رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السيطرة الغربية على بلاد الشام.. وتدمير الجيوش العربية

 

تبدأ القصة تحديدًا فى الثانى من أغسطس ١٩٩٠ حينما تجرأ العراق متمثلًا فى صدام حسين وغزا دولة الكويت واحتلها وأعلن أنها المحافظة رقم ١٩ للعراق.
استنكر العالم كله ما حدث واستمر احتلال الكويت إلى أن أطلق تحالف تقوده الولايات المتحدة حملة جوية استمرت 6 أسابيع تلتها 4 أيام من القتال البرى ما أدى إلى طرد آخر الجنود العراقيين من الكويت فى 28 فبراير عام 1991.
استمر تربص الولايات المتحده للعراق حتى انتهزت فرصة شائعة استخدام العراق للأسلحة الكيماوية المحرمة دوليًا لإبادة الأكراد فبدأت فى غزو العراق فى 19 مارس 2003 «جوًا» و20 مارس 2003 «برًا» واستمرت أكثر من شهر بقليل حتى انتهت الحرب فى 1 مايو 2003 عندما أعلن الرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش رسميًا نهاية العمليات القتالية بما يعنى إعلان هزيمة العراق واحتلالها وتشريد سكانها وتدمير قواتها المسلحة التى كانت من أكبر القوى الضاربة فى الشرق الأوسط.
تم القبض على صدام حسين فى 13 ديسمبر عام 2003 فى عملية سميت بالفجر الأحمر، جرت بعدها محاكمته بسبب الجرائم التى اتهم بها ونُفِّذ حكم الإعدام به فى 30 ديسمبر عام 2006 وكان ذلك أول أيام عيد الأضحى فى تحد صارخ لمشاعر العرب والمسلمين.
وخلال تلك الفترة تأسست سلطة التحالف المؤقتة كأول حكومة انتقالية من بين عدة حكومات انتقالية متتالية وتمت أول انتخابات برلمانية عراقية فى يناير 2005، وبقيت القوات العسكرية الأمريكية بعد ذلك فى العراق حتى الانسحاب فى عام 2011.
لم يهنأ العرب بالانسحاب العراقى.. فسرعان ما ظهرت مؤامرة ما يسمى بالربيع العربى التى بدأت شرارتها من تونس وامتدت لمصر وليبيا واليمن وسوريا.
كانت سوريا من أكثر الدول دمارًا وتأثرًا بالربيع العربى فهناك مخطط كارثى من الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا وإسرائيل لإنهاء سوريا تمامًا وليس لاقتطاع جزء منها فقط.
الجيش السورى بقيادة بشار الأسد لاحول له ولا قوة فهو عبارة عن ميليشيات شيعية إيرانية وعراقية وأفغانية عديدة وبالفعل هى التى تحفظ وجود النظام أبرزها: حزب الله وفيلق القدس والحشد الشعبى وعصائب الحق والنجباء وفاطميون وزينبيون، وغيرهم العديد، بالإضافة إلى روسيا وقوات الفاجنر الروسى والحرس الثورى الإيرانى، ودون هؤلاء تسقط سوريا فى يد الغرب خلال 24 ساعة.
المشكلة الكبرى فى سوريا الآن هى وجود المرتزقة والإرهابيين بأعداد كبيرة وستصل للوضع الكارثى فى حال سقوط مصفاة نفط حماة بيد هولاء الإرهابيين، وحتى الآن هناك تمركز وانتشار للجيش السورى رغم اختراقات الإرهابيين لبعض القرى.
المرتزقة يدعون أنهم يقومون بتحرير حلب من نظام الأسد العلوي.. هؤلاء المرتزقة هم جنود أجانب مدربون يقدمون خدماتهم لمن يدفع وقد بدأ انتشارهم عالميًا بعد حرب العراق أول القرن الحالى كبديل غير مكلف عن خسارة أرواح الجنود الأمريكان وقد تمت الاستعانة بهم مؤخرًا فى حرب غزة.
المُحزن هى الأخبار التى تؤكد أن بشار الأسد تفرغ لتصنيع الكبتاجون المخدر الذى بلغت عائدات صادراته هذا العام 1.8 مليار دولار وهذا يبلغ قرابة ضعف صادرات سوريا بالكامل، وكانت النتيجة هى هروب جيشه لدى أول مواجهة حقيقية مع قوات المرتزقة المدربة.
أرى أن الحل الأمثل الآن هو دعم عربى خليجى لإعادة بناء الجيش السورى بدلًا من هذه الفوضى التى تستهدف إسقاط سوريا بالكامل فى يد الغرب، خاصة بعد أن استمعنا لتهديد دونالد ترامب الأخير بإشعال المنطقة كلها فى حال عدم الإفراج عن الأسرى بغزة.