إنجاز عظيم.. مصر تقضى على الملاريا والحصبة بخطة شاملة ومستمرة
تمثل مكافحة الأمراض المعدية واحدة من أهم أولويات الدولة؛ حيث تسعى وزارة الصحة والسكان إلى تعزيز صحة المواطنين وضمان خلو البلاد من الأمراض التي تهدد الصحة العامة.
وحققت مصر خطوات نوعية في القضاء على أمراض الملاريا والحصبة والحصبة الألمانية، معتمدة على استراتيجيات شاملة وجهود مكثفة للتطعيم والترصد الوبائي، وفي ظل الاعتراف الدولي بجهودها، تُواصل مصر العمل الدؤوب للحفاظ على مكتسباتها الصحية وتعزيز نظم الوقاية والعلاج.
قال الدكتور حسام عبد الغفار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن مصر كانت من أوائل الدول التي قامت بتحديث استراتيجياتها الوطنية لمكافحة الملاريا والقضاء عليها وفقًا لأهداف مبادرة دحر الملاريا في إقليم شرق المتوسط التي تم إطلاقها في عام 1999.
وأضاف لـ"الدستور"، أنه في عام 2001 تمت السيطرة تمامًا على الملاريا والتحكم في انتقال المرض حيث كانت آخر حالات إصابة محلية تم تسجيلها عام 1998، ومنذ ذلك الحين، ركزت الوزارة على القضاء على بؤر وجود البعوض الناقل للملاريا من خلال خطط زمنية صارمة ومحددة.
وأشار المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان إلى أن مصر حصلت على إشهاد رسمي من منظمة الصحة العالمية بخلوها من الملاريا في أكتوبر 2024، وهو ما يمثل اعترافًا دوليًا بجهودها الرائدة.
ولفت إلى مواصلة الوزارة الحفاظ على هذا الإنجاز من خلال شبكة تضم 178 وحدة متخصصة لمكافحة الملاريا في جميع المحافظات، والتي تقوم بتوفير كروت الفحص السريع لاكتشاف المرض كمنحة مجانية من منظمة الصحة العالمية، ومراقبة مرض الملاريا بين الوافدين من الدول المتأثرة بالمرض بالمنافذ البرية والجوية والبحرية.
وأضاف أن الوزارة تقوم برصد الحالات الوافدة باستخدام آليات ترصد وبائية وحشرية متطورة، إلى جانب إعداد خريطة يقظة وبائية تُستخدم لتحديد أماكن إقامة المهاجرين من الدول التي تتوطن فيها الملاريا ومناطق وجود بعوضة الأنوفيليس، وذلك لإجراء الترصد الفعّال ومنع انتقال المرض.
ونوه بأنه لضمان استدامة هذه الجهود، تقوم الوزارة بتشخيص وعلاج أي حالات إيجابية وافدة فور اكتشافها وإجراء التقصي اللازم لجميع المخالطين، وتُجري تقصيًا شاملًا يشمل التحليل الوبائي والحشري، كما يتم التنسيق مع المنظمات الدولية، مثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، لتسهيل الكشف المبكر عن الحالات وعلاجها والتثقيف الصحي للمواطنين، إلى جانب رفع كفاءة العاملين في أعمال الترصد والتشخيص والعلاج من خلال التدريب المستمر على رأس العمل.
جهود الوزارة للقضاء على مرض الحصبة والحصبة الألمانية
وكشف الدكتور حسام عبد الغفار عن جهود الوزارة للقضاء على مرض الحصبة والحصبة الألمانية، لافتًا إلى حرص الوزارة على تطعيم جميع الأطفال أقل من عامين سواء المصريين وغير المصريين ضد مرض الحصبة والحصبة الألمانية ضمن جدول التطعيمات الروتينية، وحققت مصر نسب تغطية أعلى من 95% بجميع المستويات المركزية والمتوسطة والطرفية.
وأضاف أنه يتم ترصد الحالات عبر برنامج متخصص يشمل الحمى والطفح الجلدي، بالإضافة إلى الإشراف ومتابعة نسب التغطية والربط الإلكتروني بين التطعيمات ومخازن الطعوم وقاعدة بيانات المواليد والوفيات، كما يتم التأكد من كفاءة الطعوم عبر منظومة تبريد محدثة تتماشى مع أعلى المعايير.
وأشار إلى تنفيذ حملات قومية للتطعيم في جميع المحافظات من خلال فرق مدربة تشمل الأطباء والتمريض والمراقبين الصحيين، مع نشر رسائل التوعية لتحفيز المجتمع على أهمية التطعيم، كما يتم إشراك الشخصيات الفاعلة في المجتمع المدني ومنظمات دولية، مثل الهلال الأحمر ومفوضية اللاجئين، لضمان وصول الرسائل التوعوية إلى جميع الفئات.
وأضاف المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان أنه في عام 2022، أعلنت منظمة الصحة العالمية خلو مصر من مرضي الحصبة والحصبة الألمانية، وتم تجديد الإشهاد هذا العام.
دور التطعيمات فى مواجهة مرض الحصبة
وبدوه كشف الدكتور راضى حماد رئيس قطاع الطب الوقائى، عن دور التطعيمات في مواجهة مرض الحصبة، حيث أن البرنامج الموسع للتطعيمات، الذي تم إنشاؤه في الثمانينيات، يُعد من أهم أدوات الوزارة في مواجهة الأمراض، والذى يستهدف البرنامج عشرة أمراض رئيسية تشمل " شلل الأطفال – الحصبة – الحصبة الألمانية – النكاف – الدفتيريا – التيتنوس الوليدى – السعال الديكى - الدرن – الالتهاب الكبدى ب – الانفلونزا البكتيرية المستدمية"، ويقدم نحو 60 مليون خدمة تطعيمية سنويًا عبر 5000 وحدة صحية، بنسب تغطية بالتطعيم أعلى من 95 %.
وشار إلى حرص الوزارة على توفير مخزون استراتيجي من الطعوم يكفي لستة أشهر على الأقل، مع تحديث منظومة سلسلة التبريد للحفاظ على كفاءة الطعوم منذ وصولها وحتى توزيعه، إلى جانب سيارات خاصة لنقل الطعوم وغرف تبريد وثلاجات مخصصة ويتم تحديث وتجديد معدات سلسلة التبريد بشكل دوري لضمان كفاءة سلسلة التبريد على جميع المستويات.
إجراءات الحجر الصحى فى المطارات
وعن إجراءات الحجر الصحى فى المطارات للحفاظ على خلو مصر من تلك الأمراض، قال المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، إن الوزارة تتابع الوضع الوبائي في جميع دول العالم لضمان خلو مصر من الأمراض المعدية، تشمل هذه الإجراءات فحص القادمين عبر المنافذ المختلفة باستخدام الفحص الحراري والكواشف السريعة، مع عزل الحالات المشتبه بها فور اكتشافها. يتم تسجيل بيانات القادمين من المناطق الموبوءة ضمن قاعدة بيانات خاصة لمتابعتهم لاحقًا من قبل الفرق الوقائية في أماكن إقامتهم.
عن المتابعة الدورية للوضع الوبائي بجميع دول العالم للأمراض المعدية والوبائية التي يمكن أن تشكل خطرًا على الصحة العامة، واتخاذ كافة الإجراءات الوقائية بمنافذ الدخول البرية والجوية والبحرية لمنع تسرب هذه الأمراض والأوبئة إلى داخل البلاد.
وأشار إلى جاهزية جميع منافذ الدخول لترقب وصول القادمين من الخارج وخاصة الدول الموبوءة وتطبيق الإجراءات الوقائية المقررة بالإضافة إلى رفع كفاءة أماكن التشغيل بالتدعيم الفوري بالكوادر الطبية المطلوبة وتوفير كافة التجهيزات الطبية ومستلزمات ومعدات مكافحة العدوى وأدوية الطوارئ بمنافذ الدخول وعيادات الحجر الصحي.
وقال الدكتور حسام عبد الغفار، إن أطقم الحجر الصحي تُجري المناظرة البصرية والفحص الحراري لجميع القادمين إلى مصر واتخاذ الإجراءات الفورية لعزل الحالات المشتبه بها وتحويلها إلى مستشفى الحميات المخصصة للنطاق الجغرافي للمنفذ كما يتوافر بجميع المعابر البرية والجوية والبحرية الكواشف السريعة للأمراض المعدية مثل مرض الملاريا وذلك للتشخيص السريع للحالات المشتبهة.
ولفت إلى تحرير الحجر الصحي بكافة منافذ الدخول كروت الصحة العامة للقادمين من مناطق متأثرة بأمراض ذات أهمية وبائية يدون بها كافة بيانات الوافد، ويتم تضمينها ضمن قاعدة بيانات "البرنامج الإلكتروني لمتابعة القادمين من الخارج" ومتابعتهم من خلال الفرق الوقائية بمحافظة إقامتهم.
وحول التحديات التي واجهت وزارة الصحة في البداية خلال سعيها لمكافحة هذه الأمراض؛ قال الدكتور حسام عبد الغفار، إن انتشار الشائعات والمعلومات الخاطئة حول فعالية وأمان التطعيمات يشكل تحديًا كبيرًا أمام جهود وزارة الصحة في تعزيز حملات التطعيم، هذه الشائعات قد تؤدي إلى تردد الأفراد في تلقي التطعيمات، ما يُعيق جهود السيطرة على انتشار الأمراض، ولمواجهة ذلك تُعزز وزارة الصحة باستمرار حملات التوعية وتقديم معلومات دقيقة وموثوقة حول أهمية التطعيمات وفوائدها، والرد على الشائعات المنتشرة.