رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الإخوان: إرث من الجرائم التي لا تُنسى

الاخوان
الاخوان

منذ نشأة جماعة الإخوان المسلمين في مصر عام 1928 على يد حسن البنا، واجهت الجماعة انتقادات واتهامات عديدة تتعلق بجرائم وعنف طالت المجتمع المصري وغيره من المجتمعات،  لقد كانت الجماعة تسعى لتحقيق أهداف سياسية واضحة، مستخدمة الدين كغطاء لتبرير أعمالها التي كثيرًا ما اعتمدت على العنف والترهيب، مما أدى إلى إلحاق أذى كبير بشعوب ودول مختلفة.

اغتيال الشخصيات السياسية: مسار الدم والتصفيات

من أبرز الجرائم التي نسبت إلى الإخوان المسلمين كانت اغتيال الشخصيات السياسية. ويعتبر اغتيال القاضي أحمد الخازندار عام 1948 واغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي في العام نفسه، من أبرز الأمثلة على هذه الجرائم، كانت هذه الجرائم تهدف إلى تكميم الأفواه والتخلص من أي شخص يُعَارض أهداف الجماعة أو يشكل تهديدًا لسلطتهم، مما أدى إلى حالة من الخوف والهلع بين السياسيين والمجتمع بأسره وقد اتضح لاحقا أن الجماعة كانت تمتلك "تنظيمًا سريًا" مسؤولًا عن تنفيذ مثل هذه العمليات العنيفة.

تأسيس التنظيمات السرية: الطريق إلى الإرهاب

لم تتوقف أنشطة الإخوان عند حدود مصر، بل تجاوزتها لتشمل تأسيس ودعم تنظيمات سرية مسلحة في مختلف أنحاء العالم،  كانت هذه التنظيمات تهدف لنشر الفوضى وعدم الاستقرار تحت شعارات إسلامية، وقدمت نفسها على أنها حركات تحرير وطني، بينما كانت تعمل على إثارة الانقسامات وتحقيق أهداف سياسية خاصة بالجماعة،  هذا الأسلوب التنظيمي كان سببًا رئيسيًا في ظهور العديد من الحركات الإرهابية التي لا تزال تهدد الأمن والاستقرار العالمي حتى اليوم، حيث استلهمت من نهج الإخوان أفكار التطرف والعنف

تفجيرات ومؤامرات: استهداف الأبرياء لتحقيق المصالح

في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، شهدت مصر سلسلة من التفجيرات والمخططات التخريبية التي نُسبت إلى الإخوان المسلمين، حيث كانت الجماعة تستخدم وسائل الإرهاب لترهيب الدولة والمجتمع، حتى يتم الرضوخ لمطالبها،  ومن بين أبرز تلك الحوادث كانت محاولة اغتيال الرئيس الراحل جمال عبد الناصر عام 1954 في المنشية، التي كشفت عن الوجه الحقيقي للجماعة وأهدافها التخريبية،  وقد أدى ذلك إلى موجة من الاعتقالات والنفي لأعضاء الجماعة، وتكشّفت للجمهور حقيقة هذا التنظيم السري الذي لا يتوانى عن التضحية بحياة الأبرياء.

الإخوان بعد الربيع العربي: هيمنة مؤقتة وسقوط مدو

بعد ثورات الربيع العربي، عادت جماعة الإخوان المسلمين إلى الواجهة بقوة، مستغلة حالة الفوضى وعدم الاستقرار التي عاشتها بعض الدول العربية،  تولت الجماعة السلطة في بعض البلدان، وأبرزها مصر، حيث فاز محمد مرسي بالرئاسة في عام 2012،  ومع ذلك، سرعان ما بدأت تظهر نوايا الجماعة الحقيقية عندما شرعت في تغيير هوية الدولة، ومحاولة السيطرة على جميع مؤسساتها، من خلال تعيين الموالين لها، وتهميش القوى المعارضة، هذا الاستبداد السريع أدى إلى ثورة شعبية انتهت بعزل مرسي عام 2013، وعودة الجماعة إلى الملاحقة القانونية

خاتمة: دروس من التاريخ ومستقبل مجهول

جماعة الإخوان المسلمين، بما لها من تاريخ طويل في استخدام العنف والتآمر، تركت إرثا من الجرائم التي يصعب نسيانها، ورغم محاولاتها المتكررة لتجميل صورتها أمام الرأي العام، فإن السجل الأسود للجماعة يظل شاهدًا على ممارساتها التي تسببت في نشر الفوضى والدمار في العديد من الدول.

مبنى الإسماعيلية 

في عام 2013، شهد مبنى محافظة الإسماعيلية أحداث عنف وتخريب كبيرة، حيث تعرض لاعتداءات من قِبَل عناصر تابعة للإخوان المسلمين ومجموعات من البلطجية. شملت أعمال التخريب إضرام النيران في المبنى، وتحطيم الواجهات الزجاجية، وتدمير الأثاث المكتبي. ولم يقتصر الأمر على التخريب فقط، بل امتد إلى النهب، حيث تمت سرقة الأجهزة الكهربائية والإلكترونية الموجودة في المحافظة.

واجهت اللجان الشعبية والقوات الأمنية التي كانت تتولى حماية المبنى اعتداءات عنيفة، إذ أطلق المخربون الأعيرة النارية باتجاههم، مما أدى إلى وقوع إصابات بين صفوف المدافعين عن المبنى.

في محاكمة لاحقة عقدتها محكمة جنايات الإسماعيلية في أكاديمية الشرطة، أصدرت المحكمة أحكامًا قاسية بحق المتهمين في هذه الأحداث، حيث حُكم على محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، و35 آخرين بالسجن المؤبد، كما عوقب تسعة متهمين بالسجن لمدة 15 عامًا، وعشرين آخرين بالسجن عشر سنوات، و19 آخرين بالسجن ثلاث سنوات، نتيجة تورطهم في أعمال عنف وقعت بمدينة الإسماعيلية بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي في.2013

يظل السؤال المطروح: هل ستتوقف هذه الجماعة عن استخدامها للعنف لتحقيق مصالحها؟