مصر فى غزة!
على مدى خمسة عشر شهرًا من العدوان على قطاع غزة لم تتوقف خلالها آلة الحرب عن إحداث الدمار وسفك الدماء، ولم تتوقف معها حملات التشويه ضد مصر والكيل باتهامات مغرضة وجهتها جماعات الشر من أعداء الدولة المصرية، تارة باتهام مصر بالمشاركة فى الحصار، وتارة أخرى بالترويج لشائعات لا أساس لها من الصحة. وفى الوقت الذى انهالت فيه اتهامات دولية ومحلية على مصر، تراوحت بين تهريب الأسلحة إلى غزة أو إغلاق المعابر، لم تنسَ الدولة المصرية وشعبها دورهم ومكانتهم، مقدمين نموذجًا للدعم الإنسانى والتضامن مع أشقائهم الفلسطينيين، فمنذ بدء العدوان لم تتوقف قوافل المساعدات عن التدفق عبر معبر رفح، بدعم من الشعب المصرى ومؤسساته الأهلية والحكومية.
واليوم، وبعد ساعات من دخول الاتفاق حيز التنفيذ، دخلت أكثر من 200 شاحنة فى الساعات الأولى من سريان اتفاق وقف العدوان، محملة بالإمدادات الغذائية والطبية، بالإضافة إلى الوقود، وسوف تستكمل إلى 600 شاحنة بنهاية اليوم، بفضل جهود وزارة التضامن الاجتماعى، بقيادة الوزيرة مايا مرسى، التى أكدت أن الأولوية هى تلبية احتياجات أهالى غزة بالتنسيق مع وزارة الصحة والهلال الأحمر المصرى. كما جهّزت «الهلال الأحمر المصرى» فرقًا ميدانية لتقديم الدعم النفسى والطبى، بمشاركة أكثر من 1500 متطوع.
على صعيد متصل، تطوع مئات الصحفيين لتغطية الأحداث من داخل غزة، رغم المخاطر، مؤكدين التزام مصر بنقل الحقيقة ومساندة الأشقاء. كما وقف أهالى سيناء فى طليعة الصفوف، حيث جمعوا وأعدوا المساعدات، مؤكدين أن سيناء ليست فقط بوابة مصر الشرقية، بل رمز التضامن الإنسانى.
مع دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ بجهود الوساطة المصرية- القطرية، وبصمود الشعب الفلسطينى البطل، تواصل مصر دورها الفاعل، سياسيًا وإنسانيًا، لتظل سندًا دائمًا لأهل غزة، حاملة رسالة السلام والدعم فى مواجهة محنة لم يعرف العالم لها مثيلًا.. نصر الله فلسطين وحمى الله مصر.