من المسافة صفر.. حسين فهمى «واد تقيل»
يُعرف الرجل بمواقفه ويُشهد للفنان بمبادئه، وفي حالة الفنان حسين فهمي، جمع ما بين الاثنين، ففي خضم الحياة ومعاركها وأحزانها يلمع المعدن الأصيل وسط الحديد الصدأ، وطالما استمرت الحياة، واصل الفن وجوده ورسالته وتأثيره.
وهو ما أثبته لنا الفنان حسين فهمي، رئيس مهرجان القاهرة الدولي السينمائي في دورته الـ45، في الكثير من المواقف التي لا تؤكد إلا أننا أمام "الواد التقيل" كما غنت له سعاد حسني في فيلمهما "خلي بالك من زوزو" 1972.
الفن مسئولية
يؤكد لنا حسين فهمي أن الفن مسئولية في كل مرة، وإننا راحلون والفن باق، وهو المبدأ الذي أرساه بكلمته في حفل افتتاح مهرجان القاهرة الدولي السينمائي في دورته الـ45، قائلًا: "ساعات كتير أوي المسئولية بتجبرنا على استكمال العمل بالرغم من أي مشاعر حـزن، عشان زي ما كبرنا واتعلمنا العرض لازم يستمر".
على الرغم من جرح رحيل شقيقه وصديقه ورفيق رحلته في عالم الفن مصطفى فهمي، الذي رحل عن عالمنا منذ أسابيع قليلة، إلا أن حسين فهمي كان أول حضور مهرجان القاهرة السينمائي، ووقف ثابتًا أمام نجوم الفن مرحبًا بهم وبأعمالهم الفنية، في واحد من أعرق المهرجانات الفنية على مستوى العالم.
فلسطين في القلب دائمًا
أيضًا، لم يجهل مهرجان القاهرة السينمائي، ورئيسه الفنان حسين فهمي، ما يدور حولنا من حروب وأحداث يدمي لها القلب، فجاء المهرجان داعمًا وبقوة لأهالي الشعب الفلسطيني، حيث لفت إليه الأنظار بالإشارة إلى "فلسطين" على ملابسه، في أكثر من مرة، منها ارتداؤه الكوفية الفلسطينية في إحدى الفعاليات، و"الدبوس الفلسطيني" على بدلته اللامعة، كما تألقت زوجته بفستان طويل باللون الأسود اللامع، وعلقت أيضًا علم فلسطين دعمًا للقضية.
الفن الجيد هو الذي يعبر عن هموم الناس
وبدوره كرئيس لمهرجان القاهرة السينمائي، فيفطن حسين فهمي أن الفن الجيد هو الذي يعبر عن هموم الناس وآلامهم وأفكارهم ويشتبك مع قضاياهم، فانطلقت فعاليات حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ45، بالدبكة الفلسطيني، وتزين المسرح بالعلم الفلسطيني، وسط تصفيق الجميع.
كما اتخذ فهمي قرارات لدعم أهالي الشعب الفلسطيني، أبرزها تخصيص مسابقة خاصة لأفلام مخرجي قطاع غزة، والتي أُنجزت خلال حرب الإبادة الجماعية تحت مبادرة أفلام "من المسافة صفر".
أيضًا، خصص فيلم افتتاح الدورة الحالية لمهرجان القاهرة الدولي لمخرج الفيلم الفلسطيني رشيد مشهراوي "أحلام عابرة"، علمًا بأن رشيد هو من ساعد وأسهم وأنتج أفلام مخرجي قطاع غزة المنجزة خلال الحرب الحالية، حسبما كشف الكاتب الروائي الفلسطيني ناجي الناجي.
مقاطعة المهرجان كل الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي
لم يكتف حسين فهمي بإعلان تضامنه مع الشعب الفلسطيني، وإنما اتخذ قرارًا جريئًا، في مقاطعة المهرجان جميع الشركات الداعمة للكيان، والمدرجة على قوائم المقاطعة، على حساب موازنة المهرجان، التي كشف المطلعون أنها لم تظهر تأثرًا، وهكذا يمكن استخدام الفن كوسيلة هامة، لمواجهة العنف والدمار والحروب، التي تعاني منها المنطقة.
