مهرجان «آفاق مسرحية»: دعم حكومى لمساندة الفرق الحرة
اختتمت فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان «آفاق مسرحية» برئاسة المخرج هشام السنباطى، التى حملت اسم النجم الراحل نور الشريف. ويعد «آفاق مسرحية» من المهرجانات التى حققت نجاحًا كبيرًا على مدار دوراته الـ١٠، وهو يستهدف دعم الهواة والفرق الحرة، وفتح المجال أمام الشباب لتقديم إبداعاتهم على مسارح الدولة. وقدم المهرجان فى دورته الأخيرة ٩٤ عرضًا مسرحيًا، وجرى اختيار ٤٤ عرضًا للمشاركة فى المرحلة الأولى، وجرت تصفية هذا العدد، وشارك فى المرحلة النهائية ١٤ عرضًا مسرحيًا. «الدستور» التقت مسئولى المهرجان لمعرفة كيف اختلفت الدورة الأخيرة عن الدورات السابقة من المهرجان، والسبل التى يسعى من خلالها القائمون عليه، لدعم شباب المسرحيين.
19 ورشة لتثقيف المبدعين الشباب.. وهشام السنباطى: نواجه أزمة فى التمويل
قال المخرج هشام السنباطى، مؤسس ورئيس مهرجان «آفاق مسرحية»، إن المهرجان أرض خصبة لتقديم إبداعات الفرق المسرحية، وجاء فى وقت كان يصعب أن تتوفر للفرق الحرة فرصة لتقديم إبداعاتها على مسارح الدولة.
وأوضح «السنباطى»: «أقيم المهرجان منذ بدايته تحت رعاية وزارة الثقافة وبدعم قطاع شئون الإنتاج الثقافى الذى تبنى المهرجان، وعملنا على أن نوفر للفرق مناخًا جيدًا على مستوى لجان التحكيم ولجان النقد والندوات التطبيقية والفعاليات والتنظيم، لتبدع بشكل أكبر».
ولفت إلى أن هناك أزمة فى الثقافة بشكل عام لا فى المسرح الحر فحسب؛ فمع التطور التكنولوجى وظهور السوشيال ميديا والتوك شو، كان من الضرورى أن يطور المسرح نفسه كى يتعامل مع لغة العصر، وألا يتوقف عند حدود معينة بدعوى أن هذا هو المسرح. وأكد: «يجب أن نتواصل مع الجمهور بلغته. والأزمة التى نعيشها حاليًا هى أزمة تواصل، سواء بين الملتقى والمبدع أو بين المبدع ونفسه».
وفيما يخص التحديات التى واجهت المهرجان، قال: «العقبة الأساسية هى ضعف الإمكانات والدعم، وهذه العقبة مستمرة منذ أول دورة لمهرجان آفاق مسرحية؛ فقد بدأنا أولى دورات المهرجان منذ ١٢ عامًا، وتوقفنا مرتين فقط.. الأولى بسبب الظروف السياسية، وهى فترة حكم جماعة الإخوان الإرهابية، والمرة الثانية بسبب جائحة كورونا».
وشدد على أن «إدارة المهرجان تحاول التغلب على تلك العقبة عبر الدعم الذى تحصل عليه، سواء من وزارة الثقافة أو قطاع الإنتاج الثقافى أو النقاد الذين يساعدوننا ويدعمونا، وكذلك لجان التحكيم والخبراء الذين يقدمون الورش والندوات التطبيقية المجانية.. جميعهم يدعموننا ويساعدوننا بشكل كبير وهذا هو سبب استمرارنا».
وعن أبرز تطورات هذه الدورة، قال «السنباطى»: «ما زلنا نحافظ على فكرة أننا أول مهرجان على مستوى مصر والوطن العربى يقدم مسابقات متنوعة فى مختلف أشكال العرض المسرحى، وهو أمر فى حد ذاته يعد تطورًا كبيرًا. وقد لاحظنا فى الفترات الأخيرة أن عددًا من المهرجانات بمصر والدول العربية أصبح يحذو حذونا، عبر تخصيص مسابقات فى العروض الطويلة والقصيرة والمونودراما والديودراما وفى مختلف أشكال فنون العرض المسرحى، وهو أمر جيد بالنسبة لنا ويثبت أن مصر لا تزال الرائدة».
وتابع: «فيما يخص التطورات فى هذه الدورة، قدمنا ١٩ ورشة، ومن الجيد أن نرى الدعم من الأساتذة المتخصصين المسرحيين من مصر والدول العربية، وأقمنا الندوات التطبيقية للعروض، وهو أمر مهم فى تنمية ثقافة شباب المسرح، وجاءت بنتيجة مثمرة مع الفرق، وظهرت بالأخص فى النهائيات».
أيمن غالى: راعينا التخصصات شبه المهجورة فى الورش المسرحية
أكد الناقد أيمن غالى، المدير الفنى للمهرجان، أن هناك آليات لاختيار الورش: «راعينا أولًا التنوع فى مختلف مجالات المسرح، مثل الكتابة المسرحية والإخراج المسرحى والتمثيل والإضاءة المسرحية والفنون الشعبية فى المسرح والموسيقى والصولفيج والتعبير الحركى والمسرح الأسود والعرائس».
وأضاف «غالى»: «كما راعينا التخصصات شبه المهجورة فى الورش المسرحية، مثل الكتابة لمسرح الطفل والفنون الشعبية فى المسرح وتكامل عناصر العرض المسرحى وتأثيرها المتبادل»، لافتًا إلى أن من قدموا الورش أكاديميون متطوعون، جميعهم إما خريجو معهد الفنون المسرحية أو أساتذة بالأكاديميات والمعاهد الفنية أو لهم تاريخ احترافى طويل فى مجالاتهم، مثل الدكتور علاء الجابر ومحمد فوزى ومحمد عسكر ومحمد عبدالمنعم وأشرف فاروق وفادى فوكيه والدكتور محمد عبدالعزيز وناصر عبدالتواب وعلاء حسنى وعبدالله صابر وأبوبكر الشريف وأحمد زيدان وأحمد الدالة وأحمد الحناوى ويوسف المنصور وأيمن مصطفى وأحمد صبرى ومحمد عبدالوارث».
وتابع: «أخذنا أيضًا فى الحسبان البعدين العملى والتدريبى؛ فمعظم ورش التمثيل وورشة المسرح الأسود التى أقيمت على المسرح وليس فى القاعات، تضمنت البعدين العملى والتدريبى متوازيين مع البعد النظرى».
وعن أهم مرتكزات الندوات التطبيقية، ذكر «غالى» أن الندوات حرصت على توضيح نقاط القوة فى كل عرض ونقاط الضعف فيه من الناحية النقدية التحليلية، إضافة لاستغلال وجود عرض مسرحى لشرح المناهج والمدارس الفنية التى يتقاطع معها العرض، كنوع من التثقيف الفنى العام للهواة، خصوصًا أنهم يميلون إلى استسقاء معلوماتهم بصريًا وسمعيًا عبر الميديا وليس من خلال القراءة، فكانت فرصة لتعريفهم بالمصطلحات والمناهج الفنية لتحفيزهم تجاه القراءة عنها، وتدريبهم عمليًا على كيفية قراءة وتحليل النص الدرامى للتعامل معه إخراجيًا وسينوغرافيًا وتمثيليًا وفق بنيته الدرامية ومنهجه الفنى.
وقال: «كانت الندوات فى مراحل المهرجان الأولى فرصة لتحسين وتطوير عناصر العروض المسرحية، خصوصًا فى المراحل التالية، وقد ساعدت آراء نقاد الندوات فى تطوير مستوى العروض فنيًا، وهو ما ظهر فى غالبية العروض التى صعدت للمراحل النهائية».