انتحار الجنود الإسرائيليين وخلل داخل الجيش.. وخبراء: "الخلاص من نتنياهو هو الحل"
كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، عن انتحار 6 من الجنود الإسرائيليين على الأقل من الذين قاتلوا لفترة طويلة في قطاع غزة ولبنان خلال الأشهر الأخيرة.
يأتي هذا بالتزامن مع الخلافات داخل حكومة الاحتلال الإسرائيلي، وقرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو ويوآف جالانت، والضغط الشعبي على نتنياهو لوقف الحرب، فكيف يواجه نتنياهو تلك الأزمات وما تداعياتها على الأوضاع في غزة ولبنان؟
وفي هذا السياق، قال الدكتور عماد عمر الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إن هناك أزمات كثيرة تعيشها إسرائيل على المستوى الداخلي إلى جانب أزمات كبيرة منها ما هو نفسي ومنها أمراض اجتماعية أصابت جنود وضباط بجيش الاحتلال الإسرائيلي مما شاهدوه في غزة خلال الحرب التي ربما هي المرة الأولى التي يعيشها جيش الاحتلال الاسرائيلي بالنسبة لطول مدة الحرب، الأمر الذي أدى إلى ظهور حالات الانتحار والتهرب من الخدمة ورفض الأوامر العسكرية.
وأضاف عمر في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن تحذيرات صدرت أكثر من مرة من ضباط كبار في جيش الاحتلال للمستوى السياسي بأن هناك ظروفًا صعبة يعيشها الجنود ربما تنعكس بالسلب على قوة جيش الاحتلال، إلا أن المستوى السياسي لم يتعاط من تلك التحذيرات وها هو اليوم يجني النتيجة.
وأوضح عمر أن كل هذه الأزمات تتراكم في وجه بنيامين نتنياهو في ظل الملاحقات الجنائية الدولية من جهة والملاحقات القضائية في إسرائيل إلى جانب حجم الخسائر التي تلحق بجيش الاحتلال الإسرائيلي جنوب لبنان إلى جانب ضغوط أهالي المحتجزين المخطوفين لدى حماس.
نتنياهو يبحث عن مصلحته الشخصية فقط وليس مصلحة إسرائيل
من جانبه، قال الدكتور جهاد أبولحية أستاذ القانون والنظم السياسية، لأول مرة منذ فترة طويلة يخوض جيش الاحتلال الإسرائيلي حربًا طويلة، هذه الحرب لم تكن في جبهة واحدة بل أصبحت متعددة الجبهات بسبب أن هناك رئيس وزراء يبحث عن مصلحته الشخصية فقط وليس لمصلحة إسرائيل، حيث يتعمد نتنياهو إجهاض أي محاولات لوقف إطلاق النار ويختلق الذرائع من أجل إطالة أمد هذه الحرب.
وأضاف أبولحية في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أنه من المؤكد أن الثمن الذي يدفعه جيش الاحتلال الإسرائيلي في غزة أو لبنان هو ثمن كبير، ولم يكن في مخيلة الجنود الإسرائيليين أن تكلفة هذه الحرب الطويلة سوف تكون كبيرة، إضافة إلى أن ظروف القتال في غزة أو لبنان ليست بالرحلة الترفيهية وإنما هي ساحة حرب حقيقية وفي كل لحظة يرى جنود الاحتلال الإسرائيلي الموت فيها.
وأكد أبولحية أن هذه الحرب الطويلة استدعت أن يكون الجنود الإسرائيليون في حالة بقاء في صفوفهم العسكرية دون أي فترة راحة، وهذا شكل ضغطًا كبيرًا عليهم وإضافة إلى الخسائر الكبيرة التي يتلقاها الجنود في غزة أو لبنان فإنها تؤثر بشكل سلبي على نفسية الجنود، وتحدث اضطرابات داخلية تدفع بالعديد منهم نحو اتخاذ مسار النهاية السريعة والسهلة من خلال الانتحار بدل الموت في ساحة الميدان.
وشدد على أن نتنياهو هو سبب الأزمات وبقائه يضمن استمرار نشوء هذه الأزمات بل قد تزداد الأمور سوءًا لدى الداخل الإسرائيلي الذي بات صوت الانشقاق الداخلي صوته عاليًا ويسمع بشكل جيد، وبالتالي الخلاص من نتنياهو هو الحل لأغلبية هذه الأزمات التي تتضاعف في وجوده.