تحمل دورة ملتقي صدي القصة المصرية اسمه
عمال المطبعة بهيئة الكتاب يفرضون الرقابة على خيري عبد الجواد.. القصة الكاملة
خيري عبد الجواد، والذي تحمل الدورة الثالثة لملتقي صدي ذاكرة القصة المصرية، اسمه، أطلق عليه العديد من الألقاب، من بينها “بورخيس” العرب ــ بحسب الشاعر عاطف عبد المجيد ــ ولد في بولاق الدكرور عام 1960.
قصة بوليسية أولي محاولات خيري عبد الجواد الإبداعية
شغف “عبد الجواد” بالقصص البوليسية في صغره وأدمن قراءتها، مما دفعه لكتابة أولي قصصه ــ قصة بوليسية ــ وهو في العاشرة من عمره متأثرا بهذا اللون الأدبي.
صدرت أولى مجموعات خيري عبد الجواد القصصية، في العام 1987، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، تحت عنوان “حكايات الديب رماح”، ومن ثم توالت أعماله الإبداعية والتي تنوعت بين السرد القصصي، والسرد الروائي. ففي الرواية صدر له، كتاب التوهمات، مسالك الأحبة، سلك شائك، العاشق والمعشوق، كيد النساء، الجني، نزهة المشتاق في حدائق الأوراق. فضلا عن دراساته في الأدب الشعبي، فصدر له كتاب “القصص الشعبي” في ثلاثة أجزاء، سيرة علي الزيبق المصري ــ السيرة الأصلية. كما طرحت له الهيئة المصرية العامة للكتاب، الأعمال الكاملة في مجلدين.
وحول خصوصية كتابة “عبد الجواد”، وإبداعه، يري الشاعر عاطف عبد المجيد: لم يكن خيري عبد الجواد، يعتبر نفسه مثقفًا يكتب عن هذه الطبقة الشعبية التي ولد وعاش بين أهلها، بل كان يُعدُّ نفسه ابنًا لها. لقد تطوَّر وعي خيري عبد الجواد بهذه الثقافة الشعبية منذ صدور مجموعته القصصية الثانية ” حرب أطاليا “، فراح يُكْملُ تِجْواله مُتنزِّهًا بين ألف ليلة وليلة والسِّيَرِ الشعبية وحكايات الجان وكتب السحر وأهازيج الأطفال وكتب الأخبار والرحالة العرب والأساطير سواء أكانت شفهية أم كانت مكتوبة والتراث المحكي العربي. وقد وجد في كل هذا بعض الأشكال والتقنيات التراثية القديمة التي تصلح لإثارة الدهشة في هذه الأيام.
الموت الوتد الذي أقام عليه “خيري عبد الجواد”خيمة الكتابة
وفي تقديمه لرواية “العاشق والمعشوق”، والصادرة عن دار نهضة مصر للنشر 2009، يذهب الكاتب سعد القرش ــ وأحد المشاركين في إحدي جلسات ملتقي صدي ذاكرة القصة المصرية ــ إلي أن خيري عبد الجواد: “خيري، لم يرهب الموت، وإنما حاوره طويلا، و”توهم" أنه انتصر عليه، فإذا هو يباغته إنهاء لمحاورات أثمرت نحو عشرة أعمال ترشحه لأن يظل الأكثر غزارة في أبناء هذا الجيل. يكاد يكون الموت الوتد الذي أقام عليه خيمة الكتابة.
عمال المطبعة يفرضون الرقابة علي توهمات خيري عبد الجواد
ويلفت “القرش” إلي: صدرت رواية “كتاب التوهمات” عام 1992 غير كاملة، إذ اعترض بعض عمال المطبعة في هيئة الكتاب علي ألفاظ وسطور رأوا فيها خروجا علي الأدب، رضخ خيري للضغوط، ووافق علي الحذف والتعديل، خوفا من تصعيد الأمر الذي ينتهي عادة برفض الناشر، وحين أراد نشر الرواية كاملة، بعد سنوات، لم يجد الأصل، فعاد إلي النص الكامل الذي نشر في “الأهرام المسائي”.
في الصفحة الأخيرة من التوهمات إشارة إلي أن للمؤلف تحت الطبع، رواية عنوانها “سيرة أمينة مرشد” لم تصدر قط. وقد تحمس كثيرون للتوهمات كتجديد روائي، وإن كتب خيري شلبي، مقالا تبدو قسوته من عنوانه: “كتاب التوهمات.. رواية شبابية جديدة: شكل مقحم ولغة مستعارة وإفراط في الواقعية”. في الفترة التالية راوغ خيري عبد الجواد الموت، وقدم أشكالا أخري للحكي الشعبي، في قصص وروايات منها “العاشق والمعشوق” 1995 والأكثر حظا بين أعماله، وإن لم تأخذ حقها من الدراسة، لأسباب تخص نقاد كسالي، يحلو لهم إراحة النفس بقولبة الكتاب.