رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بطريرك الأقباط الكاثوليك يشارك في قداس ختام أعمال الجمعية العامة العادية لسينودس الأساقفة

الأنبا إبراهيم إسحق
الأنبا إبراهيم إسحق

ترأس قداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان أمس في بازيليك القديس بطرس اختتم فيه أعمال الجمعية العامة العادية السادسة عشرة لسينودس الأساقفة، جاء ذلك بمشاركة  البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق، بطريرك الإسكندرية وسائر الكرازة المرقسية للأقباط الكاثوليك، ورئيس مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك بمصر.

وألقى الأب الأقدس عظة قال فيها يقدم لنا الإنجيل بارتيماوس، رجل أعمى يُجبر على التسوّل على جانب الطريق، شخص مُهمّش بدون رجاء، ولكن عندما سمع أن يسوع مارٌّ بالقرب منه، بدأ بالصراخ نحوه. كل ما تبقى له هو هذا: أن يصرخ ألمه ويحمل ليسوع رغبته في استعادة بصره. وبينما كان الجميع ينتهرونه لأن صوته كان يُزعجهم، توقف يسوع. لأن الله يصغي دائمًا إلى صرخة الفقراء، ولا تبقى أي صرخة ألم بدون أن يستجيب لها.

وتابع البابا فرنسيس يقول في ختام الجمعية العامة لسينودس الأساقفة، وإذ نحمل في قلوبنا الكثير من الامتنان لما تمكنا من مشاركته، نتوقف عند ما يحدث لهذا الرجل: في البداية، كان "جالِسًا عَلى جانِبِ الطَّريقِ يَستَعطي"، أما في النهاية، بعد أن دعاه يسوع واستعاد بصره، قام "وتبعه في الطريق". أول شيء يقوله لنا الإنجيل عن بارتيماوس هو أنه كان جالِسًا يَستَعطي. إن موقعه هو موقف شخص مُنغلق في ألمه، يجلس على جانب الطريق كما لو لم يكن هناك شيء آخر يفعله سوى أن ينال شيئًا من الحجاج الذين كانوا يعبرون في مدينة أريحا بمناسبة عيد الفصح. ولكن، كما نعلم، لكي نعيش حقًا لا يمكننا أن نبقى جالسين: لأنَّ الحياة هي على الدوام حركة، ومسيرة، وأحلام، وتخطيط، وانفتاح على المستقبل. وبالتالي فإن الأعمى بارتيماوس يمثل أيضًا ذلك العمى الداخلي الذي يوقفنا، ويبقينا جالسين، ويجعلنا جامدين وراكدين على هامش الحياة بدون رجاء.

وأضاف الحبر الأعظم يقول وهذا الأمر قد يدعونا للتفكير، ليس فقط في حياتنا الشخصية، وإنما أيضًا في كوننا كنيسة الرب، هناك أشياء كثيرة على طول الطريق يمكنها أن تجعلنا عميانًا، غير قادرين على التعرف على حضور الرب، وغير مستعدين لمواجهة تحديات الواقع، وأحيانًا غير كفوئين للإجابة على العديد من الأسئلة التي تصرخ نحونا كما فعل بارتيماوس مع يسوع. ومع ذلك، أمام أسئلة نساء ورجال اليوم، وأمام تحديات زمننا، ومتطلبات البشارة والجراح الكثيرة التي تؤلم البشرية، لا يمكننا أن نبقى جالسين. إن الكنيسة الجالسة، التي تكاد دون أن تدرك، أن تنسحب من الحياة وتقيد نفسها على هامش الواقع، هي كنيسة تخاطر في أن تبقى في العمى وأن تسترخيَ في بؤسها. وإذا بقينا جالسين في عمانا، فسنستمر في عدم رؤية احتياجاتنا الرعوية المُلحّة والمشاكل الكثيرة في العالم الذي نعيش فيه.

تابع الأب الأقدس يقول لنتذكر هذا إذًا: إنَّ الله يمرُّ، هو يمرُّ على الدوام ويتوقف لكي يعتني بعمى قلوبنا. ومن الجميل أن يدفعنا السينودس لكي نكون كنيسة مثل بارتيماوس: جماعة التلاميذ الذين، إذ يسمعون أنَّ الرب يمرُّ، يشعرون برعشة الخلاص، ويسمحون بأن توقظهم قوة الإنجيل ويبدؤون بالصراخ إليه. ويقومون بذلك من خلال جمعهم لصرخة جميع الرجال والنساء في الأرض: صرخة الذين يرغبون في اكتشاف فرح الإنجيل، والذين ابتعدوا عنه؛ والصرخة الصامتة لغير المبالين؛ وصرخة المتألمِّمين والفقراء والمهمشين؛ الصوت المكسور لمن لم يعد لديه حتى القوة لكي يصرخ إلى الله، إما لأنّ لا صوت له أو لأنه استسلم. نحن لسنا بحاجة إلى كنيسة تجلس وتستسلم، وإنما لكنيسة تجمع صرخة العالم وتلتزم في خدمة الرب.