فى ذكرى رحيل ياسر عرفات.. فلسطينيون لـ"الدستور": "سيبقى نضاله وتاريخه إرثًا لكل الأجيال"
يصادف اليوم الذكرى العشرون لارتقاء القائد والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات "أبوعمار"، الذي لم يكن مجرد زعيم سياسي، بل كان رمزًا للثورة الفلسطينية.
ارتدى كوفيته رمز الهوية والنضال الوطني، حمل غصن الزيتون في يد والبندقية في اليد الأخرى، يسعى للسلام ويقاتل من أجل الحقوق، وظل يناضل حتى الرمق الأخير رافعًا لواء "ثورة ثورة.. حتى النصر".
في ذكرى وفاته الـ20، وجه عدد من المفكرين والسياسيين الفلسطينيين، من خلال الدستور، كلمات ورسائل للزعيم الراحل، مؤكدين أنهم سيبقون على العهد حتى النصر.
اسبيته: كان أبًا لجميع الشعب الفلسطيني بكل فصائله
قال القبطان محمد اسبيته مستشار هيئة الموانئ الفلسطيني السابق والمحلل السياسي الفلسطيني، إن ذكري استشهاد أبوعمار تمثل جزءًا لا يتجزأ من التاريخ الفلسطيني، فكان عرفات الأب الروحي للشعب الفلسطيني كله بكل فصائله، وكانت كوفيته التي لا تتعدى مساحتها مترًا مربعًا من القماش خيمة تظلل لكل أبناء الشعب الفلسطيني بكل أطيافه وفصائله، كان القائد والأب والأخ والزعيم والحبيب لكل فرد من أفراد الشعب الفلسطيني نفتقده اليوم ونفتقد حضوره الطاغي في كل أنحاء العالم، كان يمثل فلسطين بحق وقوة، كان زعيمًا وقائدًا وأبًا لكل أبناء شعبه بدون تفرقة.
وتابع اسبيته، في تصريحات لـ"الدستور": "نحن نستذكر في هذه اليوم الذى يواكب ذكرى استشهاد أبوعمار، نترحم على أيام أبوعمار، يوم كانت لفلسطين كلمة ومقدار، وكان يجوب العالم كله من أجل فلسطين ولم يتنازل عن أي من ثوابت الشعب الفلسطيني على الإطلاق وذهب لأبعد الأماكن بالعالم من أجل الدفاع عن شعبه وتأكيد أهمية القضية الفلسطينية".
وأكد القبطان الفلسطيني أن الكل اليوم يفتقد ياسر عرفات فكان الأب الحنون لكل الشعب الفلسطيني وكانت كوفيته كالعلم الفلسطيني نشرها بكل العالم وعندما اتخذ قراره بالعودة للأرض الفلسطينية كان يريد أن يثبت أن الشعب الفلسطيني موجود ويستحق دولة فلسطينية على أرضه وأدخل نصف مليون فلسطيني إلى أراضيهم المحتلة.
وتابع اسبيته: "حتى ولو كانت هناك عيوب في اتفاقية أوسلو التى وافق عليها عرفات فإنه كان يعرف ذلك ولكنه اختار أحد الخيارات الصعبة لشعبه لم يكن بيده أى خيار آخر سوى ما كان موجودًا، واليوم كل الشعب الفلسطيني يتذكر ويحيي ذكرى استشهاد القائد البطل الزعيم أبو الفلسطينيين ياسر عرفات".
حداد: مسيرة أبوعمار مليئة بالدروس والعبر يتوارثها جيل
قالت الدكتور تمارا حداد الكاتبة والباحثة السياسية الفلسطينية: حياة الزعيم الراحل كانت مسيرة حاشدة في الثورة المعاصرة، فنجح في تحويل الانتكاسات إلى انتصارات مسيرة مليئة بالدروس والعبر التي ما زالت مسيرته تورث لأجيال وأجيال لاحقة وتسير على نهجه النضالي الوطني من أجل نيل حق تقرير المصير والاستقلال الفلسطيني والانعتاق من الاحتلال الإسرائيلي.
وأضافت حداد، في تصريحات لـ"الدستور": غاب الشهيد أبوعمار ولحقه آلاف من الشهداء في الضفة الغربية وقطاع غزة، وما زالت فلسطين تقدم الغالي والنفيس لأجل فلسطين وحريتها وتحقيق حلم الدولة الفلسطينية.
وتابعت حداد: "ما زالت تضحيات الشعب الفلسطيني قائمة لم تتوقف طالما الاحتلال جاثم على قلوب الشعب الفلسطيني وطالما الحروب قائمة وطالما الأسرى الفلسطينيون داخل المعتقلات الإسرائيلية وطالما الضفة الغربية مليئة بالمستوطنات التي كل يوم تزداد بقرار الجيش الإسرائيلي، ناهيك عن المستوطنين المتطرفين الذين يستخدمون السلاح الفردي ضد العزل الفلسطينيين".
وأكد حداد أن مسيرة أبوعمار مليئة بالدروس والعبر يتوارثها جيل بعد جيل، دروس الثورة ودروس التصميم والاستعداد وبناء الدولة والمؤسسات الفلسطينية وبناء نواة الدولة الفلسطينية التي حلم بها كل فلسطيني صغير وكبير.
وشددت حداد على أن مسيرة عرفات مليئة بالنضال الوطني بعيدًا عن الأجندات الخارجية، رفض في آخر عمره وناضل وقاوم الاحتلال من أجل إرسال رسالة لا حلول إلا بإيجاد حل سياسي دائم للشعب الفلسطيني.
عبدالعاطي: نحتاج لفكر ومسيرة عرفات في هذه الأيام
فيما قال الدكتور صلاح عبدالعاطي رئيس الهيئة الدولية لدعم فلسطين "حشد"، إنه في هذا الوقت بالذات الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية تحتاج لفكر ومسيرة ودور ياسر عرفات، هذا القائد التاريخي الذى كرس حياته من أجل فلسطين، ولعب دورًا مهمًا في نقل القضية الفلسطينية إلى المحافل الدولية وشكل إجماعًا لدى كل الفصائل والمكونات الفلسطينية.
وأضاف عبدالعاطي، في تصريحات لـ"الدستور"، أبوعمار كان قائدًا استثنائيًا على كل المقاييس في الداخل والخارج، وفكر عرفات الذى قام على الوطنية الفلسطينية والنضال من أجل استرجاع الحقوق الوطنية الفلسطينية، وسيبقى إرثه ومسيرته وحياته حاضرة في المشهد الفلسطيني يستلهم منها الدروس والعبر وتشكل فضاء إلى كل من يرغب في معرفة دور القائد الذى يمكن أن يلعبه في أدق المحطات التاريخية التي يعيشها الشعب الفلسطيني.
وتابع عبدالعاطي: "نحن الآن في حرب إبادة جماعية تتطلب منا استمرار النضال الوطني من أجل استرجاع الحقوق ومنع الاحتلال الإسرائيلي من تصفية القضية الفلسطينية، وفي هذا المشهد نحن نحتاج ياسر عرفات ونحتاج أن نتعلم من مسيرته وأن نعيد بناء منظمة التحرير الفلسطينية التي كان يقودها هذا القائد بواقعية ثورية ونحن أحوج ما نكون إلى المصالحة الوطنية لضمان قدرة أعلى للشعب الفلسطيني لحماية حقوقه ومواجهة التحديات والتهديدات".
واختتم عبدالعاطي تصريحاته، قائلًا: "سلامًا لروح القائد الكبير ياسر عرفات، ونحن على الدرب، إنها ثورة حتى النصر كما كان يردد دائمًا زعيمنا الراحل".
أبوعطيوي: نتمسك بتاريخ وإرث أبوعمار
من جانبه، قال الكاتب الصحفي الفلسطيني ثائر أبوعطيوي، إنه تأتي الذكرى السنوية لرحيل الرئيس عرفات في ظل استمرار الحرب والعدوان المتواصل على قطاع غزة، ووسط عمليات القتل والاعتقالات والاجتياحات والمداهمات والتهويد وتوسيع رقعة الاستيطان في الضفة الغربية والقدس.
وأضاف أبوعطيوي، في تصريحات لـ"الدستور"، أن ذكرى رحيل عرفات تأتي في ظل ظروف استثنائية ومعقدة تعيشها القضية الفلسطينية على المستوى الداخلي والخارجي، في ظل حرب إبادة مسعورة وانقسام سياسي وغياب أي رؤية سياسية وانعدام أي أمل يلوح بالأفق بالوصول إلى حلم الدولة والاستقلال الذي كان ياسر عرفات متمسكًا به ودفع حياته ثمنًا لتمسكه المتجذر بالثوابت الوطنية للقضية الفلسطينية.
وتابع الكاتب الفلسطيني: "إن ذكرى رحيل الرئيس عرفات تأخذنا نحو القراءة العامة في السيرة والمسيرة السياسية والوطنية لحياته، وكيف استطاع طوال سنوات النضال من أجل عدالة القضية الفلسطينية أن يحافظ على الوحدة الوطنية واستقرار التحالفات الإقليمية والمحافظة على التوازنات العالمية في إطار المصلحة الفلسطينية العامة، التي لا علاقة لها بمصالح شخصية أو حزبية أو إقليمية، بل كان العنوان الوطني كلنا لفلسطين، لهذا نجح الرئيس الراحل بانتزاع الحق الفلسطيني من خلال اعتراف العالم أجمع بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة".
وأكد أبوعطيوي أن ذكرى استشهاد عرفات تجعل كل أبناء الشعب الفلسطيني اليوم تتمسك في تاريخ وإرث ياسر عرفات السياسي والإنساني معًا، لأنه الذي قدم مصالح الشعب على أي مصلحة أخرى مهما كانت، فهو الذي كان يعتبر أن الإنسان الفلسطيني رأس المال الوطني للقضية والعنوان المستمر للحرية والانتصار، الذي زرعه ياسر عرفات في عيون أطفال فلسطين، من أجل تحقيق حلم الدولة والاستقلال وإقامة الدولة.
واختتم أبوعطيوي تصريحاته، قائلًا: "في ذكرى رحيل عرفات سيبقى تاريخ نضاله الوطني والسياسي إرثًا لكل الأجيال القادمة، وستبقى سيرته العطرة عنوان الاستمرار في النضال الوطني المشروع، وستبقى صورته ذات الابتسامة صورة خالدة تعطي الأجيال الفلسطينية القادمة على الدوام مساحات من الأمل من أجل مستقبل وطن".