقال: «تركيا تراقب الأوضاع بحذر. نأمل أن يستمر هذا التقدم دون وقوع كوارث أو مشكلات إضافية».
*3:
شدد الرئيس التركى على أن بلاده سعت فى وقت سابق، لفتح قنوات حوار مع الأسد، و«كنا قد وجهنا دعوة لبشار الأسد من أجل تحديد مستقبل سوريا معًا، لكن للأسف لم نتلقَ ردًا إيجابيًا».
*4:
أن المعارضة السورية أصبحت تسيطر حاليًا على مناطق واسعة، قائلًا: «فى الوقت الحالى، إدلب تحت سيطرة المعارضة، وبعدها حمص، وهناك تقدم باتجاه دمشق. لكن للأسف، المشهد العام فى المنطقة يظل مقلقًا، ونحن لا نريد استمرار هذه الأزمات بهذا الشكل».
*5:
كشف أردوغان عن طلب من الجانب اللبنانى للاجتماع معه، مؤكدًا أن سيلبى الدعوة لهذا الاجتماع فى «الوقت المناسب».

*أستانة فى الدوحة
كان لافتًا ما أعلنت عنه الخارجية الروسية حول أن اجتماعًا بصيغة أستانة سيُعقد اليوم السبت، فى العاصمة القطرية الدوحة.
وأعرب وزير الخارجية الروسية عن أمله فى أن يسهم الاجتماع فى الدوحة، مع نظيريه التركى هاكان فيدان، والإيرانى عباس عراقجى، فى تحقيق الاستقرار فى سوريا. وأوضح لافروف، فى مقابلة مع الصحافى الأمريكى تاكر كارلسون، فى موسكو، أن الاجتماع سيتناول بالتفصيل الوضع السورى، مع التركيز على إعادة تقييم التطورات الحالية ضمن إطار مبادئ عملية أستانة.
ذلك، أن الوضع فى سوريا معقد للغاية، وقال: «هذه لعبة معقدة، هناك العديد من الجهات الفاعلة المعنية». وأشار إلى أن اجتماع الدوحة «سيناقش ضرورة العودة إلى التنفيذ الحازم للاتفاقات فى منطقة إدلب».
واعتبر أن منطقة خفض التصعيد فى إدلب، كانت نقطة انطلاق «الإرهابيين» للسيطرة على حلب، فيما تجنب الرد بشكل مباشر عن أسئلة كارلسون المتعلقة بالأسد، مشيرًا إلى أن التحركات الروسية تنصب على كيفية التعامل مع الوضع الراهن فى سوريا.

* حمص.. دير الزور.. ودرعا. 
قد تتغير أو تتحول نتائج الهجمات والاقتحامات وأشكالها وأسلحتها، فى أى لحظة، والذى يصل من معلومات الأطراف كافة، يحمل تضاربًا فى التحليل والموقف العسكرى.

الفصائل المسلحة، هيئة تحرير الشام، وغيرها، سيطرت على ريف حمص الشمالى وتتجه إلى المدينة. 
يتسارع المشهد الميدانى السورى بعد سيطرة الفصائل المعارضة وهيئة تحرير الشام على مدينة حماة، فى إطار معركة «ردع العدوان». 
.. وعمليًا:
سيطر المهاجمون المعارضة ومختلف الجبهات على عموم ريف حمص الشمالى، وهدفهم التالى مدينة حمص، بينما تحركت المجموعات المعارضة فى درعا، جنوب سوريا، وسط انسحابات لقوات النظام من مواقعها، وانشقاقات فى صفوف عناصرها، فى حين سحب النظام معظم قواته من محافظة دير الزور.

غرفة عمليات «ردع العدوان» تكلمت عن السيطرة على مدينتى الرستن وتلبيسة، فى ريف حمص الشمالى، الواقعة على الطريق الدولية «إم- 5»، أو المعروف باسم أوتوستراد حماة- حمص- دمشق الدولى. 
من جانبها، كشفت  مصادر  إعلامية فى العاصمة بيروت أن الفصائل سيطرت بالفعل كذلك على بلدات الدارة الكبيرة، الغنطو وتيرمعلة، مشيرةً إلى أنه يمكن القول إن الريف الشمالى أصبح بالكامل تحت سيطرة الفصائل.
الصور تنقل عن أرتال الفصائل وتحرير الشام، أنها تحركت نحو مشارف مدينة حمص، للسيطرة عليها فى الساعات المقبلة، لافتةً إلى أن قوات النظام انسحبت بشكل جماعى من داخل المدينة، وأعادت تمركزها فى مواقع محصنة على مشارفها.
وردت قوات النظام على تتالى السيطرة فى ريف حمص الشمالى بقصف الأحياء المدنية فى الرستن وتلبيسة، بواسطة المدفعية والطائرات، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى مدنيين.
وأكد الناطق باسم معركة «ردع العدوان» المقدم حسن عبدالغنى، أن «فلول النظام المجرم تشهد انهيارًا كبيرًا وهروبًا أمام قواتنا على الجبهات. وقد أمنّا انشقاق عدة مجموعات عسكرية من جنود النظام، وما زالت مجموعات أخرى تنسق معنا للانشقاق فى حمص وريفها».
وفى يتعلق بحمص أيضًا، قالت المصادر إن «جيش سوريا الحرة»، الموجود فى قاعدة التنف الأمريكية، جنوب شرق المحافظة، والمدعوم من قوات التحالف الدولى لمكافحة تنظيم «داعش»، رفع الجاهزية للدخول بالمعركة، لكنه ينتظر الموافقة من قيادة التحالف.

النار وحركة المعارضة وصلت إلى محافظة درعا، جنوب سوريا، فقد اشتعلت الجبهة، التى كانت تعد «الخامة» نسبيًا منذ العام 2018. وقالت مصادر متباينة إن مجموعات معارضة سيطرت على حواجز لقوات النظام ومخابراته فى بلدتى الكرك والغارية الغربية فى ريف درعا الغربى، بعد انسحاب عناصر النظام منها.
وقال «تجمع أحرار حوران» إن فصائل المعارضة سيطرت على حاجز عسكرى لقوات النظام فى محيط بلدة بصر الحرير، واغتنمت دبابتين وأسلحة أخرى، كما سيطرت على حاجز فى بلدة المليحة فى ريف الشمالى، فيما أشار إلى انسحاب مخابرات النظام من حاجز فى بلدة السهوة، فى الريف الشرقى.

وأضاف، وفق بيانات نشرتها منصة المدن والمرصد السورى، ووكالات، فإن المجموعات المعارضة أسرت عناصر للنظام من على حاجز الطيرة، بين مدينتى إنخل وجاسم، بعد محاولة فرارهم باتجاه مدينة الصنمين، بينما غنِموا آليات وأسلحة متوسطة من عناصر فرع أمن الدولة، قبل انسحابهم من البلدة باتجاه مفرزة الأمن العسكرى، فى مدينة الحارة، شمالى درعا.
وفى ريف درعا الأوسط، قال التجمع إن المجموعات صادرت أسلحة عناصر شرطة النظام فى مدينة داعل، بريف درعا الأوسط، ورفعت علم الثورة السورية فى وسطها، فيما خرجت مظاهرات عمت أرياف المحافظة، للتأكيد على دعم تحرك المجموعات، والفصائل المتقدمة فى ريف حمص، معلنة عن مناطق فى ريف المحافظة، كشفت خلوها من أى تواجد لقوات النظام ومخابراته.
أيضًا أشير إلى أن قوات الجيش السورى انسحبت من عموم مواقعها فى محافظة دير الزور، أبرزها مدينة البوكمال، ومطار دير الزور العسكرى، فيما ملأت قوات سوريا الديمقراطية «قسد» مكان القوات المنسحبة، باتفاق بين الجانبين، حسبما أكدت المصادر.
ولفتت إلى أن الانسحاب كان لخشية النظام من محاصرة قواته فى المحافظة، وقطع أى تواصل له مع المحافظات الساحلية، التى تضم حواضن النظام الأساسية، كما توجه جزء من تلك القوات المنسحبة للدفاع عن مدينتى حمص ودمشق.
وأوضحت المصادر أن عموم محافظة دير الزور الواقعة شمال شرق سوريا «أصبحت خالية من صورة الدولة، والرئيس الأسد وقواته».

وأكدت أن ميلشيات عراقية من «الحشد الشعبى» انسحبت من مناطق تواجدها فى مدينة البوكمال، وعدة مواقع أخرى فى ريف دير الزور الشرقى، وتوجهت إلى الأراضى العراقية.

*سيناريو إسرائيل المُفضل فى سوريا: بقاء الأسد حاكمًا ضعيفًا

فى واقع عسكرى أمنى جديد، يستغل السفاح نتنياهو الأوضاع التى أسهم فى تمريرها وخطط لها مع الولايات المتحدة الأمريكية وتركيا، ما جعل السفاح نتنياهو يعقد جلسات لقاءات أمنية طارئة، نقاشاتها مع قادة الأجهزة الأمنية بشأن التطورات فى سوريا. وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلى إن إسرائيل تستعد لاحتمال انهيار نظام الرئيس السورى بشار الأسد، وسقوطه.
بدوره، قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلى إن وزير الأمن يسرائيل كاتس، ورئيس الأركان هرتسى هاليفى، اجتمعا لتقييم الوضع مع أعضاء هيئة الأركان بشأن التطورات فى سوريا. 
وأوضح المتحدث أن الجيش الإسرائيلى يتابع ويراقب الأحداث، ويستعد لكل السيناريوهات هجوميًا ودفاعيًا، لافتًا إلى أن «الجيش لن يسمح بوجود تهديد بالقرب من الحدود مع سوريا».
واستولى مقاتلو المعارضة السورية المسلحة، أمس الخميس، على مدينة حماة فى انتصار كبير آخر لها بعد تقدمها المباغت فى شمال سوريا، وهو ما يمثل ضربة جديدة قوية لرئيس النظام بشار الأسد وحليفتيه روسيا وإيران.

الكابنيت، مع فرق الجيش الإسرائيلى التى تداعت لاستدعاء قوات جوية وبرية إلى الجولان، وذلك فى ظل التطورات الدائرة فى سوريا. وقال فى بيان صهيونى: «نظرًا لتقييم الوضع الذى يجرى فى هيئة الأركان العامة والقيادة الشمالية العسكرية منذ يوم أمس، وفى ضوء التطورات الحاصلة فى القتال الداخلى فى سوريا، تقرر استدعاء قوات جوية وبرية إلى منطقة هضبة الجولان».
وقال إنه يراقب الأحداث ويستعد «لجميع السيناريوهات هجوميًا ودفاعيًا، ولن يسمح بوجود تهديد بالقرب من الحدود الإسرائيلية، وسيعمل لإحباط أى تهديد على مواطنى دولة إسرائيل».

فى الحدث، وانتشار الحراك المعارض من كل فصائل المعارضة والهيئة، تبدت للجميع ما أشار إليه محللون عسكريون إسرائيليون، الجمعة، إلى أنه فى ظل التطورات الحاصلة فى سوريا، بعد هجمات فصائل المعارضة واحتلالها مناطق مركزية كانت تحت سيطرة النظام، لا تزال الاستراتيجية الإسرائيلية كما كانت طوال الحرب الأهلية فى سوريا، وهى بقاء نظام بشار الأسد، ولكن ضعيفًا جدًا. 
وقال المحلل العسكرى فى القناة «13»، ألون بن دافيد، إنه «ليس لدى إسرائيل أى مصلحة برؤية نسل تنظيم القاعدة يسيطرون على سوريا»، فى إشارة إلى هيئة تحرير الشام التى تقف فى طليعة هجوم المعارضة المسلحة، «بل على العكس، إسرائيل تتطلع إلى استمرار حكم الأسد المستضعف وإبعاده عن المحور الشيعى».
*فى المدى البعيد يوجد خطر على الجولان.

من المهم إدراك حجم المخاوف، عربيًا ودوليًا، فالعين الصهيونية تؤشر وفق ما قال المحلل العسكرى فى صحيفة «هآرتس»، عاموس هرئيل، إلى أنه:
*1:
«فى إسرائيل، لا يرصدون حاليًا خطرًا داهمًا مباشرًا إثر الوضع فى سوريا، وراضون جدًا من الحرج الذى لحق بإيران».
*2:
 «فى المدى البعيد يوجد خطر متطور، فى هضبة الجولان وفى المستقبل عند حدود الأردن أيضًا».
*3:
أن القيادة الشمالية فى الجيش الإسرائيلى شكلت وحدة جديدة فى قوات الاحتياط فى الجولان، كى تُستخدم فى المستقبل كقوة رد سريع.
*4:
جرى تعزيز الفرق المتأهبة فى البلدات، وأُجريت تحسينات فى الجدار على طول الحدود السورية فى الجولان المحتلة.
*5:
المخاوف  الإسرائيلية من التطورات فى سوريا، حسب  الصحيفة، هى من  «هجمات مفاجئة تشنها منظمات متطرفة، فيما المعلومات الاستخباراتية الإسرائيلية حول نشاطها والقدرة على إدراك اعتباراتها محدودة نسبيًا».

*سلاح بشار الأسد الكيماوى

ما يثير الدهشة أن الكيان الإسرائيلى، المتطرف، يريد كبح قوة المعارضة السورية، وفى ذات الوقت يريد تدويل صيغة الدولة والرئيس السورى. إسرائيل، وفق المحلل العسكرى فى صحيفة «يديعوت أحرونوت»، رون بن يشاى، أشارت إلى ثلاثة تهديدات على إسرائيل إثر التطورات فى سوريا.

* التهديد الأول:
يتعلق باحتمال «سقوط أسلحة، وخاصة صواريخ وربما سلاح كيماوى، الموجودة فى شمال ووسط سوريا، بأيدى المتمردين الجهاديين فى الأيام أو الساعات المقبلة، إن لم تكن قد سقطت بأيديهم فعلًا».
* التهديد الثانى:
فيتمثل فى أن «ضعف النظام فى سوريا سيسمح للميليشيات الموالية لإيران بالاستقرار عسكريًا هناك، وعند الحدود مع إسرائيل، وتهريب أسلحة إلى لبنان، من أجل تسليح حزب الله مجددًا، وهى الإمكانية التى تثير القلق الأكبر فى إسرائيل فى الوضع الحالى».
* التهديد الثالث:
أن ينهار نظام الأسد، و«عندها ستتحول سوريا إلى دولة فاشلة أخرى مثل اليمن ولبنان وغزة، وأن يمول الإيرانيون فيها جيشًا إرهابيًا هدفه العمل ضد إسرائيل»، حسب تعبيره.

*كيف أمات الجولانى نظام الأسد؟.

سارعت قنوات وفضائيات الإعلام الدولى إلى البحث عن الزعيم أبومحمد الجولانى، الذى ظهر فجأة، ليصبح هو وهيئة تحرير الشام، التى تقود مع الفصائل المعارضة هجومًا على القوات الحكومية فى سوريا، مطلبًا للإعلام، فيقول الجولانى:
إن الهدف من الذى حدث ويحدث هو الإطاحة بنظام الرئيس بشار الأسد.
فى مقابلة مع شبكة «سى إن إن» الأمريكية، بثتها الجمعة، وجد الجولانى/ أحمد الشرع، أنه: «عندما نتحدّث عن الأهداف، يبقى هدف الثورة إسقاط هذا النظام.. من حقّنا أن نستخدم كل الوسائل المتاحة لتحقيق هذا الهدف».

يعتقد الجولانى أن الرئيس السورى انتهى ومات (..) الفصائل المعارضة على بُعد حوالى خمسة كيلومترات من أطراف مدينة حمص، ثالث كبرى مدن سوريا، بعد تقدّمها إلى بلدتين استراتيجيتين تقعان على الطريق الذى يربط حمص بحماة.
وسيطرت الفصائل، منذ الخميس على مدينة حماة، رابع كبرى مدن البلاد، بعد معارك ضارية خاضتها ضد قوات النظام، فى إطار هجومها المباغت الذى بدأته الأسبوع الماضى، وتقدّمت خلاله سريعًا وسيطرت على مساحات واسعة انتزعتها من قوات النظام التى خسرت كذلك مدينة حلب، ثانى كبرى مدن البلاد.
وأضاف الجولانى، فى المقابلة التى أُجريت معه الخميس: «كانت بذور هزيمة النظام موجودة دائمًا فى داخله... حاول الإيرانيون إحياء النظام، وشراء الوقت له، وبعد ذلك حاول الروس أيضًا دعمه، لكن الحقيقة تبقى: هذا النظام مات».

فى الوجه الآخر للجولانى:
تلك الرسائل التى أدت إلى طمأنة لسكان المناطق التى سيطرت عليها المعارضة السورية المسلحة، وأكد أنه ليس لدى المدنيين ما يخشونه فى إدارة المناطق التى تسيطر عليها المعارضة فى سوريا. وأضاف أن «الأشخاص الذين يخشون الحكم الإسلامى إما أنهم رأوا تطبيقات غير صحيحة له، أو لم يفهموه بشكل صحيح». كما أكد الالتزام بحقوق الأقليات الدينية والعرقية، مشيرًا إلى أن تلك الطوائف تتعايش فى هذه المنطقة منذ مئات السنين، ولا يحق لأحد القضاء عليها.
وأكد الجولانى، الذى قالت الشبكة الأمريكية إنه استخدم اسمه الحقيقى أحمد الشرع خلال المقابلة، أنه إذا نجحت قوى المعارضة فى الإطاحة بنظام الأسد، فستتحول سوريا إلى دولة مؤسسات.

يريد الجولانى خروج القوات الأجنبية من سوريا، أى أنه ضد تدويل الأزمة السورية، وقال: «أعتقد أنه بمجرد سقوط هذا النظام، سيتم حل المشكلة، ولن تكون هناك حاجة لبقاء أى قوات أجنبية فى سوريا». وأضاف: «سوريا تستحق نظام حكم مؤسسى، وليس نظامًا يتخذ فيه حاكم واحد قرارات تعسفية»، مشيرًا إلى أن «أسرة الأسد تحكم سوريا منذ 53 عامًا، ومن أجل الحفاظ على هذا الحكم، قتل النظام مئات الآلاف من الأشخاص، وسجن المنشقين، وشرد الملايين بوحشية فى الداخل والخارج».
وتابع الجولانى: «نحن نتحدث عن مشروع أكبر، نتحدث عن بناء سوريا. وهيئة تحرير الشام مجرد جزء من هذا الحوار، وقد تتفكك فى أى وقت، إنها ليست غاية فى حد ذاتها، بل وسيلة لأداء مهمة، هى مواجهة هذا النظام».

.. مع الـ«سى إن إن»، اعترض الجولانى على تصنيف هيئة تحرير الشام، منظمة إرهابية، ووصف التصنيف بأنه مسيّس وغير دقيق. وأكد معارضته بعض الأساليب الوحشية التى تستخدمها بعض الجماعات الجهادية، مشيرًا إلى أنها كانت سببًا فى قطع علاقاته مع تلك الجماعات، مؤكدًا أنه لم يشارك شخصيًا قط فى هجمات ضد المدنيين.

.. ليس من السهولة ولا من الفهم الاستراتيجى الشامل، عزل ما خُطط لسوريا بعيدًا عن الإدارة الأمريكية ودور البنتاجون، لأننا اليوم فى انتظار وقت ينتج بحالة طبيعية عن انتخاب الرئيس ترامب لولاية ثانية، رئيسًا للولايات المتحدة الأمريكية، يرث تحديات كثيرة أمام قوى عديدة دولية وشرق أوسطية منهكة، بما فى ذلك دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية. 
ترامب، ظاهريًا استلم ورقة سوريا اليوم، سوريا هيئة تحرير الشام، وهو يبدو أنه عند مواقفه على إنهاء الحروب، وخصوصًا الحرب الإسرائيلية على غزة ولبنان قبل دخوله إلى البيت الأبيض.
الأمر اختلف مع مسار الحراك فى سوريا، حراك سنوات صعبة، ورئيس سورى رفض الحلول العربية والدولية وتفنن فى قتل الوقت والشعب السورى، دون رادع أو تحرك عملى. 
.. ترامب قد يهدد كل أطراف الصراع فى سوريا لصالح التطرف الإسرائيلى الصهيونى.

الورقة السورية فى ملف ترامب الشرق أوسطى، ورقة قد تكون احترقت، إذ بعد أن تحركت المعارضة السورية، وبالذات تنظيم هيئة تحرير الشام، فى توقيت حرج لكنه حاسم لتحسين الظروف الحياتية والأمنية الواقعية على الأرض، وتوسيع نفوذها وتوجيه ضربات قاسية للنظام السورى، الذى يتخندق فى حلول تهدر الدم السورى، ترامب لن يكون حكيمًا مع بشار الأسد، إذا ظهر وقت دخول ترامب البيت الأبيض.