الناقدة رضا عبد النبي: مجموعة "مخالب ناعمة "تكشف عن تمردها كاتبها قبل أبطالها

قالت الشاعرة والناقدة رضا عبد النبي إن مجموعة "مخالب ناعمة " للقاصة نهي صبحي بداية من الغِلاف وهو العتبة الأولى للدخول لها، كما ذكر جينيت في كتابه العتبات النصيية، تكشف عن تمرد صاحبها، جاء ذلك في إطار فعاليات الندوة التي نظمها مختبر السرديات مكتبة الإسكندرية، لمناقشة المجموعة القصصية.

 

وتابعت رضا عبد النبي: الغلاف باللون الأخضرالفاتح وهو من الألوان الباردة، ودلالة اللون الأخضرهي الحياة والأمل والتجدد حيث أن النباتات تصبح خضراء عندما تبدأ في النضج.

أما عن عنوان المجموعة فقد جاء باللون الأحمر الدموي، حتى شكل كتابته كأنه كتب بدماء، واللون الأحمر من الألوان الدافئة الحارة يدل على مدى ثورة معناه.

واستطردت “عبد النبي”: الوجهة الأمامي عليه صور لشباب وبنات من مرحلة المراهقة بملامح متقاربة في الشكل ولون الشعر ولون العيون في خلفهم أجنحة باللون الوردي المختلط باللون السيمون وهذا يحمل في معناه أنا هذا الجيل هو جيل التكنولوجيا والتطور لما تدل عليه أشكال ملابسهم وألوان شعرهم ووجوه البنات المليئة بالمكياج الصارخ.

أما الوجه الخلفي للغلاف عليه مقتطف من قصة من المجموعة ونبذة عن الكاتبة، وأيضا باللون الأحمر الدموي.

وأشارت “عبد النبي” إلى أن عنوان المجموعة "مخالب ناعمة "يحمل من الدلالات والمفارقات ما يثير ذهن المتلقي، إذ أنَّ هناك تضاد بين ما تحمله لفظة مخالب وما تحمله صفة ناعمة، وهو ما كسر أفق التوقع وأثار ذهن المتلقي ليتساءل: أي مخالب تلك التي تكون ناعمة؟ وما تحمله لفظة مخالب يدل على القوة والعنف والافتراس حيث أنَّ الحيوانات ذوات المخالب تكون من فصيلة آكلي اللحوم أي المفترسة وتستخدم المخالب في الهجوم والانقضاض على الفرائس وتكون قوية كي تتحمل الصلابة التي تواجهها.

وناعمة صفة تحمل من الرقة ما يجعلها لاتتوافق مع ما تحمله لفظة مخالب من قوة، لكن المفارقة هنا أدت إلى نوع من الإثارة الممتعة.

وواصلت حديثها قائلة: تتضمن المجموعة 26 قصة متفرقة بين القصيرة والقصيرة جدا، وتكشف الكاتبةعن تمردها أيضا وليس تمرد أبطال قصصها فقط، وعن معتقدها الديني والدنيوي أيضا، وبلا أدنى شك استطاعت الكاتبة نهى صبحي أن تلتقط صورًا كثيرة لمرحلة عمرية مهمة للغاية نادرًا ما يتوجه الكاتب إليها بسبب أنها شائكة وأحيانًا غير مقبولة، بسبب الصدامات الكثيرة مع الواقع الذي نعيشه، لكنها استطاعت أن تقبض على جمر بعض الأزمات والمشاكل النفسية التي تواجه الشباب في مرحلة المراهقة حيث أن أبطال قصصها تتراوح أعمارهم بين 11 وحتى 18 عام وتسلط الضوء عليها من خلال توظيف جيد لها.