يخرج "عيد" يوميًا من منزله القاطن في منطقة دار السلام في القاهرة ساعيًا لجلب قوت يومه ومساعدة أسرته على متطلبات الحياة، وبعد الانتهاء من العمل مع والده داخل ورشته الصغيرة يستقل دراجته النارية "توكتوك" ويجوب بها الأزقة والشوارع لكسب القليل من المال، ثم يعود للجلوس بالقرب والدته المسنة.
في يوم خرج الشاب "عيد" من منزله بعدما قبّل يد والدته وبدأ يجوب الشوارع بالـ"توكتوك"، ولم يتوقف سوى لاستغاثة فتاتين من تحرش شاب ببهما، وعندها قرر التدخل لإنقاذهما.
دفع حياته ثمنًا لشهامته
وقف "عيد" أمام الشاب المتحرش ينصحه بعدم ارتكاب تلك الأفعال مع فتيات منطقته، إلا أن الرد كان ألفاظ نابية، قبل أن يتطور الموقف إلى مشاجرة بينهما بالأيدي فضها الجيران.
"لو راجل تعالى وأنا هعرفك أنا مين"، خرجت تلك الكلمات من فم الشاب المتحرش لاستدراج "عيد" إلى مكان بعيد عن الجيران، وظن "سائق التوكتوك" أن الأمر لن يتخطى سوى مشاجرة أخرى كسابقتها، وعند انعزالهما في المكان الذي أخبر به الشاب، اشتبكا متشاجران، وهنا سدد “المتحرش” طعنة نافذة في رقبة "عيد"، سقط إثرها جثة هامدة.
سندي في الدنيا مات
"تعالى ابنك مات"، استقبل والد "عيد" تلك الكلمات التي نزلت على قلبه كلصاعقة، ليهرول بعدها مسرعًا على المستشفي ليلقي نظرة الوداع الآخيرة على نجله الذي كان سنده في تلك الحياة، وفقًا لما ذكره والد المجني عليه في حديثه لجريدة" الدستور"، مطالبًا رجال الأمن بالقصاص العادل من المتهم بعدما حرمه من نجله وقتله بدم بارد.
تفاصيل الواقعة
كانت البداية بتلقي قسم شرطة دار السلام بلاغًا من أحد الأهالي يفيد بنشوب مشاجرة بين شخصان، وعلى الفور انتقلت الأجهزة الأمنية إلي مكان البلاغ، وتبين إنهاء حياة شخص يدعى "عيد"، وتم نقله إلى مشرحة المستشفى تحت تصرف جهات التحقيق من جانبه ألقت الأجهزة الأمنية القبض على المتهم، وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات.