رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

(المتحدة).. إعادة بناء الإنسان فى مواجهة التشدد

معركة‭ ‬شد‭ ‬وجذب‭ ‬حامية‭ ‬الوطيس،‭ ‬تدور‭ ‬رحاها‭ ‬بشكل‭ ‬واضح،‭ ‬لكنه‭ ‬غير‭ ‬مباشر،‭ ‬وبأسلوب‭ ‬حاسم‭ ‬يصل‭ ‬أحيانًا‭ ‬إلى‭ ‬درجة‭ ‬التجاذب‭ ‬العنيف‭.. ‬فمنذ‭ ‬تفجُّر‭ ‬أحداث‭ ‬يناير‭ ‬2011 ‬وما‭ ‬تبعها‭ ‬من‭ ‬تداعيات‭ ‬جِسام،‭ ‬كشفت‭ ‬عن‭ ‬حجم‭ ‬توغل‭ ‬وتغُّول‭ ‬جماعات‭ ‬الإسلام‭ ‬السياسى،‭ ‬ومعها‭ ‬المد‭ ‬الدينى‭ ‬المُتطرِّف،‭ ‬الذى‭ ‬وصل‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬ومفاصلها،‭ ‬والجهود‭ ‬تُبذل‭ ‬على‭ ‬استحياء‭ ‬لاستعادة‭ ‬الوعى‭ ‬المصرى،‭ ‬واستمالة‭ ‬عقول‭ ‬وقلوب‭ ‬الملايين،‭ ‬التى‭ ‬تُركت‭ ‬نهبًا‭ ‬لـ«قيل‮»‬‭ ‬تفسيرات‭ ‬دينية‭ ‬مُتشددة،‭ ‬و«قال‮»‬‭ ‬ثقافات‭ ‬تكفيرية‭ ‬مُتطرفة‭.. ‬شد‭ ‬وجذب‭ ‬مكتومان،‭ ‬تدور‭ ‬رحاهما‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‭ ‬المصرى‭ ‬على‭ ‬مدار‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬منذ‭ ‬تقلد‭ ‬الرئيس‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬السيسى‭ ‬مقاليد‭ ‬السلطة‭ ‬فى‭ ‬مصر‭.. ‬فالسلطة‭ ‬السياسية‭ ‬كانت‭ ‬مُتشابكة‭ ‬ومُتداخلة‭ ‬على‭ ‬مر‭ ‬العصور‭ ‬مع‭ ‬السطوة‭ ‬الدينية،‭ ‬التى‭ ‬كانت‭ ‬‮«‬رسمية‮»‬‭ ‬فقط‭ ‬حتى‭ ‬تاريخ‭ ‬تأسيس‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬عام‭ ‬1928 ‭ ‬حين‭ ‬بدأت‭ ‬السلطة‭ ‬الدينية‭ ‬الرسمية‭ ‬نفسها،‭ ‬فى‭ ‬التداخل‭ ‬والتشابك‭ ‬مع‭ ‬السطوة‭ ‬الدينية‭ ‬المُتغلغلة‭ ‬فى‭ ‬أرجاء‭ ‬المجتمع‭ ‬المصرى‭.‬

وقبل‭ ‬عشر‭ ‬سنوات،‭ ‬طالب‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬بتجديد‭ ‬الخطاب‭ ‬الدينى،‭ ‬وتطهيره‭ ‬مما‭ ‬علِق‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬شوائب‭ ‬التطرف‭ ‬والتشدد‭ ‬والجمود‭ ‬والأفكار‭ ‬المغلوطة،‭ ‬التى‭ ‬تؤدى‭ ‬حتمًا‭ ‬إلى‭ ‬«‮‬إرهاب»‬‭ ‬باسم‭ ‬الدين‭.. ‬وثمَّن‭ ‬البعض‭ ‬مُطالبة‭ ‬الرئيس‭ ‬للأزهر‭ ‬ومؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬الدينية‭ ‬الرسمية‭ ‬القيام‭ ‬بالمهمة،‭ ‬إذ‭ ‬‮ «لا‭ ‬يُعقل‭ ‬أن‭ ‬مفردات‭ ‬وآليات‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬التعامل‭ ‬بها‭ ‬منذ‭ ‬ألف‭ ‬سنة،‭ ‬تكون‭ ‬صالحة‭ ‬فى‭ ‬عصرنا‮»‬،‭ ‬ما‭ ‬استُشِف‭ ‬معه‭ ‬مقاومة‭ ‬شديدة‭ ‬واستمساكًا‭ ‬رهيبًا‭ ‬بالغمامة‭ ‬الثقافية‭ ‬الدينية،‭ ‬التى‭ ‬ظللت‭ ‬البلاد‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭.. ‬كما‭ ‬تقول‭ ‬الصحفية‭ ‬أمينة‭ ‬خيرى،‭ ‬فى‭ ‬The Independent،‭ ‬‮«‬إن‭ ‬جهود‭ ‬تعديل‭ ‬المسار‭ ‬واستعادة‭ ‬الهوية‭ ‬المصرية،‭ ‬حيث‭ ‬الوسطية‭ ‬فى‭ ‬التدين‭ ‬والعقلانية‭ ‬فى‭ ‬الاختيار،‭ ‬والمطالبة‭ ‬بتجديد‭ ‬الخطاب‭ ‬الدينى،‭ ‬جزء‭ ‬من‭ ‬معركة‭ ‬الوعى‭ ‬التى‭ ‬تحوى‭ ‬تطويرًا‭ ‬فى‭ ‬التعليم،‭ ‬وتحديثًا‭ ‬فى‭ ‬الثقافة‭ ‬واهتمامًا‭ ‬بالرياضة،‭ ‬ورفعًا‭ ‬من‭ ‬شأن‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬للجميع‭.. ‬وكلٌ‭ ‬منها‭ ‬مُعضلة‭ ‬تحتاج‭ ‬سنوات‭ ‬لحلها،‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬هيمنة‭ ‬رُهَاب‭ ‬التغيير

‭ ‬ومقاومة‭ ‬التحديث»‬‭.‬

قبل‭ ‬عقود‭ ‬مضت،‭ ‬ربط‭ ‬البعض ‭ ‬‮«التدين‮»‬ ‭ ‬على‭ ‬شاشة‭ ‬التليفزيون‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬بـ«نور‭ ‬على‭ ‬نور‮»‬،‭ ‬البرنامج‭ ‬الدينى‭ ‬الأشهر‭ ‬والأنجح،‭ ‬وربما‭ ‬الأوحد،‭ ‬الذى‭ ‬بدأ‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬التليفزيون‭ ‬المصرى‭ ‬أو‭ ‬العربى‭ ‬عام‭ ‬0691.. ‬الألف‭ ‬حلقة‭ ‬ويزيد،‭ ‬التى‭ ‬قدمها‭ ‬الإعلامى‭ ‬الراحل،‭ ‬أحمد‭ ‬فراج،‭ ‬تُمثل‭ ‬نموذجًا‭ ‬لبرامج‭ ‬التليفزيون‭ ‬الدينية‭ ‬لأجيال‭ ‬مضت‭.. ‬بصوت‭ ‬هادئ‭ ‬ونبرة‭ ‬راقية‭ ‬ومحتوى‭ ‬محترم،‭ ‬كان‭ ‬أحمد‭ ‬فراج‭ ‬يتناول‭ ‬موضوعات‭ ‬الدين‭ ‬والحياة‭ ‬بشكل‭ ‬بالغ‭ ‬الرُقى‭.. ‬لم‭ ‬نسمع‭ ‬منه‭ ‬يومًا‭ ‬تكفيرًا‭ ‬لأحد،‭ ‬أو‭ ‬ترهيبًا‭ ‬باسم‭ ‬التدين،‭ ‬أو‭ ‬نبذًا‭ ‬لآخر‭..‬كما‭ ‬لم‭ ‬يُغرِق‭ ‬يومًا‭ ‬فيما‭ ‬يتناوله‭ ‬البعض،‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬الإثارة‭ ‬الجنسية،‭ ‬عبر‭ ‬الإفراط‭ ‬فى‭ ‬الحديث‭ ‬عما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تفعله‭ ‬النساء‭ ‬بشكل‭ ‬بالغ‭ ‬الفجاجة‭..‬ لكن‭ ‬شتان‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬التدين‭ ‬فى‭ ‬البرامج‭ ‬التليفزيونية‭ ‬فى‭ ‬ستينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضى،‭ ‬وقرينتها‭ ‬فى‭ ‬التسعينيات‭..‬ هناك‭ ‬ثلاثة‭ ‬فروق‭ ‬رئيسية‭ ‬بين‭ ‬النوعيتين‭..‬ فى‭ ‬الستينيات،‭ ‬كانت‭ ‬البرامج‭ ‬التليفزيونية‭ ‬جزءًا‭ ‬مما‭ ‬يقدمه‭ ‬تليفزيون‭ ‬الدولة‭..‬كانت‭ ‬تتم‭ ‬استضافة‭ ‬علماء‭ ‬أزهريين،‭ ‬وما‭ ‬كانوا‭ ‬يقولونه‭ ‬كان‭ ‬جزءًا‭ ‬من‭ ‬صحيح‭ ‬الدين‭..‬ تمتع‭ ‬المحتوى‭ ‬بمستوى‭ ‬ثقافى‭ ‬رفيع،‭ ‬واختيار‭ ‬العلماء‭ ‬الضيوف‭ ‬كان‭ ‬يتم‭ ‬بعناية‭ ‬فائقة‭..‬ لذا‭ ‬كان‭ ‬المحتوى‭ ‬متطابقًا‭ ‬مع‭ ‬توجه‭ ‬المؤسسة‭ ‬الدينية،‭ ‬بالتالى‭ ‬رؤية‭ ‬الدولة‭ ‬لدور‭ ‬الدين،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬جعل‭ ‬الخطاب‭ ‬يخدم‭ ‬رؤى‭ ‬مثل‭ ‬الاشتراكية‭ ‬العربية‭ ‬ذات‭ ‬البعد‭ ‬الإسلامى،‭ ‬ومناهضة‭ ‬لجماعات‭ ‬مُسيِّسة‭ ‬للدين،‭ ‬مثل‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭..‬ كل‭ ‬ذلك‭ ‬كان‭ ‬يُقدم‭ ‬فى‭ ‬قالب‭ ‬إعلامى‭ ‬محترف،‭ ‬على‭ ‬أيدى‭ ‬إعلاميين‭ ‬محترفين،‭ ‬ومُتحَكَّم‭ ‬فى‭ ‬محتواها‭ ‬تمامًا‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ماسبيرو‭..‬ لم‭ ‬يكن‭ ‬رقى‭ ‬المادة‭ ‬الدينية‭ ‬منفصلًا‭ ‬عن‭ ‬رقى‭ ‬المحتوى‭ ‬الإعلامى‭ ‬ككل‭.‬

لكن‭ ‬ما‭ ‬حدث‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬من‭ ‬تغير،‭ ‬كان‭ ‬أقرب‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬إلى‭ ‬التدهور‭ ‬لمحتوى‭ ‬البرامج‭ ‬الدينية،‭ ‬ورسالة‭ ‬التدين‭ ‬المُقدمة‭ ‬عبر‭ ‬القنوات‭ ‬أواخر‭ ‬الثمانينيات‭ ‬والتسعينيات،‭ ‬ساعدت‭ ‬فيه‭ ‬موضة‭ ‬التدين‭ ‬عبر‭ ‬شرائط‭ ‬الكاسيت‭ ‬ثم‭ ‬الأسطوانات‭ ‬المدمجة‭ ‬وغيرها،‭ ‬ما‭ ‬يعنى‭ ‬أن‭ ‬المتحكم‭ ‬فى‭ ‬الرسالة‭ ‬التليفزيونية‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬الدولة‭ ‬أو‭ ‬جهة‭ ‬بعينها،‭ ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬الكاتب‭ ‬وائل‭ ‬لطفى‭ ‬بل‭ ‬أصبح‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬هو‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬وضع‭ ‬مضمون‭ ‬على‭ ‬وسيط‭ ‬جديد‭ ‬وبيعه‭ ‬أو‭ ‬توزيعه،‭ ‬قادرًا‭ ‬كذلك‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬مادية‭ ‬دينية،‭ ‬و«النتيحة‭ ‬مادة‭ ‬دينية‭ ‬تليفزيونية‭ ‬تختلف‭ ‬شكلًا‭ ‬وموضوعًا‭ ‬وهدفًا‭ ‬وأسلوبًا،‭ ‬تمامًا‭ ‬عما‭ ‬كان‭ ‬الراحل‭ ‬أحمد‭ ‬فراج‭ ‬يقدمه‭ ‬فى‭ ‬الستينيات‭..‬ أصبح‭ ‬الدين‭ ‬على‭ ‬التليفزيون‭ ‬يرتكز‭ ‬إلى‭ ‬متطلبات‭ ‬السوق،‭ ‬ومستعدًا‭ ‬للإذعان‭ ‬لغرائز‭ ‬الجمهور‭ ‬وتلبيتها‭..‬ وظهرت‭ ‬هذه‭ ‬البوادر‭ ‬منذ‭ ‬تسعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضى،‭ ‬وعلى‭ ‬تليفزيون‭ ‬الدولة‭ ‬نفسه‭..‬ مجموعة‭ ‬الدُعاة‭ ‬الجُدُد،‭ ‬وهم‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬المؤسسة‭ ‬الدينية،‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف،‭ ‬ظهروا‭ ‬على‭ ‬شاشات‭ ‬التليفزيون‭ ‬المصرى،‭ ‬على‭ ‬برنامج‭ ‬كانت‭ ‬تقدمه‭ ‬الإعلامية‭ ‬كريمان‭ ‬حمزة،‭ ‬وهو‭ ‬الذى‭ ‬قدم‭ ‬دعاة‭ ‬جُددًا،‭ ‬مثل‭ ‬عمرو‭ ‬خالد،‭ ‬وياسين‭ ‬رشدى،‭ ‬وعمر‭ ‬عبدالكافى‭ ‬وغيرهم‭.. ‬ وكان‭ ‬هذا‭ ‬هو‭ ‬الفرض‭ ‬الأول‭ ‬لقوى‭ ‬السوق‭ ‬على‭ ‬شاشات‭ ‬البرامج‭ ‬الدينية،‭ ‬حيث‭ ‬رجال‭ ‬أعمال‭ ‬يُمولون‭ ‬البرامج،‭ ‬ليقدموا‭ ‬نسخة‭ ‬التدين‭ ‬التى‭ ‬يعتبرونها‭ ‬الأمثل‭ ‬والأنسب‭ ‬من‭ ‬وجهة‭ ‬نظرهم،‭ ‬ثم‭ ‬سارت‭ ‬الفضائيات‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬ركبها‭.‬

وتأسست ‭ ‬‮«دولة‭ ‬الدُعاة‭ ‬الجُدُد‮»‬،‭ ‬وهذه‭ ‬ليست‭ ‬مجرد‭ ‬عبارة‭ ‬تعكس‭ ‬ظاهرة‭ ‬تَفجُّر‭ ‬البرامج‭ ‬والفقرات‭ ‬الدينية‭ ‬على‭ ‬القنوات‭ ‬التليفزيونية‭ ‬منذ‭ ‬أواخر‭ ‬تسعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضى،‭ ‬ولكنها‭ ‬أيضًا‭ ‬عنوان‭ ‬كتاب‭ ‬للكاتب‭ ‬الصحفى‭ ‬وائل‭ ‬لطفى،‭ ‬الذى‭ ‬شبه‭ ‬فى‭ ‬كتابه‭ ‬ظاهرة‭ ‬الدُعاة‭ ‬الجُدُد،‭ ‬الذين‭ ‬ظهروا‭ ‬بكثرة‭ ‬على‭ ‬القنوات‭ ‬التليفزيونية،‭ ‬بظاهرة‭ ‬المُبشرين‭ ‬البروتستانت‭ ‬فى‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬إغراق‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬فى‭ ‬استضافة‭ ‬نجوم‭ ‬الفن‭ ‬والكرة‭ ‬المشهورين‭ ‬والمحبوبين،‭ ‬الذين‭ ‬اعتزلوا‭ ‬وتحجبوا‭ ‬أو‭ ‬اعتكفوا،‭ ‬للحديث‭ ‬عن‭ ‬تجاربهم ‭ ‬‮«الدينية»‬‭ ‬فى‭ ‬الفن‭ ‬والتوبة‭.. ‬ويشرح‭ ‬لطفى،‭ ‬كيف‭ ‬أن‭ ‬ظهور‭ ‬هؤلاء‭ ‬الدُعاة‭ ‬الجُدُد،‭ ‬وأغلبهم‭ ‬من‭ ‬خريجى‭ ‬التعليم‭ ‬المدنى،‭ ‬وليس‭ ‬الدينى،‭ ‬وارتدائهم‭ ‬ملابس‭ ‬مدنية‭ ‬لا‭ ‬الكلاسيكية‭ ‬الخاصة‭ ‬برجال‭ ‬الدين،‭ ‬دغدغوا‭ ‬بها‭ ‬مشاعر‭ ‬المشاهدين‭ ‬من‭ ‬أبناء‭ ‬وبنات‭ ‬الطبقات‭ ‬المتوسطة‭ ‬وما‭ ‬فوقها،‭ ‬ممن‭ ‬لا‭ ‬ينجذبون‭ ‬أو‭ ‬يتأثرون‭ ‬عادة‭ ‬بفكرة،‭ ‬بالدق‭ ‬على‭ ‬أوتار‭ ‬المشاعر‭ ‬الدينية‭ ‬واللعب‭ ‬على‭ ‬الشعور‭ ‬بالذنب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التدين‭.‬

تحول‭ ‬موكب‭ ‬البرامج‭ ‬الدينية‭ ‬إلى‭ ‬توجه‭ ‬عام‭.. ‬وانطلقت‭ ‬الفضائيات‭ ‬بالمحتوى‭ ‬الدينى،‭ ‬بتوجهات‭ ‬لا‭ ‬أول‭ ‬لها‭ ‬أو‭ ‬آخر،‭ ‬‮ «هنا‭ ‬تحولت‭ ‬البرامج‭ ‬الدينية‭ ‬إلى‭ ‬برامج‭ ‬توك‭ ‬شو‭ ‬حياتية‭ ‬قائمة‭ ‬بذاتها،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعكس‭ ‬حجم‭ ‬دور‭ ‬التدين‭ ‬وهذا‭ ‬الشكل‭ ‬من‭ ‬التدين‭ ‬فى‭ ‬حياة‭ ‬المصريين؛‭ ‬مُتصل‭ ‬يسأل‭ ‬عن‭ ‬الجنس،‭ ‬وآخر‭ ‬يسأل‭ ‬عن‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬وثالث‭ ‬عن‭ ‬مشكلة‭ ‬فى‭ ‬عمله،‭ ‬وهلُمَ‭ ‬جرَّا‭.. ‬ودخلت‭ ‬البرمج‭ ‬الدينية‭ ‬مرحلة‭ ‬الابتذال‭..‬فكلما‭ ‬تلقى‭ ‬البرنامج‭ ‬الدينى‭ ‬اتصالات‭ ‬أكثر،‭ ‬كلما‭ ‬كان‭ ‬البرنامج‭ ‬أكثر‭ ‬نجاحًا‭ ‬وأعلى‭ ‬مشاهدة‭..‬وتزامن‭ ‬ذلك‭ ‬مع‭ ‬طغيان‭ ‬حالة‭ ‬الأسلمة‭ ‬الشكلية‭ ‬وتديين‭ ‬المجتمع» ‬‭ ‬هذا‭ ‬التطور،‭ ‬من‭ ‬تحول‭ ‬المجتمع‭ ‬المصرى‭ ‬نحو‭ ‬التدين‭ ‬الشكلى،‭ ‬وفقدانهم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬اتخاذ‭ ‬قراراتهم‭ ‬لأنفسهم‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬شئون‭ ‬الحياة،‭ ‬واعتقادهم‭ ‬بأن‭ ‬طلب‭ ‬الفتوى‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬كبيرة‭ ‬وصغيرة‭ ‬مُنجيًا‭ ‬لهم‭ ‬من‭ ‬العذاب‭..‬وإذا‭ ‬أضفنا‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬قيام‭ ‬الدُعاة‭ ‬الجُدُد‭ ‬من‭ ‬المذيعين‭ ‬بالتجويد،‭ ‬إذ‭ ‬قدموا‭ ‬مادة‭ ‬تثير‭ ‬المشاهدين‭ ‬وتجذبهم‭..‬ومن‭ ‬ثم،‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬هناك‭ ‬مجال‭ ‬للقصص‭ ‬التثقيفية،‭ ‬بل‭ ‬تم‭ ‬إفساح‭ ‬المجال‭ ‬تمامًا‭ ‬للقصص‭ ‬الدرامية‭ ‬المُسلية‭ ‬لضمان‭ ‬التصاق‭ ‬المشاهد‭ ‬بالشاشة‭ ‬وإرضائه‭!!‬

أصبح‭ ‬إرضاء‭ ‬الجمهور‭ ‬يعنى‭ ‬الصراخ‭ ‬والزعيق،‭ ‬حسبما‭ ‬تقول‭ ‬أستاذة‭ ‬علم‭ ‬الاجتماع،‭ ‬الدكتور‭ ‬سامية‭ ‬خضر، ‬‮«‬رغم‭ ‬أنها‭ ‬برامج‭ ‬وفقرات‭ ‬دينية،‭ ‬لكن‭ ‬الكثير‭ ‬منها‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬الصراخ‭ ‬والترهيب‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬كبيرة‭ ‬وصغيرة‭ ‬فى‭ ‬الحياة‭.. ‬حتى‭ ‬البعض‭ ‬ممن‭ ‬لا‭ ‬يصرخ‭ ‬ويُرَهِّب،‭ ‬يتم‭ ‬تدريبه‭ ‬على‭ ‬لغة‭ ‬الجسد،‭ ‬حيث‭ ‬لا‭ ‬يصح‭ ‬أن‭ ‬يتحدث‭ ‬أحدهم‭ ‬فى‭ ‬شئون‭ ‬الدين‭ ‬والمعاملات،‭ ‬وهو‭ ‬يشيح‭ ‬بيده‭ ‬بطريقة‭ ‬غير‭ ‬لائقة»‬‭ ‬ وتضيف‭ ‬إنها‭ ‬تعلمت‭ ‬آداب‭ ‬المائدة‭ ‬والحوار‭ ‬والتعامل‭ ‬مع‭ ‬الكبار‭ ‬وغيرها،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برامج‭ ‬دينية‭ ‬هادفة‭ ‬هادئة،‭ ‬لا‭ ‬تميل‭ ‬إلى‭ ‬الإثارة،‭ ‬أو‭ ‬تُغرق‭ ‬فى‭ ‬تفاصيل‭ ‬تافهة،‭ ‬أو‭ ‬التخويف‭ ‬من‭ ‬النار‭ ‬والعذاب‭.‬‭. ‬وأشارت‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬سر‭ ‬إغراق‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬البرامج‭ ‬فى‭ ‬الحديث‭ ‬عن‭ ‬المرأة‭ ‬يعود‭ ‬إلى‭ ‬إنها‭- ‬أى‭ ‬المرأة‭- ‬هى‭ ‬الأكثر‭ ‬قدرة‭ ‬على‭ ‬نقل‭ ‬الأفكار‭ ‬بسرعة‭ ‬ونشرها‭ ‬فى‭ ‬المجتمع،‭ ‬وهو‭ ‬سلاح‭ ‬ذو‭ ‬حدود‭ ‬عِدة‭..‬وانتشرت‭ ‬البرامج‭ ‬والفقرات‭ ‬الدينية،‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬برامج ‭ ‬‮«التوك‭ ‬شو» ‬‭ ‬اليومية،‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬فقرة‭ ‬دينية‭ ‬ثابتة‭ ‬لجذب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الجمهور‭..‬ حتى‭ ‬أصبحنا‭ ‬نتعجب‭ ‬كثيرًا،‭ ‬حين‭ ‬نشاهد‭ ‬البعض‭ ‬من‭ ‬نجوم‭ ‬التوك‭ ‬شو‭ ‬يتحولون،‭ ‬من‭ ‬‮«‬مذيع‭ ‬فنى‭ ‬خفيف‭ ‬لطيف‭ ‬ظريف،‭ ‬ثم‭ ‬رياضى‭ ‬حماسى‭ ‬ناشط‭ ‬رهيب،‭ ‬وفجأة‭ ‬تبدو‭ ‬عليه‭ ‬آثار‭ ‬الورع‭ ‬وعلامات‭ ‬التقوى،‭ ‬فى‭ ‬اليوم‭ ‬المقرر‭ ‬للفقرة‭ ‬الدينية».‬

●●●

وبين‭ ‬هلع‭ ‬تهديد ‭ ‬‮«دينى‮»‭ ‬ تبثه‭ ‬شاشات‭ ‬هنا،‭ ‬وطمأنينة‭ ‬بشارة ‭ ‬‮«دينية» ‬‭ ‬تبثها‭ ‬شاشات‭ ‬هناك،‭ ‬راح‭ ‬المشاهد‭ ‬المُتجوِّل‭ ‬بين‭ ‬القنوات‭ ‬الفضائية‭ ‬يتأرجح،‭ ‬بين‭ ‬برامج‭ ‬دينية‭ ‬تنشر‭ ‬الرعب‭ ‬والتوتر،‭ ‬وأخرى‭ ‬تزرع‭ ‬السكون‭ ‬وتبث‭ ‬السكينة‭.. ‬ وبين‭ ‬هذه‭ ‬وتلك،‭ ‬آلاف‭ ‬البرامج‭ ‬والفقرات،‭ ‬التى‭ ‬ظلت‭ ‬تتوغل‭ ‬وتنشطر‭ ‬ذاتيًا،‭ ‬حتى‭ ‬أصبح‭ ‬استقلال‭ ‬الفقرة‭ ‬الدينية‭ ‬وتحولها‭ ‬برنامجًا‭ ‬قائمًا‭ ‬بذاته،‭ ‬ظاهرة‭ ‬يحتار‭ ‬المراقبون‭ ‬فى‭ ‬تحليلها،‭ ‬وتُسعد‭ ‬الباحثين‭ ‬عن‭ ‬طوق‭ ‬نجاة‭ ‬يُعينهم،‭ ‬أو‭ ‬حُسن‭ ‬ختام‭ ‬يُريحهم،‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬التعلق‭ ‬بدور‭ ‬أو‭ ‬هوية‭ ‬أو‭ ‬كيان‭ ‬يُعيد‭ ‬الثقة‭ ‬إلى‭ ‬ذواتهم‭.. ‬فهذا‭ ‬مهندس‭ ‬يبلغ‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬سبعة‭ ‬وخمسين‭ ‬عامًا،‭ ‬يقول‭ ‬إن‭ ‬هويته‭ ‬عادت‭ ‬إليه‭ ‬بفضل‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬الدينية،‭ ‬التى‭ ‬ظل‭ ‬يواظب‭ ‬على‭ ‬مشاهدتها‭ ‬منذ‭ ‬‮ «فتح‭ ‬الله‭ ‬على‭ ‬المسلمين»‬‭ ‬ بتدشين‭ ‬قنوات‭ ‬تليفزيونية،‭ ‬لا‭ ‬تقدم‭ ‬سوى‭ ‬الدين،‭ ‬أواخر‭ ‬تسعينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضى،‭ ‬وصولًا‭ ‬إلى‭ ‬عصرها‭ ‬الذهبى‭ ‬منتصف‭ ‬الألفينيات‭.. ‬ويروى‭ ‬كيف‭ ‬أنه‭ ‬أعاد‭ ‬اكتشاف‭ ‬هويته‭ ‬الإسلامية،‭ ‬‮‬التى‭ ‬هى‭ ‬أثمن‭ ‬وأرقى‭ ‬من‭ ‬أى‭ ‬هوية‭ ‬أخرى،‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬مهنة‭ ‬أو‭ ‬أسرة‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬دولة‮‬‭!!.. ‬ويضيف،‭ ‬أنه‭ ‬‮‬فى‭ ‬تلك‭ ‬السنوات‭ ‬الذهبية،‭ ‬أوقفْتُ‭ ‬بث‭ ‬أى‭ ‬قنوات‭ ‬غير‭ ‬دينية،‭ ‬وأصبحت‭ ‬الأسرة‭ ‬كلها‭ ‬لا‭ ‬تتابع‭ ‬إلا‭ ‬البرامج‭ ‬الدينية‭ ‬التى‭ ‬ثقفتنا،‭ ‬وعلمتنا،‭ ‬وهدتنا‭ ‬إلى‭ ‬الطريق‭ ‬الصحيح،‭ ‬بما‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬برامج‭ ‬أطفال‭ ‬دينية‭ ‬وتلك‭ ‬المُخصصة‭ ‬للمرأة‮‬‭.. ‬فالبرامج‭ ‬الدينية‭ ‬المُخصصة‭ ‬للمرأة‭ ‬تُشغل‭ ‬القاصى‭ ‬والدانى،‭ ‬ومشاهديها‭ ‬رجالًا‭ ‬ونساء،‭ ‬وموضوعاتها‭ ‬يصفها‭ ‬البعض‭ ‬بـ«المثيرة‮»‬،‭ ‬ويراها‭ ‬البعض‭ ‬الآخر ‬‮«‬غزيرة‮»‬،‭ ‬لكنها‭ ‬تبقى‭ ‬الأكثر‭ ‬جذبًا‭ ‬للأضواء‭ ‬والأعلى‭ ‬مكسبًا‭ ‬من‭ ‬حيث  ‬‮«‬الإعلانات».‬

‭ ‬وإذا‭ ‬أتينا‭ ‬على‭ ‬ذكر‭ ‬الإعلانات،‭ ‬فإن‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬أمر‭ ‬صناعة‭ ‬الفضائيات‭ ‬يدركون‭ ‬أن‭ ‬المصريين‭ ‬متدينون‭ ‬بطبعهم،‭ ‬وإنهم‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬البرامج‭ ‬الدينية‭ ‬ليتابعوا‭ ‬فقراتها‭ ‬بنهم‭ ‬شديد،‭ ‬لذلك‭ ‬فهى‭ ‬تعتبر‭ ‬نقطة‭ ‬جذب‭ ‬رئيسية‭ ‬للمعلنين،‭ ‬وخيرًا‭ ‬وفيرًا‭ ‬للمحطة‭ ‬التليفزيونية،‭ ‬حيث‭ ‬ترتفع‭ ‬نسب‭ ‬المشاهدة‭ ‬كثيرًا‭ .. ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬المصريين‭ ‬يعتبرون‭ ‬أنفسهم‭ ‬متدينين‭ ‬بالفطرة،‭ ‬فإن‭ ‬قلة‭ ‬الوعى‭ ‬الدينى‭ ‬بمفاهيم‭ ‬الدين‭ ‬الحقيقية‭ ‬منتشرة‭ ‬بشكل‭ ‬كبير،‭ ‬لذلك،‭ ‬تكون‭ ‬نقطة‭ ‬انطلاق‭ ‬طرفى‭ ‬النقيض‭: ‬هناك‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬ما‭ ‬يهدف‭ ‬إلى‭ ‬التثقيف‭ ‬والوعى‭ ‬الدينى،‭ ‬وهناك‭ ‬كذلك‭ ‬من‭ ‬يصطاد‭ ‬فى‭ ‬المياه‭ ‬العكرة،‭ ‬فينشر‭ ‬الأفكار‭ ‬المتشددة‭ ‬والمُتطرفة‭ ‬وينشر‭ ‬الفتنة‭ ‬والجهالة،‭ ‬سواء‭ ‬بنيّة‭ ‬أو‭ ‬دونها،‭ ‬كما‭ ‬تقول‭ ‬الصحفية‭ ‬ورئيسة‭ ‬تحرير‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬التليفزيونية،‭ ‬هدى‭ ‬رشوان‭.. ‬ ودون‭ ‬أدنى‭ ‬تفكير،‭ ‬فإن‭ ‬محتوى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬الدينية‭ ‬اليوم‭ ‬يعكس‭ ‬فكر‭ ‬‮«‬نجم‭ ‬الشباك‮»‬،‭ ‬وأصبح‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬معرفة‭ ‬من‭ ‬يُحدد‭ ‬المحتوى؟.. ‬وهل‭ ‬المحتوى‭ ‬يميل‭ ‬إلى‭ ‬الإثارة‭ ‬والإغراق‭ ‬فى‭ ‬توافه‭ ‬الأمور،‭ ‬لأن‭ ‬الجمهور‭ ‬يريد‭ ‬ذلك؟،‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬القائمين‭ ‬على‭ ‬أمر‭ ‬المحتوى‭ ‬يقررون‭ ‬تقديم‭ ‬وجبات‭ ‬تافهة‭ ‬لجذب‭ ‬الجمهور،‭ ‬ورفع‭ ‬نسب‭ ‬المشاهدة‭ ‬لتحقيق‭ ‬الفوائد‭ ‬المادية‭ ‬المرجوة؟‭.. ‬وتتواتر‭ ‬برامج‭ ‬دينية‭ ‬تتناول‭ ‬موضوعات‭ ‬الخيانة‭ ‬الزوجية،‭ ‬والطلاق،‭ ‬والخُلع،‭ ‬والزواج،‭ ‬وكيفية‭ ‬إرضاء‭ ‬الزوج‭ ‬ومعاملة‭ ‬الزوجة،‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الموضوعات‭ ‬التى‭ ‬تبدو‭ ‬دينية،‭ ‬لكنها‭ ‬فى‭ ‬حقيقة‭ ‬الأمر‭ ‬اجتماعية،‭ ‬ولكن‭ ‬برداء‭ ‬دينى‭ ‬لتعظيم‭ ‬الفائدة‭!‬ هذه‭ ‬البرامج‭ ‬والفقرات ‭ ‬‮«سطحية‮»‬،‭ ‬تفتئت‭ ‬على‭ ‬نوعية‭ ‬مشاهدين‭ ‬يتقبلون‭ ‬ما‭ ‬يُقدم‭ ‬لهم‭ ‬دون‭ ‬نقد‭ ‬أو‭ ‬مراجعة‭.. ‬والأدهى‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬أن‭ ‬الغالبية‭ ‬المُطلقة‭ ‬من‭ ‬القنوات‭ ‬التليفزيونية‭ ‬راحت‭ ‬تستنسخ‭ ‬البرامج‭ ‬والفقرات‭ ‬الدينية‭ ‬من‭ ‬بعضها‭ ‬البعض،‭ ‬دون‭ ‬تفكير‭ ‬أو‭ ‬ابتكار‭.‬

●●●

كتبت‭ ‬إحدى‭ ‬الصحفيات‭ ‬الكريمات‭ ‬يومًا،‭  ‬‮ «هدوء‭ ‬الظهيرة‭ ‬يعُم‭ ‬البيت،‭ ‬الأصوات‭ ‬خافتة،‭ ‬سواء‭ ‬تلك‭ ‬القادمة‭ ‬من‭ ‬الشارع‭ ‬البعيد‭ ‬حيث‭ ‬متعة‭ ‬السكن‭ ‬فى‭ ‬الطابق‭ ‬الثامن،‭ ‬أو‭ ‬صوت‭ ‬دق‭ ‬المِلعَقة‭ ‬على‭ ‬قِدر‭ ‬الطبيخ،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬يقرر‭ ‬الصغير‭ ‬ابن‭ ‬الأربعة‭ ‬أعوام‭ ‬تشغيل‭ ‬التليفزيون،‭ ‬فإذ‭ ‬بصراخ‭ ‬وصوت‭ ‬جهورى»:  ‬سيُفرَش‭ ‬القبر‭ ‬نارًا،‭ ‬وستُضرَب‭ ‬رأسه‭ ‬بالمطرقة،‭ ‬ويُشق‭ ‬فمه‭ ‬إلى‭ ‬القفا،‭ ‬وتُرضَّخ‭ ‬رأسه‭ ‬بالحجارة،‭ ‬ويُحرَّق‭ ‬فى‭ ‬تنور‭ ‬من‭ ‬نار‮‬‭.. ‬تهرول‭ ‬الأم‭ ‬إلى‭ ‬موقع‭ ‬الحدث،‭ ‬حيث‭ ‬غرفة‭ ‬الجلوس‭ ‬الذى‭ ‬يصدح‭ ‬منها‭ ‬التليفزيون،‭ ‬لتجد‭ ‬الطفل‭ ‬وقد‭ ‬التصق‭ ‬بالحائط‭ ‬من‭ ‬فرط‭ ‬الهلع‭.. ‬وكانت‭ ‬المشكلة‭ ‬فى‭ ‬حاجة‭ ‬إلى‭ ‬قرار‭ ‬ينتصر‭ ‬للإنسان‭ ‬المصرى،‭ ‬وتحقيق‭ ‬سكون‭ ‬حياته‭ ‬ومعرفة‭ ‬أصول‭ ‬دينه‭ ‬الصحيح،‭ ‬دون‭ ‬الاستغراق‭ ‬فى‭ ‬الغيبيات‭ ‬ولا‭ ‬التهوين‭ ‬من‭ ‬الإشكاليات‭.. ‬بل‭ ‬بناء‭ ‬شخصية‭ ‬سوية،‭ ‬تعرف‭ ‬ما‭ ‬لها‭ ‬وما‭ ‬عليها،‭ ‬وتدرك‭ ‬أن‭ ‬الدين‭ ‬يُسرٌ‭ ‬لا‭ ‬عُسر‭.. ‬وأنه‭ ‬دين‭ ‬للحياة‭ ‬الكريمة‭.‬

كان‭ ‬ضروريًا،‭ ‬والحال‭ ‬هكذا،‭ ‬أن‭ ‬تنزل‭ ‬الشركة‭ ‬المتحدة‭ ‬للخدمات‭ ‬الإعلامية،‭ ‬إلى‭ ‬الساحة،‭ ‬وهى‭ ‬تمتلك‭ ‬مشروعًا‭ ‬واضحًا‭ ‬واستراتيجية‭ ‬محددة‭ ‬للارتقاء‭ ‬بالوعى،‭ ‬والمساهمة‭ ‬الفعالة‭ ‬فى‭ ‬بناء‭ ‬الشخصية‭ ‬المصرية،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الالتزام‭ ‬الواضح‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬منصاتها‭ ‬المرئية‭ ‬والمسموعة،‭ ‬ومحتواها‭ ‬الهادف‭ ‬للارتقاء‭ ‬بالذوق‭ ‬العام،‭ ‬ومخاطبة‭ ‬الجمهور‭ ‬عبر‭ ‬الأدوات‭ ‬والأساليب‭ ‬الجاذبة،‭ ‬ومحتوى‭ ‬برامج‭ ‬متنوعة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬توك‭ ‬شو،‭ ‬واجتماعية،‭ ‬ومرأة،‭ ‬ورياضية،‭ ‬والمسابقات‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬البرامج‭.. ‬حزمة‭ ‬برامج،‭ ‬هى‭ ‬فى‭ ‬النهاية،‭ ‬نتاج‭ ‬لخطة‭ ‬متكاملة‭ ‬وجهود‭ ‬جماعية‭ ‬لتقديم‭ ‬محتوى‭ ‬يخضع‭ ‬لمعايير‭ ‬موضوعية‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الفكرة‭ ‬والمضمون،‭ ‬محتوى‭ ‬يلبى‭ ‬احتياجات‭ ‬الجمهور‭ ‬دون‭ ‬ابتذال،‭ ‬يوازن‭ ‬بين‭ ‬نشر‭ ‬البهجة‭ ‬وفتح‭ ‬أبواب‭ ‬الأمل،‭ ‬دون‭ ‬تغييب‭ ‬الواقع‭ ‬ومشاكله،‭ ‬محتوى‭ ‬يميل‭ ‬للتجديد‭ ‬والتطوير،‭ ‬دون‭ ‬إغفال‭ ‬قيم‭ ‬وثوابت‭ ‬المجتمع،‭ ‬منفتح‭ ‬على‭ ‬العالم‭ ‬لكنه‭ ‬ينحاز‭ ‬للمسئولية‭ ‬المجتمعية‭ ‬والمصالح‭ ‬الوطنية،‭ ‬وهذه‭ ‬هى‭ ‬المعادلة‭ ‬الإعلامية‭ ‬والاختبار‭ ‬الذى‭ ‬اجتازته‭ ‬الأعمال‭ ‬التى‭ ‬تحمل‭ ‬بصمة‭ ‬‮«‬المتحدة‮»‬،‭ ‬وفقًا‭ ‬لشهادات‭ ‬الجمهور‭.‬

تضمنت‭ ‬قنوات ‭ ‬‮«المتحدة»‬‭ ‬ العديد‭ ‬من‭ ‬البرامج‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬بفقرات‭ ‬متنوعة‭ ‬تلبى‭ ‬اهتمامات‭ ‬الجمهور‭ ‬المختلفة،‭ ‬وتتطرق‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الموضوعات‭ ‬بمختلف‭ ‬المسارات،‭ ‬الاجتماعية‭ ‬والحوارية‭ ‬الممتعة‭ ‬فى‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬الموضوعات،‭ ‬وأخرى‭ ‬تُسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬المشاكل‭ ‬التى‭ ‬يعانى‭ ‬منها‭ ‬المواطنون،‭ ‬ويهدف‭ ‬إلى‭ ‬خدمة‭ ‬الأماكن‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬يعرفها‭ ‬أحد،‭ ‬وتقديم‭ ‬النماذج‭ ‬الناجحة‭ ‬فى‭ ‬المجتمع‭ ‬والتى‭ ‬تحدّت‭ ‬الصعاب‭.. ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬اقتحام‭ ‬قنوات ‭ ‬‮«المتحدة»‬‭ ‬ مجال‭ ‬البرامج‭ ‬الدينية‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬الجماهيرية،‭ ‬أو‭ ‬استغلال‭ ‬حالة‭ ‬التدين‭ ‬للتربح،‭ ‬بل‭ ‬رغبة‭ ‬من‭ ‬الشركة‭ ‬فى‭ ‬استعادة‭ ‬الشخصية‭ ‬المصرية‭ ‬المعروفة‭ ‬بالوسطية‭ ‬ونبذ‭ ‬التطرف،‭ ‬وسعت‭ ‬عبر‭ ‬برامجها‭ ‬لتقديم‭ ‬خطاب‭ ‬إسلامى‭ ‬مبسط‭ ‬وصحيح‭ ‬ينتصر‭ ‬للتجديد،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬شيوخ‭ ‬الأزهر‭ ‬وعلماء‭ ‬الدين،‭ ‬الذين‭ ‬يحظون‭ ‬بثقة‭ ‬كبيرة‭ ‬لدى‭ ‬الجمهور،‭ ‬ورصد‭ ‬أبرز‭ ‬الفتاوى‭ ‬الدينية‭ ‬والنصائح‭ ‬والمشورة،‭ ‬وهذه‭ ‬هى‭ ‬السمة‭ ‬المميزة‭ ‬لبرنامج ‭ ‬‮«لعلهم‭ ‬يفقهون‮»‬،‭ ‬مثلًا،‭ ‬الذى‭ ‬يستهدف‭ ‬الارتقاء‭ ‬بوعى‭ ‬المسلمين‭ ‬بأسلوب‭ ‬عصرى‭.. ‬و«الحق‭ ‬المبين» ‬‭ ‬الذى‭ ‬يطرح‭ ‬عبر‭ ‬حلقاته،‭ ‬أهم‭ ‬المواضيع‭ ‬الشائكة‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالدين،‭ ‬ويصححان‭ ‬مفاهيم‭ ‬خاطئة‭.. ‬ويستكمل‭ ‬الداعية‭ ‬مصطفى‭ ‬حسنى،‭ ‬رحلته‭ ‬فى‭ ‬مناقشة‭ ‬الموضوعات‭ ‬الدينية‭ ‬بطريقته‭ ‬المبسطة،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬برنامج ‭ ‬‮«كنوز‮»‬‭ ‬وغيره،‭ ‬ويعالج‭ ‬برنامج ‭ ‬‮«قلوب‭ ‬عامرة»‬‭ ‬موضوعات‭ ‬دينية‭ ‬حياتية‭ ‬من‭ ‬منظور‭ ‬إسلامى‭.. ‬ويركز ‭ ‬‮«الدنيا‭ ‬بخير»‬‭ ‬على‭ ‬معالجة‭ ‬قضايا‭ ‬وأخلاقيات‭ ‬المجتمع‭ ‬المصرى‭ ‬بشكل‭ ‬عصرى‭.. ‬وهذا‭ ‬غيض‭ ‬من‭ ‬فيض،‭ ‬تفيض‭ ‬به‭ ‬شاشات‭ ‬‮ «المتحدة‮»‬،‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬البرامج‭ ‬الدينية‭ ‬الهادفة‭.‬

الارتقاء‭ ‬بالمحتوى‭ ‬الموجَّه‭ ‬للأطفال،‭ ‬كان‭ ‬واحدًا‭ ‬من‭ ‬المسارات‭ ‬التى‭ ‬حظيت‭ ‬بجهود‭ ‬عدّة‭ ‬من‭ ‬‮«‬المتحدة‮»‬،‭ ‬إذ‭ ‬أطلقت‭ ‬أكبر‭ ‬مشروع‭ ‬محتوى‭ ‬أطفال‭ ‬فى‭ ‬الإعلام‭ ‬العربى،‭ ‬لتخاطبهم‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر،‭ ‬وتوجه‭ ‬لهم‭ ‬محتوى‭ ‬إعلاميًا‭ ‬يرفع‭ ‬من‭ ‬درجة‭ ‬وعيهم‭.. ‬كما‭ ‬انطلقت‭ ‬برامج‭ ‬جديدة‭ ‬للأطفال‭ ‬عبر‭ ‬قنوات ‭ ‬‮«المتحدة‮»‬،‭ ‬تهدف‭ ‬لإعادة‭ ‬فكرة‭ ‬تلاحم‭ ‬الأسرة‭ ‬للتحاور‭ ‬والمشاركة‭ ‬فى‭ ‬مناقشة‭ ‬شئون‭ ‬كل‭ ‬منهم،‭ ‬وتوصيل‭ ‬معانٍ‭ ‬وقيم‭ ‬إنسانية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬القصص‭ ‬التى‭ ‬تُروى‭ ‬وتُقدَّم‭ ‬بلغة‭ ‬سهلة‭ ‬وبسيطة‭ ‬وفى‭ ‬وقت‭ ‬قصير‭ ‬للمشاهد .. ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬برامج‭ ‬تتضمن‭ ‬فقرات‭ ‬تنمى‭ ‬سلوك‭ ‬الأطفال‭ ‬وحسن‭ ‬تصرفهم‭ ‬فى‭ ‬المواقف‭ ‬المختلفة،‭ ‬وأخرى‭ ‬علمية‭ ‬تهتم‭ ‬بتعليم‭ ‬الأطفال‭ ‬مبادئ‭ ‬لغة‭ ‬البرمجة،‭ ‬وبعض‭ ‬التجارب‭ ‬العلمية‭ ‬المحببة‭ ‬لجميع‭ ‬الأعمار‭.. ‬ وكلها‭ ‬انطلاقًا‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يهم ‭ ‬‮«المتحدة‮»‬،‭ ‬هو‭ ‬نشر‭ ‬القوة‭ ‬الناعمة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬سواء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬ترجمة‭ ‬الأعمال‭ ‬كتابة‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الدوبلاج‭.. ‬واستفادة‭ ‬من‭ ‬كل‭ ‬القدرات‭ ‬المصرية،‭ ‬هناك‭ ‬تضافر‭ ‬جهود‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الشركات‭ ‬الخاصة‭ ‬وقطاع‭ ‬البرامج‭ ‬الدينية‭ ‬بالمتحدة،‭ ‬لتحقيق‭ ‬ما‭ ‬تريده ‭ ‬‮«المتحدة»‬‭ ‬للمواطن‭ ‬المصرى‭.‬

●●●

وتواصل ‭ ‬‮«المتحدة»‬‭ ‬معركتها‭ ‬لنشر‭ ‬الوعى‭ ‬الثقافى‭ ‬والفنى،‭ ‬ومحاربة‭ ‬انحدار‭ ‬الذوق‭ ‬العام،‭ ‬وإعادة‭ ‬القيم‭ ‬والثوابت‭ ‬المصرية‭ ‬إلى‭ ‬سالف‭ ‬عهدها،‭ ‬ساعية‭ ‬بكل‭ ‬الجهد،‭ ‬إلى‭ ‬المساهمة‭ ‬فى‭ ‬الارتقاء‭ ‬بثقافة‭ ‬الشعوب،‭ ‬وإحداث‭ ‬طفرة‭ ‬فى‭ ‬شتى‭ ‬المجالات‭ ‬الفنية‭ ‬والثقافية‭ ‬والإعلامية،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬خطوات‭ ‬ومبادرات‭ ‬مدروسة،‭ ‬نُفِّذت‭ ‬بالفعل‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬ليس‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬البرامج‭ ‬الدينية،‭ ‬ولا‭ ‬التوجه‭ ‬للطفل‭ ‬المصرى‭ ‬بما‭ ‬يُحصن‭ ‬قيمه‭ ‬ومعتقداته‭ ‬وحسب‭..‬ بل‭ ‬وبخريطة‭ ‬درامية،‭ ‬عبر‭ ‬شاشاتها،‭ ‬وأفلام‭ ‬سينمائية،‭ ‬اتخذت‭ ‬منحنى‭ ‬مختلفًا‭ ‬وكبيرًا،‭ ‬يتعامل‭ ‬مع‭ ‬قيمة‭ ‬الوعى،‭ ‬ويعكس‭ ‬القوة‭ ‬المصرية‭ ‬فى‭ ‬معاركها‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬البناء‭ ‬والتعمير‭ ‬وحتى‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬والعرض،‭ ‬باعتبار‭ ‬أن‭ ‬المتحدة‭ ‬للخدمات‭ ‬الإعلامية‭ ‬لها‭ ‬دور‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬معركة‭ ‬الوعى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الأعمال‭ ‬الدرامية‭ ‬ذات‭ ‬الرؤية‭ ‬الفنية‭ ‬المتكاملة‭ ‬والجاذبة‭..‬ بالتالى،‭ ‬فإن‭ ‬المعالجات‭ ‬الدرامية‭ ‬كانت‭ ‬مميزة،‭ ‬واصطفاف‭ ‬الجمهور‭ ‬حولها‭ ‬يعنى‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال‭ ‬نُفذت‭ ‬بشكل‭ ‬محترم،‭ ‬وفى‭ ‬إطار‭ ‬فنى‭ ‬قيّم،‭ ‬واختيار‭ ‬ذكى‭ ‬لأبطال‭ ‬الأعمال،‭ ‬الذين‭ ‬يتمتعون‭ ‬بشعبية‭ ‬كبيرة‭ ‬لدى‭ ‬الجمهور‭ ‬الذى‭ ‬يترقب‭ ‬أعمالهم‭ ‬ذات‭ ‬المصداقية‭..‬ بالتالى،‭ ‬حققت‭ ‬الأعمال‭ ‬الفنية‭ ‬الهدف‭ ‬المنشود‭ ‬منها،‭ ‬وأعادت‭ ‬تشكيل‭ ‬الوعى،‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬استوجب‭ ‬خوض‭ ‬غمار‭ ‬إعادة‭ ‬بناء‭ ‬الوعى‭ ‬بالدراما‭..‬ ولذلك‭ ‬حديث‭ ‬آخر‭..‬ حفظ‭ ‬الله‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬كيد‭ ‬الكائدين‭.. ‬آمين‭.‬