رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكاية أقدم عقيدة للتوحيد.. وإجراءات متطرفة لإخناتون لفرض عبادة "آتون"

إخناتون
إخناتون

على الرغم من تعدد الآلهة التي حرص على عبادتها المصريون القدماء، إلا أنهم أيضًا أول الشعوب التي عرفت عقيدة "التوحيد"، على أيدي الملك إخناتون، فما حكاية أقدم عقيدة للتوحيد؟ وماذا تقول أنشودة آتون؟.

إجراءات متطرفة لنشر أقدم عقيدة للتوحيد

ووفقًا لكتاب "فجر الضمير" لعالم المصريات جيمس هنري برستيد، فقد صمم الملك على أن يتخذ من "آتون" إلهًا واحدًا للإمبراطورية المصرية ويقضي على عبادة "آمون"، وقد نتج عن ذلك المجهود الذي بُذل لمحو كل الآثار الدالة على وجود "آمون"، أن اتخذت إجراءات غاية في التطرف، حسبما وصف جيمس هنري.

 ومن هذه الإجراءات الجديدة، نجد أن الملك قد غيَّر اسمه من "أمنحتب" (يعني آمون) إلى "إخناتون" (يعني آتون)، وذلك الاسم الجديد الذي اتخذه الملك لنفسه هو ترجمة للاسم القديم للملك إلى ما يماثله في المعنى في مذهب "آتون"، هذا من جهة.

محو اسم الإله "آمون" نهائيًا

وقرر الملك أيضًا محو اسم "آمون" أينما وجد فوق آثار "طيبة" العظيمة، حتى إن الملك، تنفيذًا لفكرته هذه، لم يحترم في ذلك اسم والده الملك "أمنحتب الثالث"، مع أن الأمر لم يكن قاصرًا على محو اسم "آمون"، بل تعداه حتى إلى كلمة الآلهة (بصفتها جمع إله) فكانت تُمحى أيضًا أينما وجدت، وكذلك عوملت أسماء سائر الآلهة الآخرين معاملة "آمون" فكان مصيرها المحو.

إخناتون يهجر طيبة ويؤسس "تل العمارنة"

لم يكتف إخناتون بمحو أية إشارات تدل على الألهة الأخرى، وإنما هجر الملك "إخناتون" طيبة، برغم ما كان لها من السيادة والأبهة عندما وجد الارتباك فيها بالتقاليد اللاهوتية القديمة أكثر مما يحتمل، وأقام لنفسه حاضرة جديدة في منتصف الطريق بين "طيبة" والبحر تقريبًا، في بقعة تُعرف في وقتنا هذا باسم "تل العمارنة"، وسماها "أخيتاتون" (أفق آتون).

مقرات جديدة لـ "آتون" في مصر والنوبة وسوريا 

ولفت جيمس هنري إلى أن إخناتون، أسس أيضًا في بلاد النوبة مدينة لآتون مشابهة لـ تل العمارنة، ومن المحتمل جدًّا أنه أقام مدينة أخرى لذلك الإله في آسيا، وبذلك صار لكلٍّ من الثلاثة الأجزاء العظيمة التي تتألف منها الدولة، وهي مصر والنوبة وسوريا، مقرٌّ لمذهب "آتون"، وقد بنيت كذلك معابد أخرى لآتون في أماكن مختلفة من مصر نفسها.

ماذا تقول أنشودة "آتون"؟

أنت تبزغ بجمالك في أفق السماء

أنت يا "آتون" الحي الذي كنت في أزلية الحياة

فحينما كنت تطلع في الأفق الشرقي

كنت تملأ كل البلاد بجمالك

أنت جميل وعظيم ومتلألئ ومشرق فوق كل أرض

وأشعتك تحيط بالأرضين حتى نهاية جميع مخلوقاتك

أنت "رع" وأنت تخترق حتى نهايتها القصوى (يعني الأرضين)

وأنت توثقهم (يعني البشر) لابنك المحبوب (الفرعون)

ورغم أنك قصي جدًّا فإن أشعتك فوق الأرض

ورغم أنك تجاه البشر فإن خطواتك خفية (عنهم).