رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سيدة الاسكوتر..أم بسمة: "بوصل الطلبات للبيوت والشغل مش عيب"

سيدة الاسكوترأم بسمة
سيدة الاسكوترأم بسمة

داخل أحد الأحياء الشعبية بمدينة بنى سويف، وفى شقة بسيطة وصغيرة بالإيجار، تسكن أمل عبدالمنعم، وشهرتها «أم بسمة»، ذات الـ٥٣ عامًا، مع زوجها، الذى أصابه المرض بعد أن بلغ من الكبر عتيًا، ما اضطرها للعمل فى سنها هذه، بعد أن زوجت ابنتها الوحيدة، حتى تستطيع توفير متطلبات المعيشة.

فى شوارع وأحياء ومناطق المدينة الصعيدية تخرج «أم بسمة» يوميًا بحثًا عن الرزق لتعمل فى توصيل الطلبات للمنازل على «الاسكوتر»، حاملة رسالتها لأحفادها الثلاثة، ولكل من يراها بأن طلب الرزق الحلال ليس عيبًا، وأن عمل المرأة فى أى مهنة لا يعيب، طالما هدفه تحمل أعباء الحياة.

وقالت «أم بسمة»، لـ«الدستور»، إنها تقود اسكوتر لتوصيل الطلبات «دليفرى» للمنازل بمحافظة بنى سويف، واستطاعت كسر حاجز الخوف بالنزول إلى الشارع للبحث عن الرزق الحلال، من أجل مساعدة زوجها فى مصاريف المنزل.

وأشارت «أم بسمة» إلى أن اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، بتمكين المرأة كان داعمًا لها فى خطوتها الشجاعة التى تمثل تحديًا لبعض العادات والتقاليد فى الصعيد.

وأضافت: «تغلبت على كل التحديات، وقررت شراء (الاسكوتر) لتوصيل الطلبات للمنازل، من أجل مساعدة زوجى فى مصاريف المنزل ومتطلبات المعيشة، وأبدأ عملى من الساعة الرابعة مساءً وحتى منتصف الليل، وأتنقل بين الشوارع والأحياء، شرق وغرب النيل، لتوصيل الطلبات للمنازل».

وتابعت: «لا فرق بين الرجل والمرأة فى طلب الرزق، ولا فى أى عمل شريف، ودعم زوجى وابنتى ساعدنى على الاستمرار، وأيضًا تشجيع الناس لى أثناء عملى فى الشوارع، وكل هذا جعلنى فخورة بما أفعله».

ومن ناحيته، أعرب أحمد عبدالفتاح، زوج «أم بسمة»، عن سعادته بعمل زوجته، بعد أن أصبحت حالته الصحية صعبة وتجعله طريح الفراش بالمنزل، مؤكدًا أنه يدعمها دائمًا فى عملها لتوصيل الطلبات للمنازل، وأنه وافق على فكرة عملها على «الاسكوتر» فور أن عرضت عليه الأمر، لأنه فى النهاية عمل حلال.

وقال: «المرأة حظيت فى السنوات الأخيرة باهتمام الرئيس السيسى، وأصبحت حاليًا تعمل فى أى شىء، وعمل زوجتى لم يؤثر على احتياجات المنزل، بل أصبحنا قادرين على تلبية كل مطالبنا». أما أهالى بنى سويف، خاصة من السيدات اللاتى تحدثت «الدستور» إلى بعضهن عن «أم بسمة»، فأكدن أن عمل سيدة ما بمهنة دليفرى كان لافتًا فى المدينة، وأشرن إلى أنهن طلبن منها رقم تليفونها وتواصلن معها فور علمهن بعملها، وأنها أصبحت توصل لهن كل شىء فى أمان، مؤكدات دعمهن هذه المرأة التى تمثل واحدًا من النماذج المشرفة لنساء مصر.