محللون لبنانيون: تنفيذ الهدنة مرهون بالتزام الاحتلال بجميع الشروط
وصلت مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله فى لبنان إلى نتائج مبشرة؛ فقد اقترب الطرفان من التوصل إلى اتفاق، يتضمن التزامهما بقرارىّ مجلس الأمن ١٥٥٩ و١٧٠١، إضافة إلى ضمانات أمريكية لإسرائيل بشأن حرية التحرك العسكرى فى حال حدوث تهديدات من لبنان.
وينص الاتفاق، الذى قد يبدأ تنفيذه قريبًا، على وقف متبادل للأعمال العدائية، مع تعهد حزب الله والفصائل المسلحة بعدم استهداف إسرائيل، مقابل التزام إسرائيل بعدم شن عمليات داخل لبنان.
كما سيجرى نشر الجيش اللبنانى على الحدود لضبط المعابر، ومراقبة تنفيذ القرار الأممى بواسطة لجنة دولية برئاسة الولايات المتحدة، بمشاركة فرنسا ولبنان وإسرائيل.
يستمر الاتفاق لمدة ٦٠ يومًا كمرحلة أولى، تُتاح خلالها مفاوضات غير مباشرة لترسيم الحدود البرية. ومع ذلك، ما زالت بعض النقاط موضع خلاف، أبرزها السماح لإسرائيل بالرد العسكرى على أى تهديد، وهو ما يواجه رفضًا لبنانيًا نظرًا لانحياز الولايات المتحدة إلى إسرائيل.
هذه التطورات تأتى بعد اجتماع مرتقب للمجلس الوزارى الإسرائيلى المصغر «الكابينت» لإقرار الاتفاق، وسط تفاؤل بتحقيق تقدم فى هذا الملف الشائك، الذى يُتوقع أن يعيد الهدوء إلى الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وإن كان بشكل مؤقت.
وقال الكاتب والمحلل السياسى محمد الرز إن الحروب تنتهى عندما يتعثر المشروع الاستراتيجى الذى أشعلها، موضحًا أن الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان بدأت بهدفين رئيسيين: إعادة المستوطنين النازحين من شمال فلسطين المحتلة إلى منازلهم، والقضاء على حزب الله أو على الأقل تدمير جناحه العسكرى.
وأضاف «الرز»، لـ«الدستور»، أن إسرائيل اكتفت بإنجازات تكتيكية كالتدمير وتهجير أكثر من ١.٢ مليون مواطن، لكنها لم تحقق رؤيتها الاستراتيجية، ما دفع نتنياهو للقبول بالهدنة وفق صيغة قدمها المبعوث الأمريكى آموس هوكشتاين.
كما أكد أن الاتفاق يتيح مرحلة مؤقتة من الهدوء مدتها ٦٠ يومًا، لتنفيذ قرار مجلس الأمن ١٧٠١، وسط ضمانات أمريكية لإسرائيل بمواجهة أى تهديد مستقبلى.
من جهته، رأى شارل جبور، المسئول الإعلامى عن حزب القوات اللبنانية، أن الحديث عن هدنة فى هذه المرحلة يظل مجرد كلام حتى يصبح واقعًا على الأرض.
وقال «جبور»: «الكلام عن وقف إطلاق النار بدأ منذ اللحظة الأولى للحرب، لكن حتى الآن لم يتحقق أى شىء ملموس. نفس السيناريو حدث فى غزة، حيث بقى الحديث عن وقف إطلاق النار مستمرًا لأكثر من عام دون تنفيذ فعلى».
وأضاف: «ما نحتاج إلى مراقبته هو تطبيق الشروط الدولية، والتى تبدو واضحة. جنوب الليطانى يجب أن يكون منزوع السلاح بالكامل، والحدود بين لبنان وإسرائيل يجب أن تعود وفق اتفاقية الهدنة. لكن السؤال يبقى: هل سيتم الالتزام بهذه الشروط فعليًا أم سيظل الأمر مجرد كلام؟».
وأكد أن النزاع المسلح الذى تقوده إيران عبر حزب الله يمثل العقبة الأكبر أمام تحقيق هدنة حقيقية، مشيرًا إلى ضرورة الانتظار لرؤية كيف ستسير الأمور على الأرض وما إذا كان الاتفاق سيُترجم إلى خطوات ملموسة.