رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

منها حفر بئر ومنزلق خطير.. أسرار حجرة الدفن عند المصريين القدماء؟

 ما أسرار حجرة الدفن
ما أسرار حجرة الدفن عند المصريين القدماء؟

اهتم المصريون القدماء، بمكان حجرة الدفن ومحتوياتها، كما اهتموا بمأكلهم وشرابهم، فشغلت المقابر وجاهزيتها، مساحة كبيرة من تفكير المصريين القدماء، ونستعرض في التقرير التالي، أسرار غرفة الدفن عند المصري القديم.

أسرار ومواصفات حجرة الدفن 

ووفقًا لما كشفه العالم الأثري سليم حسن، في موسوعته “مصر القديمة”، أنشأ المصري القديم بابًا وهميًا وبئرًا يؤديان إلى حجرة الدفن، وكان يصل عمق هذا البئر أحيانًا إلى نحو أربعين مترًا، وهذه الآبار كان الجزء العلوي منها مبنيًّا بالأحجار إلى أن يصل إلى الصخر فينحت فيه إلى العمق المطلوب، ثم تنحت في النهاية حجرة الدفن في أحد جوانب البئر.

 وكانت المقبرة مساحتها تختلف حسب مقدرة المتوفى، فكانت تبلغ أحيانًا ٧ في ٦ مترًا، وكان يدفن المتوفى إما على رقعة الحجرة مباشرة، أو في تابوت من الحجر الجيري، أو الجرانيت حسب الأحوال.

وعن محتويات غرفة الدفن، كان يوضع حول هذا التابوت كل الأثاث المأتمي الذي كان يظن المتوفى أنه في حاجة إليه في آخرته، وأحيانًا كانت توجد حجرة الدفن سليمة لم يمسها إنسان من قبل، ومع ذلك لم نجد مع المتوفى أي أثاث مأتمي، فما السبب؟

يوضح العالم الأثري، أن وضع الأثاث المأتمي في حجرة الدفن كان يتوقف على الاعتقادات الدينية لصاحب المقبرة نفسه.

منزلق خطير يؤدي لـ حجرة الدفن

وأحيانًا كان يستعاض عن حفر بئر عمودية في قلب المصطبة بحفر منزلق في إحدى جوانب المقبرة يؤدي في النهاية إلى حجرة الدفن التي كان موقعها دائمًا خلف الباب الوهمي، وكان هذا المنزلق يصنع لسببين، أولهما لتسهيل إدخال التابوت في حجرة الدفن، وثانيهما لتضليل اللصوص.

ويلفت العالم الأثري سليم حسن أنه في كلا الحالين سواء أكان البئر، أو المنزلق مؤديًا إلى حجرة الدفن، فإن اللصوص كانوا يعانون المشاق العظيمة في الوصول إلى مكان حجرة المتوفى، وذلك لأن البئر كان يملأ بعد الدفن بالبقايا المتخلفة من نحته.

علامات تشير إلى سلامة حجرة الدفن

ويكشف سليم حسن، كيف كان يعرف الأثريين سلامة "حجرة الدفن"، موضحًا إذا وجد أحجار صغيرة وحصى تملأ فوهة البئر، وكانت كلها مكونة من مخلفات النحت لم يخالطها شيء آخر عرف أن حجرة الدفن سليمة، وقد ثبتت هذه النظرية في الآبار التي وجدت على هذه الحالة. 

أما الآبار التي نهبت فنجد في فوهتها أجسامًا غريبة، وهذا دليل على أنها نهبت من قبل، هذا إلى أن حجر الدفن كان يسد بابها بأحجار ضخمة، أما المنزلق فكان يقفل من أوله إلى آخره بأحجار ضخمة من الحجر، الواحدة تلو الأخرى مما يجعل انتزاعها من المنزلق صعبًا.

الأبواب الوهمية
الأبواب الوهمية

بئر كاذب بجوار البئر الحقيقي في المقبرة

واكتشف الأثريون، في عدد من الحفائر في منطقة الأهرام، وجود أيضًا “بئر كاذب” بجوار البئر التي تؤدي إلى حجرة الدفن، أي بئر أخرى لا تؤدي إلى حجرة دفن، وتعم هذه الظاهرة في أكثر من مائة وخمسين مصطبة، وهذا يعني  أنه يوجد بجوار البئر الحقيقية بئر أخرى لا تؤدي إلى حجرة دفن، ويشير بعض الأثريين إلى أنها “بئر وهمية” للمقبرة، كما أن لها بابًا وهميًّا، اللذان بدورهما تدخل منه “الروح” لتحل في الجسم وتغذيه حتى لا يموت أبدًا، بحسب اعتقاد المصريين القدماء