"سكسكة" في درب الهوى.. كواليس تحضيرات فاروق فلوكس و الساحر للعمل
تحدث فاروق فلوكس عن دوره بفيلم “درب الهوى”، في كتابه الصادر عن دار صفصافة للنشر والتوزيع تحت عنوان "الزمن وأنا.. مذكرات فاروق فلوكس بين الهندسة والفن والحياة"، والذي كتبه حسن الزوام عن سيرة الفنان الكبير .
ويقول فاروق فلوكس: في عام 1983، قدمت واحدًا من أكثر أدواري إثارة للجدل في فيلم "درب الهوى"، من بطولة أحمد زكي وحسن عابدين ومديحة كامل ويسرا ومحمود عبد العزيز وشويكار.
وتابع: في نفس الوقت، عرض علي دور مشابه في فيلم "خمسة باب"، لكن "درب الهوى" كان من إخراج وإنتاج حسام الدين مصطفى وكان بيننا عشرة وأعمالًا سابقة.
درب الهوى
وقال: كان دوري في "درب الهوى" صعبًا، شخصية رجل شاذ في بيت دعارة في "درب طياب" بشارع كلوت بك في العتبة، والذي يستأجر لمن يرغب، كان القواد في بيت الدعارة "صالح ابن فنتازية - محمود عبد العزيز"، والعاهرتان "أوهام - يسرا" و"سميحة- مديحة كامل"، والقوادة الرئيسية هي المعلمة "حسنية العالمة- شويكار"، صاحبة بيت الدعارة الذي يتردد عليه باستمرار "عبدالحفيظ باشا- حسن عابدين" رئيس حزب أمانة وشرف، السياسي المازوخي الذي يتلذذ بالإهانة ويطلب عاهرة بعينها تهينه وتضربه "زينات - أمل إبراهيم"، ومعه مساعدين هما "مراد- فاروق الفيشاوي" المساعد المتسلق الذي يجاريه في أفعاله، و"عبد العزيز - أحمد زكي" ابن شقيقته عزيزة حلمي، والذي سيتزوج من ابنة خاله الباشا ويرفض تصرفاته غير الأخلاقية.
أحمد زكي
وأضاف "فلوكس": كان للدور بعدًا سياسيًّا مهمًّا، وبسبب هذا البعد الأخلاقي السياسي قبلت الدور، وقبلت أن أكون جزءًا من رسالته، كل من شاركوا في هذا الفيلم كانوا مشاركين في إيصال الرسالة والمغزى السياسي للفيلم، رأيت أن الدور جريء في فيلم جريء، وأنا دائمًا أبحث عن مضمون للأدوار التي أشارك بها.
كان اسم الشخصية التي سأقدمها في الفيلم هو "عطية" وينادونه "عطيات"، لكني رأيت أن الاسم غير مناسب، قلت ذلك للمخرج حسام الدين مصطفى فطلب مني ترشيح اسم بديل.
كالعادة صممت كل ملابس الدور والإكسسوارات على نفقتي، وأنا في طريقي لإستوديو الأهرام في أول أيام التصوير، كنت أقرأ في الصحف خبرًا عن مقتل فتوة بالجيزة أثناء القبض عليه ولفت نظري اسمه "سكسكة"، أعجبني الاسم وقررت ترشيحه، دخلت الإستوديو وخضعت للمكياج وارتديت الطاقية ووضعت الحسنة.
سكسكة
وتابع: كان مطلوبًا مني أداء دور شخصية منحلة في غاية الصفاقة، وفي الإستوديو وجدت غرفة تجلس بها نساء من الكومبارس والمجاميع، سمعت حوارات غاية في السفالة وقلة الأدب، استأذنت منهم وجلست أستمع إلى كلامهم، فأعطوني شحنة من قلة الأدب والشتائم والكلام القذر وجدتها تتناسب مع دوري في بيت دعارة، استقريت على طريقة التنفس ووحركة الأيدي وطريقة المشي.
لقد انطبعت شخصية سكسكة في رأسي بشكل كبير، ولم أفكر في تداعيات هذا الدور من شدة التقمص، ولطباعي في العمل بإنجاز أي عمل يسند إلي بإخلاص وإتقان.
قبل التصوير، همست في أذن حسام الدين مصطفى: "أرجوك، أنا لا أعرف كيف سأؤدي هذا الدور، فأنا متقمص الشخصية تمامًا ولكن لو رأيتني تجاوزت حدود المسموح والأدب عليك أن توقفني"، هز المخرج رأسه موافقًا وبدأ التصوير.
محمود عبد العزيز
كان المشهد الأول أمام الفنان محمود عبد العزيز، وقبل أن نبدأ سألني حسام الدين مصطفى: "أنت مقولتليش هنسميك ايه؟"، فقلت له: "ايه رأيك في سكسكة؟"، فصاح: "أيوة حلو ده... سكسكة".
الوقوف أمام محمود عبد العزيز ليس سهلًا، فهو ممثل يغطي تكوين شخصيته على أي ممثل آخر أمامه، لكنني اجتهدت كثيرًا، وبعد انتهاء المشهد ضج الإستوديو بالتصفيق لي وللفنان محمود عبد العزيز.
وعرض الفيلم وحقق نجاحًا كبيرًا قبل أن تتخذ الحكومة قرارًا بإيقاف عرضه هو وفيلم "خمسة باب" بسبب جرأة الفيلمين، قبل أن يقوم صناعهما بمقاضاة الحكومة، ويعاد عرضهما فيما بعد ويحققان نفس النجاح ولفترة طويلة