رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كشميري ينقذ المئات من الغرق.. ما القصة؟

كشميري
كشميري

عبد السلام دار، البالغ من العمر 69 عامًا، أحد الصيادين في قرية ليلهر كاكابورا الواقعة على ضفاف نهر جيلوم في كشمير، بالإضافة إلى كسب رزقه من صيد الأسماك، أصبح معروفًا في المنطقة بإنقاذ الأرواح وانتشال الجثث من المياه.

خلال ثلاثين عامًا، أنقذ دار مئات الأشخاص، وسحب 47 جثة من الأنهار. 

"عبد السلام دار: الرجل الذي جلب الحياة من بين أمواج كشمير"

و يقول: “أتذكر كل من أنقذته وكل جثة سحبتها أذكر الأرقام ووجوههم”، كان في البداية يُطلب منه استعادة الأدوات والأشياء المفقودة من النهر، لكن رؤيته لرجل يغرق غيرت مسار حياته وجعلته يتخصص في إنقاذ الأرواح.

ويُعرف دار في المنطقة بلقب "دونجال" بمعنى الغواص، ويعتمد عليه فرق الإنقاذ الرسمية في الأماكن التي يصعب الوصول فيها إلى الجثث. ينجح دار في عمله بطرق فريدة، باستخدام حبل وجذع خشبي، ودون أي معدات أمان.

ومنذ فيضانات كشمير في 2014، كان دار في مقدمة فرق الإنقاذ، حيث أنقذ أكثر من 100 شخص، ويظل دار مثالاً حيًا للتضحية والإيثار في خدمة مجتمعه.

ويتذكر عبد السلام دار حادثة غرق ثلاثة صبية، حيث عجزت الشرطة المحلية والمنقذون عن العثور على الجثث، فتم استدعاء البحرية. 

ويقول دار: "تمكنت من انتشال جثتين في 10 دقائق فقط"، مضيفًا أن المسؤولين طلبوا منه إرشادهم ليتمكنوا من انتشال الجثة المتبقية بأنفسهم خوفًا من أن يظن الناس أنهم غير أكفاء.

 ويذكر أنه كان في طليعة عمليات الإنقاذ خلال فيضانات كشمير في 2014، حيث قام بإنقاذ أكثر من 100 شخص، وعلى الرغم من محاولات البعض مكافأته على عمله، إلا أنه يرفض قبول المال أو المكافآت، ويعتبر ذلك بمثابة "بيع أرواح الموتى".

وحاول العديد من الأشخاص، بما فيهم الحكومة، مكافأته على عمله، لكنه لم يُعجب بذلك، في مرة، بعد أن أنقذ شخصًا، قدمت له عائلته 6,000 روبية (حوالي 60 جنيهًا إسترلينيًا)، لكنه أرجعها. 

ويقول دار: "عندما أنقذ أو أخرج جثة، يعرض عليّ الناس المال أو يقدم لي المسؤولون مكافآت، قائلين 'لقد استحققتها'. لكن بالنسبة لي، قبول هذه الأشياء يشبه بيع أرواح الموتى ولا أستطيع فعل ذلك."