الكنيسة اللاتينية تحتفل بذكرى القدّيس يوحنّا الكابيسترانيّ
تحتفل الكنيسة اللاتينية، بذكرى القدّيس يوحنّا الكابيسترانيّ، الكاهن، الذي ولد في كابسترانو في ايطاليا عام 1386. درس القانون وعمل فترة في القضاء. ثم دخل رهبنة الآباء الفرنسيسكان وسيم كاهنا. فتفرغ للوعظ والرسالة في أنحاء أوروبا، ليقاوم الهراطقة ويُثَبِت المؤمنين في الحياة المسيحية. توفي في النمسا عام 1456.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: أيّها الربّ المحبوب، اجعَلني أراكَ اليوم وكلّ يوم في المَرضَى خاصَّتَك، وأخدمَكَ من خلال الاعتناء بهم. إن كنتَ تَختبئُ وراء الوجه المزعج للغاضب، والمُستاء، والمُتعجرف، امنَحني المقدرة أيضًا أن أعرفَكَ وأن أقولَ لكَ: "يا يسوع، أنتَ مريضي، كم هي ممتعةٌ خدمتُكَ". يا ربّ، هَبْني هذا الإيمان الذي يرى بوضوح، فلا تصيرَ مهمّتي مملّةً أبدًا، بل ينبعُ الفرح دومًا عندما أرتضي بنزوات الفقراء المتألّمين كلّهم وألبّي رغباتهم...
يا ربّ، بما أنّك يسوع مريضي، تكرَّمْ أيضًا عليّ بأن تكون لي يسوع الصبور، والمُتسامح مع أخطائي، والمُدرك لنيّتي التي تسعى إلى محبّتكَ وإلى خدمتكَ في شخص كلِّ واحد من هؤلاء المرضى. يا ربّ، زِدْ إيماني، وبارِكْ جهودي ومهمّتي، الآن وإلى الأبد.
صحيح أنّ الرسل والأنبياء نثروا بذور الزرع، إنّما الربّ هو الذي زرع بنفسه. لقد كان الربّ ساكنًا فيهم لأنّه حصد الزرع بنفسه. فمن دونه، لا يقدرون على شيء؛ أمّا هو، فيبقى كاملاً من دونهم. وهو قال لهم: "بِمَعزِلٍ عَنِّي لا تَستَطيعونَ أَن تَعمَلوا شيئاً". فما الذي قاله الرّب يسوع المسيح إذاً فيما كان يزرع في الأمم؟ "هُوَذا الزَّارِعُ قد خرَجَ لِيَزرَع". في نصّ آخر، أُرسِلَ الحصّادون لجني ثمار الزرع؛ أمّا في هذا النصّ، فالزارع هو الذي خرج ليزرع من دون أن يتذمّر من مشقّاته. لا يهمّه أن يقع بعض الحَبّ على جانب الطريق أو على أرض حَجِرة أو على الشوك... لأنّه لو أُحبِطَت عزيمته بسبب هذه الأماكن العقيمة، لما تابع سيره نحو الأرض الطيّبة!.