رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العقيدة النووية تتغير.. هل تنطلق شرارة الحرب العالمية من روسيا؟

القنابل النووية -
القنابل النووية - صورة تعبيرية

مع وصول الحرب بين روسيا وأوكرانيا إلى يومها الألف، أطلقت كييف صواريخ  ATACMS، مستهدفة الأراضي الروسية، بعد أن رفع الرئيس الأمريكي جو بايدن القيود المفروضة على استخدام السلاح القوي لدعم رد فعل الدولة التي مزقتها الحرب.

ردًا على ذلك، خفض الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، عتبة نشر الأسلحة النووية، مشيرًا إلى الاستعداد للرد على الهجمات التقليدية من أوكرانيا وحلفائها.

ووصف الكرملين هذه الخطوة بأنها رادع، محذرًا الغرب من أن دعمه أوكرانيا يخاطر بعواقب وخيمة، ولكن الخطاب العدواني المتزايد أدى إلى تصاعد المخاوف الدولية من "ضربة نووية وشيكة".

وسط مخاوف من التصعيد، أغلقت السفارة الأمريكية في كييف مؤقتًا، مستشهدة بـ"معلومات محددة" حول هجوم جوي كبير. وحثت وزارة الخارجية المواطنين الأمريكيين في أوكرانيا على الاستعداد للاحتماء في مكانهم إذا تم الإعلان عن تنبيه جوي، حسب رويترز.

مع تعمق الصراع وتزايد التهديدات النووية، يتصارع زعماء العالم حول كيفية منع الحرب من الوصول إلى مرحلة أكثر فتكًا.

الولايات المتحدة "قلقة للغاية"

قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها لا ترى حاجة لتعديل موقفها النووي في أعقاب إعلان روسيا لكنها انتقدت خطاب موسكو النووي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، ماثيو ميلر: "نحث روسيا على وقف هذا السلوك غير المسئول". وأضاف أن واشنطن لا تزال "قلقة للغاية" بشأن الحرب الهجينة الروسية، وكانت على اتصال وثيق بحلفائها الأوروبيين.

روسيا تدافع عن العقيدة النووية

سعى وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، إلى تهدئة المخاوف، مؤكدًا أن موسكو لا تزال ملتزمة بتجنب الحرب النووية.

وقال "لافروف"، خلال قمة مجموعة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل: "ندعم بقوة بذل كل ما في وسعنا لمنع الصراع النووي"، مضيفًا أن روسيا تواصل الدعوة إلى عالم خالٍ من الأسلحة النووية.

وأكد الكرملين أن الأسلحة النووية ليست سوى وسيلة للردع، مع توضيح حتمية الانتقام إذا تعرضت روسيا للهجوم.

ماكرون يطالب الصين بالتدخل.. والأخيرة تدعو إلى التهدئة

دعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الصين إلى لعب دور الوسيط في تهدئة التوترات. وفي اجتماعه مع الرئيس الصيني شي جين بينج في قمة مجموعة العشرين، حث ماكرون بكين على الضغط على بوتين لممارسة ضبط النفس وإنهاء الحرب.

وقال ماكرون: "تلعب الصين دورًا رئيسيًا في ضمان عدم تفاقم هذا الصراع". كما ندد بقرار كوريا الشمالية بإرسال قوات إلى أوكرانيا، بحجة أنه يزيد من المخاطر على الأمن العالمي.

من جهتها، دعت الصين إلى "الهدوء" و"ضبط النفس". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيانج "في ظل الظروف الحالية، يجب على جميع الأطراف أن تظل هادئة، وتمارس ضبط النفس وتعمل معًا من أجل الحوار والتشاور للحد من التوترات".

وأكد المتحدث بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس عن وكالة أنباء بي تي إيه: "إن موقف الصين، الذي يدعو باستمرار إلى خفض التصعيد والحل السياسي للأزمة الأوكرانية، لا يزال دون تغيير".

أوروبا والمملكة المتحدة تنتقدان روسيا

أدان القادة الأوروبيون تصرفات روسيا، حيث اتهم وزراء من الدول الكبرى في الاتحاد الأوروبي موسكو بـ"الهجوم المنهجي على البنية الأمنية الأوروبية" خلال اجتماع في بروكسل.

وأكد رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، دعم المملكة المتحدة الثابت لأوكرانيا، ورفض خطاب بوتين باعتباره "غير مسئول"، وقال في قمة مجموعة العشرين: "لن تثنينا هذه التهديدات"، وحث بوتين على إنهاء الحرب.

وقال رئيس السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل: "إنها ليست المرة الأولى التي يهددون فيها بالتصعيد النووي، وهو أمر غير مسئول تمامًا. لقد تبنت روسيا مبدأ مفاده أنه لا يمكن الفوز في حرب نووية، وبالتالي لا ينبغي خوضها أبدًا".

أردوغان يدعم روسيا

ومع ذلك، تبنى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نبرة أكثر حذرًا، مشيرًا إلى أن تصرفات روسيا كانت دفاعية.

وقال أردوغان: "روسيا لديها وتحتاج إلى امتلاك القوة والتدابير اللازمة لحماية نفسها. وبالمثل، بصفتنا دولة عضوًا في حلف شمال الأطلسي، يتعين علينا حماية أنفسنا واتخاذ خطوات لحماية أنفسنا... يجب مراجعة هذه الخطوة من قبل مسؤولي حلف شمال الأطلسي".

وأكد أردوغان أن تركيا ستواصل الدعوة إلى السلام على الرغم من الهجوم الصاروخي الأوكراني على روسيا، والذي قال إنه "ليس إيجابيًا".

تهديد نووي أم موقف سياسي؟

وقلل وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، من أهمية قرار بوتين بتغيير العقيدة النووية الروسية، ووصفه بأنه مجرد "كلام"، متابعًا: "نحن لسنا خائفين".

تفاصيل عقيدة روسيا النووية المنقحة

وقع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، أمس الثلاثاء، على عقيدة نووية وطنية منقحة توسع الشروط التي يجوز لموسكو بموجبها استخدام أسلحتها النووية، مما يجعل من الأسهل تبرير الانتقام ضد عضو في الناتو لمساعدته أوكرانيا.

وتنص العقيدة المحدثة الآن على أن روسيا ستعتبر أي هجوم من دولة غير نووية مدعومة بقوة نووية هجومًا مشتركًا. كما أشارت إلى أن البلاد يمكن أن ترد بالقوة النووية على هجوم بالأسلحة التقليدية يهدد سيادتها.

"تعني العقيدة النووية الجديدة لروسيا أن الصواريخ التي يطلقها الناتو ضد بلدنا يمكن اعتبارها هجومًا من الكتلة على روسيا. يمكن لروسيا الرد بأسلحة الدمار الشامل ضد كييف والمرافق الرئيسية لحلف شمال الأطلسي، أينما كانت موجودة".

وكتب دميتري ميدفيديف، الرئيس الروسي السابق ونائب رئيس مجلس الأمن الروسي، في منشور على X: "هذا يعني الحرب العالمية الثالثة".