الدستور تحقق من المغرب: هل إصابة أشرف دارى مُزمنة؟
١٠ دقائق فقط هى حصيلة المدافع المغربى «أشرف دارى» مع الأهلى، منذ انتقاله إلى الفريق فى الصيف الماضى، قادمًا من بريست الفرنسى، فى صفقة علقت الجماهير آمالًا كبيرة فى قدرتها على تعويض رحيل محمد عبدالمنعم للاحتراف فى نيس الفرنسى.
وجاءت آمال جمهور الأهلى فى «دارى» على ضوء أن اللاعب دولى مع منتخب بلاده، وسبق أن شارك فى كأس العالم ٢٠٢٢، لكن الجهاز الفنى للأهلى، إلى جانب الإدارة والجماهير، فوجئوا بكم الإصابات التى تعرض لها اللاعب، فى ٣ أشهر فقط.
ولم يعانِ «دارى» إصابات مزمنة، خلال مسيرته مع الوداد المغربى، ما فتح بابًا واسعًا من التساؤلات حول العوامل التى أدت إلى تفاقم إصابته الحالية، وإذا ما كان يعانى إصابة مزمنة أم لا؟!
ومن المقرر أن يعود المدافع المغربى إلى تدريبات الأهلى، فى أوائل ديسمبر المقبل، بعد الانتهاء من برنامجه التأهيلى الذى يؤديه حاليًا للتعافى من الإصابة بالتواء فى الكاحل، التى تعرض لها فى سبتمبر الماضى، قبل أن تتجدد نفس الإصابة مرتين بعد ذلك.
وحسب مصدر فى الأهلى، خضع «دارى» إلى أشعة جديدة، وتم عرضها على استشارى عظام كبير، فطلب الأخير من الدكتور أحمد جاب الله، رئيس الجهاز الطبى، عدم الاستعجال فى عودة اللاعب إلى التدريبات الجماعية، مع ضرورة استمراره فى برنامجه التأهيلى الحالى.
وأضاف المصدر: «أشرف دارى يتم تجهيزه حاليًا للمشاركة مع الأهلى فى بطولة إنتركونتيننتال، ومن المنتظر أن يكون جاهزًا قبل السفر إلى قطر، يوم ١٠ ديسمبر المقبل، خاصة مع وجود استجابة قوية تُمكنه من العودة إلى الملاعب».
وعقد مارسيل كولر، المدير الفنى للأهلى، جلسة مع محمد رمضان، المدير الرياضى، بشأن أشرف دارى وتجدد إصابته. وقال المدرب السويسرى إنه ينتظر تعافى اللاعب من إصابة كاحل القدم. لكن فى حال تكرارها مرة أخرى سيضطر للموافقة على رحيله فى يناير المقبل.
«الدستور» بدورها تواصلت مع أكثر من مصدر مغربى، لمعرفة حقيقة إصابة «دارى»، خاصة مع تباين الآراء حول كونها إصابة مزمنة لتكرارها كثيرًا فى وقت قصير، أو إصابة قوية لم تأخذ فترة الراحة الكافية.
البداية مع هشام الروك، المدير الفنى لمدرسة «رحال»، التى انطلق منها «دارى» إلى الوداد، والذى قال: «الإصابة التى يعانى منها أشرف دارى ليست من النوع المزمن، والدليل على ذلك، أنه قبل خروجه من الدورى المغربى، لم يواجه أى إصابات تذكر، رغم مشاركته المكثفة فى المباريات الوطنية والدولية، مع فترات استشفاء قصيرة للغاية».
وأضاف «الروك»: «يبدو أن المشكلة الأساسية تكمن فى كيفية تعامل النادى مع الإصابة. قد يكون هناك قصور فى التشخيص الأولى، أو فى الخطة العلاجية. يجب أن تتضمن هذه الخطة مراحل واضحة من العلاج وإعادة التأهيل، مع تنسيق محكم بين جميع الأطراف المعنية داخل النادى، لضمان تعافى اللاعب بأفضل طريقة ممكنة».
وواصل: «يشمل التعامل المثالى مع إصابة اللاعب دور الطبيب المختص فى التشخيص الدقيق ومتابعة العلاج، ودوره فى المرافقة الذهنية لدعم اللاعب نفسيًا خلال فترة غيابه. كما يلعب المختص فى الترويض الطبيعى دورًا محوريًا فى استعادة اللياقة البدنية تدريجيًا، بالتنسيق مع المعد البدنى، الذى يضمن تأهيل اللاعب بدنيًا قبل عودته إلى المباريات. وأخيرًا، يتولى المدرب تقييم جاهزية اللاعب، وإعادته إلى التشكيل بشكل تدريجى، لضمان استمرارية الأداء وتجنب الانتكاسات».
أما عبدالواحد رحال، مدير مدرسة «رحال»، فقال: «لا أعتقد أن الإصابة التى يعانى منها أشرف دارى مزمنة. ربما لم يحصل اللاعب على الراحة الكافية والاستعداد اللازم قبل العودة إلى المنافسة، ما أدى إلى تعرضه للإصابة مرة أخرى».
وأضاف «رحال»: «أثق تمامًا أن دارى سيعود بقوة مع الأهلى، خاصة أنه مر بتجربة أصعب من هذه من قبل، حين تعرض إلى كسر، قبل أن يعود أقوى بكثير، ويتمكن من حجز مكانه فى المنتخب المغربى. رأيناه كيف شارك وكان رائعًا فى مونديال قطر ٢٠٢٢».
واتفق معهما حمزة شتوى، الصحفى فى صحيفة «هسبورت» المغربية، الذى قال: «لا أعتقد أن إصابة دارى مزمنة، والدليل على ذلك مشاركته مع بريست الفرنسى فى الموسم الماضى، وعدم تعرضه للإصابة. كما أنه شارك فى كأس العالم منذ عامين بشكل مستمر، وكانت الأمور جيدة».
وأشاد ضرار عبده، الصحفى فى موقع «البطولة» المغربى بقوة أشرف دارى، لكنه أشار إلى رأى مختلف حول إصابات اللاعب، يتمثل فى معاناته من تاريخ طويل وكبير منها، خاصة على مستوى الركبة والكاحل.
وقال «عبده»: «دارى من أفضل المدافعين فى تاريخ الوداد ومنتخب المغرب. لكن للأسف لديه تاريخ طويل وكبير من الإصابات على مستوى الركبة والكاحل، وهى التى تعرض لها بالفعل مع الأهلى، فى الأشهر الماضية».
وأضاف الصحفى المغربى: «دارى تعرض لإصابة خطيرة للغاية قبل الانتقال إلى الدورى الفرنسى، ومن حينها انطلق مسلسل الإصابات للمدافع، ومن بينها تمزق فى الرباط الصليبى، وقطع فى غضروف الركبة».
وواصل: «أشرف دارى تعرض لإصابة فى أوتار الركبة أيضًا. وتكررت هذه الإصابة مع بريست الفرنسى، عندما انتقل له»، معتقدًا أن الأهلى سيتعاقد مع مدافع جديد، فى يناير المقبل، لتعويض النقص فى الخط الخلفى.