رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إسرائيل.. جيش يملك دولة!

بينما‭ ‬كانت‭ ‬المعارك‭ ‬فى‭ ‬مدينتى‭ ‬حلب‭ ‬وحماة‭ ‬السوريتين‭ ‬مستعرةً،‭ ‬قصف‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلى،‭ ‬أهدافًا‭ ‬عسكرية‭ ‬قرب‭ ‬المعابر‭ ‬الحدودية‭ ‬بين‭ ‬سوريا‭ ‬ولبنان‭.. ‬وجاء‭ ‬التحرك‭ ‬الإسرائيلى،‭ ‬بعد‭ ‬يوم‭ ‬من‭ ‬ترؤس‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو،‭ ‬اجتماعًا‭ ‬وُصف‭ ‬بأنه‭ ‬‮ «‬غير‭ ‬عادى»‬‭ ‬بشأن‭ ‬التطورات‭ ‬فى‭ ‬سوريا،‭ ‬وخلُص‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬‮«‬إسرائيل‭ ‬ستكبد‭ ‬نظام‭ ‬الأسد‭ ‬الثمن‭ ‬إذا‭ ‬استمر‭ ‬فى‭ ‬دعم‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬اللبنانى‮»‬،‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬الذى‭ ‬تتهم‭ ‬إسرائيل‭ ‬سوريا‭ ‬بدعم‭ ‬الحزب‭ ‬لإقامة‭ ‬بنى‭ ‬تحتية‭ ‬مدنية،‭ ‬لتنفيذ‭ ‬عمليات‭ ‬ولنقل‭ ‬وسائل‭ ‬قتالية‭ ‬معدة‭ ‬للاستخدام‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل‭.. ‬وفيما‭ ‬اعتبرت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬يسرائيل‭ ‬هيوم‮»‬‭ ‬أن‭ ‬الجيش‭ ‬السورى‭ ‬‮‬ينهار‮»‬،‭ ‬عدَّت ‭ ‬‮«‬معاريف»‬‭ ‬أنه‭ ‬‮ «عاجز‭ ‬وتم‭ ‬إخضاعه‮»‬ ‬ .. وكذلك‭ ‬أكدت‭ ‬مصادر‭ ‬لصحيفة‭ ‬‮«‬يديعوت‭ ‬أحرونوت‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬تتابع‭ ‬التطورات‭ ‬الدراماتيكية‭ ‬فى‭ ‬سوريا‭ ‬عن‭ ‬كثب،‭ ‬لترى‭ ‬إلى‭ ‬أين‭ ‬ستمضى،‭ ‬‮«‬لا‭ ‬يؤثر‭ ‬ذلك‭ ‬علينا‭ ‬بالضرورة،‭ ‬وبالتأكيد‭ ‬ليس‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬القصير‭.. ‬ولكن‭ ‬أى‭ ‬زعزعة‭ ‬هناك‭ ‬قد‭ ‬تصبح‭ ‬مؤثرة‮»‬‭.‬

وكتبت‭ ‬‮«‬يديعوت‮»‬،‭ ‬أن‭ ‬ميزان‭ ‬القوى‭ ‬الدقيق‭ ‬فى‭ ‬سوريا‭ ‬واجه‭ ‬اختبارًا‭ ‬آخر‭ ‬خلال‭ ‬العام‭ ‬الماضى،‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الحرب‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وفروع‭ ‬إيران‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬ويعتقد‭ ‬كثيرون‭ ‬أن‭ ‬الهجمات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬جعلت‭ ‬القوات‭ ‬الإيرانية‭ ‬فى‭ ‬موقف‭ ‬دفاعى،‭ ‬وأن‭ ‬المتمردين‭ ‬استغلوا‭ ‬حقيقة‭ ‬أن‭ ‬الوكلاء‭ ‬المختلفين‭ ‬الذين‭ ‬يدعمون‭ ‬الأسد،‭ ‬كانوا‭ ‬مشغولين‭ ‬فى‭ ‬أماكن‭ ‬أخرى،‭ ‬وبالتالى‭ ‬شنوا‭ ‬الهجوم‭.. ‬وقال‭ ‬المعلق‭ ‬العسكرى‭ ‬للصحيفة،‭ ‬رون‭ ‬بن‭ ‬يشاى: ‬‮«‬إن‭ ‬غارات‭ ‬إسرائيل‭ ‬فى‭ ‬سوريا‭ ‬قدمت‭ ‬للفصائل‭ ‬المسلحة‭ ‬فى‭ ‬نظام‭ ‬الرئيس‭ ‬السورى‭ ‬بشار‭ ‬الأسد،‭ ‬الفرصة‭ ‬التى‭ ‬كانوا‭ ‬ينتظرونها‮» .. ‬‭ ‬واعتبر‭ ‬بن‭ ‬يشاى،‭ ‬أن ‬‮«‬التحول‭ ‬حدث‭ ‬عندما‭ ‬بدأ‭ ‬حسن‭ ‬نصر‭ ‬الله‭ ‬حرب‭ ‬استنزاف‭ ‬ضد‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وعندما‭ ‬تدخلت‭ ‬إيران‭ ‬لمساعدته،‭ ‬خصوصًا‭ ‬فى‭ ‬الأشهر‭ ‬الأخيرة‮»‬،‭ ‬مشيرًا‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬فى‭ ‬محاولة‭ ‬لوقف‭ ‬الدعم‭ ‬الإيرانى‭ ‬لحزب‭ ‬الله،‭ ‬شن‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬سبعين‭ ‬غارة‭ ‬على‭ ‬سوريا‭ ‬فى‭ ‬العام‭ ‬الماضى،‭ ‬لم‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬معابر‭ ‬الحدود‭ ‬التى‭ ‬يمر‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬الدعم‭ ‬لحزب‭ ‬الله،‭ ‬بل‭ ‬استهدفت‭ ‬أيضًا‭ ‬المخازن‭ ‬والمنشآت‭ ‬التابعة‭ ‬للحزب‭ ‬والميليشيات‭ ‬السورية‭ ‬التى‭ ‬دعمته‭.‬

وربط‭ ‬بن‭ ‬يشاى‭ ‬بين‭ ‬الهجوم‭ ‬المفاجئ‭ ‬على‭ ‬حلب‭ ‬واتفاق‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬فى‭ ‬لبنان‭.. ‬قال‭ :‬إنه «‬بالنسبة‭ ‬للمهاجمين،‭ ‬فإن‭ ‬اللحظة‭ ‬المناسبة‭ ‬للهجوم‭ ‬جاءت‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬والإيرانيون‭ ‬وأفراد‭ ‬الحرس‭ ‬الثورى‭ ‬فى‭ ‬سوريا،‭ ‬فى‭ ‬ذروة‭ ‬ضعفهم‭ ‬ومركزين‭ ‬فى‭ ‬تقديم‭ ‬الدعم‭ ‬للبنان‭ ،‬قد‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬فى‭ ‬صالحنا،‭ ‬لكن‭ ‬يجب‭ ‬علينا‭ ‬التأكد‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬تظهر‭ ‬تهديدات‭ ‬جديدة،‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬على‭ ‬حدودنا‮»، ‬ورأى‭ ‬أنه ‬‮«‬على‭ ‬المدى‭ ‬القصير،‭ ‬فإن‭ ‬التأثيرات‭ ‬على‭ ‬أمن‭ ‬إسرائيل‭ ‬ستكون‭ ‬إيجابية،‭ ‬فلن‭ ‬يُسرع‭ ‬الأسد‭ ‬فى‭ ‬التصعيد‭ ‬مع‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وهو‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬ضعف‭ ‬ويفقد‭ ‬السيطرة‭.. ‬كما‭ ‬أنه‭ ‬يعلم‭ ‬أن‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬لا‭ ‬يمكنه‭ ‬مساعدته‭ ‬الآن،‭ ‬وإذا‭ ‬أرسل‭ ‬الإيرانيون‭ ‬قوات‭ ‬الحرس‭ ‬الثورى‭ ‬والميليشيات‭ ‬لمساعدته،‭ ‬فمن‭ ‬المحتمل‭ ‬أن‭ ‬تقصفها‭ ‬إسرائيل‭ ‬جنبًا‭ ‬إلى‭ ‬جنب‭ ‬مع‭ ‬قواته،‭ ‬مما‭ ‬سيضعفه‭ ‬أكثر‭ . ‬لذلك،‭ ‬من‭ ‬المرجح‭ ‬أنه‭ ‬لن‭ ‬يسمح‭ ‬بسهولة‭ ‬للإيرانيين‭ ‬بنقل‭ ‬الدعم‭ ‬اللوجستى‭ ‬لحزب‭ ‬الله‭ ‬عبر‭ ‬أراضيه»‬‭.‬

وتوقع‭ ‬بن‭ ‬يشاى‭ ‬أن‭ ‬يحاول‭ ‬الرئيس‭ ‬السورى‭ ‬السير‭ ‬على ‬‮«‬حبل‭ ‬مشدود‮»‬،‭ ‬وشرح‭ ‬ذلك‭ ‬بالقول: ‬‮«‬من‭ ‬جهة‭ ‬هو‭ ‬بحاجة‭ ‬إلى‭ ‬الإيرانيين،‭ ‬ولن‭ ‬يريد‭ ‬إغضابهم،‭ ‬ومن‭ ‬جهة‭ ‬أخرى‭ ‬سيخشى‭ ‬مما‭ ‬قد‭ ‬يفعله‭ ‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬له‭ ‬ولجيشه‮»‬‭  ..‬واعتبر‭ ‬بن‭ ‬يشاى‭ ‬أن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬الآن‭ ‬جيد‭ ‬لإسرائيل‭ ‬‮ «فهو‭ ‬يضع‭ ‬الأسد‭ ‬وإيران‭ ‬فى‭ ‬مأزق،‭ ‬ويُضر‭ ‬بحزب‭ ‬الله،‭ ‬وقد‭ ‬يغير‭ ‬تحالفات‭ ‬الأسد‮»‬،‭ ‬لكنه‭ ‬حذر‭ ‬من‭ ‬أنه ‬‮«‬إذا‭ ‬تمكن‭ ‬المتمردون‭ ‬من‭ ‬الإطاحة‭ ‬بالأسد‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬سوريا،‭ ‬فستكون‭ ‬لدينا‭ ‬مشكلة‭ ‬كبيرة‭.. ‬فى‭ ‬المدى‭ ‬البعيد‭: ‬إسرائيل‭ ‬ستحتاج‭ ‬إلى‭ ‬متابعة‭ ‬ومراقبة‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬نتعرض‭ ‬لوجود‭ ‬قوات‭ ‬جهادية‭ ‬جديدة،‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬سُنية،‭ ‬على‭ ‬حدودنا‭ ‬الشمالية‭ ‬الشرقية‮» .. أما‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«‬معاريف‮»‬،‭ ‬فنقلت‭ ‬عن‭ ‬العقيد‭ ‬احتياط،‭ ‬دانيال‭ ‬راكوف،‭ ‬الباحث‭ ‬البارز‭ ‬فى ‬‮«‬معهد‭ ‬القدس‭ ‬للاستراتيجية‭ ‬والأمن»‬‭ ‬ قوله،‭ ‬إن‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬‮«جيد‭ ‬لجهة‭ ‬إضعاف‭ ‬الأسد‭ ‬وإيران‭ ‬وحزب‭ ‬الله‮»‬،‭ ‬و«من‭ ‬المتوقع‭ ‬أن‭ ‬يتسع‭ ‬مجال‭ ‬حرية‭ ‬الحركة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬فى‭ ‬سوريا‮»‬،‭ ‬لكن‭ ‬‮«‬سيناريو‭ ‬انهيار‭ ‬نظام‭ ‬الأسد‭ ‬قد‭ ‬يُنتِج‭ ‬مساحة‭ ‬غير‭ ‬محددة‭ ‬العناوين،‭ ‬التى‭ ‬قد‭ ‬تشكل‭ ‬أرضًا‭ ‬خصبة‭ ‬لظهور‭ ‬تهديدات‭ ‬عسكرية‭ ‬كبيرة‭ ‬لإسرائيل‮»‬‭.. ‬وقالت‭ ‬القناة‭ ‬الثالثة‭ ‬عشرة‭ ‬العبرية،‭ ‬إنه‭ ‬بعد‭ ‬المشاورات‭ ‬الأمنية،‭ ‬تعتزم‭ ‬إسرائيل‭ ‬إرسال‭ ‬إشارة‭ ‬للرئيس‭ ‬الأسد،‭ ‬بأن‭ ‬عليه‭ ‬‮«‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬استخدام‭ ‬سوريا‭ ‬كمنطقة‭ ‬لنقل‭ ‬الأسلحة‭ ‬من‭ ‬إيران‭ ‬إلى‭ ‬حزب‭ ‬الله،‭ ‬وإلا‭ ‬فإنه‭ ‬سيدفع‭ ‬الثمن‮»‬‭!!.. ‬وهل‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬الآن‭ ‬على‭ ‬الأراضى‭ ‬السورية،‭ ‬والهجمات‭ ‬العنيفة‭ ‬للمتمردين‭ ‬على‭ ‬حماة‭ ‬وحمص‭ ‬وغيرهما،‭ ‬هناك‭ ‬ثمن‭ ‬آخر‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬سوريا‭ ‬الوطنية‭ ‬أن‭ ‬تدفعه؟

إن‭ ‬إسرائيل‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬العيش‭ ‬بسلام‭ ‬فى‭ ‬المنطقة،‭ ‬لا‭ ‬تحيا‭ ‬إلا‭ ‬على‭ ‬صوت‭ ‬المدافع‭ ‬وأزيز‭ ‬الطائرات‭.. ‬لا‭ ‬يهدأ‭ ‬قادتها‭ ‬إلا‭ ‬برؤيتهم‭ ‬الدماء‭ ‬تسيل‭ ‬فى‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭.. ‬فعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬اتفاق‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬مع‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬دخل‭ ‬حيز‭ ‬التنفيذ‭ ‬فى‭ ‬السابع‭ ‬والعشرين‭ ‬من‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضى،‭ ‬أى‭ ‬قبل‭ ‬نحو‭ ‬ستة‭ ‬أيام‭ ‬من‭ ‬الآن،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬الخروقات‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬للاتفاق،‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬ارتفع‭ ‬إلى‭ ‬خمسة‭ ‬وسبعين‭ ‬خرقًا،‭ ‬استنادًا‭ ‬لما‭ ‬نشرته‭ ‬وكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬اللبنانية‭ ‬الرسمية‭.. ‬وارتكبت‭ ‬إسرائيل،‭ ‬يوم‭ ‬السبت‭ ‬الماضب‭ ‬وحده،‭ ‬ما‭ ‬حصيلته‭ ‬أربعة‭ ‬وعشرون‭ ‬خرقًا،‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬شخصين‭ ‬وإصابة‭ ‬ستة‭ ‬آخرين،‭ ‬وبذلك‭ ‬يرتفع‭ ‬عدد‭ ‬الضحايا‭ ‬فى‭ ‬لبنان،‭ ‬منذ‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬إلى‭ ‬قتيلين‭ ‬وعشرة‭ ‬جرحى‭.. ‬وتنوع‭ ‬شكل‭ ‬الخرق‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬قصف‭ ‬بالمدفعية‭ ‬للتحليق‭ ‬بالمسيرات‭ ‬والطيران‭ ‬الحربى،‭ ‬وإطلاق‭ ‬نار‭ ‬من‭ ‬أسلحة‭ ‬رشاشة،‭ ‬وتوغلات،‭ ‬وتجريف‭ ‬طرقات،‭ ‬وإضرام‭ ‬نار‭ ‬فى‭ ‬سيارات‭ ‬وسحقها‭.. ‬وتركزت‭ ‬الخروقات ‬ـ‭ ‬وفقًا‭ ‬للوكالة‭ ‬الوطنية‭ ‬للإعلام،‭ ‬فى‭ ‬العاصمة‭ ‬بيروت‭ ‬وضاحيتها‭ ‬الجنوبية،‭ ‬وقضاءى‭ ‬مرجعيون‭ ‬وبنت‭ ‬جبيل‭ ‬فى‭ ‬محافظة‭ ‬النبطية،‭ ‬وقضاءى‭ ‬صور‭ ‬وصيدا‭ ‬فى‭ ‬الجنوب،‭ ‬وقضاء‭ ‬بعلبك‭ ‬بمحافظة‭ ‬بعلبك‭ ‬الهرمل‭.. ‬وسبق‭ ‬أن‭ ‬أكد‭ ‬الجيش‭ ‬اللبنانى،‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬خرقت‭ ‬اتفاق‭ ‬وقف‭ ‬إطلاق‭ ‬النار‭ ‬عدة‭ ‬مرات،‭ ‬وأن‭ ‬قيادته‭ ‬تتابع‭ ‬هذه‭ ‬الخروقات‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬المراجع‭ ‬المختصة‭.. ‬فلماذا‭ ‬لا‭ ‬تهدأ‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وتتصرف‭ ‬باعتبارها‭ ‬دولة،‭ ‬وليست‭ ‬آلة‭ ‬حرب‭ ‬عسكرية‭ ‬لا‭ ‬تهدأ؟

●●●

يتناول‭ ‬كتاب‭ ‬جديد،‭ ‬من‭ ‬تأليف‭ ‬باحث‭ ‬إسرائيلى،‭ ‬التأثير‭ ‬الاستثنائى‭ ‬الذى‭ ‬تتمتع‭ ‬به‭ ‬المؤسسة‭ ‬العسكرية‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬وطرق‭ ‬التفكير‭ ‬العسكرية‭ ‬على‭ ‬المجتمع‭ ‬الإسرائيلى،‭ ‬والأساطير‭ ‬الأيديولوجية‭ ‬التى‭ ‬تحافظ‭ ‬على‭ ‬المشروع‭ ‬طافيًا‭ ‬على‭ ‬السطح‭.. ‬وبالعودة‭ ‬إلى‭ ‬الوراء،‭ ‬وبعد‭ ‬مرور‭ ‬أسبوع‭ ‬على‭ ‬الهجوم‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬على‭ ‬لبنان‭ ‬صيف‭ ‬عام‭ ‬2006، ‬والذى‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬ألف‭ ‬ومائتى‭ ‬شخص،‭ ‬معظمهم‭ ‬من‭ ‬المدنيين،‭ ‬ظهر‭ ‬آلان‭ ‬ديرشويتز،‭ ‬وهو‭ ‬أستاذ‭ ‬فى‭ ‬كلية‭ ‬الحقوق‭ ‬بجامعة‭ ‬هارفارد،‭ ‬على‭ ‬صفحات‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«وول‭ ‬ستريت‭ ‬جورنال»‬‭ ‬مع‭ ‬أحدث‭ ‬مداخلاته‭ ‬المتفائلة‭ ‬لصالح‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬الإسرائيلية‭.. ‬وقد‭ ‬طرح‭ ‬المقال،‭ ‬الذى‭ ‬حمل‭ ‬عنوان‭ ‬‮ «حسابات‭ ‬الألم‮» ‬‭‬Pain calculations،‭ ‬الحاجة‭ ‬إلى‭ ‬‮«‬إعادة‭ ‬تقييم‭ ‬قوانين‭ ‬الحرب‮»‬،‭ ‬فى‭ ‬ضوء‭ ‬ما‭ ‬اعتبره‭ ‬ديرشويتز‭ ‬تمييزًا‭ ‬متزايد‭ ‬الغموض‭ ‬بين‭ ‬المقاتلين‭ ‬والمدنيين‭.. ‬وفى‭ ‬معرض‭ ‬شرحه‭ ‬لمفهومه‭ ‬عن ‭ ‬‮«استمرارية‭ ‬المدنية‮»‬،‭ ‬أوضح‭‬ أنه:‭ ‬وفى‭ ‬الطرف‭ ‬الأكثر‭ ‬مدنية‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬الاستمرارية‭ ‬يوجد‭ ‬الأبرياء.. الأطفال‭ ‬والرهائن‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬غير‭ ‬المتورطين‭ ‬على‭ ‬الإطلاق؛‭ ‬وفى‭ ‬الطرف‭ ‬الأكثر‭ ‬قتالية،‭ ‬يوجد‭ ‬المدنيون‭ ‬الذين‭ ‬يؤوون‭ ‬الإرهابيين‭ ‬عن‭ ‬طيب‭ ‬خاطر،‭ ‬ويوفرون‭ ‬لهم‭ ‬الموارد‭ ‬المادية‭ ‬ويعملون‭ ‬كدروع‭ ‬بشرية؛‭ ‬وفى‭ ‬الوسط‭ ‬يوجد‭ ‬أولئك‭ ‬الذين‭ ‬يدعمون‭ ‬الإرهابيين‭ ‬سياسيًا‭ ‬أو‭ ‬روحيًا‭.. ‬وخلُص‭ ‬إلى‭ ‬أنه،‭ ‬حتى‭ ‬الأطفال‭ ‬اللبنانيين‭ ‬الأبرياء‭ ‬كانوا ‬‮«‬قريبين»‬‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬الطرف‭ ‬المدنى‭ ‬من‭ ‬السلسلة،‭ ‬فى‭ ‬حين‭ ‬كانت‭ ‬إسرائيل‭ ‬معفاة‭ ‬تمامًا‭ ‬من‭ ‬المخطط‭ ‬بأكمله‭ ‬لأنها ‬‮«‬ديمقراطية‮».‬‭!!‬

لكن‭ ‬فى‭ ‬واقع‭ ‬الأمر،‭ ‬فإن‭ ‬إسرائيل‭ ‬هى‭ ‬التى‭ ‬تعانى‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬‮«‬المدنية»‬‭..‬ وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬يتضح‭ ‬بشكل‭ ‬مؤلم‭ ‬فى‭ ‬كتاب‭ ‬جديد‭ ‬بعنوان ‬‮«‬جيش‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬له‭: ‬كيف‭ ‬صنعت‭ ‬قوات‭ ‬الدفاع‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬أمة؟‮»‬‭‬An Army Like No Other‭: ‬How the Israel Defense Forces Made a Nation،‭ ‬من‭ ‬تأليف‭ ‬حاييم‭ ‬بريشيت‭ ‬زابنر‭..‬ وفى‭ ‬إشارة‭ ‬إلى‭ ‬وصف‭ ‬الوزير‭ ‬البروسى،‭ ‬فريدريش‭ ‬فون‭ ‬شروتر،‭ ‬لبروسيا‭ ‬بأنها ‬‮«‬ليست‭ ‬دولة‭ ‬ذات‭ ‬جيش،‭ ‬بل‭ ‬جيش‭ ‬ذو‭ ‬دولة‮»‬،‭ ‬يؤكد‭ ‬بريشيت‭ ‬زابنر،‭ ‬أن‭ ‬هذا ‬‮«‬أكثر‭ ‬ملاءمة‭ ‬فيما‭ ‬يتصل‭ ‬بالعلاقة‭ ‬بين‭ ‬إسرائيل‭ ‬وقوات‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلى‮».. ‬‭ ‬فهو‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلى،‭ ‬هو ‭ ‬‮«مركز‭ ‬الوجود‭ ‬الإسرائيلى‮»‬،‭ ‬وهو‭ ‬الترتيب‭ ‬الذى‭ ‬وضعه‭ ‬ديفيد‭ ‬بن‭ ‬جوريون،‭ ‬أول‭ ‬رئيس‭ ‬وزراء‭ ‬لإسرائيل؛‭ ‬ليكون‭ ‬الجيش‭ ‬فى‭ ‬الترتيب‭ ‬الأول‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬عداه‭ ‬من‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬العبرية‭.. ‬وهو‭ ‬الذى‭ ‬قرر‭ ‬أن‭ ‬مهمة‭ ‬صياغة‭ ‬الأمة‭ ‬تقع‭ ‬على‭ ‬عاتق‭ ‬الجيش،‭ ‬الذى‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يحول‭ ‬اليهودى‭ ‬القديم‭ ‬فى‭ ‬الشتات‭ ‬إلى‭ ‬الإسرائيلى،‭ ‬باستخدام‭ ‬‮«‬الكيمياء‭ ‬القومية‭ ‬لتحويل‭ ‬المعدن‭ ‬الأساسى‭ ‬لليهودى‭ ‬فى‭ ‬الجيتو،‭ ‬إلى‭ ‬الذهب‭ ‬المصفى‭ ‬للجندى‭ ‬الصابر‮»‬‭.‬

لقد‭ ‬تم‭ ‬تسهيل‭ ‬هذه‭ ‬العملية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تبنى‭ ‬الصهيونية‭ ‬لـ ‬‮«‬اليهودى‭ ‬التوراتى‭ ‬الأسطورى‮»‬،‭ ‬واختراع ‬‮«‬سمة‭ ‬لا‭ ‬لبس‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬العسكرية‭ ‬اليهودية‮»‬،‭ ‬والتى‭ ‬بفضلها،‭ ‬تم‭ ‬استئصال‭ ‬ألفى‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬التاريخ‭ ‬من‭ ‬المعادلة‭ ‬و«أصبح‭ ‬اليهودى‭ ‬الجديد،‭ ‬الوريث‭ ‬المتخيل‭ ‬ليشوع‭ ‬وبار‭ ‬كوخبا‭ ‬ويهوذا‭ ‬المكابى‭..‬‭ ‬معرض‭ ‬المارقين‭ ‬من‭ ‬الأبطال‭ ‬العسكريين،‭ ‬الذين‭ ‬شكلوا‭ ‬الأساس‭ ‬لغزو‭ ‬فلسطين».. ‬‭ ‬ومع‭ ‬استمرار‭ ‬غزو‭ ‬فلسطين‭ ‬بوتيرة‭ ‬سريعة،‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬الجيش‭ ‬الذى‭ ‬يمتلك‭ ‬دولة‭ ‬فى‭ ‬تقاليد‭ ‬التطهير‭ ‬العرقى‭ ‬وسرقة‭ ‬الأراضى‭ ‬والمذابح‭ ‬حتى‭ ‬يومنا‭ ‬هذا،‭ ‬تظل‭ ‬النزعة‭ ‬العسكرية‭ ‬الوحشية‭ ‬هى‭ ‬العنصر‭ ‬الوطنى‭ ‬المُوحِّد‭..‬ وإلى‭ ‬جانب‭ ‬التجنيد‭ ‬الإجبارى‭ ‬شبه‭ ‬الشامل،‭ ‬هناك‭ ‬موافقة‭ ‬شبه‭ ‬شاملة‭ ‬بين‭ ‬اليهود‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬على‭ ‬المذابح‭ ‬التى‭ ‬يرتكبها‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬بحق‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الأبرياء‭..‬ على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬خلال‭ ‬الهجوم‭ ‬الإسرائيلى،‭ ‬الذى‭ ‬استمر‭ ‬خمسين‭ ‬يومًا‭ ‬على‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬عام‭ ‬2014،‭ ‬والذى‭ ‬قُتل‭ ‬خلاله‭ ‬2251‭ ‬فلسطينيًا،‭ ‬بما‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬551‭ ‬طفلًا،‭ ‬أيد‭ ‬نحو‭ ‬95‭% ‬من‭ ‬اليهود‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬هذه‭ ‬المغامرة‭ ‬الدموية‭..‬ وكما‭ ‬ذكرت‭ ‬صحيفة‭ ‬‮«نيويورك‭ ‬تايمز»‬‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت،‭ ‬فقد‭ ‬توجه‭ ‬البعض‭ ‬إلى‭ ‬قمة‭ ‬تلة‭ ‬على‭ ‬كراسى‭ ‬بلاستيكية‭ ‬وأرائك‭ ‬وفشار‭ ‬الذرة؛‭ ‬لمشاهدة‭ ‬سقوط‭ ‬القنابل‭ ‬على‭ ‬الأبرياء‭.‬

ويؤكد‭ ‬بريشيت‭ ‬زابنر‭ ‬فى‭ ‬كتابه،‭ ‬أن‭ ‬الخدمة‭ ‬العسكرية‭ ‬فى‭ ‬إسرائيل ‬‮«‬تبدأ‭ ‬قبل‭ ‬الولادة‮»‬،‭ ‬وأن ‬‮«‬الهيكل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬بأكمله‭ ‬عسكرى‮»‬،‭ ‬إلى‭ ‬الحد‭ ‬الذى‭ ‬يجعل‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬والأجهزة‭ ‬المرتبطة‭ ‬به‭ ‬يُشكلون ‬‮«‬مُجمعًا‭ ‬سياسيًا‭ ‬ثقافيًا‭ ‬اقتصاديًا‭ ‬عسكريًا‭ ‬صناعيًا‮»‬.. ‬وهناك‭ ‬أيضًا‭ ‬جانب‭ ‬أكاديمى‭ ‬للمُجمع،‭ ‬حيث‭ ‬تتعاون‭ ‬الجامعات‭ ‬السبع‭ ‬ومراكز‭ ‬الأبحاث‭ ‬الكبرى‭ ‬فى‭ ‬إسرائيل ‭ ‬‮«مع‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬وشركات‭ ‬إنتاج‭ ‬وتدريب‭ ‬الأسلحة،‭ ‬مما‭ ‬يخلق‭ ‬استمرارية‭ ‬أمنية‭ ‬سلسة‮» ‬‭.. ‬وهذا‭ ‬يكفى‭ ‬لإثبات‭ ‬الحجة‭ ‬الشعبية‭ ‬القائلة،‭ ‬بأن‭ ‬مقاطعة‭ ‬المؤسسات‭ ‬الأكاديمية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬تشكل ‬‮«‬معاداة‭ ‬صريحة‭ ‬للسامية‮».. ‬‭ ‬وفى‭ ‬استحضار‭ ‬للمثل‭ ‬القديم‭ ‬الذى‭ ‬يقول ‭ ‬‮«المطرقة‭ ‬والمسمار‮»‬،‭ ‬يلاحظ‭ ‬بريشيث‭ ‬زابنر،‭ ‬أنه‭ ‬كلما‭ ‬اعتاد‭ ‬مجتمع‭ ‬ما‭ ‬على‭ ‬استخدام‭ ‬القوة،‭ ‬كلما‭ ‬بدا‭ ‬العالم‭ ‬وكأنه‭ ‬مكان‭ ‬يحتاج‭ ‬إلى‭ ‬القوة‭ ..‬وهى‭ ‬حلقة‭ ‬مُفرغة‭ ‬مستمرة،‭ ‬لا‭ ‬تزدهر‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬إلا‭ ‬عندما‭ ‬يصبح‭ ‬العالم‭ ‬المعنى‭ ‬حريصًا‭ ‬على‭ ‬الحصول‭ ‬على‭ ‬الأسلحة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬والمعرفة‭ ‬القاتلة،‭ ‬التى‭ ‬تم‭ ‬اختبارها‭ ‬فى‭ ‬معارك‭ ‬مع‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬الأسرى‭ ‬لدى‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وغيرهم‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬العرب‭.‬

وليست‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬وحدها‭ ‬التى‭ ‬تلقى‭ ‬بالأموال‭ ‬على‭ ‬إسرائيل،‭ ‬مقابل‭ ‬الخدمات‭ ‬التى‭ ‬تقدمها‭ ‬نيابة‭ ‬عن‭ ‬الإمبراطورية؛‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬الجامعات‭ ‬ومراكز‭ ‬الأبحاث‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬هى‭ ‬‮ «المستفيدة‭ ‬من‭ ‬تمويل‭ ‬الأبحاث‭ ‬من‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبى،‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الغالبية‭ ‬العظمى‭ ‬من‭ ‬بلدان‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبى‮»‬،‭ ‬فى‭ ‬حين‭ ‬تنشغل‭ ‬إسرائيل‭ ‬بإيجاد‭ ‬طرق‭ ‬جديدة‭ ‬ومُحسنة‭ ‬لنشر‭ ‬انعدام‭ ‬الأمن‭ ‬تحت‭ ‬ستار‭ ‬الأمن‭.. ‬إن‭ ‬بريشيث‭ ‬زابنر‭ ‬يحدد‭ ‬الراحل‭ ‬شمعون‭ ‬بيريز،‭ ‬باعتباره ‬‮«‬العقل‭ ‬المدبر‭ ‬وراء‭ ‬المُجمع‭ ‬الصناعى‭ ‬العسكرى»‬‭ ‬فى‭ ‬إسرائيل،‭ ‬بدءًا‭ ‬من‭ ‬تعيينه‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬ديفيد‭ ‬بن‭ ‬جوريون‭ ‬عام‭ ‬1947،‭ ‬العام‭ ‬الذى‭ ‬سبق ‬‮«‬استقلال»‬‭ ‬إسرائيل‭ ‬عن‭ ‬الشعب‭ ‬الذى‭ ‬سُرقت‭ ‬أراضيه،‭ ‬كمسئول‭ ‬رسمى‭ ‬عن‭ ‬توريد‭ ‬الأفراد‭ ‬والأسلحة‭ ‬لمنظمة ‬‮«‬الهاجاناه‮»‬،‭ ‬العصابة‭ ‬السلف‭ ‬للجيش‭ ‬الإسرائيلى‭..‬ وكان‭ ‬بيريز،‭ ‬الذى‭ ‬شغل‭ ‬منصب‭ ‬المدير‭ ‬العام‭ ‬لوزارة‭ ‬الدفاع‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬فى‭ ‬خمسينيات‭ ‬القرن‭ ‬الماضى،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يشغل‭ ‬منصبى‭ ‬الرئيس‭ ‬ورئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬عنصرًا‭ ‬أساسيًا‭ ‬فى‭ ‬تسليح‭ ‬إسرائيل‭ ‬بالسلاح‭ ‬النووى،‭ ‬وعسكرة‭ ‬الهوية‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬بشكل‭ ‬عام،‭ ‬وكان‭ ‬مسئولًا‭ ‬عن‭ ‬أحداث‭ ‬دموية،‭ ‬مثل‭ ‬المذبحة‭ ‬المشينة‭ ‬التى‭ ‬وقعت‭ ‬عام‭ ‬1996،‭ ‬والتى‭ ‬راح‭ ‬ضحيتها‭ ‬مائة‭ ‬وستة‭ ‬أشخاص،‭ ‬كانوا‭ ‬يحتمون‭ ‬فى‭ ‬مجمع‭ ‬للأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬فى ‬‮«‬قانا»‬‭ ‬بلبنان‭.‬

ولكن‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬هذا،‭ ‬وتماشيًا‭ ‬مع‭ ‬المنطق‭ ‬العكسى‭ ‬السحرى،‭ ‬الذى‭ ‬يحكم‭ ‬الخطاب‭ ‬السائد‭ ‬بشأن‭ ‬إسرائيل،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬تخليد‭ ‬ذكرى‭ ‬بيريز،‭ ‬باعتباره‭ ‬رجل‭ ‬سلام‭ ‬‮«‬مع‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭ ‬للسلام‭!‬‮»‬،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬مساهماته‭ ‬فى‭ ‬جعل‭ ‬الحرب‭ ‬‮«‬الشرط‭ ‬الوجودى‭ ‬للأمة».‬‭ .‬وما‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تعرفه‭ :‬أن‭ ‬بريشيت‭ ‬زابنر‭ ‬يقتبس‭ ‬من‭ ‬بيريز‭ ‬نفسه،‭ ‬كيف‭ ‬أن ‬‮«‬الجنود‭ ‬والمدنيين‭ ‬فى‭ ‬إسرائيل‭ ‬اليوم‭ ‬قابلون‭ ‬للتبادل».. ‬وهنا‭ ‬تعود‭ ‬إلى‭ ‬الأذهان‭ ‬السلسلة‭ ‬القديمة‭ ‬من‭ ‬المدنية‭.‬

أخذتنا‭ ‬الكتابة،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬نذكر،‭ ‬أن‭ ‬بريشيث‭ ‬زابنر،‭ ‬هو‭ ‬مخرج‭ ‬أفلام‭ ‬وباحث‭ ‬مشارك‭ ‬فى‭ ‬كلية‭ ‬الدراسات‭ ‬الشرقية‭ ‬والإفريقية‭ ‬فى‭ ‬إسرائيل،‭ ‬وهو‭ ‬ابن‭ ‬اثنين‭ ‬من‭ ‬الناجين‭ ‬من‭ ‬الهولوكوست‭ ‬من‭ ‬بولندا‭.. ‬وُلِد‭ ‬عام‭ ‬1946،‭ ‬بلا‭ ‬جنسية،‭ ‬فى‭ ‬روما،‭ ‬وهاجر‭ ‬مع‭ ‬عائلته‭ ‬إلى‭ ‬إسرائيل‭ ‬عام‭ ‬1948؛‭ ‬رفض‭ ‬والده‭ ‬المشاركة‭ ‬فى‭ ‬تدريب‭ ‬الأسلحة‭ ‬على‭ ‬متن‭ ‬القارب،‭ ‬وتم‭ ‬اعتقاله‭ ‬باعتباره‭ ‬مقاومًا‭ ‬للتجنيد‭ ‬عند‭ ‬وصوله‭ ‬إلى‭ ‬حيفا‭.. ‬ورغم‭ ‬أن‭ ‬والديه‭ ‬كانا‭ ‬‮ «مستعمرين‭ ‬غير‭ ‬راغبين‮»‬،‭ ‬فقد‭ ‬تم‭ ‬تطبيعهما،‭ ‬فى‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف،‭ ‬فى‭ ‬صفوف‭ ‬المشروع‭ ‬الاستعمارى،‭ ‬حيث‭ ‬تطورت‭ ‬القوة‭ ‬العسكرية‭ ‬إلى ‬‮«‬رمز‭ ‬للبقاء»‬‭ ‬بالنسبة‭ ‬لهما.. وخلال‭ ‬خدمته‭ ‬المترددة‭ ‬فى‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬خلال‭ ‬حرب‬1967، رأى‭ ‬بريشيت‭ ‬زابنر‭ ‬عن‭ ‬كثب،‭ ‬التفاوت‭ ‬بين‭ ‬الأخلاقيات‭ ‬المُعلنة‭ ‬للعسكرة‭ ‬الإسرائيلية‭ ‬والواقع‭.. ‬عندما‭ ‬سأل‭ ‬قائد‭ ‬كتيبته،‭ ‬الضابط‭ ‬المسئول‭ ‬عما‭ ‬يجب‭ ‬فعله‭ ‬مع‭ ‬مائتى‭ ‬أسير‭ ‬حرب: ‭ ‬‮«‬لم‭ ‬يتلق‭ ‬أى‭ ‬إجابة‭ ‬من‭ ‬الضابط‭ ‬المسئول،‭ ‬الذى‭ ‬زأر‭ ‬فى‭ ‬وجهنا،‭ ‬الأحمق،‭ ‬ألا‭ ‬يعرف‭ ‬ماذا‭ ‬يفعل‭ ‬بهم؟‭.. ‬هل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬أخبره؟‭.. ‬لا‭ ‬أحد‭ ‬يجيب‭ ‬على‭ ‬هذا‭ ‬الأحمق،‭ ‬هل‭ ‬تسمعون؟‮»‬‭!!‬.

إن‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬جيش‭ ‬لا‭ ‬يشبه‭ ‬أى‭ ‬جيش‭ ‬آخر‮»‬‭ ‬An Army Like No Other،‭ ‬ مثير‭ ‬للاهتمام،‭ ‬فهو‭ ‬يجمع‭ ‬بين‭ ‬التاريخ‭ ‬والتحليل،‭ ‬مع‭ ‬معلومات‭ ‬مباشرة‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬بطن‭ ‬الوحش،‭ ‬مثل‭ ‬تلك‭ ‬الفترة‭ ‬فى‭ ‬الخمسينيات‭ ‬عندما‭ ‬‮ «‬نجحوا‭ ‬فى‭ ‬إقناع‭ ‬بريشيث‭ ‬زابنر‭ ‬وتلاميذ‭ ‬المدارس‭ ‬الآخرون‭ ‬بالتبرع‭ ‬بأموالهم‭ ‬الضئيلة»‬‭ ‬لصالح‭ ‬جهود‭ ‬إعادة‭ ‬تسليح‭ ‬إسرائيل‭.. ‬ويحرص‭ ‬زابنر‭ ‬على‭ ‬تفنيد‭ ‬الأساطير‭ ‬المفضلة‭ ‬لدى‭ ‬إسرائيل،‭ ‬مثل‭ ‬أن‭ ‬النكبة‭ ‬كانت‭ ‬نتيجة‭ ‬لهجوم‭ ‬شنته‭ ‬دول‭ ‬عربية‭ ‬على‭ ‬إسرائيل،‭ ‬فيقول: « ‬‮‬من‭ ‬غير‭ ‬العادى‭ ‬أن‭ ‬نُدرك‭ ‬مدى‭ ‬انتشار‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأكاذيب‭ ‬حتى‭ ‬الآن»‬‭.‬

فى‭ ‬قسم‭ ‬الشكر،‭ ‬بداية‭ ‬الكتاب،‭ ‬يُخبرنا‭ ‬بريشيث‭ ‬زابنر،‭ ‬كيف‭ ‬تم‭ ‬اختراق‭ ‬جهاز‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬الخاص‭ ‬به‭ ‬أثناء‭ ‬عمله‭ ‬على‭ ‬مخطوطة‭ ‬الكتاب،‭ ‬وكيف‭ ‬اكتشف‭ ‬بالصدفة‭ ‬فقط‭ ‬أن‭ ‬تعديلًا‭ ‬خبيثًا‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬تطبيقه‭ ‬على‭ ‬الملف‭ ‬الرئيسى،‭ ‬مع‭ ‬تغيير‭ ‬الحواشى‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭.. ‬بطبيعة‭ ‬الحال،‭ ‬عندما‭ ‬يريد‭ ‬الصهاينة‭ ‬بشدة‭ ‬تشويه‭ ‬سمعتك،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يشير‭ ‬إلا‭ ‬إلى‭ ‬أنك‭ ‬تقوم‭ ‬بشىء‭ ‬صحيح‭.. ‬ولكن‭ ‬بيلين‭ ‬فرنانديز،‭ ‬مؤلفة‭ ‬كتاب ‬‮«‬الرسول‭ ‬الإمبراطورى‭: ‬توماس‭ ‬فريدمان‭ ‬فى‭ ‬العمل‮»‬‭ ‬Imperial Messenger‭: ‬Thomas Friedman at Work،‭ ‬تقول،‭ ‬إن‭ ‬بريشيت‭ ‬زابنر‭ ‬لا‭ ‬يُصيب‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ .. ‬فهو‭ ‬يقول‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬إن‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬للبنان‭ ‬‮ «انتهى‭ ‬فجأة‭ ‬عام‭ ‬2000،‭ ‬عندما‭ ‬تمكن‭ ‬عشرات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬اللبنانيين‭ ‬غير‭ ‬المسلحين،‭ ‬الذين‭ ‬نظمهم‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬من‭ ‬طرد‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬من‭ ‬جنوب‭ ‬لبنان،‭ ‬وهو‭ ‬تفسير‭ ‬تراه‭ ‬فرنانديز،‭ ‬غريبًا‭ ‬لحركة‭ ‬مقاومة‭ ‬طويلة‭ ‬الأمد،‭ ‬ومسلحة‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬لبنان‭ !!.. ‬لكن‭ ‬الواقع‭ ‬يقول،‭ ‬إن‭ ‬حزب‭ ‬الله‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬التوقيت‭ ‬كان‭ ‬فى‭ ‬بداية‭ ‬تكوينه،‭ ‬ولم‭ ‬يكن‭ ‬يمتلك‭ ‬فعلًا‭ ‬أسلحة‭.. ‬وتستطرد،‭ ‬إنه‭ ‬فى‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الحالات،‭ ‬فإن‭ ‬استخدامه‭ ‬زمن‭ ‬المضارع‭ ‬التام‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬شكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬زمن‭ ‬الماضى‭ ‬أمر‭ ‬محير‭.. ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬‮ «‬لقد‭ ‬وافق‭ ‬الملك‭ ‬حسين،‭ ‬ملك‭ ‬الأردن،‭ ‬قبل‭ ‬أسبوع‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬على‭ ‬توقيع‭ ‬معاهدة‭ ‬دفاع‭ ‬مع‭ ‬مصر‭ ‬وسوريا‮»‬،‭ ‬أو ‬‮«‬لقد‭ ‬نصب‭ ‬ضابط‭ ‬شاب‭ ‬مُسرَّح،‭ ‬موتى‭ ‬أشكينازى،‭ ‬خيمة‭ ‬بالقرب‭ ‬من‭ ‬المقر‭ ‬الرسمى‭ ‬لجولدا‭ ‬مائير،‭ ‬مطالبًا‭ ‬الحكومة‭ ‬بالاعتراف‭ ‬بالمسئولية،‭ ‬وبأن‭ ‬تقيل‭ ‬موشى‭ ‬ديان‭ ‬على‭ ‬الفور».. ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬المحررين‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يحذروا‭ ‬من‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الأمور‭!!.‬

وبغض‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الانتقادات‭ ‬البسيطة،‭ ‬فإن‭ ‬بريشيت‭ ‬زابنر،‭ ‬يستحق‭ ‬الثناء‭ ‬الكبير‭ ‬على‭ ‬سعيه‭ ‬إلى‭ ‬الحقيقة‭..‬ ففى‭ ‬القسم‭ ‬المعنون ‬‮«‬حروب‭ ‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬يلاحظ‭ ‬أن‭ ‬إسرائيل‭ ‬هى‭ ‬‮ «الدولة‭ ‬الوحيدة‭ ‬التى‭ ‬ظلت‭ ‬قوانين‭ ‬الطوارئ‭ ‬سارية‭ ‬فيها‭ ‬طيلة‭ ‬كل‭ ‬دقيقة‭ ‬من‭ ‬وجودها‮»‬،‭ ‬وهى‭ ‬حالة‭ ‬ملائمة‭ ‬بلا‭ ‬شك،‭ ‬عندما‭ ‬تكون‭ ‬حالات‭ ‬الطوارئ‭ ‬قابلة‭ ‬للاستغلال‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الحد‭.. ‬وبما‭ ‬أن‭ ‬الإسرائيليين‭ ‬منقسمون‭ ‬بشدة،‭ ‬بشأن‭ ‬مجموعة‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬القضايا،‭ ‬فإن ‬‮«‬قضية‭ ‬الأمن»‬‭ ‬ تعمل‭ ‬بمثابة‭ ‬المادة‭ ‬اللاصقة‭ ‬الاجتماعية‭ ‬الأكثر‭ ‬فاعلية‭..‬ عندما‭ ‬واجه‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلى،‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو،‭ ‬عام‭ ‬2012،‭ ‬احتجاجات‭ ‬اجتماعية،‭ ‬وتأخر‭ ‬فى‭ ‬استطلاعات‭ ‬الرأى،‭ ‬قرر‭ ‬‮«‬إعطاء‭ ‬الجمهور‭ ‬الدواء‭ ‬المُفضل‭ ‬لديه،‭ ‬وهو‭ ‬الهجوم‭ ‬على‭ ‬غزة»..‬‭ ‬وتم‭ ‬حل‭ ‬المسألة‭ ..‬والآن،‭ ‬بينما‭ ‬يواجه‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬نتنياهو‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬الاحتجاجات،‭ ‬و«الجيش‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬مثيل‭ ‬له»‬‭ ‬يقصف‭ ‬غزة‭ ‬مرة‭ ‬أخرى‭ ‬ويجعل‭ ‬الحياة‭ ‬فيها‭ ‬جحيمًا،‭ ‬فإن‭ ‬كتاب‭ ‬بريشيت‭ ‬زابنر‭ ‬يشكل‭ ‬أصلًا‭ ‬قيمًا‭ ‬للغاية‭.‬

●●●

لكن‭ ‬ذلك،‭ ‬لا‭ ‬يبدو‭ ‬أنه‭ ‬رأى‭ ‬نتنياهو‭.. ‬إذ‭ ‬فى‭ ‬يونيو‭ ‬2024،‭ ‬وفى‭ ‬جدل‭ ‬مزعوم‭ ‬مع‭ ‬القيادة‭ ‬العسكرية،‭ ‬قال‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الإسرائيلى،‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو،‭» ‬‮‬لدينا‭ ‬دولة‭ ‬بجيش‭ ‬وليس‭ ‬جيش‭ ‬بدولة»‬‭ …‬وإنه‭ ‬خلال‭ ‬اجتماع‭ ‬لمجلس‭ ‬الوزراء،‭ ‬قال‭ ‬نتنياهو‭: ‬‮«‬لتحقيق‭ ‬القضاء‭ ‬على‭ ‬حماس،‭ ‬اتخذت‭ ‬قرارات‭ ‬لا‭ ‬يقبلها‭ ‬القادة‭ ‬العسكريون‭ ‬دائمًا‮»‬‭.. ‬وفى‭ ‬وقت‭ ‬سابق،‭ ‬أعلن‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلى‭ ‬عن‭ ‬‮ «وقفة‭ ‬تكتيكية» فى‭ ‬منطقة‭ ‬محدودة‭ ‬جنوب‭ ‬قطاع‭ ‬غزة،‭ ‬للسماح‭ ‬بوصول‭ ‬أكبر‭ ‬للمساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ..‬وجاء‭ ‬فى‭ ‬مذكرة‭ ‬مشتركة‭ ‬على‭ ‬موقع ‬‮«‬إكس»‬‭ ‬من‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلى‭:‬‮‬ «فى‭ ‬إطار‭ ‬الجهود‭ ‬المستمرة‭ ‬لزيادة‭ ‬حجم‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬التى‭ ‬تدخل‭ ‬غزة،‭ ‬وبعد‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬المناقشات‭ ‬ذات‭ ‬الصلة‭ ‬مع‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والمنظمات‭ ‬الدولية‮»‬،‭ ‬وقفة‭ ‬تكتيكية‭ ‬محلية‭ ‬للنشاط‭ ‬العسكرى‭ ‬لأغراض‭ ‬إنسانية‭ ‬لاثنتى‭ ‬عشرة‭ ‬ساعة‭ ‬كل‭ ‬يوم‭ ‬حتى‭ ‬إشعار‭ ‬آخر،‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬الطريق‭ ‬المؤدى‭ ‬من‭ ‬معبر‭ ‬كرم‭ ‬أبوسالم‭ ‬فى‭ ‬الجنوب،‭ ‬إلى‭ ‬طريق‭ ‬صلاح‭ ‬الدين»‬‭.‬

لكن «‬الهدنة‭ ‬التكتيكية‮»‬،‭ ‬بحسب‭ ‬مصادر‭ ‬حكومية‭ ‬نقلت‭ ‬عنها‭ ‬وسائل‭ ‬إعلام‭ ‬إسرائيلية،‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬لتوافق‭ ‬عليها‭ ‬السلطة‭ ‬التنفيذية‭. ‬ وكما‭ ‬ذكرت‭ ‬صحيفة «‬تايمز‭ ‬أوف‭ ‬إسرائيل‮»‬،‭ ‬فإن‭ ‬نتنياهو‭ ‬تحدث،‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬فى‭ ‬قطاع‭ ‬غزة‭ ‬ضد‭ ‬بعض‭ ‬التدابير‭ ‬الإنسانية،‭ ‬ربما‭ ‬لاسترضاء‭ ‬المنطقة‭ ‬الأكثر‭ ‬تطرفًا‭ ‬فى‭ ‬ائتلافه‭ ..‬وبعد‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬‮«‬الهدنة‭ ‬التكتيكية» المحدودة‭ ‬فى‭ ‬منطقة‭ ‬جنوب‭ ‬غزة،‭ ‬أوضح‭ ‬الجيش‭ ‬الإسرائيلى،‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يتم‭ ‬اتخاذ‭ ‬قرار‭ ‬بوقف‭ ‬الأعمال‭ ‬العدائية‭ ‬فى‭ ‬الجنوب،‭ ‬وأن «‬العمليات‭ ‬فى‭ ‬رفح‭ ‬مستمرة‭ ‬ولا‭ ‬يوجد‭ ‬تغيير‭ ‬فى‭ ‬طريقة‭ ‬إدخال‭ ‬البضائع‭ ‬إلى‭ ‬القطاع‭.. ‬وسيظل‭ ‬محور‭ ‬نقل‭ ‬البضائع‭ ‬مفتوحًا‭ ‬خلال‭ ‬النهار،‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬المنظمات‭ ‬الدولية‭ ‬لتوفير‭ ‬المساعدات‭ ‬الإنسانية‭ ‬فقط‮»‬‭.. ‬ ثم‭ ‬نفى‭ ‬الجيش‭ ‬ما‭ ‬اعتبره‭ ‬مزاعم‭ ‬وسائل‭ ‬الإعلام،‭ ‬بأن‭ ‬الحكومة‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬بما‭ ‬تم‭ ‬إنشاؤه‭.. ‬وبحسب‭ ‬ما‭ ‬أوردته‭ ‬صحيفة‭ ‬‮ «هآرتس‮»‬،‭ ‬أكدت‭ ‬القوات‭ ‬الإسرائيلية،‭ ‬أن ‬‮«القرار‭ ‬عسكرى‭ ‬ويخضع‭ ‬لسلطة‭ ‬القيادة‭ ‬الجنوبية‮»‬،‭ ‬وأن‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء،‭ ‬بنيامين‭ ‬نتنياهو،‭ ‬أصدر‭ ‬مؤخرًا‭ ‬تعليمات‭ ‬لرؤساء‭ ‬المنظومة‭ ‬الأمنية،‭ ‬بزيادة‭ ‬دخول‭ ‬المساعدات‭ ‬المخصصة‭ ‬للسكان‭ ‬الفلسطينيين‭.. ‬فمَنْ‭ ‬يتبع‭ ‬مَنْ‭ ‬إذًا؟‭.. ‬حفظ‭ ‬الله‭ ‬مصر‭ ‬من‭ ‬كيد‭ ‬الكائدين‭.. ‬آمين‭.‬