رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سياسى فلسطينى فى ذكرى الاستقلال: تنقصنا الوحدة الوطنية والحرب هدمت أحلامنا (خاص)

ثائر أبوعطيوي
ثائر أبوعطيوي

قال الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني ثائر أبوعطيوي، مدير مركز العرب للأبحاث والدراسات في فلسطين، إن الذكرى 36 لإعلان وثيقة الاستقلال التي أعلن عنها الرئيس الراحل ياسر عرفات في الجزائر بقيام دولة فلسطين في 15 نوفمبر 1988، تأتي في ظل الحرب المستمرة والعدوان المتواصل على قطاع غزة، ووسط انقسام سياسي أرهق الشعب الفلسطيني والعواصم العربية والعالمية التي تجول بها قطار المصالحة دون نتيجة تذكر لإنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية. 

وأضاف أبوعطيوي، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن إعلان وثيقة الاستقلال تعتبر ذكرى لها رمزيتها النضالية والسياسية معًا، لأنها الوثيقة التي جاءت نتاج زخم الانتفاضة الأولى "انتفاضة الحجارة"، ولأنها حققت في محتواها الوطني الوحدة الفلسطينية لكافة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وللعديد من الشخصيات الفلسطينية التي كان لها الحضور في العاصمة الجزائرية، وكان لإعلان وثيقة الاستقلال أيضًا الدعم العربي الموحد والمناصرة العالمية من العديد من الدول العالمية وأحرار العالم، الذي أعطى إعلان الاستقلال زخما عالميا لعدالة القضية الفلسطينية.

وتابع الكاتب الفلسطيني: "تأتي اليوم ذكرى وثيقة إعلان الاستقلال وسط ظروف وأوضاع فلسطينية شائكة ومعقدة في ظل انعدام أي أفق سياسي لمرحلة قادمة بسبب اختلاف الرأي والانقسام، والأهم من ذلك وسط حرب الإبادة المستمرة لأكثر من 400 يوم، والتي راح ضحيتها ما يقارب أكثر من مائة ألف ضحية بين قتيل ومصاب ومعتقل ومفقود، إضافة إلى حجم الدمار الكبير الذي لحق في المباني السكانية والعمرانية، ونتيجة نزوح وتشريد أكثر من مليون ونصف المليون نازح في خيام ومراكز الإيواء وحالات المجاعة، خصوصًا في شمال غزة، واحتلال وتمركز قوات الاحتلال الإسرائيلي في مناطق متعددة في قطاع غزة".

وأكد أن إعلان وثيقة الاستقلال واعتراف معظم المجتمع الدولي بها، كان بوابة الأمل لتحقيق أي إنجاز وطني سياسي يحدد معالم الدولة المستقلة على أرض الواقع، والذي كان لاتفاق أوسلو الذي قتله الاحتلال في مهده للأسف عنوانًا لذلك، حيث وضع الرئيس الراحل ياسر عرفات العلم الفلسطيني على أول بقعة جغرافية فلسطينية محررة في غزة وأريحا، لكي يتجسد حلم الدولة والاستقلال لكافة المناطق الفلسطينية المحتلة.

وأضاف "أبوعطيوي" أن اليوم الحرب المستمرة لأكثر من عام أجهضت الحلم الفلسطيني في قيام دولة فلسطينية قريبة، وجعلت من القضية الفلسطينية قضية إنسانية، ولغت البعد السياسي للقضية للأسف الشديد، الأمر الذي يعني أن دمار الواقع الفلسطيني على كافة المستويات سيكون لسنوات قادمة طويلة، تعيدنا مأساتها إلى النكبة  الفلسطينية الأولى عام 1948 واحتلال كافة الأراضي الفلسطينية.

وقال إن ذكرى إعلان وثيقة الاستقلال الفلسطينية، الإعلان السياسي والنضالي، كان له أهداف ورؤية ذات اطلاع فلسطيني عربي عالمي، من أجل أن يصبح الحلم حقيقة في قيام دولة فلسطينية مستقلة، ولكن جاءت حرب السابع من أكتوبر لتقضي على حلم الدولة والاستقلال. 

أبوعطيوى: فى ذكرى الاستقلال ينقص الشعب الفلسطينى الوحدة الوطنية

وتابع: "في ذكرى إعلان وثيقة الاستقلال، وفي ظل حرب مستمرة، ينقصنا كشعب فلسطينية الوحدة الوطنية ووحدة الكلمة والرأي، وينقصنا البعد والخط السياسي المتوازن الذي يحقق الأهداف ضمن رؤية واضحة موضوعية شاملة ذات أفق مطلع ومتسع ومنفتح على الإقليم والعالم بأسره، من أجل كسب التعاطف والدعم والمناصرة على كافة الصعد والمستويات".

وأوضح أنه في الذكرى السنوية 36 لإعلان وثيقة الاستقلال يتذكر الشعب الفلسطيني الرئيس الراحل ياسر عرفات والوحدة الوطنية تحت سقف منظمة التحرير الفلسطينية، والزخم الوطني والسياسي والإنساني للقضية الفلسطينية في المحافل الدولية، والعطاء النضالي واضح المعالم والمدروس ضمن رؤية فلسطينية مستقلة غير خاضعة لحسابات أو معادلات أو أجندات، لأن إعلان وثيقة الاستقلال كان العنوان الأهم لمشروع القرار الوطني الفلسطيني المستقل.

في ذكرى إعلان وثيقة الاستقلال كل احترام وتقدير لكافة الدول والهيئات التي تقف بجانب الشعب في قطاع غزة، في ظل حرب الإبادة المستمرة. 

في ذكرى إعلان وثيقة الاستقلال سنبقى على عهد الرئيس الراحل ياسر عرفات نتطلع إلى حلم الدولة والاستقلال، وإقامة الدولة المستقلة وفق حل الدولتين، وفق ما نصت عليه الشرعية الدولية وكافة المواثيق والقوانين التي تعترف بعدالة القضية وحقوق الشعب الفلسطيني.