تنسيق مصرى تركى بشأن تطور الأوضاع فى ليبيا ومنطقة البحر الأحمر والقرن الإفريقى
تواصل مصر التشاور مع تركيا حول الأوضاع في ليبيا، البحر الأحمر والقرن الإفريقي، في إطار تنفيذ التوجيهات الرئاسية لتبادل الرؤى بين البلدين في هذه الملفات الاستراتيجية.
كان البلدان أعلنا عن إنشاء مجلس تعاون استراتيجي ثنائي للتنسيق رفيع المستوى للصلاحيات الإقليمية المتبادلة، والذي اجتمع لأول مرة في أنقرة خلال زيارة الرئيس السيسي في الرابع من سبتمبر الماضي، ويخطط لعقد اجتماعات سنوية منتظمة.
وفي الجولة الثانية من المشاورات السياسية بين القاهرة وأنقرة التي عقدت أمس الأول الإثنين في القاهرة، تبادل الجانبان وجهات النظر حول التطورات المتلاحقة في منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر، مع تسليط الضوء على مجالات التفاهم المهمة بشأن إرساء الأمن والاستقرار الإقليمي.
وبحسب بيان وزارة الخارجية، هدفت المشاورات إلى استعادة حركة الملاحة التجارية الدولية في البحر الأحمر إلى مستوياتها الطبيعية.
تعزيز التعاون بالقرن الإفريقي والبحر الأحمر
خلال جولة المشاورات، اتفقت مصر وتركيا على تعزيز التعاون من خلال أطر مختلفة لتحقيق أهدافهما المشتركة في منطقة القرن الإفريقي والبحر الأحمر.
الالتزام بدعم الصومال
وعلاوة على ذلك، التزمت الدولتان بدعم جهود الصومال في مكافحة الإرهاب وتعزيز قدرات الجيش الوطني في حربه ضد الإرهاب، بالإضافة إلى الحفاظ على مشاورات منتظمة حول القضايا الإفريقية ذات الاهتمام المشترك.
وتسلمت مصر رئاسة السلم والأمن الإفريقي منذ الأول من أكتوبر الماضي، وقد أكد وزير الخارجية بدر عبدالعاطي، أن هناك ترحيبًا من السلم والأمن الإفريقي بالبعثة العسكرية الجديدة التي سيتم إيفادها للصومال.
وأوضح عبدالعاطي خلال حوار لفضائية "القاهرة الإخبارية"، مع الإعلامي أحمد الطاهري، أنه لأول مرة حدثت قمة ثلاثية جمعت الرئيسين السيسي وأفورتي مع حسن الشيخ محمود، وصدر بيان ثلاثي قوي بدعم وزيادة ومساعدة الصومال والحكومة الصومالية على بسط سيادتها على جميع الأراضي الصومالية ومحاربة الإرهاب.
تحقيق الاستقرار في ليبيا
ولا تقل أهمية التطورات في التعاون بين البلدين في ليبيا، حيث عقدت المشاورات بشأن البلد الجار بتوجيهات رئاسية، وقد أكد الجانبان على أهمية استمرار الحوار، وتبادل وجهات النظر بين البلدين لتعزيز مصالح الشعب الليبي، وفقًا لبيان الخارجية.
وترأس الوفد المصري في المشاورات مدير إدارة ليبيا بوزارة الخارجية، السفير طارق دحروج، ومن الجانب التركي المديرة العامة لإدارة شرق وشمال إفريقيا بوزارة الخارجية السفيرة إليف أولجن.
وجاءت هذه المناقشات في أعقاب اجتماعات عقدت مؤخرًا بين الرئيس السيسي ونظيره التركي رجب طيب أردوغان، اللذين أكدا التزامهما بالاستقرار الإقليمي.
وفي مؤتمر صحفي مشترك عقد في أنقرة 4 سبتمبر، أعرب الرئيس السيسي عن نية مصر الحفاظ على السلام في شرق البحر الأبيض المتوسط ومعالجة الخلافات الإقليمية بشكل بناء.
دعا الزعيمان السيسى وأردوغان إلى انسحاب القوات الأجنبية غير الشرعية، وتفكيك الميليشيات المسلحة لتعزيز أمن ليبيا ووحدتها، كما أكدا على أهمية التعاون الإقليمي بشأن القضايا في منطقة القرن الإفريقي والصومال.
وتشير هذه الشراكة الأوسع بين مصر وتركيا إلى تعزيز التوافق في الملفات الإقليمية الاستراتيجية، مع التأكيد على الأهداف المشتركة للسلام والازدهار لشعبيهما.