بحيرة قارون بعد عمليات التطوير أصبحت تضم أفضل أنواع الأسماك
«الدستور» تكشف تفاصيل خطة رفع إنتاج الأسماك إلى 6 آلاف طن فى «قارون»
قال الدكتور صلاح مصيلحى، رئيس جهاز تنمية وتطوير البحيرات والثروة السمكية، إن هناك خطة لزيادة إنتاج بحيرة قارون إلى ما بين ٥ و٦ آلاف طن من الأسماك خلال موسم الصيد الذى يمتد لستة أشهر.
يأتى تطوير البحيرة بعد جهود شاملة لمعالجة المشكلات التى عانت منها، ومن أبرزها ارتفاع نسبة الملوحة، وانخفاض مستويات المياه، وانتشار طفيل «الإيزوبودا» الذى كان يؤثر سلبًا على الأسماك ويتسبب فى اختناقها، فضلًا عن التلوث بمياه الصرف الصحى الآتية من قرى مجاورة.
وأشار «مصيلحى» إلى أن الإجراءات شملت إنشاء وحدات تكريك ومعالجة للمياه بالتعاون مع وزارة الرى، مما أدى إلى تحسن كبير فى جودة المياه.
وأكد أن الجهاز أجرى تجربة للتخلص من الطفيل الضار، كما عمل على تعزيز الخصائص الفيزيائية للمياه، وتم تفريخ أكثر من مليون وحدة زريعة لأنواع مختلفة من الأسماك، مثل الجمبرى وأسماك موسى واللوت، للمساهمة فى استعادة الحياة البحرية فى البحيرة.
وأضاف أن الجهود المضنية التى بُذلت لتحسين بيئة البحيرة بدأت تؤتى ثمارها، إذ عادت البحيرة للإنتاج، ومن المتوقع أن تصل كميات الصيد إلى ٦ آلاف طن خلال الموسم، نظرًا لاتساع مساحة البحيرة وما توفره من بيئة ملائمة للتكاثر والنمو.
وأشار إلى أن عملية التطوير تمت بالتنسيق مع عدة جهات، من بينها وزارة البيئة، ومحافظة الفيوم، والهيئة الاستشارية، وعلوم البحار والمصايد، والهيئة الهندسية للقوات المسلحة، حيث تم تقديم الدعم بجهود متكاملة وتكلفة بلغت ملايين الجنيهات، بهدف الوصول إلى نتائج ملموسة تسهم فى دعم الاقتصاد المحلى.
وأوضح أن تلك الجهود انعكست إيجابًا على إنتاج البحيرة، مشيرًا إلى أنه جرى إجراء تجارب ناجحة لإعادة الحياة للبحيرة، بعد القضاء على التلوث وطفيل «الإيزوبودا»، إذ أصبحت الأسماك تتنوع فى البحيرة وتشمل أنواعًا مثل سمك موسى والبلطى، بجانب الأنواع الأخرى التى كانت موجودة سابقًا، ومن المتوقع أن يزداد الإنتاج خلال الشهرين المقبلين.
من جهة أخرى، ذكر مصدر مسئول بجهاز تنمية البحيرات والثروة السمكية أن فرق الصيادين تعمل فى البحيرة لليوم الثانى على التوالى منذ إعادة افتتاحها، وقد بلغت كميات الإنتاج ١٥ طنًا خلال يومين، ومن المتوقع أن تصل إلى ٢٢ طنًا مع نهاية الأسبوع الحالى.
وأضاف المصدر أن بحيرة قارون، بعد عمليات التطوير، أصبحت تضم أفضل أنواع الأسماك، وذلك ضمن خطة تهدف إلى تحقيق توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، بإعادة البحيرات إلى حالتها الطبيعية وتحقيق التوازن البيئى فيها، مما يعزز الثروة السمكية فى البلاد ويوفر فرص عمل للصيادين وسكان المنطقة.
وأكد المصدر أن البحيرة شهدت، خلال العام الجارى، إلقاء ٦ ملايين وحدة زريعة جمبرى من مفرخات الجهاز بجودة عالية وبشكل دورى، فضلًا عن تدعيمها بأمهات أسماك موسى من بحيرة البردويل، وذلك لتجديد مخزون البحيرة من الأسماك وتعزيز قدرتها على إنتاج أنواع قيّمة من الأسماك.
وأشار إلى أن إعادة افتتاح موسم الصيد فى بحيرة قارون، بعد سنوات من التوقف، أسهم فى عودة أنواع مميزة من الأسماك مثل الجمبرى الفانمى وسمك موسى، إلى جانب البلطى البلدى.
وأضاف أن الصيد بدأ أيضًا فى مسطحات وادى الريان، حيث بلغ إنتاج اليوم الأول من الصيد ٧ أطنان، وشمل ذلك أسماك الجمبرى الفانمى، وأسماك العائلة البورية، والبلطى، وقشر البياض، والمبروك الفضى، ومبروك الحشائش، والبياض.
وأشار إلى أن الجهاز يعمل على تزويد بحيرة قارون ومسطحات وادى الريان بالزريعة المناسبة وبكميات كبيرة، فى إطار مساعيه الحثيثة لإعادة البحيرة إلى سابق عهدها وتعزيز استجابتها لاحتياجات مجتمع الصيادين، ويعمل الجهاز أيضًا على تحسين الظروف الاقتصادية والاجتماعية للصيادين، مما يسهم فى دعم استقرارهم وتحسين أوضاعهم.
تعتبر بحيرة قارون من أهم الموارد الطبيعية فى مصر، إذ تلعب دورًا مهمًا فى الاقتصاد المحلى وتوفر فرص عمل لسكان المنطقة، إلى جانب كونها موطنًا للعديد من أنواع الطيور والأسماك النادرة. ومن خلال إعادة تأهيل البحيرة، تهدف الجهود المبذولة إلى استعادة قدرتها الإنتاجية وتعزيز المخزون السمكى، بما يحقق التوازن البيئى ويوفر مصدرًا مهمًا للأسماك، حيث يتطلع جهاز تنمية البحيرات إلى تحقيق إنتاج مستدام يعزز من دور البحيرة فى تحقيق الأمن الغذائى ويدعم تطور القطاع السمكى فى مصر.
وأعرب الصيادون عن سعادتهم بعودة الصيد فى البحيرة، ووجهوا الشكر للرئيس عبدالفتاح السيسى، لاهتمامه بتطهير بحيرة قارون وإعادتها للحياة.
وقال عبدالمنعم عبدالعظيم، صياد ببحيرة قارون، إنه ورث تلك المهنة عن أجداده، ويصطاد فى البحيرة منذ ٦٠ عامًا، مضيفًا: «كان عام ٢٠١٤ عصيبًا، فقد رأينا التلوث يقضى على البحيرة، وحشرة الأيزوبودا تحتل أجساد الأسماك».
وأشار «عبدالعظيم» إلى أن كل الصيادين يشعرون بسعادة كبيرة بسبب تعافى البحيرة وعودة الأسماك للنمو، وافتتاح موسم الصيد، مؤكدًا أن الدولة وضعت فى البحيرة زريعة من الجمبرى والسمك الموسى والبلطى البلدى، وبعد سنوات أصبح الإنتاج كبيرًا.
وتابع: «بعد غياب طويل، بدأت أصوات الباعة تعلو فى المزاد العلنى من جديد، لبيع خير البحيرة، بأسعار تبدأ من ٢٢٠ جنيهًا للكيلوجرام وتصل لـ٢٨٠ جنيهًا حسب نوع السمك».
وذكر عادل حسن، صياد ببحيرة قارون، أنه يبدأ عمله منذ السادسة صباحًا، بتجهيز المركب وإنزال الشبك، ويستمر فى الصيد طوال اليوم، ثم يتجه للسوق فى اليوم التالى لبيع حصيلة اليوم.
وأوضح «حسن»: «يبدأ المزاد فى تمام الثامنة صباحًا، والحمد لله الخير رجع من جديد فى البحيرة ومش مصدقين نفسنا.. بنوجه كل الشكر للقيادة السياسية، ولمحافظ الفيوم ونائبه لاهتمامهم بالبحيرة، التى تعتبر مصدر رزقنا الوحيد».
وقال أشرف عيد، صياد ببحيرة قارون، إن تجربة إنزال زريعة الجمبرى فى البحيرة كانت ناجحة، ونحصد ثمارها الآن، بعد تحسن جودة المياه والقضاء على الحشرات الضارة.
وأضاف «عيد»: «التوازن البيئى الذى حدث فاق التوقعات.. الحمد لله، وهذا بفضل توجيهات القيادة السياسية ببذل كل الجهود اللازمة لإعادة بحيرة قارون إلى سابق عهدها، وأدى ذلك لتوفير فرص عمل للكثير منا، فهى مصدر رزقنا الوحيد ومهنتنا التى لا نعرف غيرها».