أحمد نوار: أسست كلية الفنون بالمنيا وعمرى 34 عامًا
ألقى الدكتور أحمد نوار رئيس مؤتمر أدباء مصر في دورته الـ ٣٦ والذي تستضيفه محافظة المنيا وتستضيف جامعة المنيا حفل افتتاحه، ويأتي تحت عنوان “أدب الانتصار والأمن الثقاقي.. 50عاما من العبور”.
وقال أحمد نوار: "أحب أن أعبر عن إعجابي بالأفلام والتقديم للحفل في البداية. من عروض شعبية أو أفلام عن المنيا، أقول إنها تقديم محترم ومتحضر وعلى مستوى يليق بهذا المؤتمر".
وأضاف: "أحيي ياسر خليل على تقريره النهائي لفترة الأمانة لأنه شامل ومفيد على المستوى الوطني والأدبي ويحمل رسائل مهمة. الشق الآخر، المنيا أخذت مني ٦ سنوات منذ ٨٢ وحتى ٨٨، عندما وجه لي يحيى شاهين، رئيس الجامعة في ذلك الوقت، دعوة لتأسيس كلية الفنون الجميلة بجامعة المنيا. في البداية، قلت له: 'امنحني فرصة للتفكير لأنني سوف اضطر للسفر'. ووافقت لسبب أنني شاب صغير، وفي مقتبل الحياة، وتخرجت من الكلية وعُينت فيها معيدًا، واعتبرت أن هذا تكليف وطني لعمل عام تجاه المجتمع".
وأكمل: "طلبت منه ألا يقول لي أحد في الجامعة كلمة 'لا'. الكل يطيعني، وليس غرورًا مني، ولكن تم اختيار أستاذين ولم يتم تأسيس هذه الكلية واختياري وأنا شاب لديه ٣٤ عامًا، فهو شيء مختلف. فابتسم يحيى شاهين ووافق".
وتابع: "وبعد ٨ شهور، دخلت كلية الفنون الجميلة معهد التنسيق واستقبلنا أول دفعة في فنون جميلة وخرجت أول دفعة عام ١٩٨٨".
واستكمل: "أنا أعتبر أن فترة رئاستي لقصور الثقافة، بموافقة مبارك وفاروق حسني (أبلغته بهذا)، فقال لي: 'نمد معاشك ٣ سنوات ويظل في الهيئة بعد حريق قصر ثقافة بني سويف'. أحببت أن أشير بهذه المقدمة إلى أن المنيا جزء من حياتي".
واستطرد: "أريد أن أتحدث من وجهة نظر كمقاتل. فأنا أرى أن موضوع المؤتمر، لأول مرة منذ ٥٠ عامًا، يطرح بشكل موضوعي ويحمل قوامًا على المستوى القومي هام جدًا من خلال أكثر من 400 أديب يمثلون مصر. وفي نفس الوقت، شيء محزن أن يمر نصف قرن والحرب الكبرى لم تحظ بهذا الاهتمام ولم تحظ باستلهام روح أكتوبر. أنا أرى أن أكتوبر تتويج للحروب الكبرى وهي حرب الاستنزاف. وما حدث في العبور لم يكن من فراغ. ثلاث سنوات ونصف حتى وقف إطلاق النار، وما بينهما تدريب شاق، حاربنا كل يوم على مدى ٣ سنوات، بخلاف التدريب، وكانت عملية ليست سهلة وكانت في منتهى الجدية والتحدي. كلنا كنا نريد العبور اليوم قبل الغد، وكلنا نطلب الموت في سبيل الوطن، وكان هذا أمرًا ملحًا. والحقيقة لم نستثمر ما حدث في حرب الاستنزاف، وطالبنا التصوير حتى نستثمرها، فتم رفض الطلب. وبعد الحرب، تقدمت بمشروع لإنتاج أفلام روائية، ولم يظل في مكتب الرئيس أسبوعًا، وصولًا إلى وزارة الدفاع والإعلام، واهتمت وزارة الدفاع في عهد المشير طنطاوي، وأخبرني باستعداد وزارة الدفاع لهذا الأمر وتم تشكيل لجنة واجتمعوا معي فشرحت لهم مجموعة أفلام ترقى لما تم في ٦ أكتوبر، ولم يتم شيء".
وتابع: "لدينا دراما ضعيفة وسينما أضعف، والعدو الإسرائيلي أنتج ٤ أفلام يقول من خلالها إنه انتصر في الحرب، ونحن لم ننتج إلا أفلامًا ضعيفة. والكلام عن أكتوبر والمقاتلين والعمليات الفذة يتطلب أسابيع وشهورًا للحديث عنها، ولكن سأتطرق للمقاتل المصري وهو من أعظم رجال الكون، وواجه العدو بأعتى الأسلحة، ولكنه انتصر بالإرادة والعزيمة والتحدي والعقيدة. العدو الصهيوني مرتزقة واستعماري وهذا هو الفرق".
وواصل: "حين ترون مشهد الساتر الرملي، هناك جندي يحمل مدفعًا مضادًا للدبابات، وهذا المدفع يحمله ٨ رجال، ولكنه حمله رجل واحد فقط. هذا هو الإنسان المصري، وأنا كلفت بعمل تصميم للعرض المتحفي لمتحف الكليات الجوية منذ التأسيس حتى حرب أكتوبر".
واختتم: “الجندي المصري كان ذاهبًا وهو يضع في قناعته أنه سينتصر، وكان هناك جندي طيار أكمل طريقه بطائرته واكتشف سرية إسرائيلية في دوشمة، فأكمل بطائرته باتجاه الدوشمة بشكل انتحاري وانفجر فيها فدمرها تمامًا”.