رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في قري مصر

توثيق محو الأمية.. شذى يحيى تروى رحلة "كيمو" مع عطيات الأبنودى

كمال خليفة
كمال خليفة

فقدت الحركة التشكيلية المصرية اليوم واحد من أهم داعميها والمحافظين على تراثها المصور الكبير ومدير اتيليه القاهرة سابقا الفنان كمال خليفة، يعد واحدا من الفنانين المصورين المعدودين في مصر، عرفت أعماله بأصالتها الثقافية حيث جاءت من قلب البيئة وتفاصيل الحياة اليومية؛ وترجع أصالتها الفنية للميلاد الأول له والذي جاء تحت سطوة صورة الطبيعة التي جاءت ككتاب الدنيا المفتوح على الحياة، أجاد خليفة قراءته وترجمته بصريا عبر عدسة ممتلئة بالشغف في تصدير روح ما تلتقطه.

تحدثنا الباحثة والناقدة التشكيلية شدي يحيي عن مشروع الفنان المصور كمال خليفة وأهم ما يميزه بالصور في التالي:

كمال خليفة شارك بتصوير مقابر بني حسن والعمارنة

قالت شذى يحيي "ساهم فى رفع وتصوير مقابر بنى حسن والعمارنة وقام بتصوير تجربة محو الأمية فى قرى ومحافظات مصر بالاشتراك مع الراحلة عطيات الابنودى وتصدرت إحدى صوره غلاف مجلة المجلس الثقافى البريطانى، وكانت لمدرسة فى الخلاء بسانت كاترين وساهم فى تصوير وإعداد كتاب نهر الفن والحياة عن الراحل العظيم حسن فؤاد".

كمال خليفة جعل من أتيليه القاهرة محطة لكبار الفنانين والمثقفين مصريين وعربًا 

تبقى محطة أتيليه القاهرة محطة مفصلية فى حياة الراحل في وجود عمالقة الفن إنجى أفلاطون وحسن سليمان وراتب صديق وجيلهم الذهبى من المثقفين والفنانين مثل نجيب محفوظ وفؤاد حداد، واستطاع كمال خليفة إدارة نشاط ثقافى ثرى وفتح الأبواب للعشرات من شباب المبدعين ينتمون لأجيال مختلفة لعرض إبداعهم وهم اليوم فى صدارة المشهد الثقافى، وحرص على إقامة أمسيات فكرية وفنية وسينمائية واستضافة مثقفين عربا وأجانب لإثراء النشاط فى الاتيليه. 

وحتى بعد تقاعده دأب الفنان على دعم كل المبادرات الثقافية والفنية الفردية بالحضور والمتابعة وتشجيع الأجيال الجديدة سواء ملتقى البرلس للرسم على الحوائط أو الحيطة فى الفسطاط وأى مبادرة أخرى يقوم بها زميل لنشر المحبة والجمال، ربما تجلى هذا فى حرصه على حضور المعارض الفنية والالتقاء بالمثقفين ومتابعة الحركة حتى اليوم الأخير من حياته .

 أشارت يحيى إلى أن كيمو، كما كان يحب، أن ينادى بروحه المرحة الطيبة التى جعلته دائما محل تقدير وترحيب فى الأوساط الثقافية. 

ولد كمال خليفة بالقاهرة فى حر روض الفرج الشعبى ما جعله دائما مغرما بالصورة والحالة الشعبية وبالناس البسطاء وباحثا فى كل لحظة من حياته عن الجمال المصرى الأصيل فى ثنايا المشهد والكادر، وتكريس صفحته على الفيس بوك للثقافة واستعراض اللوحات الفنية والكتب والإصدارات والملتقيات الفنية.

وختمت شذى يحيى كانت آخر كلماته على الصفحة أحبكم، وسيحتفى به أحبته فى أتيليه القاهرة الذى شهد عصره الذهبى على يديه الخميس المقبل، يبقى التأكيد على أن إرث كمال خليفة في عالم التصوير هو شهادة على كيفية تحول الفوتوغرافيا إلى أكثر من مجرد صورة؛ إنها نافذة إلى قصص لم تُرو بعد.