رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"مصر القديمة في كتابات نجيب محفوظ بين التاريخي والروائي" بمكتبة ديوان

نجيب محفوظ
نجيب محفوظ

تستضيف مكتبة ديوان بمصر الجديدة، ثاني ندوات سلسلة "ديوان محفوظ" بعنوان "مصر القديمة في كتابات نجيب محفوظ بين التاريخي والروائي"، وتتناول روايات محفوظ التاريخية "كفاح طيبة، رادوبيس، عبث الأقدار، العائش في الحقيقة"، وذلك في تمام الساعة السابعة مساء يوم السبت الموافق 16 نوفمبر الجاري.

ومن المقرر أن تدير النقاش الكاتبة هبة عبد العليم، ويحل عليها ضيفًا الكاتب والروائي شريف شعبان، لمناقشة المحاور التالية: كيف اختلفت رؤية نجيب محفوظ للتاريخ المصري القديم بين كتابة الثلاث روايات الأولى وكتابة الرواية الرابعة؟، لماذا عاد نجيب محفوظ لكتابة الرواية التاريخية بعد ما يقرب من أربعين عامًا على كتابة ثلاثية مصر القديمة؟، وهل التزم محفوظ بالسردية التاريخية المعروفة للقصص التي تناولها، أم أعمل خيال الأديب في صياغة سردية متخيلة؟

روايات محفوط التاريخية

"كفاح طيبة" نُشرت للمرة الأولى سنة 1944، وهي الثالثة بين رواياته التاريخية في سلسلة الثلاثية التاريخية بعد عبث الأقدار (1939) ورادوبيس (1943)، وتصور كفاح شعب مصر في سبيل استرداد حريته وطرد الغزاة الهكسوس من بلادهم، في إسقاط تاريخي للأحداث على كفاح الشعب المصري في أوائل القرن العشرين للتحرر من الاحتلال البريطاني وتحقيق استقلاله. 

"رادوبيس" هي ثاني رواية في الثلاثية التاريخية التي كتبها الروائي المصري نجيب محفوظ في مطلع حياته الأدبية، وتميزت بأبعاد سياسية ألقت الضوء على الواقع المصري المعاصر إذ تطرقت لعلاقة الفرعون مع السلطة الدينية والزمنية وتفاعلاته مع العصيان الشعبي في سياق قصة علاقته الغرامية الغير شرعية مع رادوبيس النوبية.

عبث الأقدار (أو حكمة خوفو) هي أول رواية لنجيب محفوظ بدأ فيها مسيرته معتمدًا على الوسائل التقليدية للرواية، ومثلت هذه الرواية مع روايتي "رادوبيس" و"كفاح طيبة" المرحلة التاريخية في مسيرة نجيب محفوظ الروائية، وتمازجت الأسطورة مع التاريخ في هذه الرواية وألقت الضوء على العلاقات داخل الأسرة الفرعونية الحاكمة في عصر بناء هرم الفرعون خوفو، وتناقش الرواية الاستبداد والقوة وتطرح قضية الصراع بين الإرادة الفردية وحتمية القدر. 

"العائش في الحقيقة" هي رواية تاريخية لنجيب محفوظ، نشرت عام 1985 أي قبل ثلاث سنوات من حفل تسلمه لجائزة نوبل في الأدب، إذ كان "محفوظ" مولعًا بالتاريخ الفرعوني، فدفعه لإنتاج ثلاث روايات شهيرة في بداية مشواره الفني: "عبث الأقدار 1939، رادوبيس 1943، كفاح طيبة 1944"، وكان في نيته أن يواصل السلسلة ويكتب التاريخ الفرعوني كله بنفس الطريقة، وبعد سنوات طويلة وقع في يده كتاب باللغة الفرنسية عن إخناتون يتضمن آراء غريبة ومتناقضة لم يسمع بها من قبل، وأثار هذا الكتاب ما يحمله في وجدانه من تقدير لهذه الشخصية، وقرر التوقف عند "إخناتون" والكتابة عنه، فجاءت رواية "العائش في الحقيقة" لا تتضمن رؤية درامية بقدر ما هي عرض لوجهات النظر المختلفة في هذه الشخصية التاريخية المثيرة، خاصة أنه أضاف للرواية شخصيات من صنع خياله ليس لها أصل تاريخي.