عبد الرحمن الخميسي.. المبدع الموسوعي الذي حطم طبقية القصة
عبد الرحمن الخميسي، والمولود في مثل هذا اليوم من العام 1920، نموذج للمثقف الفنان الموسوعي، والذي لم تنحصر إبداعاته علي ما أنتجه من فن وأدب، إنما امتد إلي اكتشاف النجوم وصنعها، حينما قدم لنا الأيقونة الفنية سعاد حسني.
محطات في مسيرة عبد الرحمن الخميسي
أجبرت الظروف عبد الرحمن الخميسي حينما استقر في القاهرة عام 1936 علي العمل بائعا في محل بقالة وكمساري ومصحح في مطبعة ومعلما في مدرسة أهلية والنوم على أرائك الحدائق، كما جاب الريف مع فرقة "أحمد المسيري" المسرحية الشعبية التي كان صاحبها يرتجل النصوص.
وتعددت مواهب عد الرحمن الخميسي مابين الشعر حيث كان من أبرز الأسماء في مدرسة أبوللو الرومانسية وما يلبث وينشر قصته الشهيرة "النوم" التي توقف عندها الناقد د. علي الراعي قائلا "أحسن قصص الخميسي وأكثرها إنسانية"، التي صورت طموح المجتمع المصري وخاصة الطبقات الفقيرة إلي عالم جديد.
كتب "الخميسي" القصة القصيرة والرواية والمسرحية والموسيقى وعمل بالصحافة وكون فرقة مسرحية وألف وأخرج لها المسرحيات وأخرج أفلام السينما تبلغ حصيلته منها، التمثيل في ثلاثة أفلام هي: زهرة البنفسج ٬ الأرض ٬ الحب والثمن. إلي جانب وضعه الموسيقي لأربعة أعمال وتأليف 8 أخري، أخراج عمل واحد.
وقدم نجوما مثل سعاد حسني ومهد الطريق لكتاب أصبحوا كبارا بعد ذلك مثل "يوسف إدريس" وقام بتعريب الأوبريتات وكتابتها، فقدم أوبريتات "الأرملة الطروب، حياة فنان" كما قدم من تأليفه الأوبريت الغنائي "مهر العروسة".
وفي السينما أيضا أخرج عبد الرحمن الخميسي عدد من الأفلام السينمائية، من بينها أفلام: “الجزاء”، “عائلات محترمة”، “زهرة البنفسج”. ويذهب الناقد الفني محمود عبد الشكور إلي أن شخصية الشيخ يوسف التي قدمها عبد الرحمن الخميسي في فيلم الأرض، شخصية شديدة الصعوبة في تجسيدها لا يستطيع أي ممثل آخر أن يؤديها، لذا كان اختيار يوسف شاهين للخميسي الذي كان وقتها اسم لامع ومهم في عالم الصحافة والمسرح، لذا اشترط الخميسي علي شاهين أن يكتب اسمه بشكل كبير ومحترم بما يليق بمكانته وتاريخه.
عبد الرحمن الخميسي.. حطم طبقية القصة
واعتبر يوسف إدريس أن عبد الرحمن الخميسي "أول من حطم طبقية القصة. عاش قويا عملاقا مقاتلا إلى ألف عام". واعتبره الناقد الكبير دكتور لويس عوض: "آخر الرومانسيين الكبار".
وأصدر الكاتب الكبير عبدالرحمن الخميسي عام 1953 مجموعته القصصية "قمصان الدم"، والتي جاءت بعد عدد من الإصدارات أبرزها: ألف ليلة وليلة بجزئيه، والأعماق، ويوميات مجنون، والمكافحون، وصيحات الشعب.
وفي الشعر أصدر عبد الرحمن الخميسي دواوين: أشواق إنسان٬ دموع ونيران٬ إني أرفض٬ مصر الحب والثورة٬ وغيرها. وفي الأوبريتات قدم عبد الرحمن الخميسي أول ترجمة عربية لأوبريت "الأرملة الطروب" عام ١٩٦١ كما ألف أوبريت آخر بعنوان "عيد الحبايب". وفي المسرح قدم عبد الرحمن الخميسي العديد من المسرحيات المؤلفة بجانب المسرحيات التي ترجمها٬ ومن أبرز مسرحياته: الحبة قبة٬ القسط الأخير وحياة حياة.