يوسف القعيد: الهاربون فى الخارج يحاولون الانتقام من الدولة المصرية عبر إطلاق الأكاذيب
قال الأديب الكبير يوسف القعيد، إن مصر تشهد حربًا من نوع مختلف وهى حرب الشائعات، معتبرًا أنها سلاح خطير يستهدف تأليب الشعب على الدولة رغم ما تشهده البلاد من إنجازات ضخمة فى كل المجالات.
وأضاف «القعيد»، فى حواره مع «الدستور»، أن الشائعات الأخيرة المشككة فى الدور المصرى فى القضية الفلسطينية، كلام هزلى لا يعقل، لأن الدولة أكبر داعم للقضية، والرئيس عبدالفتاح السيسى دائمًا يبدأ خطبه وينهيها بالحديث عن فلسطين، ويدعو العالم للقيام بدوره فى هذا الشأن.
■ لماذا ازدادت حدة الشائعات ضد الدولة المصرية فى الفترة الأخيرة؟
- الشائعات سلاح خطير للغاية، ونلاحظ أن الشائعات زادت مؤخرًا لأن الجماعة الإرهابية تعمل ليلًا ونهارًا ليس ضد الرئيس ولا ضد الحكومة فحسب، وإنما ضد الدولة المصرية، فالنهضة التى تشهدها البلاد أهم نهضة فى القرن الحالى، بعد جمال عبدالناصر فى القرن العشرين، ومحمد على فى القرن التاسع عشر، فهذه النهضة تؤلم كثيرًا الجماعة الإرهابية، وتريد أن تقضى عليها، لذلك استخدمت الشائعات، وخطورتها أن المتعلمين يمكنهم التوصل للمعلومات الصحيحة، بينما الأميون قد تنطلى عليهم الشائعات بسهولة.
■ كيف يمكن مواجهة هذه الشائعات؟
- بالوعى والإدراك والفهم لمواجهة الشائعات المغرضة، وأرى أن الجماعة الإرهابية تستخدم «السوشيال ميديا» كأداة لنشر الشائعات والتخريب لذلك ينبغى مواجهتها بنفس الأداة وهى «السوشيال ميديا»، وأناشد المسئولين عن جهاز محو الأمية أن يعملوا بكل قوة للقضاء على الأمية، فالمتعلمون يمكنهم أن يدركوا ويستوعبوا حجم الأخطار المحيطة بالدولة وما يثار ضدها من مخططات وعدم الانسياق وراء الشائعات، لذلك فبناء الإنسان وتعليمه من أهم الأولويات التى ينبغى الاهتمام بها، كما سبق ووجه الرئيس بالاهتمام بالتعليم، فالرئيس السيسى حقق إنجازات ملموسة تفوقت على كل العصور السابقة فى التعليم الأساسى والفنى والجامعى وما بعده، فهناك جامعات بكل المحافظات وتعمل بشكل جيد، وأرى أن أهم ما يمكن فعله لمواجهة الشائعات هو محو الأمية وتثقيف وتوعية المتعلمين وغيرهم بأهمية المرحلة الراهنة من عمر البلاد ليدعموا التجربة السياسية التى تتم لبناء مصر الحديثة.
■ ماذا عن تقييمك لدور وزارة الثقافة؟
- شهدت البلاد بعد إزاحة حكم الإخوان نهضة ثقافية لا بأس بها تدافع عن الوطن بشكل كبير ولدينا وزير ثقافة يدرك خطورة هذه المرحلة من عمر الوطن، وعلينا أن نستكمل هذه النهضة بعودة صناعة السينما لسابق عهدها.
وأرى أن الوزارة تؤدى دورًا جيدًا. فالوزير أحمد فؤاد هنو وزير دءوب ونشيط، فقد كان مهرجان القاهرة السينمائى حدثًا مبهرًا ويعيد للقاهرة أمجادها فى هذا المجال، وأتمنى أن تستعيد مصر دورها الريادى فى صناعة السينما التى كانت أحد أعمدة النهضة فى ستينيات القرن الماضى، فقد كانت أهم سلعة تصدرها مصر فى النصف الأول من القرن العشرين بعد القطن، وهناك تفكير لعقد مؤتمر كبير للنهوض بصناعة السينما فى مصر، يشارك فيه كل عناصر الصناعة من الكُتّاب والممثلين والمخرجين والفنيين ليبحثوا عن سبل عودة الريادة المصرية، وهى أمر مهم للغاية.
■ سبق وقلت إنك لم تعترف بجماعة الإخوان حاكمة لمصر.. لماذا؟
- صحيح، فهى ليس لديها مبدأ ولا رسالة. هى اغتصبت سنة من حكم مصر، ولولا بطولة الرئيس السيسى ما كنا استرددنا البلاد منها، ويجب أن نحافظ على الوطن بكل ما أوتينا من قوة، فجماعة الإخوان ضد التفكير وضد الإبداع، وضد الثقافة، وخلال سنة حكمها رأينا ما شهدته البلاد من حوادث مؤلمة لا بد من تذكرها دومًا لندرك حجم النعيم الذى نحيا فيه ونحافظ عليه ونفتديه بأرواحنا.
■ بعد أكثر من ١٠ سنوات على إزاحة الإخوان.. كيف ترى وجودهم حاليًا؟
- أرى أن دورهم ووجودهم تقلص بشكل كبير للغاية، فلم يبق لهم سوى نشر الشائعات الكاذبة ضد البلاد مستغلين ضعف الوعى والإدراك عند البسطاء، كما أن الشائعات هى سلاح الضعفاء غير القادرين على المواجهة المباشرة، كما أن أعضاء الجماعة الإرهابية فى الخارج يحاولون الانتقام، لذلك أطالب وزير الخارجية السفير بدر عبدالعاطى، والدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات بمواجهة أى شائعة بشكل سريع وحاسم والرد عليها فى حينها.
■ هل يمكن أن تعود جماعة الإخوان مرة أخرى؟
- مستحيل، فالشعب اكتشف زيفها بشكل كامل، وأصبح معاديًا لها، وعلينا أن نساعده فى اكتشافها، وهذا ما سيجهض أى محاولة لإثارة الشائعات ضد البلاد.
■ ما رؤيتك للدور المصرى فى دعم القضية الفلسطينية؟
- ليست فلسطين وحدها ولكن مصر تقدم الدعم للسودان والصومال وغيرهما، فهناك يوميًا طوابير من سيارات المساعدات المقدمة لأهلنا فى غزة وتتزايد بشكل غير عادى، وهو ما يجعلنى أفخر بكونى مصريًا، وهو قدر مصر ودورها الحقيقى الداعم للفلسطينيين ولكل قضايا الأمة العربية، فالصحف الإسرائيلية تتحدث عن غضب مصرى شعبى وكُره كبير للعدو الإسرائيلى، وهى حقيقة نعيشها فى مصر رغم معاهدة السلام، فهم أعداء الأمس والماضى القريب والبعيد والمستقبل.
■ كيف ترى الشائعات التى تشكك فى الدور المصرى تجاه القضية الفلسطينية؟
- الشائعات الأخيرة التى تشكك فى الدور المصرى فى القضية الفلسطينية كلام هزلى لا يعقل ولا يُستمع إليه، فالقضية الفلسطينية هى قضيتنا الأولى وكل الشعب المصرى داعم للفلسطينيين قلبًا وقالبًا، فنلاحظ أن الرئيس السيسى يبدأ خطبه وينهيها بالحديث عن فلسطين ويدعو العالم للقيام بدوره، ويدعو لإقرار القانون الدولى والسلم فى المنطقة دفاعًا عن الشعب الفلسطينى الباسل الذى يعانى من ظروف شديدة الصعوبة، كما أن العدوان الإسرائيلى عليه لم يحدث من قبل بهذه الفظاعة، وأنا مندهش من صمت أوروبا وأمريكا تجاه ما تشهده غزة من مجازر يومية.