رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فى ظل اختفاء نعيم قاسم خارج لبنان.. مَن يدير حزب الله من الداخل؟

  • ضابط إيراني برتبة عميد بفيلق القدس يدير الحزب وجبهاته بأمر الخميني
  • مَن هو أصغر صبوري؟ ولماذا يتخطى نفوذه الأمين العام الجديد للحزب؟

"مَن يدير حزب الله؟" سؤال يبدو سهلًا وبديهيًا للوهلة الأولى، خاصة بعد الإعلان في الأيام الماضية عن انتخاب نعيم قاسم أمينًا عامًا للتنظيم، وذلك بعد اغتيال حسن نصرالله وهاشم صفي الدين في غارات إسرائيلية على حارة حريك بالجنوب اللبناني. لكن مؤشرات عديدة تفيد بأن شيئًا ما يحدث داخل التنظيم، وأن إدارة ما تبقى من هيكله باتت غير معلنة، خاصة في ظل المعلومات المتواترة حول غياب نعيم قاسم عن لبنان حاليًا، رغم الإعلان عن توليه منصب الأمين العام.

منذ اغتيال حسن نصر الله، ظهر نعيم قاسم للإعلام ثلاث مرات. ويعتبر مراقبون أن ظهوره الأول كان مرتبكًا ومتعَرقًا، ثم ظهر بعد ذلك أكثر تماسُكًا، إذ وجد نفسه فجأة في خضم معركة عسكرية ضارية لم يعتد عليها، فهو رجل سياسة في الحزب، ولا علاقة له بالعسكرية وميادينها.

نعيم قاسم، الذي جاء من مقعد أستاذ "الكيمياء" في الجامعة اللبنانية، شارك في بداية حياته في اللجان المساندة لثورة الخميني في إيران. بدأ نشاطه السياسي في حركة أمل عام 1974 وتركها بعد خمس سنوات، ثم شغل منصب نائب الأمين العام لحزب الله منذ عام 1991. لكن الدور الأبرز لنعيم قاسم، كما يقول مقربون منه، كان في صياغة أيديولوجية الحزب، وله عدة مؤلفات حول المقاومة الإسلامية والفكر السياسي الشيعي، كما أنه لعب دورًا حاسمًا في توجيه سياسة حزب الله الداخلية وبناء التحالفات داخل الحكومة اللبنانية ومجلس النواب.

ورغم ما يشتهر به نعيم قاسم من مواقف حادة ضد إسرائيل وانتقاداته المستمرة للسياسات الأمريكية في الشرق الأوسط، وخطاباته الداعمة لإيران وجماعاتها الموالية في المنطقة، إلا أنه لا يمتلك زمام الإدارة العسكرية للمعارك أو المقاومة، حيث يوصف من قِبَل البعض بـ"الشخص الطيب".

تشير روايات متواترة من داخل حزب الله إلى أن قاسم ليس سوى واجهة للحزب تدير العلاقات مع الجماعات الأخرى، بينما يشرف على المعارك العسكرية ويقودها العميد أصغر صبوري، المساعد السابق لقاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني. ويعد صبوري أحد القادة المتخصصين في العمليات الخارجية بفيلق القدس، إذ يدير شبكة من التحالفات في المنطقة، بما فيها العلاقة الوثيقة مع حزب الله في لبنان، ويشرف على تدريب وتمويل الحزب عسكريًا ولوجستيًا، ويعتبر حلقة الوصل بين حزب الله في لبنان وسوريا وخامنئي.

بالبحث في تاريخ صبوري، نجد أنه اقترح سابقًا مواجهة الحظر والحرب النفسية المعادية لإيران بوجوب "إنشاء مقرات اقتصادية وتفعيل غرف حرب اقتصادية ضد العدو"، كما تفاخر في مرات أخرى بإفشال مخطط أمريكي ضد الانتخابات في العراق.