رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تداعيات التهديدات الروسية بضرب أهداف غربية.. هل تقترب الحرب من الناتو؟

الناتو
الناتو

تزايدت حدة التوتر بين روسيا والدول الغربية بعد تهديدات صريحة من مجلس الدوما الروسي باستهداف منشآت عسكرية للدول التي تقدم دعمًا عسكريًا لأوكرانيا. 

يأتي هذا التصعيد على خلفية استخدام أوكرانيا أسلحة طويلة المدى مقدمة من الغرب، وتحديدًا الولايات المتحدة الأمريكية، ضد أهداف داخل الأراضي الروسية. ومع استمرار الحرب في أوكرانيا، تتزايد المخاوف من تحول الصراع إلى مواجهة مباشرة بين موسكو وحلف شمال الأطلسي (الناتو).

ماذا تعكس تصريحات موسكو؟

بحسب مراقبين للشأن الدولي، فإن تصريحات الدوما الروسي تعكس استياء موسكو العميق من دعم الغرب المستمر لكييف، لا سيما مع توريد أسلحة بعيدة المدى مثل صواريخ أتاكمز، حيث تعتبر روسيا أن هذا الدعم يتجاوز مجرد المساعدة الدفاعية ويصل إلى مشاركة مباشرة في النزاع، ما يهدد توازن القوى في الميدان ويزيد الضغط على موسكو.

على الجانب الآخر، يبدو أن الغرب يختبر حدود الرد الروسي. استخدام أوكرانيا لهذه الأسلحة يشكل جزءًا من استراتيجية لاستنزاف روسيا عسكريًا واقتصاديًا، إلا أن هذه الاستراتيجية تنطوي على مخاطر التصعيد خارج حدود أوكرانيا.

مخاوف من ردود أفعال موسعة

أبدت الولايات المتحدة وبعض دول الناتو دعمها المستمر لأوكرانيا، مشددة على أهمية تمكين كييف من الدفاع عن سيادتها. ومع ذلك، أعرب بعض المسئولين الغربيين عن قلقهم من احتمال أن تؤدي هذه التهديدات إلى تصعيد غير محسوب.

الاتحاد الأوروبي أكد أن تهديدات روسيا لن تؤثر على استراتيجيته لدعم أوكرانيا، لكنه دعا إلى ضبط النفس والبحث عن حلول دبلوماسية.​

فيما أكدت كييف أنها ستستمر في استهداف الأهداف الروسية، مشيرة إلى أن استخدام الصواريخ الغربية يعزز من قدرتها الدفاعية والهجومية. كما طالبت بمزيد من الدعم العسكري، معتبرة أن الحسم الميداني ضروري لفرض شروطها في أي مفاوضات مستقبلية​.

تداعيات التصعيد بين موسكو وكييف

تهديدات روسيا بضرب أهداف غربية تزيد من تعقيد المشهد السياسي والعسكري. ففي الوقت الذي تواصل فيه أوكرانيا استخدام الأسلحة الغربية لتحقيق مكاسب، تبدو روسيا عازمة على استغلال هذه التهديدات للضغط على المجتمع الدولي.

هذا التصعيد يضع النظام الدولي أمام اختبار غير مسبوق، حيث تتزايد احتمالات توسيع رقعة الحرب لتشمل أراضي دول أخرى، ما قد يؤدي إلى مواجهة مباشرة بين روسيا وحلف الناتو. في ظل هذا المناخ المتوتر، تتعمق المخاوف بشأن تأثير هذه التطورات على الاقتصاد العالمي، خاصة فيما يتعلق بإمدادات الطاقة والغذاء.

من جهة أخرى، قد يؤدي التهديد الروسي إلى تشديد الدعم الغربي لأوكرانيا كوسيلة للردع، لكنه يثير أيضًا تساؤلات حول استدامة هذا الدعم إذا استمر الصراع في التحول إلى مواجهة متعددة الأطراف.