رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التدريب المهني كحاجز أمام البطالة.. كيف تؤهل مبادرة "بداية" الشباب لسوق العمل

مبادرة بداية جديدة
مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان"

تعد البطالة واحدة من أكبر التحديات التي تواجه العديد من الدول، حيث تؤثر سلبًا على الاقتصاد والمجتمع بشكل عام، وللتعامل مع هذه المشكلة، أصبح التدريب المهني أحد أهم الأدوات التي تسهم في تقليل معدلات البطالة، خاصة بين الشباب. 

في هذا السياق، تأتي مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان" لتكون مثالًا حيًا على كيفية استخدام برامج التدريب المهني والتوعية لتمكين الشباب من الانخراط في سوق العمل وتوفير فرص حقيقية لهم.

دور التدريب المهني في تقليل البطالة

يهدف التدريب المهني إلى تزويد الأفراد بالمهارات التقنية والعملية اللازمة لتأهيلهم للانخراط في مختلف المهن التي يطلبها سوق العمل.

 من خلال برامج متخصصة، يسهم التدريب المهني في رفع مستوى التأهيل الأكاديمي والمهني للأفراد، ما يجعلهم أكثر قدرة على التكيف مع متطلبات الشركات والمؤسسات، كما يساعد في تقليل الفجوة بين التعليم الأكاديمي ومتطلبات سوق العمل، حيث يعزز من فرص الشباب للحصول على وظائف مناسبة.

مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان" وبرامج التدريب المهني

ومبادرة “بداية جديدة لبناء الإنسان” تأتي بين المبادرات التي تهدف إلى تقليل البطالة وتوفير التدريب المهني في مصر، وهي تلك المبادرة التي أطلقها الدكتور خالد عبدالغفار، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان. 

ومنذ انطلاقها، قدمت المبادرة أكثر من 103 مليون خدمة متنوعة في مجالات مختلفة، بما في ذلك التدريب المهني ورفع مستوى الوعي في مختلف القضايا الاجتماعية والاقتصادية.

برامج تدريبية متنوعة للشباب والمرأة

تسعى المبادرة إلى تأهيل الشباب من خلال مجموعة واسعة من البرامج التدريبية التي تشمل مختلف المجالات.

على سبيل المثال، يتم تدريب الشباب في مهارات تقنية متقدمة، مثل البرمجة، والصيانة، والخدمات الفنية، إلى جانب تعلم المهارات الإدارية والتسويقية، كما تقدم المبادرة أيضًا تدريبًا متخصصًا للنساء، مثل تدريب المرأة الريفية على إدارة الأعمال الصغيرة، والذي بلغ عدد المستفيدات منه 21 ألف سيدة، وهذا النوع من التدريب يسهم في تمكين المرأة اقتصاديًا ورفع مشاركتها في سوق العمل.

الشراكات بين القطاعين العام والخاص

ونجاح المبادرة لا يقتصر فقط على تقديم التدريب المهني، بل يشمل أيضًا إقامة شراكات بين القطاعين العام والخاص، ومن خلال هذه الشراكات، يتم تقديم برامج تدريبية متخصصة تتماشى مع احتياجات سوق العمل الفعلي.

 كما يساهم القطاع الخاص في توفير فرص عمل للشباب المتخرجين من هذه البرامج التدريبية، مما يعزز من فرص توظيفهم ويسهم في تقليص معدلات البطالة.

وتعد هذه الشراكات خطوة هامة في تحقيق التكامل بين احتياجات السوق ومتطلبات التدريب، وبالتالي تعزيز فرص الشباب في العثور على وظائف مناسبة.

أمثلة على المهن التي يستهدفها التدريب المهني

تشمل برامج التدريب المهني في مبادرة "بداية" عددًا من المهن التي تتناسب مع احتياجات سوق العمل، ومن أبرز هذه المهن:

1- التقنيات الحديثة والبرمجة: يستهدف هذا التدريب تجهيز الشباب بالمهارات اللازمة للعمل في مجالات التكنولوجيا الحديثة مثل البرمجة وتصميم المواقع الإلكترونية.

2. الحرف اليدوية والصناعات الصغيرة: تدريب الشباب في مجالات مثل النجارة، والكهرباء، والسباكة، وصناعة الحرف اليدوية، التي تحتاج إليها الأسواق المحلية.

3. التمويل وإدارة الأعمال: تدريب الشباب على المهارات المالية والإدارية التي تؤهلهم للعمل في الشركات الصغيرة والمتوسطة أو حتى بدء مشاريعهم الخاصة.

4. الزراعة المستدامة والإنتاج الحيواني: تدريب المزارعين والمهنيين في مجال الزراعة على استخدام تقنيات حديثة لتحسين الإنتاجية وتوفير فرص عمل في المناطق الريفية.

أثر المبادرة في سد احتياجات سوق العمل

وتسهم مبادرة "بداية" بشكل كبير في سد الفجوة بين التعليم الأكاديمي واحتياجات سوق العمل من خلال توفير برامج تدريبية متخصصة، ومن خلال تمكين الشباب والمرأة، تساهم المبادرة في توفير قوة عاملة مؤهلة تلبي احتياجات السوق المحلي والدولي

كما أن البرامج التدريبية التي تقدمها المبادرة تركز على تطوير المهارات اللازمة في القطاعات التي تشهد طلبًا متزايدًا في سوق العمل، مثل قطاع التكنولوجيا، والخدمات الصحية، والصناعات الصغيرة، وهذا التوجه يساهم في دعم الاقتصاد الوطني ويساعد في تقليل معدلات البطالة، حيث تزداد فرص العمل المتاحة للخريجين.