الخلاص طوق.. "الدستور" ترصد قصص الناجين من فخ الإدمان: الزوجة كلمة السر
بالتأكيد رحلة التعافى من الإدمان مليئة بالمصاعب، لكنها تصبح أسهل مع توافر الإرادة القوية التى تعين المدمن على تجاوز التحديات، خاصة إذا كانت هناك زوجة محبة تقف إلى جانبه وتسانده فى محنته.
مركز العزيمة فى بورفؤاد، التابع لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى فى بورسعيد، كان خير شاهد على تلك القصص الإنسانية لأشخاص خاضوا رحلات التعافى بمساندة ذويهم وأشقائهم وزوجاتهم، حيث يعد المركز أول مكان تأهيلى لمرضى الإدمان بالمحافظة، ويستهدف علاج وتأهيل نحو ٣ آلاف مريض سنويًا، عبر خدمات العيادات الخارجية والحجز الداخلى.
تم إنشاء المركز على مساحة ٤٥٠٠ متر مربع، بواقع ٦٠٪ مساحة إنشائية، بعد تخصيصه بقرار من اللجنة الوزارية لحصر الأصول غير المستغلة، واُفتتح رسميًا فى فبراير ٢٠٢١.
يتميز المركز بتصميمه وفق المعايير الدولية، حيث يضم عيادات وغرف إقامة، وقاعات علاج جماعى وصالة رياضية، كما يشمل ملعبًا خماسيًا وتنس طاولة وبلياردو، ومجمع فنون وورشة علاج بالعمل وقاعة حاسب آلى، ومطبخًا ومسجدًا وقاعة اجتماعات، ما يجعله نموذجًا شاملًا لدعم المتعافين وتعزيز دمجهم بالمجتمع.
تستعرض «الدستور» جوانب من قصص وتجارب المتعافين داخل المركز، كما يتحدث عدد من مسئولى صندوق مكافحة الإدمان حول دور المكان فى علاج وتأهيل المرضى.
أحمد الكتامى: «التعاطى فى الأفراح» أول طريق الإدمان
قال أحمد الكتامى، مدير عام البرامج العلاجية بالصندوق، إن رحلة الإدمان غالبًا ما تبدأ بخطوة بسيطة كتجربة فى مناسبات اجتماعية، مثل الأفراح أو تجمعات الأصدقاء، ويتحمس خلالها البعض لتجربة مادة مخدرة، مبررين ذلك بعبارات مثل «مرة واحدة ومش هتتكرر»، لكن هذه الخطوة الأولى قد تكون الشرارة التى تقود إلى إدمان طويل الأمد.
وأضاف أن الإدمان يبدأ عادة بالتدرج؛ فيبدأ بالتعاطى التجريبى لمرة أو مرتين، ثم يتحول إلى سلوك منتظم فى المناسبات الاجتماعية، ليصبح بعد ذلك عادة تتكرر بشكل أكثر انتظامًا.
عمرو عثمان: تدريب مهنى وقروض لفتح مشروعات للمتعافين
قال الدكتور عمرو عثمان، مدير صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطى، إنه يتم تقديم خدمات العلاج بمراكز العزيمة التابعة للصندوق أو الجهات الشريكة، والبالغ عددها ٣٣ مركزًا علاجيًا فى ١٩ محافظة حتى الآن على الخط الساخن ١٦٠٢٣، وتستهدف بشكل رئيسى الشريحة العمرية من ١٨ إلى ٤٠ عامًا، التى تشكل ٨٥٪ من المستفيدين، باعتبارها الفئة الأكثر ارتباطًا بمرحلة العمل والإنتاج.
وكشف عن أن الصندوق ينفذ برنامج دمج شاملًا يدعم التعافى من خلال التدخلات النفسية والاجتماعية والاقتصادية، بما يشمل التدريب المهنى، موضحًا أن الصندوق أنشأ ورشًا للتدريب المهنى فى كل مراكزه العلاجية، واستفاد منها أكثر من ١٤ ألف متعافٍ خلال ٢٠٢٣، كما يشارك المتعافون فى تجهيز وتأثيث المراكز الجديدة، ويوفر الصندوق قروضًا صغيرة من خلال بنك ناصر الاجتماعى لدعم المشروعات الصغيرة الخاصة بهم. وبيّن أن هناك دراسة حديثة أجراها الصندوق، شملت ٢٠٨٠ حالة، أظهرت أن برامج الدمج أسهمت فى تعزيز الاعتماد على النفس وزيادة الثقة لدى المتعافين، بجانب تحسين شبكة علاقاتهم الاجتماعية.
هشام: تمسك شريكة حياتى بالأمل أخرجنى من الظلام
رحلة طويلة وشاقة بدأها «هشام»، البالغ من العمر ٣٧ عامًا، بفضول شاب يبحث عن تجربة جديدة، وانتهت بكابوس استمر ١٨ سنة.
«هشام»، ابن محافظة بورسعيد، الذى درس السياحة والفنادق، وعمل لفترة فى مجاله ثم فى تجارة قطع غيار السيارات، بدأ تعاطى الحشيش على سبيل الترفيه العابر، ولمرة أو مرتين أسبوعيًا، معتقدًا حينها أنه مسيطر ومتحكم، إلى أن تحول الأمر بمرور الوقت إلى عادة يومية، تتسلل بهدوء إلى كل جانب من حياته.
تأثير الحشيش لم يكن واضحًا فى البداية، إلى أن فتح الباب لتعاطى مواد أخرى أكثر خطورة، منها «البودرة» التى غيرت كل شىء، وأفقدته السيطرة؛ حتى وجد نفسه غارقًا فى دائرة مظلمة لم يستطع الخروج منها لسنوات طويلة.
يصف «هشام» تلك الفترة بأنها «كابوس لا ينتهى»، إذ كانت الخسائر تتراكم، مادية واجتماعية، وعلاقته الأسرية تتدهور، وزوجته وبناته الثلاث أصبحن مجرد وجوه هامشية فى حياته، خاصة بعد أن تأثر عمله وفقد شغفه بكل شىء.
يقول: «كنت فاكر إن لو يوم ما تعاطيتش هيبقى عادى، لكن الحقيقة كانت عكس كده تمامًا.. مزاجى كان بيتدمر، وعضمى بيتكسر، وما كنتش عارف أتحرك أو أتكلم أو حتى أشوف شغلى».
خلال هذه الفترة الطويلة، حاول «هشام» التوقف عن التعاطى أكثر من مرة، لكنه ظل يشعر بالعجز التام حتى دخوله مركز العزيمة، التابع لصندوق مكافحة الإدمان، لتلقى كل الخدمات العلاجية مجانًا.
زوجة «هشام» كانت تواجه، أيضًا، وطوال هذه السنوات معركة من نوع آخر، تقول عنها: «كان الموضوع صعبًا جدًا، كنت بشوفه قدامى بيت بيقع، والأطفال محتاجين أبوهم، لكن هشام كان غايب تمامًا، كنت عارفة إنه عايز يبطل لكنه مش قادر».
وتصف الزوجة تلك الفترة بأنها اختبار شديد لقوة إيمانها وصبرها، وتوضح: «كنت بأقول لنفسى ده ابتلاء، وربنا هيعديه، وكان عندى أمل إن هشام هيرجع».
وبعد سنوات طويلة من الضياع، اتخذ «هشام» القرار الذى غيّر كل شىء، وقرر بصدق أن يمنح نفسه فرصة جديدة.
يقول «هشام»: «المرة دى كانت مختلفة، كنت أنا اللى عايز أبطل مش حد تانى بيجبرنى، وقعدت ٦٠ يوم فى المركز، كانت البداية لحياة جديدة».
بعد خروجه من المركز، بدأ «هشام» يستعيد حياته شيئًا فشيئًا، وتحسنت علاقته بزوجته وبناته، وتحسن عمله.
الزوجة التى تحملت سنوات من الألم والصبر، ترى أن ما حدث لزوجها هو أكبر دليل على قوة الإرادة والإيمان.
حافظ: عائلتى أكبر داعم.. والتعافى جعلنى أستعيد موهبتى
قال «حافظ»، ٣٩ سنة، إنه كان يعمل مهندس جرافيك ورسامًا، ويعيش حياة مستقرة، لكنه تعرض لأزمة فارقة فى حياته، وهى فقدان شقيقه، ما أدخله فى حالة عزلة شديدة منذ عام ٢٠١٢، واصفًا ذلك التاريخ بأنه بداية الأيام السوداء، حيث شعر بأنه محاصر فى دائرة من الحزن والوحدة، ما دفعه تدريجيًا إلى الانغماس فى دوامة المخدرات.
وأضاف: «فى البداية، لم يكن تعاطى المخدرات بالنسبة لى سوى وسيلة للهروب من واقعى، لم أكن أتعاطى لمساعدتى فى العمل أو الإبداع، بل كنت أتعاطاها للهروب من الألم ولإضاعة الوقت دون أن أشعر به».
وتابع: «كنت دائمًا أقول لنفسى: إلى متى سأظل على هذه الحال؟، كيف سأكون قدوة لأولادى بينما أغرق فى هذا الطريق؟، وجاء القرار من داخلى، دون ضغط من أحد، فقررت أن أتوقف وأغيّر حياتى.. أدركت أننى بحاجة إلى استعادة ذاتى وموهبتى التى كانت تضيع تدريجيًا».
وقال إنه بدأ رحلة التعافى، وكانت الخطوة الأولى هى الإقلاع عن الحشيش، وخلال الأيام الأولى، كانت التحديات كبيرة، لكنه شعر بتحسن تدريجى، وبدأ يلاحظ كيف أن عقله أصبح أكثر وضوحًا، وكيف تغيرت شخصيته وطريقته فى التعامل مع الآخرين.
وأردف: «كان لدعم عائلتى دور كبير فى هذه الرحلة، أخبرت زوجتى ووالدتى وأخى بكل شىء، بالطبع كان الموقف صعبًا عليهم، إلى أن وجدت منهم تفهمًا ودعمًا كبيرين.. زوجتى كانت أكبر داعم لى، فقد وقفت بجانبى وتحملت الكثير خلال السنوات الماضية، دون أن تفقد ثقتها فى قدرتى على التغيير، لقد كان لها فضل كبير فى مساعدتى للاستمرار فى هذا الطريق».
أحمد: مساندة زوجتى ودعاؤها أعادانى إنسانًا طبيعيًا.. والتمسك بالأمل شرط التعافى
قصة «أحمد»، ابن بورسعيد، البالغ من العمر ٣٣ عامًا، مع الإدمان بدأت فى سن مبكرة جدًا، عندما قرر تجربة السجائر وهو فى الصف الثانى الإعدادى، ثم سيطرت عليه المخدرات فى مرحلة الدبلوم، بعد أن جرب كل الأنواع تقريبًا، باستثناء البودرة. يصف «أحمد» هذه الرحلة بأنها كانت مليئة بالمتاعب، مع شعور دائم بعدم الرضا عن النفس، والتقصير فى حق أهله وعمله وربه. ويقول: «كنت بشتغل صنايعى رخام، وهى شغلانة تحتاج إلى الدقة والتركيز، وكنت أعمل طوال اليوم بلا نوم تقريبًا، فقط لكى أوفر المال للمخدرات».
حياة «أحمد» العائلية تأثرت بشكل كبير، إذ كان يشعر بأنه لا يقوم بدوره تجاه زوجته وأبنائه، وكان يحاول إخفاء إدمانه عنهم، ويعيش حالة من التمزق الداخلى، وصفها بأنها «حالة حرب مع النفس».
ويقول: «كنت أقول لنفسى، لو ابنى كبر وشافنى كده، أكيد هيعمل زيى».
وحينها وصل «أحمد» إلى نقطة الانهيار، وشعر بأن حياته فقدت معناها، ويوضح: «كنت بشرب عشان أموت، ما كنتش عايز أكمل، ثم قررت إنى لازم أبطل».
دعم والديه وزوجته وأطفاله كان له الدور الأكبر فى اتخاذ القرار، عندما أدرك أن استمرار الإدمان سيدمر عائلته بالكامل.
زوجته، التى عاشت معه رحلة المعاناة، تحدثت عن صدمتها حين اكتشفت إدمانه بعد الزواج، لكنها رغم ذلك قررت الوقوف بجانبه، بدلًا من الانفصال عنه، رغم الضغوط النفسية الكبيرة التى تعرضت لها.
وتقول: «أحمد هو روحى، وكنت على طول خايفة عليه، وزعلانة إن حياتنا ماشية بالشكل ده، لكن كنت دايمًا بدعمه، وبحاول أساعده».
وتصف لحظة قراره الالتحاق بمركز العزيمة، التابع لصندوق مكافحة وعلاج الإدمان، بأنها كانت بداية حياة جديدة لهم كعائلة، واستجابة من الله لدعواتها، خاصة بعدما وجد هناك دعمًا حقيقيًا وإرشادًا ساعده على العودة لطبيعته، حتى أصبحت حياته أكثر استقرارًا، وأصبح يمضى وقتًا أطول مع أبنائه، ويحقق ما لم يحققه من قبل فى عمله.
مضيفة: «حياتنا بدأت من جديد، و(أحمد) اللى كان غايب رجعلى، والحياة دلوقتى أحلى بكتير». أما «أحمد» فاختتم حديثه برسالة لكل من يعانى من الإدمان قائلًا: «لو أنت فى طريق مظلم تقدر ترجع.. الوقت مش متأخر.. خليك قوى.. واستعين بربنا، لأن الأمل هايفضل موجود».
والدة أحمد: ابنى رجع للحياة «طيب وحنين»
بدأت رحلة «أحمد» مع الإدمان عندما كان فى الـ٢٢ من عمره، وقت دراسته فى جامعة عين شمس، رغم أن حياته كانت تبدو واعدة، وعائلته ميسورة الحال، ووالده كريم فى توفير ما يحتاجه من مال.
«أحمد» مثل كثيرين انجرف وراء أصدقاء السوء، ووجد نفسه يختبر المواد المخدرة لأول مرة، بدافع الفضول وحب التجربة. فى البداية، لم يدرك فداحة ما بدأ به، وكان يعتقد أن المخدرات تمنحه إحساسًا بالسعادة والهروب من الضغوط، سواء الدراسية أو الشخصية، وتصور أن هذا الإحساس هو «الرجولة» الحقيقية.
فى هذه اللحظة، وجد «أحمد» والدته، التى كانت حاضرة دائمًا فى حياته، تدعمه وتدعو له. تتذكر: «كان شابًا رائعًا حسن الأخلاق، الأول فى دراسته، لكنه تغير تمامًا مع الأدمان، الذى جعله عدوانيًا، ليس فقط تجاه نفسه، بل مع أسرته أيضًا، إلى جانب إقدامه على بيع ممتلكاته الشخصية ومن بيت عائلته لتوفير مال المخدرات».
وأشارت إلى أن والده حاول علاجه من قبل، وأنفق الكثير على أدوية ومستشفيات علاج الإدمان، لكن الابن دائمًا ما كان يعود لنفس الطريق.
الشاب أصبح منهكًا جسديًا ونفسيًا، وجد نفسه على حافة الانهيار، فى لحظة يأس مطلق، فقد فيها كل شىء، أمواله وعلاقاته، وحتى احترامه لذاته. حاول الانتحار أكثر من مرة. لكنه كان يفشل دائمًا، فأدرك أنه بحاجة إلى مساعدة حقيقية.
عن انتقاله إلى مركز «العزيمة» التابع لصندوق مكافحة الإدمان، قالت الأم: «كنت أشعر بخوف شديد فى البداية، لكننى كنت مستعدة لفعل أى شىء لإنقاذ ابنى».
خلال الأشهر التى قضاها «أحمد» فى المركز، تغيرت حياته تمامًا، تعلم كيف يكون إنسانًا جديدًا، ليضيف أحمد: «ولدت من جديد، عدت لأكون الابن الذى تفخر به والدته، لم أعد أهرب من مشاكلى بالمخدرات، بل أواجهها بشجاعة». أما الأم فتقول: «ابنى رجع زى الأول، طيب وحنين وبيحبنا، الحمد لله ربنا استجاب لدعائى».
أحمد طلبة: زوجتى وأختى دعمتانى بشكل لا يوصف وتحملتا معى الكثير
دخل أحمد طلبة، كهربائى من كفرالشيخ، طريق الإدمان منذ فترة كبيرة، وقبل ٤ سنوات تقريبًا، بدأ يدرك أن حياته تخرج عن السيطرة، لذا حاول أن يتعافى. قال «طلبة» متذكرًا هذه الأوقات: «لم يكن قرارى صادقًا بما يكفى، كنت دائمًا أبحث عن أعذار، أؤجل المواجهة، وأقنع نفسى أن الأمور تحت السيطرة. لكن الحقيقة كانت الأمور تتدهور، خسرت زملائى وأصدقائى، وشعرت بالعزلة حتى مع عائلتى».
هنا جاء دور الزوجة التى عرفت أنه بحاجة لها أكثر من أى وقت مضى، وفق ما قالته لـ«الدستور»، خاصة أن «تأثير الإدمان عليه بدأ يظهر بشكل أوضح، فقد خسر تركيزه فى العمل، وبدأ ينسحب من حياته الاجتماعية». عاد الحديث للزوج: «لم يكن هناك موقف محدد دفعنى للتغيير، لكن تراكم أشياء كثيرة، خاصة إدراكى بأننى أفقد نفسى وعائلتى»، مؤكدًا أن زوجتى وأختى كانتا داعمتين له بشكل لا يوصف، وتحملتا معه الكثير.
بدأ «طلبة» رحلته العلاجية الجادة عام ٢٠٢٠. تذكر: «كنت أحاول بمفردى، دون مساعدة مختصة، لكن عندما لجأت إلى صندوق مكافحة الإدمان، وجدت فريقًا علاجيًا كبيرًا، لم يساعدونى فقط على التخلص من الإدمان، بل جعلونى أفهم جذور مشكلتى».
وأوضح: «المشكلة لم تكن فقط تعاطى المخدرات، بل اكتشفت أن مرض الإدمان أعمق من مجرد استخدام مادة معينة، إنه نمط سلوكى يبدأ منذ الطفولة، وسيلة للهروب من مشاكلى ومخاوفى».
وأكدت الزوجة أن «فترة العلاج كانت صعبة علينا جميعًا. لكننى كنت أرى رغبة حقيقية فى التغيير لديه، بالفعل أكثر من الكلام. لذا دعمناه بكل الطرق، خاصة عند عودته من جلسات التعافى، التى كان يعود منها شخصًا مختلفًا وأكثر هدوءًا وتصالحًا مع نفسه».
وأضافت: «رحلة طويلة مليئة بالصعوبات، لكننا وصلنا. كنت دائمًا أؤمن أنه يستطيع التغلب على الإدمان، ولم أفقد الأمل أبدًا. أشعر بفخر كبير اليوم، بعد أن أصبحت حياتنا أفضل بفضل إرادته ودعمنا له»، مشيرة إلى أن «التغييرات هائلة. هو الآن أكثر هدوءًا واهتمامًا بنا كعائلة، وحياتنا أصبحت أكثر استقرارًا وسعادة». وعن هذا التغيير، قال «طلبة»: «أبدأ يومى بالصلاة والتقرب إلى الله. أشعر بأننى فى حاجة إلى هذا الاتصال الروحى، مع محاولة الابتعاد عن كل ما يزعجنى أو يعيدنى إلى الماضى، وتجنب الأشخاص السلبيين»، لافتًا إلى أن ابنيه «أدهم» و«ملك» كانا دافعًا كبيرًا له، بعدما أدرك أنه يريد أن يكون قدوة لهما، شخصًا قويًا يستطيع التغلب على مشاكله، ويمكنهما الاعتماد عليه. ووصف دعم مركز «العزيمة» التابع لصندوق مكافحة الإدمان بأنه لا يقدر بثمن، فالأمر لم يكن مجرد جلسات علاجية، بل كان هناك دعم نفسى واجتماعى، حتى بعد انتهاء العلاج.