خبير لـ"الدستور": عودة المفاوضات بين الجيش السوداني والدعم السريع "سينهي العنف"
أكدت الأمم المتحدة على ضرورة عقد مفاوضات بين الأطراف المتحاربة في السودان، مشددة على أن الطريق الوحيد للخروج من هذا الصراع يتمثل في الحل السياسي التفاوضي.
جاء ذلك خلال كلمة روز ماري ديكارلو رئيسة إدارة الشؤون السياسية وبناء السلام بالأمم المتحدة، خلال جلسة مجلس الأمن الدولي يوم الثلاثاء الماضي بشأن السودان، مشيرة إلى أن الموجة الأخيرة من الهجمات التي شنتها قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة شرق السودان، من أشد أعمال العنف حدة خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية.
وفي هذا الإطار قال طاهر المعتصم، الكاتب الصحفي السوداني، إن مقترح الأمم المتحدة بإجراء مفاوضات بين الجيش السوداني وميليشا الدعم السريع، يمثل "بارقة أمل" وهو بمثابة "الضوء في آخر النفق"، بعد التدهور الكبير في الوضع الإنساني في السودان نتيجة الصراع المستمر والانتهاكات الموجهة ضد المدنيين.
المعتصم: السودانيون يدعمون المفاوضات بين الجيش والدعم السريع
وأضاف المعتصم في تصريحات خاصة لـ “الدستور”، أن هذا المقترح يلقى ترقبًا كبيرًا من قبل السودانيين سواء في بلدان اللجوء أو في مناطق النزوح داخل السودان، لافتًا إلى أن الوضع الإنساني قد وصل إلى مرحلة حرجة.
وتحدث المعتصم عن استمرار الانتهاكات في مناطق مثل ولاية الجزيرة، والتي شهدت في الشهر الأخير تدهورًا كبيرًا في الأوضاع الإنسانية، بما في ذلك استهداف المدنيين، مؤكدا أن هذه العوامل تجعل من مقترح المفاوضات غير المباشرة مسألة محورية في ظل المعاناة التي يعيشها الشعب السوداني.
وأوضح المعتصم أن مقترح الأمم المتحدة بشأن المفاوضات بين الجيش السوداني والدعم السريع يمثل أملًا في تهدئة الوضع وتحقيق السلام، متمنيًا أن تُسهم المفاوضات في إيجاد حل سلمي ينهي دوامة العنف.
مستقبل المفاوضات بين الجيش السوداني والدعم السريع
وأعرب المعتصم عن تفاؤله الحذر بشأن إمكانية تحقيق تقدم حقيقي عبر هذه المفاوضات، ولكنه أكد أن الوقت ما زال مبكرًا لتحديد النتائج.
وأشار إلى أن الأمل يبقى في أن تتمكن الأطراف المتحاربة من تجاوز خلافاتها من خلال الحوار، حيث أن الوضع القائم يهدد مستقبل السودان ويعمق الانقسامات الداخلية، مما يعرض الشعب السوداني لمزيد من المعاناة.
وأكد المعتصم أن الوصول إلى نهاية الصراع أمر بالغ الأهمية، وقال إن انتهاء هذا الكابوس الذي يشعل السودان ويزيد من انقساماته ويؤدي إلى تدمير بنيته التحتية سيسهم في استعادة الاستقرار للبلاد.
وأشار إلى أن النزاع المستمر يشكل تهديدًا كبيرًا على مستقبل السودان ويؤدي إلى تدمير الموارد والبنية التحتية في مختلف الولايات.
وأعرب المعتصم عن أمله في أن تُفضي المفاوضات إلى تسوية تساعد في إعادة الاستقرار إلى البلاد، مؤكدًا على ضرورة الحفاظ على الأرواح ووقف نزيف الدماء، وكذلك العمل على استعادة ما دُمّر خلال هذه الفترة العصيبة، خصوصًا في ظل الوضع الذي يعاني منه المدنيون في مختلف المناطق.