راجعين يا حلب.. دلالات عودة الفصائل المسلحة للحرب فى سوريا
عبارة كُتبت على جدران شوارع مدينة حلب السورية العتيقة مع انسحاب الفصائل المسلحة من المدينة وانتصار الجيش السورى، تكشف لماذا اندلعت المواجهات مرة أخرى فى سوريا.
العبارة كانت «راجعين ياحلب» لماذا حلب بالذات ودلالة التوقيت بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله اللبنانى واسرائيل؟، ولماذا لا يمكن أن تستقر الأوضاع فى سوريا بشكل دائم؟.. كلها أسئلة على وقع الأزمة الجديدة فى سوريا.
عودة الحرب فى حلب السورية وسيطرة فصائل مسلحة بالتزامن مع توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، تحمل دلالات سياسية وعسكرية معقدة على المستويين الإقليمى والدولى.
توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل قد يشير إلى رغبة الأطراف الإقليمية والدولية فى تهدئة الجبهة الجنوبية اللبنانية.
فى المقابل، عودة التصعيد فى حلب قد تعكس محاولة بعض القوى الإقليمية استغلال الفراغ الناتج عن انشغال القوى الكبرى بملفات أخرى، مثل الحرب فى غزة والصراع اللبنانى-الإسرائيلى، منها إعادة تموضع القوى الإقليمية.
فتركيا الداعمة لبعض الفصائل المسلحة، قد ترى فى عودة التوتر فى حلب فرصة لتعزيز نفوذها فى شمال سوريا.
إيران التى تدعم الحكومة السورية وحزب الله، قد تواجه تحديات جديدة إذا استمر التصعيد فى مناطق نفوذها التقليدية مثل حلب.
تجدد سيطرة الفصائل المسلحة على مناطق فى حلب يشير إلى محاولة لإضعاف النظام السورى المدعوم من روسيا وإيران.
يمكن أن تكون هذه التحركات جزءًا من استراتيجية أوسع لإعادة خلط الأوراق فى الملف السورى بعد فترة من الجمود النسبى.
أى تصعيد فى سوريا، خصوصًا فى مناطق مثل حلب، يمكن أن يكون رسالة لإيران وحلفائها فى المنطقة بأن الجبهات الأخرى ليست آمنة.
التزامن بين الحدثين قد يعكس محاولة أطراف إقليمية ودولية للضغط على إيران عبر تفجير ساحات متعددة.
توقيع الاتفاق بين لبنان وإسرائيل قد يفتح المجال لتخفيف التصعيد فى لبنان، ما يتيح لإيران تحويل تركيزها لدعم النظام السورى فى مواجهة التحديات المتجددة فى حلب.
ومع ذلك، فقد استغلت الفصائل المسلحة هذا الهدوء النسبى لزيادة مكاسبها فى الشمال.
الوضع فى سوريا يبقى هشًا مع وجود قوى متعددة تتنافس على النفوذ، بما فى ذلك روسيا، تركيا، إيران، والولايات المتحدة.
عودة الحرب فى حلب قد تكون مؤشرًا إلى صعوبة تحقيق استقرار مستدام فى سوريا فى ظل التداخل الكبير بين الأجندات الإقليمية
ويؤكدان المنطقة لا تزال تعيش فى دائرة من الصراعات المترابطة. هذه التطورات قد تؤدى إلى تصعيد أوسع إذا لم تتم معالجتها بحذر، خاصة فى ظل تداخل مصالح القوى الكبرى والإقليمية.
مَن هى جبهة تحرير الشام التى أعادت الحرب مرة أخرى إلى سوريا؟
جبهة تحرير الشام «هيئة تحرير الشام سابقًا»، هى إحدى الجماعات المسلحة الرئيسية العاملة فى سوريا، خاصة فى شمال البلاد. تأسست فى يناير 2017 بعد اندماج عدة فصائل، أبرزها جبهة فتح الشام «النصرة سابقًا، فرع تنظيم القاعدة فى سوريا قبل إعلان فك ارتباطه بالتنظيم». تُعد من أقوى الجماعات المسلحة التى سيطرت على أجزاء واسعة من محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها.
ونشأت الجبهة فى البداية كتحالف بين عدة فصائل مسلحة، منها جبهة النصرة وحركة نور الدين الزنكى.
تبنت فى البداية فكرًا قريبًا من تنظيم القاعدة، لكن بعد فك ارتباطها بالقاعدة، حاولت الترويج لنفسها كقوة محلية سورية تهدف إلى إسقاط النظام السورى.
الجبهة يقودها أبومحمد الجولانى، الذى كان قائد جبهة النصرة، وكانت جبهة تحرير الشام تسيطر أساسًا على محافظة إدلب والمناطق المحيطة بها، لكنها وسعت نفوذها إلى أجزاء من شمال حلب.
سيطرتها على مناطق فى حلب تأتى غالبًا نتيجة صراعات مع فصائل أخرى أو تغييرات فى التحالفات الميدانية.
تُعتبر الجبهة منظمة إرهابية من قبل الولايات المتحدة، روسيا، والعديد من الدول الأخرى.
تتبنى تلك الجبهة أيديولوجية إسلامية متشددة، لكن حاولت فى السنوات الأخيرة تقديم نفسها كقوة سياسية وعسكرية تهدف إلى حكم المناطق المحررة.