سلوي جودة : "ولادة القارئ" أنطولوجيا جديدة تعيد الحياة للشعر العربي (خاص)
بالتزامن مع مرور خمسة عشر عاما على إصدار مجلة، “لايف إنكونترز”، للشعر والكتابة، صدر أمس الأنطولوجي الخامس، للكاتبة والمترجمة المصرية، دكتورة سلوي جودة، تحت عنوان "ولادة القارئ".
سلوي جودة تترجم 22 شاعر مصري وعربي
ويضم الأنطولوجي الخامس، للمترجمة سلوي جودة، نصوص من أعمال اثنين وعشرين شاعرا وأديبا عربيا من مصر والمغرب وتونس والجزائر وليبيا وسوريا والمملكة العربية السعودية والعراق ولبنان.
لكل من، الشاعر وديع سعادة، الشاعر حسن نجمي، الشاعر كمال عبد الحميد، الشاعر محمد الكفراوي، الشاعرة عائشة بصري، الشاعر أحمد نبوي، الشاعر مصطفى عبادة، الشاعر عزمي عبد الوهاب، الشاعر سامح محجوب، الشاعر أسعد الفخري، الشاعر علي الشلاه، الشاعر أحمد حسين حميدان، الشاعر المثنى الشيخ عطية، الشاعرة حبيبة محمدي، الشاعرة سميرا البوزيدي، الشاعر عزيز أزغاي، الشاعر على الحازمي، الشاعر عبد الوهاب الملوح، الروائي محمد بركة، الروائي القاص شريف صالح، والروائي علي حسن.
وجاء في مقدمة دكتورة سلوي جودة، للأنطولوجيا، الخامسة والمعنونة بـ “ولادة القارئ”: "«موت المؤلف» كما ورد في مقال رولاند بارث 1967هو نفي أن يكون النص صادرًا عن المؤلف، أو أنه تعبير عن تجربة المؤلف وخبرته في الحياة، والنتيجة نفي الذات المبدعة وأصالة المبدع، وهذه النظرة العدمية ما هي إلا جزء من نزعة شاملة تقصي ذات الفرد عن مركز الوجود الإنساني وتسعى إلى تقويض مركزية الذات الفردية بوصفها مصدر الإبداع الأدبي، وبوصفها العنصر الفاعل في حركة التاريخ وسلبها كل القيم الإنسانوية التي كافحت من أجلها طويلًا، وبعد أن أقصى بارث المؤلف وكل العناصر الأساسية للعمل الأدبي، أبقى على القارئ، بعد أن جرده من كل خبراته الإنسانية. يقول: «القارئ هو الفضاء الذي تنقش عليه كل الإحالات التي تتألف منها الكتابة من دون أن تفقد هويتها... فالقارئ بلا تاريخ وبلا سيرة وبلا سيكولوجية، هو فقط الشخص الممسك بكل الآثار التي يتشكل منها النص المكتوب... فولادة القارئ يجب أن تكون على حساب موت المؤلف».
سلوي جودة: الشعر جزء من بنيتي النفسية
وعن بداياتها في ترجمة الشعر، قالت دكتورة سلوي جودة في تصريحات خاصة لـ “الدستور”: الشعر جزء من بنيتي النفسية، ولقد سجلت ذلك في كتاب أقوم بإعداده عن سيرتي مع البيت الكبير بالقرية، التي أنتمي إليها روحيا والتي شكلت مشاهداتي وربما جزء من معارفي الفطرية، وبدأ الشعر يلتفت إلي مع راعي الحديقة السبعيني “أحمد أبو علي” في بيت جدتي الذي سمعته وأنا في السابعة من عمري وهو يرتجل الشعر في كل المواقف الحياتية وفي عبارات مموسقة تدخلني في حال لم أفهمه وقتها، وكنت أتعجب لماذا يتحدث بلغة مختلفة عن كل أهل البيت والعاملين فيه، واعتقدت حينها أنها لغة خاصة لرعاة الحدائق والبساتين.
ومن هذا السياق الجمالي الطبيعي بدأت رحلتي المعرفية ومحبتي للفنون وللألوان وللعزلة أيضا بين جدران مكتبتي، فأسعد الأيام تلك التي يكون لدي كتابا جديدا يضاف إلى رحلتي من أجل الفهم فهو وحده الذي يحقق لي السعادة، ويكفي أن أذكر أنه لم يمر يوما خلال الأربعة عقود الماضية دون قراءة وتأمل وتأويل ومحاورة معرفية وجمالية أو جدل فلسفي، هذه الأحوال، في الحقيقة، ساعدتني كثيرا في عملية الترجمة وفي تذوق النص وفي دعم حسي اللغوي أيضا، ولن أنسى أن أذكر أنني أثناء عملية الترجمة أعيش أحوال القصيدة كاملة، فلا أكون أنا أنا، فأنا الذات الشاعرة وربما الشاعر نفسه، أبكي إذا بكى، وينتفض قلبي مع انفراجة حاله، وأشعر بالوحشة مع نهاية رحلته مع قصيدته، وإن لم استدعي حال التوحد ذلك أثناء الترجمة فينتابني الشك وربما أترك النص ليوم آخر حتى يستدعيني إليه.