الماجيك مشروم.. فطر الهلوسة الجديد الذي يهدد حياة المتعاطين في مصر
في إطار الجهود الأمنية المكثفة لمكافحة المواد المخدرة في مصر، كشفت وزارة الداخلية عن ضبط كميات كبيرة من المخدرات، من بينها مخدر "الماجيك مشروم"، في أحد أكبر عمليات مكافحة المخدرات في القاهرة.
المخدر الجديد، الذي يعتبر من المواد المستحدثة في السوق المصري، أثار جدلًا واسعًا واهتمامًا كبيرًا، وذلك بسبب آثاره الخطيرة على صحة المتعاطين، خاصة في ظل تزايد المواد المخدرة التي تتم زراعتها وتصنيعها بطرق غير تقليدية.
ما هو مخدر الماجيك مشروم؟
"الماجيك مشروم" حسب الأطباء هو نوع من الفطر يحتوي على مادة كيميائية تُسمى "السيلوسيبين"، وهي مادة تؤثر بشكل مباشر على الدماغ والجهاز العصبي المركزي، ويؤدي تعاطي المخدر إلى حدوث تغييرات في الإدراك، مما يسبب هلوسات بصرية وسمعية، وشعورًا مفرطًا بالنشوة والسعادة غير الواقعية.
ويعتبر هذا المخدر من أخطر المواد المخدرة لأنه يعمل بشكل مفرط على تحفيز الهرمونات في الدماغ، ما يؤدي إلى تلف خلايا المخ، ويشكل تهديدًا كبيرًا للجهاز العصبي المركزي.
تاريخ ظهور مخدر الماجيك مشروم
عُرف المخدر منذ أكثر من 2000 سنة لدى قبائل الآزتك في أمريكا الشمالية والوسطى، حيث كان يُطلق عليه اسم "teonanácatl" بمعنى "آلهة المشروم"، وفي الولايات المتحدة، تم تجريم حيازة هذا الفطر منذ عام 1970 نظرًا لاحتوائه على مادة السيلوسيبين المسببة للهلوسة والعديد من الآثار الضارة الأخرى على الصحة العقلية.
كيف يُستخدم الماجيك مشروم؟
يتم زراعة الماجيك مشروم عادة في بيئات رطبة، وخصوصًا في الأماكن الرطبة مثل المروج وجنبات الطرق، على ارتفاعات تتراوح بين 300 إلى 550 مترًا، ويبدأ موسم حصاده من شهر مايو وحتى أكتوبر، وتتم عملية تجفيف الفطر بعد حصاده ليتم خلطه مع مواد أخرى مثل الشيكولاتة لتمويهه وجعل من الصعب التعرف عليه، ويُروج من خلال هذه الطرق بهدف خداع المستهلكين.
يتعاطى البعض الماجيك مشروم بعدة طرق، بما في ذلك تناوله مباشرة عن طريق الفم أو تدخينه في السجائر، وغالبًا ما يتم دمجه مع المواد الغذائية مثل الشوكولاتة لتسهيل استهلاكه، حيث يتم تناول المخدر في صورة مُعدّة بحيث يصعب على البعض إدراك أنه يحتوي على مادة سامة، ومع تصاعد ترويج المخدر بين الشباب والمراهقين، زادت المخاطر المرتبطة به.
ضبط كميات ضخمة من الماجيك مشروم في مصر
وكان قد ضبطت وزارة الداخلية في عملية أمنية مكثفة كميات كبيرة من المواد المخدرة في مدينة الشروق بالقاهرة، وكانت هذه العملية جزءًا من حملة أمنية ضد تجار المخدرات المستحدثة، حيث تم ضبط أحد العناصر الإجرامية شديدة الخطورة الذي كان قد حول منزلًا خاصًا له إلى مزرعة لزراعة فطر "الماجيك مشروم" باستخدام بذور تم جلبها من الخارج.
وكانت الكميات المضبوطة تتضمن 50 كيلو جرامًا من التربة التي تحتوي على فطر الماجيك مشروم، والتي تم جمعها لتجفيفها وخلطها مع الشيكولاتة لبيعها في الأسواق، ووزن المخدر داخل هذه التربة بلغ حوالي 10 كيلو جرامات، كما تم ضبط 2 كيلو جرام إضافية من فطر الماجيك مشروم المجفف، بجانب 5 كيلو جرامات من مخدر الهيدرو، وكمية من الكوكايين، ولتر من مخدر الكيتامين، ولتر من مخدر GHP الذي يُعرف بمخدر "اغتصاب الفتيات"، بالإضافة إلى ذلك، تم ضبط عدد من قطع الشيكولاتة المخلوطة بمخدر الماجيك مشروم، وأدوات زراعية وكيميائية كانت تستخدم في تصنيع المخدرات، وتقدر قيمة المضبوطات بحوالي 5 ملايين جنيه.
خطورة مخدر الماجيك مشروم على الصحة
يعد مخدر "الماجيك مشروم" من أخطر المواد المخدرة على الإطلاق، نظرًا لتأثيره المباشر على الدماغ والجهاز العصبي المركزي، وتحتوي المادة الفعالة في المخدر على مركب السيلوسيبين، الذي يتسبب في تفاعل قوي مع هرمون الدوبامين في الدماغ، ما يؤدي إلى حدوث تأثيرات مخدرة غير تقليدية مثل الهلوسات السمعية والبصرية، والشعور بفرط النشوة.
وتعمل هذه المادة على تحفيز خلايا المخ بشكل مفرط، ما يسبب تأثيرات قد تشمل فقدان القدرة على التمييز بين الواقع والخيال، بالإضافة إلى ذلك، قد يعاني المتعاطي من حالات نفسية شديدة مثل القلق والاكتئاب بعد زوال تأثير المخدر، والجرعات العالية من الماجيك مشروم قد تؤدي إلى تسمم عصبي حاد، ما يرفع ضغط الدم بشكل كبير وقد يتسبب في الوفاة.
تشير الدراسات العلمية إلى أن الجرعات العالية من السيلوسيبين قد تؤدي إلى تلف خلايا المخ بشكل سريع، وارتفاع في ضغط الدم، وتسمم سريع في الجهاز العصبي، ولذلك فإن هذا المخدر لا يعد مجرد تهديد للصحة النفسية، بل يشكل خطرًا حقيقيًا على حياة المتعاطين.