رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الملك المحتكر لاستخراج المعادن والأحجار.. ما أسرار العمل الحكومي في مصر القديمة؟

العمل الحكومي في
العمل الحكومي في مصر القديمة

عرف المصريين القدماء النظام في كل شئ، فهذه الحضارة العريقة التي مازالت آثارها صامدة حتى اليوم، لابد وأنها كانت تسير على أساس قوي من العمل المتواصل الجاد، وعرفت مصر القديمة، تقسيم إلى ثلاثة أنواع وهم الأعمال الحكومية والأعمال الحرة كالحرف والصناعات.

ونستعرض في التقرير التالي، أسرار العمل الحكومي في مصر القديمة:

الأعمال العظيمة تنفرد بها الحكومة

ووفقًا لموسوعة مصر القديمة، للعالم الأثري سليم حسن، كانت الأعمال العظيمة تتطلب مجهودًا كبيرًا ومصاريف باهظة تقوم بها الحكومة بل أصبحت تحتكرها، ومن أهم هذه الأعمال، استغلال مناجم النحاس، والذهب، فكانت الحكومة وحدها هي التي تشرف على هذه المناجم وتصريف الأعمال فيها على أكمل وجه، في مصر القديمة.

وبعمل بمناجم الحاس والذهب، طوائف من العمال المختصين تحت إشراف رؤساء عمال ومفتشين، وتعد الأساطيل والقوافل لنقل العمال وما يلزمهم من آلات ومهام، وقد كان لها إدارة خاصة لتزويد العمال، وحامية من الجنود لحماية الطرق والمناجم من هجمات القبائل التي كانت تغير على بقاع المناجم في الصحراء.

وانفردت الحكومة أيضًا باستغلال المحاجر التي كانت تستوجب بطبيعة الحال انخراط عدد عظيم من الأيدي العاملة فيها، ولأنها كما كانت الأساس الأول لإقامة المباني الضخمة التي بدأت تظهر بشكل جلي في عهد الملك "زوسر"، فأقيمت الأهرام الملكية ومقابر المقربين، ومعابد الآلهة، ومعابد الشمس مما كان يستلزم استخراج الأحجار من كل الأنواع، ويتعذر على عظماء البلاد القيام به.

العمل في مصر القديمة
العمل في مصر القديمة

الملك المحتكر لاستخراج المعادن والأحجار

وتشير النقوش الموجودة على جداران المعابد، من أقدم العهود والتواريخ الملكية وكل الوثائق المكتوبة على أن الملك كان المحتكر لاستخراج المعادن والأحجار، وقد كان لإقامة المباني بالأحجار شأن عظيم منذ بداية الأسرة الثالثة.

معماريين ذيع صيتهم في مصر القديمة

كان المعماريون ذو شأن عظيم في مصر القديمة، أبرزهم المهندس المعماري الملكي "مدح نيسوت" الذي كانت له أهمية كبيرة في إدارة البلاد، وكان "إمحوتب" مستشار الملك "زوسر" يحمل لقب مهندس معماري ملكي وكذلك كان كل المهندسين المعماريين الملكيين الذين خلفوا "إمحوتب" من كبار الشخصيات.

 وفي عهد الأسرة الثالثة نجد "نزم عنخ"، وكان يحمل لقب نائب الملك، و"وحسي" يحمل لقب أحد أعضاء مجلس العشرة العظيم، وفي عهد الأسرة الخامسة حمل نفس اللقب «سنزم إيب» وكان في الوقت نفسه وزيرًا.

نظام دقيق للعمال بـ مصر القديمة 

وتشير النقوش على أنه كان للعمال نظام غاية في الدقة قائم في البلاد منذ فجر التاريخ، وكانت تدون أسماء العمال في سجلات خاصة، فقد ذكر لنا عالم المصريات "بترى" أنه كان للعمال المدونة أسماؤهم مراقب خاص، وقد كان هؤلاء العمال مقسمين إلى فرق صغيرة، أو جماعات كبيرة، أو هيئات صناعية، والظاهر أن أسرى الحرب كانوا يخصصون لأشق الأعمال في المناجم أو في ضياع الحكومة أو المصانع الملكية، وهؤلاء بلا نزاع لم يكن لهم أية حقوق، ولم يكن لأسرى الحروب أدوارصا إلا ثانوية، وعند الحاجة كان يطلب الجنود للأعمال الهامة.