رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غزة فلسطين المحتلة- الجنوب لبنان.. خطط جهنمية بإرادة دولية

إرادة دولية تقودها آخر المحاولات والألاعيب الإسرائيلية الأمريكية والغربية، تراقبها وتشهد على حربها وإبادتها وتدمرها الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى. 
ما احتوته التمائم يسمم الأجواء، الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس تتحول إلى تصفية القضية الفلسطينية، قتل وإبادة وتهجير. 
.. وأما جبهة الحرب فى لبنان، الجنوب اللبنانى، ووسط بيروت، فقد تحولت إلى رغبة إسرائيلية باحتلال ووصاية  سافرة- ربما - على كل لبنان، ولن تتوقف حروب السفاح نتنياهو، الذى بايعته الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا الاستعمارية ليكون هتلر الألفية الثالثة، ليعم الدمار والخراب العالم. 
هوس نازى، بدأ من غزة فلسطين المحتلة- جنوب لبنان، وإلى حدود سوريا، خطط جهنمية بإرادة دولية.
*الإدارة الأمريكية تنسحب وهى تعمق الدمار.

تحركات ودبلوماسية وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن، هو وفريقه، تأتى فى كل العواصم، فى إطار مواصلة إدارة الرئيس بايدن، التى توشك ولايتها على النهاية، إعادة سيناريوهات جهودها الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاقات لإنهاء الحرب الإسرائيلية فى غزة ولبنان، وهى حرب إبادة وتهجير ومجازر يومية.

وداخل الإدارة الأمريكية، التى تحاول الانسحاب، بل هى تنسحب مع تعمق جبهات الحرب والدمار... وعن الحدث قال مسئولون أمريكيون إنهم سيبذلون جهدًا أخيرًا للتوصل إلى صفقات فى  نهاية الحرب، لكن لم يتضح مدى النفوذ الذى يتمتعون به على السفاح نتنياهو، وحكومة الحرب الإسرائيلية النازية، وإن الولايات المتحدة تبحث مع الجهات الفاعلة الأخرى (..) فى المنطقة، ومع المجتمع الدولى، التى غالبًا فقدت الثقة، بل إنها عمليًا تحول لسياساتها المستقبلية الجيوسياسية الآن إلى الإدارة المقبلة للرئيس المنتخب دونالد ترامب، الذى كشف عن أبرز رموزها فى الخارجية والدفاع والبيت الأبيض، عدا عن السفراء فى الأمم المتحدة.

.. وفى ظل ذلك؛ صرح المتحدث باسم البيت الأبيض، ماثيو ميلر، بأن بلينكن أكد فى اتصالاته  المستمرة رغبة الإدارة الأمريكية فى التوصل إلى وقف لإطلاق النار فى غزة فى أقرب وقت ممكن، وحسم الصراع بين  دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى  وحزب الله فى لبنان دبلوماسيًا، وأيضًا الكلام عن الحرب فى غزة التى تشهد منذ السابع من أكتوبر 2023، إبادة جماعية ومجازر وتكريسًا للتهجير والجماعات.

.. من جانبه، كشف «ميلر» أن الوزير بلينكن ناقش فى مكالمته مع وزير الخارجية السعودى الأمير فيصل بن فرحان، التى تمت مساء الجمعة: «جهود التوصل إلى إطلاق سراح الرهائن ورسم مسار يسمح للفلسطينيين فى غزة بإعادة بناء حياتهم وتعزيز الحوكمة والأمن وإعادة الإعمار».

.. وفى ذات الوقت،  ناقش  بلينكن مع الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير خارجية الإمارات: «جهود التوصل إلى حل دبلوماسى فى لبنان يسمح للمدنيين على جانبى الخط الأزرق بالعودة إلى منازلهم».
.. أيضًا، تزامن ذلك مع تصريحات مهمة لقيادى فى حركة حماس، بحسب ما نقلت عنه وكالة «فرانس برس» الفرنسية، بأن «حماس» لديها الاستعداد للتوصل إلى وقف لإطلاق النار فى غزة «..»، وأنها، وفق العضو فى المكتب السياسى للحركة باسم نعيم، تدعو الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب «للضغط» على إسرائيل.

.. وفى تفاصيل  المكاشفة، قال «نعيم»: إنَّ «حماس مستعدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى قطاع غزة فى حال قُدم عرض يقضى بوقف إطلاق النار، على أن تلتزم به دولة الاحتلال»، داعيًا «الإدارة الأمريكية وترامب للضغط على الحكومة الإسرائيلية لوقف العدوان والحرب على غزة والمنطقة وإنهاء معاناة الشعب الفلسطينى»، مضيفًا: «نحن فى حماس لم نتلقَّ أى اقتراح جديد، وسندرس بإيجابية أى عرض يقدم لنا».
.. عمليًا، بدا التصريح تأكيدًا على مسار «حماس»، التى أبلغت الوسطاء بأنها مع أى اقتراح أو عرض يتم تقديمه ويحقق وقفًا نهائيًا لإطلاق النار والانسحاب العسكرى من قطاع غزة مع تمكين عودة النازحين، وصفقة جادة لتبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية، وإعادة الإعمار. 
موقف حماس يأتى مواكبًا لكل حالات وجولات المفاوضات السابقة.

*ماهية التفاوض بين غزة والجنوب اللبنانى. 
يقرأ المحلل البنانى حسين خليفة، فى موقع لبنان ٢٤، مسارات التفاوض، ويرى فى مقال تحليلى بعنوان: «ثوابت لبنان فى أىّ اتفاق لوقف إطلاق النار.. هل من خطوط حمراء؟!»، أنه:
بمنطق «الغالب والمغلوب» إذًا تتعامل إسرائيل مع ملف المفاوضات، فى محاولة لفرض شروطها على اللبنانيين، بما يتيح لها تكريس «انتصار» تقول إنّها مهّدت له بضرباتها النوعية ضدّ «حزب الله» منذ مجزرة «البيجر» الشهيرة، أو بالحدّ الأدنى، لترمى كرة التعطيل فى مرمى اللبنانيين، فى استنساخ لسيناريو تكرّر أكثر من مرة فى قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، حيث كانت تتّهم حركة حماس بأنها مَن تعرقل المفاوضات وتشوّش عليها.

لكنّ هذا المنطق يصطدم وفق العارفين، بوجهة نظر لبنانية، ترفض الحديث عن «هزيمة» منى بها «حزب الله»، ولا سيما أنّ الأخير لا يزال قادرًا على التحكّم بالميدان بصورة أو بأخرى، وقد استعاد جزءًا واسعًا من عافيته بعد الضربات التى مُنىَ بها أخيرًا، بل إنّ رشقاته الصاروخية الأخيرة والضربات الدقيقة التى نفّذها فى سياق معادلة «إيلام العدو» التى يطبّقها، تؤكد أنه لا يزال يمسك بالكثير من أوراق القوة، وبالتالى ليس «مهزومًا» ليقبل بالخضوع لأىّ شروط.


رؤية التحليل.. سياسية أمنية.. تنطلق من القول:
يؤكد العارفون أنّ الموقف اللبنانى فى أى لبنان مضبوط سلفًا بما يصحّ وصفها بـ«الثوابت»، التى سبق أن اختصرها كل من رئيس الحكومة نجيب ميقاتى، ورئيس مجلس النواب نبيه برى، بالتمسك بالقرار الدولى 1701 كما هو، «بلا زيادة ولا نقصان»، ما يعنى أنّ «لبنان» ليس معنيًا بأىّ اجتهادات أو إضافات على القرار المذكور، خصوصًا من نوع الضمانات التى تريدها إسرائيل، عبر الاحتفاظ بما تسمّيها «حرية حركة» تشكل بحدّ ذاتها انتهاكًا للسيادة.

بمعزل عمّا يردّده الإسرائيليون من شروط لوقف إطلاق النار، سبق أن عبّر عنها- السفاح نتنياهو- حين قال إنّ منع «حزب الله» من التسلّح مجدّدًا أهم بالنسبة إليه من القرار 1701، فإنّ الموقف اللبنانى واضح وثابت ولا لبس فيه، وقوامه تطبيق القرار الدولىّ المذكور بحرفيّته، لكن من دون فتح المجال إلى انتهاكات جديدة بذريعته وتحت عنوانه، وهو موقفٌ يرفض لبنان الرسمى التراجع عنه تحت أىّ ظرف من هنا أو هناك!

ما يحدث، أن الإدارة الأمريكية تنساق وراء اليمين الإسرائيلى المتطرف، «شروط» يضعها الجانب الإسرائيلى للمضىّ فى أىّ اتفاق، تحت طائلة توسيع الحرب وتعميقها، بدليل إعلانه عن «مرحلة ثانية» من العملية البرية، من بينها على سبيل المثال لا الحصر، ضمان «حرية التحرك» لإسرائيل فى الأجواء اللبنانية، وما يسمّى «حقّها» بالرد على أىّ هجوم من لبنان.

هنا، يتوقف «خليفة» ليقول:
يمكن فهم «رفع سقف» التصريحات الإسرائيلية فى الأيام الأخيرة، وبينها مثلًا كلام وزير الأمن الجديد يسرائيل كاتس الذى وسّع رقعة أهداف الحرب، مضيفًا إليه «تجريد حزب الله من سلاحه»، وكأنّ إسرائيل تريد القول: «إما أن تقبلوا بشروطى وإلا عليكم تحمّل المزيد»، علمًا أنّ الإعلان عن الذهاب إلى مرحلة ثانية من هذه الحرب، وتكثيف القصف على الضاحية الجنوبية على امتداد النهار والليل، بدا بمثابة «ضغط أقصى» تمارسه دولة الاحتلال الإسرائيلى.


*هل جبهات الحرب على غزة والضفة ولبنان، نماذج للتهديد بالإبادة؟ 
لم تكن الحرب العدوانية الإسرائيلية على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، والتى تحركت بإرادة سرية دولية نحو الحرب على الجنوب اللبنانى ووسط بيروت، إلا محاولة لفرض رؤية الولايات المتحدة الأمريكية، والغرب فى التأسيس من جديد لمراحل مستقبلية من الصراع فى المنطقة وربما كل العالم؛ ذلك يفسر انسحاب الإدارة الأمريكية والبنتاجون ببطء، فالوضع العسكرى والأمنى فى قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، وجنوب لبنان ووسط بيروت، حالة حرب، تنقل ملفاتها المتشابهة من ولاية الرئيس بايدن، إلى ولاية الرئيس المنتخب ترامب، كيف هذا المنطق؟.

الحرب صورة ضبابية يقف عليها فى «عصر ترامب»: تحويله إلى نموذج الضفة، وهو منطق جيوسياسى أمنى، فيما كتبه المحلل السياسى فى موقع المدن اللبنانى، منير الربيع، بذات العنوان. 
لتوضيح ذلك، يبدأ تحليل الربيع، وفق الآتى:

*أولًا:
الأسماء المعلن عنها لتشكيل فريق عمل إدارة الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب، تدعو إلى الفزع. وستُظهر حجم حالة الوهن العربى وانعدام تأثيره أو صوابية توجهاته للعمل ضمن مجموعات الضغط العاملة فى الولايات المتحدة الأمريكية. 
*ثانيًا:
الثمن، سيُدفع داخل أمريكا فى سياق الإجراءات اليمينية المتشددة والعنصرية، فإن ثمنًا آخر سيُدفع فى المنطقة العربية ككل. 
*ثالثًا:
ترامب يريد تلزيم المنطقة لإسرائيل، وفرضها وصيّة أمنية، عسكرية، سياسية، واقتصادية على دول المنطقة ككل، خصوصًا أن كل مشاريع الاستثمار أو الازدهار الموعودة ستكون مرتبطة بمدى التقرّب من دولة الاحتلال الإسرائيلى الصهيونى أو الدخول فى شراكة معها.
*رابعًا:
اختيار ترامب كبار المؤيدين للمشاريع التوسعية والاستيطانية الإسرائيلية فى فلسطين، للقضاء على القضية الفلسطينية. تكفى تصريحات وزراء فى الحكومة اليمينية المحتفية بالأسماء التى ستتولى مناصب مهمة فى إدارة ترامب، لاستشعار حجم المخاطر المقبلة على المنطقة، فى سياق مسار أمريكى إسرائيلى متكامل لإعادة صناعة توازنات سياسية جديدة. ذلك ما ينتظره كثيرون ربما فى الدول العربية وحتى فى لبنان. 
*خامسًا:

إن المشروع الإسرائيلى الأمريكى الذى يبدو بوضوح أنه مشترك، على أن تتجلى هذه التشاركية أكثر مع دخول ترامب إلى البيت الأبيض واكتمال عقد إدارته، سيكون فى غاية الصعوبة معه العودة إلى أى صيغة من صيغ التوازن التى كانت قائمة سابقًا. صحيح أن بعض الدول التى كانت على خصومة تبلغ حدود العداوة مع إيران، ربما اليوم تستفيد من ضرب مشروع إيران وتحجيمها وتقويض نفوذها، وتقليص حالة انفلاشها فى الشرق الأوسط، لكن ذلك يندرج ضمن مشروع كان قد استبق هذه المرحلة، بمحاولة لتقويض الدول العربية وأدوارها. وذلك لم يحصل إلا لتوفر إرادة غربية أو أمريكية فى ذلك، ولو أنهم يعتبرون أن ما جرى حدث بسبب طموح إيرانى ومشروع تصدير الثورة من قبل طهران، فيما كانت واشنطن قد أطلقت جموح طهران لعنانه، بلا أى محاولة للجمه، لا فى العراق، ولا فى سوريا ولا فى لبنان أو اليمن. 
*سادسًا:

محاولة تقويض العرب سابقًا، ومحاولة تقويض إيران اليوم وضرب مشروعها، ليس الهدف منه تقوية المشروع العربى مجددًا، لا بل هدفه ضرب قوتين مركزيتين فى الإقليم لصالح إعلاء شأن إسرائيل، ربما بما يتطابق مع عنوان كتاب لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو عنوانه: «إسرائيل والعالم.. مكان بين الأمم». هذا المكان لا يمكن لإسرائيل أن تأخذه إلا بمشاريع تقويض وإضعاف كل الدول المجاورة لها أو دول الإقليم كلها، وتكريس أمر واقع أن كل من لديه طموح لن يكون بإمكانه تحقيقه إلا من خلال إسرائيل وحدها.

*سابعًا:

ساهمت، دولة الاحتلال الإسرائيلى العنصرية فى توفير كل أشكال الدعم الانتخابى لدونالد ترامب للوصول إلى هذه اللحظة، وربما للوصول إلى هذا الفريق الذى يتم تشكيله فى سبيل منحها كل ما تريد، ولا سيما عنوان «ضم الضفة الغربية» الذى سارع سموتريتش للدعوة إلى إعلانه. ومن يريد تحقيق ذلك لا يسعى إلى وقف للحروب، بل إطالتها ومواصلتها بدعم أمريكى، لفرض أمر واقع عسكرى وسياسى فى المنطقة ككل، بما لا يبقى قدرة عربية أو فلسطينية أو لبنانية لرفض هذا المشروع أو مواجهته.
*ثامنًا:
ليس عن عبث تقول إسرائيل ومسئولون أمريكيون إنهم يريدون لهذه الحرب أن تكون الأخيرة. تريدها إسرائيل معركة أخيرة فى فلسطين، ومعركة أخيرة فى لبنان مهما طالت واستمرت وكانت خسائرها، وفق ما يفكر- السفاح المتطرف- نتنياهو الذى تعاطى منذ اليوم الأول مع أسراه فى غزة وفق عقيدة هنيبعل. 
*تاسعًا:

يكثف الإسرائيليون من عملياتهم العسكرية، ومن الغارات على كل المناطق فى لبنان والتركيز على الضاحية الجنوبية لبيروت، بالإضافة إلى الإعلان عن الانتقال إلى المرحلة الثانية من العمليات البرية، بالتزامن مع الضخ الأمريكى والإسرائيلى حول الأجواء الإيجابية للوصول إلى اتفاق لوقف الحرب على لبنان. علمًا أن الشروط التى يطالب بها الإسرائيليون تبدو مستحيلة التطبيق فى أى اتفاق سياسى. خصوصًا مسألة حرية الحركة العسكرية عندما تقتضى مصلحتهم، أو فرض رقابة برية وبحرية وجوية على لبنان. مثل هذه الشروط تتجاوز بكثير اتفاق 17 مايو «1983»، وتصل إلى حدود فرض وصاية عسكرية وأمنية وسياسية على لبنان.

*عاشرًا:
كل ما هو مطروح إسرائيليًا يعنى تحويل لبنان إلى حالة مشابهة للضفة الغربية. 
بالمعنى الفعلى، لا وجود لأى مؤشرات جدّية حول الوصول القريب إلى لحظة وقف إطلاق النار. فإسرائيل لم تحقق أهدافها حتى الآن على الرغم من الضربات التى وجهتها لحزب الله. بعض الإعلام الإسرائيلى المحسوب على السفاح  نتنياهو يركز بشكل يومى على حجم العمليات التى ينفذها حزب الله ضد العمق الإسرائيلى، وأن الحزب لا يزال يتمتع بقدرة صاروخية عالية جدًا. فذلك يهدف إلى إبقاء الرأى العام الإسرائيلى فى حالة منسجمة مع الحرب وطول أمدها وحجم خسائرها.
.. *رهاب عصر ترامب.

ما  فى الأفق، أن المنطقة والمجتمع الدولى، وحتى الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولى، وربما  المحكمة الدولية، الكل عمليًا، يراهن، ومعهم السفاح نتنياهو، على الظروف الزمنية الأمريكية القائمة حاليًا، بات لا يهمهم التصعيد أكثر فى غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وفى لبنان وتحديدًا محاولات الاجتياح البرى من جنوب لبنان؛ ذلك أن لعبة الرهانات لم تخلص إلى حوار حاسم أو مفاوضات جادة، هنا يراهن السفاح نتنياهو، ومعه أقطاب حكومته المتطرفة التوراتية على رئاسة ترامب، لمساندته فى فرض الخيارات الصهيونية عسكريًا أو أمنيًا وهى تتضح سياسيًا.
.. التخوف الأكبر من «عصر ترامب» الذى يريد تكريس العصر الإسرائيلى فى المنطقة وفى  فلسطين المحتلة والدولة اللبنانية المهارة خارج ألاعيب السفاح. 
واقع  الحرب فى المنطقة أكبر من ترقب إدارة أمريكية، مجرد أن خبرتها ومعايشتها للحراك السياسى والأمنى والاقتصادى فى العالم، ينشد توجهات ترامب وبالتالى الصراع مع الدولة العميقة فى الولايات المتحدة، التى تستلم ملفات بايدن والبنتاجون، تنظر للأوضاع فى غزة والضفة الغربية والقدس، كما فى بيروت،  ودمشق، وصولًا إلى معضلة الحرب الروسية الأوكرانية، بوضوح منظار إسرائيلى يقول حتمًا: «ما يريد الإسرائيليون فرضه على دول المنطقة- على سبيل الملف الذى سيتركه بايدن- هو الاختيار بين خيارين، إما حرب طويلة لخسارة كل شىء، أو قبول شروط الخسارة بأكثر الخسائر الممكنة».

.. لا نتائج يعول عليها مرحليًا، الحرب على كل الجهات، وسط مساع ونوايا عدوانية إسرائيلية، الهدف منها تغيير جيوسياسى أمنى بعيد المدى، الرؤية أن هناك متغيرات يجب أن تلحق موازين القوى فى المجتمع الدولى والمنطقة، بحجة مواجهة المشروع الإيرانى. 
.. وهذا المشروع، أمريكيًا وإسرائيليًا، وأوروبًا، يعنى أن كل القادم، فى عصر ترامب، وملفات الحرب والمفاوضات مترابطة ببعضها البعض من غزة فلسطين المحتلة، إلى لبنان جنوب وشمال، إلى سوريا، ويشمل جبهة العراق الحشد الشعبى، واليمن الحوثى بما يتصل بنفوذ ودعم إيران  ودورها فى المنطقة والإقليم.

*تفاصيل الاتفاق فى جبهة لبنان.

مصادر لبنانية كشفت لـ«الدستور» عديد النقاط الخطيرة التى وردت فى «النص المقترح للاتفاق فى جبهة الحرب على لبنان»، وهو الذى الذى حملته السفيرة الأمريكية فى بيروت إلى رئيس مجلس النواب اللبنانى نبيه برى، وفق المصدر:

*1: 13 نقطة. 
يضم 13 نقطة، موزعة على خمس صفحات بخط كبير.

*2: سؤال لبنانى.

نبيه برّى وجّه للسفيرة الأمريكية سؤالًا مباشرًا طالبًا منها الإجابة عنه بشكل مباشر، وهو إذا كان هناك اتفاق آخر تم وضعه بين الأمريكيين والإسرائيليين، ويختلف عن النص الذى بين يديه. فنفت السفيرة ذلك، وأكدت عدم وجود أى اتفاق من هذا النوع.
بنود رئيسية هى:

*أولًا: إيقاف إطلاق النار

- وقف إطلاق النار وتحديد موعد لبدء الالتزام به وتحديد تاريخ لحظة إبرام الاتفاق.

- *ثانيًا: استلام الجيش اللبنانى
دخول/ استلام الجيش اللبنانى إلى الجنوب على مراحل. فيدخل فى المرحلة الأولى 5 آلاف جندى.

- *ثالثًا: حصر السلاح

الجيش اللبنانى هو الجهة الشرعية الوحيدة والمخولة التحرك عسكريًا، ويكون السلاح محصورًا به.

- *رابعًا: دعم الجيش

توفير الدعم اللازم للجيش اللبنانى لضبط المعابر الحدودية ومنع إدخال الأسلحة.

- *خامسًا: تعزيز «اليونيفيل»
تعزيز وتفعيل دور قوات الطوارئ الدولية «اليونيفيل».

- *سادسًا: انسحاب جيش الاحتلال.

انسحاب الجيش الإسرائيلى بشكل كامل من المناطق التى دخل إليها.

- *سابعًا: مسح الجنوب اللبنانى.

يتولى الجيش اللبنانى عملية المسح، لعدم وجود أسلحة خارج سيطرته فى الجنوب.

- *ثامنًا: لجنة لمراقبة آليات تطبيق القرار 1701

تشكيل لجنة لمراقبة آليات تطبيق القرار 1701، والتى ينص المقترح على إدخال ألمانيا وبريطانيا إليها. وهو ما يرفضه لبنان برفض توسيع اللجنة والاكتفاء بفرنسا وأمريكا.

- *تاسعًا: الضمانات الدولية

تثليث ضمانات دولية بعدم حصول أى اعتداء إسرائيلى على لبنان برًا وبحرًا وجوًا.

- *عاشرًا:
بعد مرور ستين يوم من وقف إطلاق النار يتم تفعيل عمل اللجنة الثلاثية، التى تضم لبنان، إسرائيل، وضابطًا من اليونيفيل، للبحث فى تثبيت ترسيم الحدود البرية ومعالجة النقاط الـ13 العالقة.


.. وتقول مصادر إعلامية فى بيروت إن رئيس مجلس النواب نبيه برى، غالبًا ما يتابع قراءة كتاب «الحرب» للكاتب الأمريكى الإشكالية «بوب وودورد»، والذى يروى تفاصيل ومعلومات واتصالات مسئولين إسرائيليين وأمريكيين حول الحرب على غزّة، ما بعد عملية طوفان الأقصى.
.. المحلل السياسى  منير الربيع  قال إن قراءات برى، تتزامن مع خوضه مفاوضات شاقة مع الأمريكيين (..) حول الوصول إلى وقف لإطلاق النار. يستند إلى ما يرد فى الكتاب حول مخطط إسرائيلى كان واضحًا فى الأيام الأولى للحرب على غزّة، والاستفادة من الظرف وشنّ حرب على لبنان. لكن الأمريكيين تمكنوا حينها من منعهم.


. يؤكد برّى، فى حوار مع «المدن» أن «مسار التفاوض مستمر، وهناك بعض التعديلات والأفكار اللبنانية سيتم إرسالها للأمريكيين، لا موافقة على تشكيل لجنة دولية لمراقبة تطبيق القرار 1701، ولا إدخال قوات متعددة الجنسيات، ولا قوات أطلسية، بل يتم الالتزام بالقرار 1701، وتفعيل عمل قوات اليونيفيل والجيش اللبنانى لتطبيقه. ويستلهم الاتفاق بعضًا من تفاهم نيسان، والذى بموجبه تشكلت لجنة لمتابعة التفاهم، وتضم إلى جانب لبنان، إسرائيل، أمريكا، فرنسا، والأمم المتحدة».

.. أيضًا، حديث برّى من أن لا وجود مطلقًا لفكرة حرية العمل العسكرى لإسرائيل، بل على العكس فبمجرد الوصول إلى وقف النار، يبدو فى سياق التوقعات من نتائج أى مفاوضات، غالبًا أنها قد تفشل، المقابل الصهيونى، السفاح نتنياهو، وجيش الكابنيت وحكومة التطرف الإسرائيلى العنصرية، ومع مسار التحديات فى الإدارة الأمريكية والبنتاجون، ليس من السهل، وجود ضمانات بوقف الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان برًا، وبحرًا وجوًا. مع استمرار الحرب فى قطاع غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وبالتالى استمرار جبهات المقاومة والإسناد، من مختلف الجهات، فالتأزيم مستمر، ولن يستقر إلا بوقف الحرب على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس.


*الإعلام الإسرائيلى يلتقط الإشارة.. كيف؟!. 
كان الكاتب المحلل السياسى الإسرائيلى فى صحيفة هآرتس، «عاموس هرئيل»، كتب أن :

«الميدان يسمح بوقف الحرب وهو يريدها.. هل يدرك نتنياهو ما ينتظره فى الداخل الإسرائيلى؟»


.. وقال، فى التحليل: ما يتم الهمس به فى أروقة جهاز الأمن سيكون قريبًا مفهومًا لمعظم الجمهور. أساس التهديد العسكرى الذى يشكله رجال حماس فى قطاع غزة تجاه منطقة الغلاف، أزيل فى هذه المرحلة. وحتى التهديد من القطاع على مركز البلاد تقلص إلى الحد الأدنى. وقدرات حزب الله العسكرية تقلصت جدًا، حتى لو كان بإمكانه مواصلة إطلاق كل يوم مئات الصواريخ نحو شمال البلاد وصليات مركزة نحو المركز. تحسن الإنجازات العملياتية التى حققها الجيش الإسرائيلى وأجهزة الاستخبارات، يعتمد على مزيد من الضغط عسكرى آخر- من الآن فصاعدًا سيعتمد على العمل السياسى.

فى اعتبارات «هرئيل» أن الأفق السياسى لا تنوى الحكومة الإسرائيلية استغلاله. 
.. ولن تكون فى غزة صفقة ما دام الأمر متعلقًا بها. 
وأن الاحتمالية أعلى فى لبنان، لأن الاتفاق الذى سيناقش بسيط أكثر. ولكن استمرار الحرب، بشكل خاص فى غزة يخدم بقاء رئيس الحكومة نتنياهو السياسى، لذلك من الصعب التصديق بانتهائها.
.. بالإشارة إلى الجنرال احتياط يعقوب عميدرور، وهو من المستشارين المقربين من السفاح نتنياهو، الذى قال علنًا فى مقابلة مع «هيئة كان» فى بداية الأسبوع: «صفقة التبادل ستمكن حماس من مواصلة السيطرة على غزة، لذلك لا يمكن تنفيذها». لهذا ستحافظ دولة اليمين المتطرف التوراتية على وجودها فى القطاع حتى بعد انتهاء الحرب.

«هآرتس» تؤكد، وفق التحليل، أن الحرب على غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وهى متشابكة، ستبقى بالنسبة للسفاح نتنياهو حربًا أبدية استهدفت وبحق خدمة أهداف نتنياهو الشخصية- التملص من الأخطار الثلاثة التى تهدد استمرار حكمه: 
هآرتس، حددت الأخطار على حكومة اليمين المتطرف التوراتية، وعلى السفاح نتنياهو بأنها مفصلية:

*أ:
تبكير موعد الانتخابات. 
*ب:
تشكيل لجنة تحقيق رسمية تناقش الإخفاقات التى سمحت بحدوث المذبحة فى 7 أكتوبر. 
*ج:
بدء تقديم شهادة السفاح فى محاكمته الجنائية فى بداية الشهر المقبل «المحكمة المركزية فى القدس رفضت أمس الأول طلبه لتأجيل تقديم شهادته».
.. تعود الصحيفة الإسرائيلية إلى رعب عصر ترامب، فترى أن دولة الاحتلال تستفيد من ذلك:
بداية ولاية ترامب الثانية قد تساعد فى ذلك، وتزيل عن نتنياهو ضغط إدارة بايدن. يبدو أنه يمكن التقدم كما هو مخطط نحو أهداف طموحة أكثر- احتلال دائم لأجزاء من القطاع، وإعادة المستوطنات إليه وربما ضم الضفة الغربية. هذا هو سبب فرح المستوطنين فى الأيام الأخيرة.
تلوح فى الأفق الآن، كما يقول الإعلام الإسرائيلى، نقطة تصادم بين الأجندات المتناقضة للمعسكرين اللذين يستند إليهما ائتلافا السفاح نتنياهو:
الأحزاب الحريدية وأحزاب اليمين المتطرف، مع استمرار القتال فى الشمال والجنوب ستفرض عبئًا ثقيلًا على رجال الاحتياط خلال العام 2025، وسترافقه تأثيرات قاسية على الاقتصاد. وعائلات كثيرة من عائلات جنود الاحتياط تعلن بأنها تستصعب تحمل العبء الاقتصادى والنفسى، فضلًا عن عدد المصابين المتزايد «حسب بيانات قسم الموارد البشرية، منذ بداية الحرب وحتى مساء أمس قتل 794 جنديًا، بينهم 269 من جنود الاحتياط».
.. وإن، بحسب تحليل «هرئيل»، سيتضح المزيد من العمليات الهجومية الواسعة فى لبنان، وهى ستحتاج إلى مزيد من القوات، وضمن ذلك تجنيد غير مخطط لوحدات احتياط أخرى. فى وقت ما، قد تندلع أزمة بأبعاد لا يمكن تقديرها مسبقًا، إلى درجة حدوث مشاكل فى الامتثال لأوامر التجنيد. فى الخلفية إحباط متزايد- وكذلك فى أوساط مؤيدى الصهيونية الدينية- من قوانين التهرب التى يحاول الائتلاف تمريرها، مع تجاهل صارخ للضحايا فى أوساط من يخدمون فى الجيش. 
فى الخلاصة، يبدو أن الإعلام داخل الاحتلال يرى السفاح نتنياهو مقيدًا من قطاعين، وطلباتهما قد تكون متناقضة. ولتجسيد حلم المستوطنين، المطلوب هو المزيد من الجنود والمزيد من العبء على رجال الاحتياط. فى حين أن الحريديم يريدون ضمان تسوية التهرب وضخ الميزانيات ومواصلة سرقة الخزينة العامة لغاية المصوتين لهم. هذه التوجهات لا تندمج معًا، وجمهور كبير من المدنيين يعلق بينها، الذى هو شريك كامل فى دفع الثمن، وليست له أى كلمة فى تحديد الأهداف المتغيرة والمتوسعة للحرب.

*ما الذى يريده ترامب؟. 
السؤال جوهرى طرحته صحيفة هآرتس، وهى تتوقع، بعد الردود من تاريخ الرئيس المنتخب:
فى الفترة الأخيرة ظهرت إمكانية أن الرئيس المنتخب سيحاول إملاء وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحزب الله حتى قبل دخوله إلى البيت الأبيض فى 20 يناير المقبل. ربما تكون مصلحة للطرفين. حزب الله تم ضربه عسكريًا «حتى لو لم يُهزم»، ودولة لبنان تكبدت أضرارًا شديدة بسبب الهجمات الإسرائيلية، وهناك اعتقاد بأن إيران معنية أيضًا بتقليص الخسائر. لإسرائيل كما يبدو مصلحة فى إنهاء المعركة إذا استطاعت الحكومة إقناع سكان المنطقة على الحدود الشمالية بالعودة إلى بيوتهم بأمان «حتى عندها ستبقى مهمة إصلاح كبيرة فى المستوطنات المهجورة».
فى قطاع «غزة»، مثلما وصف فى هذا الأسبوع ينيف كوفوفيتش وآفى شاريف فى «هآرتس»، يشير الاستعداد على الأرض إلى وجود خطط للجيش الإسرائيلى للبقاء هناك لفترة طويلة، جيش الكابنيت الإسرائيلى يشق الشوارع الواسعة ويبنى مواقع عسكرية ثابتة كبيرة ويعد بنى تحتية لمدى طويل.
كما أن شمال القطاع مقسم إلى مناطق فرعية، والجيش الإسرائيلى يطوقها ويسيطر على كل طرق الخروج منها.
.. ويتصرف جيش الكابنيت  استنادًا إلى أن قواته العدوانية النازية ستنتشر فى القطاع، على الأقل خلال العام 2025، وليس كجيش يتوقع فى كل لحظة عقد صفقة تبادل ووقف إطلاق النار والانسحاب الكامل.
.. وفى بعض الإجابات على السؤال:
*1:
اهتمام إدارة واشنطن الجديدة يظل محدودًا.
*2:
لم يظهر ترامب ذات يوم تعاطفًا مع الفلسطينيين، ولا يهمه القانون الدولى إزاء الحرب إلا كقشرة ثوم، فهى رؤية قصيرة. 
*3:
المجتمع الدولى كله متأهب، وبعضه قلق، عقب فوز ترامب. دولة واحدة، هى إيران كما يبدو، قلقة بشكل خاص. مرت ثلاثة أسابيع منذ الهجوم الإسرائيلى الأخير على إيران، لكن الرد الذى وعدت به طهران لم يأت. *4:
فى الولايات المتحدة نشر أن الإيرانيين يضغطون على الميليشيات الشيعية فى العراق لاستخدام عشرات المسيرات فى الهجوم على إسرائيل. حتى الآن، هذه الميليشيات تكتفى بإطلاق عدد قليل من المسيرات، كل ليلة تقريبًا. فى الخلفية، يتطور نقاش حذر فى قيادة إيران: هل يجب التنازل ومحاولة بلورة اتفاق نووى جديد مع الإدارة الأمريكية الجديدة، أم مواصلة السير على الحافة، وحتى الإعلان عن انعطافة فى تحقيق قدرة نووية كاملة.
*5:
السفاح نتنياهو، يقال إنه تأثر من عودة صديقه ترامب، وفى المقابل هو مضغوط من التحقيقات ضد رجال مكتبه، ويلقى خطابات على الوزراء بشأن واجب منع كارثة ثانية على اليهود، والحاجة إلى الاستعداد لإمكانية مهاجمة المنشآت النووية فى ايران. 
*6:
بعد فوز ترامب الأول فى الانتخابات الأمريكية. بعد ذلك، ازدادت فى إسرائيل قوة ومهارة ماكينة السم التى تعمل فى خدمة رئيس الوزراء فى محاولة لتخويف المسئولين وكبار الضباط.
التبرير المناوب لذلك فى الفترة الأخيرة يكمن فى الاشتباه بقضية سرقة المعلومات السرية من الاستخبارات العسكرية «أمان»، التى نقلت إلى مكتب رئيس الحكومة، ومنه إلى وسائل إعلام أوروبية. أبواق نتنياهو شبهت فى السابق المتحدث بلسانه، المعتقل إيلى فيلدشتاين، بالمخطوفين فى أنفاق غزة. وبيان مكتب رئيس الحكومة تحدث عن «أقبية الشاباك»، فى محاولة للمقارنة بينهما، وهذا جزء من التسريبات المتعمدة فى قضية المخطوفين.
تحقيق «الشاباك» مع فيلدشتاين انتهى فعليًا. فى الأسبوع المقبل، ستستكمل الشرطة التحقيق، ويبدو أنه سيتم تقديم لوائح اتهام. وفقًا لطلب رئيس الأركان هرتسى هليفى، فإن «الشاباك» ركز على العثور  ومنع تسريب خطير للمعلومات من الجيش الصهيونى، ورواية الدفاع- تبدو تأثيرًا من فوز ترامب، تتبلور فى هذه الأثناء، فالتحقيق، كالعادة، سياسى، يهدف إلى إسقاط رئيس الحكومة المنتخب، زعيم معسكر اليمين. 
*  تصريحات البابا.. الأثر والنتيجة. 
حرب الإبادة الجماعية والتهجير ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية، والحرب على لبنان، صورة حرب مستمرة، المجتمع الدولى يراقب بصمت، فيما الواقع يقدم الانتهاكات التى طالت البشر فى غزة ورفح والضفة الغربية والقدس، وجنوب لبنان ووسط بيروت، هى الحرب التى تعيش لحظات من سرديات الدانة والمطالبة بإيقافها فورًا، يبدو ذلك وهمًا، سرابًا تراه الإدارة الأمريكية والبنتاجون، أكثر أهمية لفهم حراك الرئيس ترامب،.. ورغم ذلك، ومن وسط حاضرة الفاتيكان، برزت فى المجتمع الدولى، مقتطفات نُشرت الأحد، من كتاب جديد يصدر قريبًا، نسبت إلى بابا الفاتيكان، قال فيه ‏إن: بعض الخبراء الدوليين يقولون «إن ما يحدث فى غزة فيه خصائص ‏الإبادة الجماعية».‏

المقتطفات نشرتها صحيفة «لا ستامبا» الإيطالية ‏اليومية، التى نقلت عن كتاب البابا: «يجب أن نحقق بعناية لتقييم ما إذا كان هذا يتناسب مع التعريف ‏الفنى (للإبادة الجماعية) الذى صاغه خبراء القانون والمنظمات الدولية».‏

يحرص البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، يقدر أتباعها 1.4 مليار  مسيحى، على عدم الانحياز إلى أى طرف فى ‏الصراعات الدولية والتشديد على وقف التصعيد، لكنه كثف فى الآونة ‏الأخيرة انتقاداته لسلوك دولة الاحتلال الإسرائيلى فى حربها على حركة حماس، واجتياح قطاع غزة.‏

البابا، خلال أيام الحرب، التى دخلت يومها الـ«409»، انتقد استشهاد أطفال فلسطينيون فى غارات إسرائيلية ‏على غزة، كما استنكر بشدة الضربات الجوية الإسرائيلية فى لبنان، ووصفها بأنها «تتجاوز الأخلاق».‏

ولم يصف البابا من قبل علانية الوضع فى غزة بأنه إبادة جماعية. لكنه ‏واجه العام الماضى خلافًا بعد اجتماعه مع مجموعة من الفلسطينيين فى ‏الفاتيكان، الذين أصروا على أنه استخدم هذا التعبير معهم على انفراد، فى ‏حين قال الفاتيكان إنه لم يفعل ذلك.‏

الفاتيكان علق على كتاب  البابا،  وعرض موقعه ‏الإخبارى تقريرًا عن مقتطفات من الكتاب، ومنها تعليق ‏بشأن الإبادة الجماعية.‏
.. العالم يرسم دوائر من الطباشير السوداء، يبدو أن الأسود بات يليق بالمجتمع الدولى فى الألفية الثالثة.